صحبة الخير
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ }الحجرات13

{إِنَّ هَـذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً }الإسراء9

يسعدنا ان تشارك معنا
صحبة الخير
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ }الحجرات13

{إِنَّ هَـذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً }الإسراء9

يسعدنا ان تشارك معنا
صحبة الخير
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

صحبة الخير

منتدي اسلامي ثقافي دعوي اجتماعي عام
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
 
بسم الله الرحمن الرحيم

رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ
صدق الله العضيم


 

  الغل.. والطريق إلى الهاوية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أم عبد الرحمن
عضو ملكي
أم عبد الرحمن


عدد المساهمات : 1760
نقاط : 2851
السٌّمعَة : 9
تاريخ التسجيل : 28/08/2010

 الغل.. والطريق إلى الهاوية  Empty
مُساهمةموضوع: الغل.. والطريق إلى الهاوية     الغل.. والطريق إلى الهاوية  Emptyالخميس مايو 17, 2012 9:57 pm

يقول النبي قال صلى الله عليه وسلم: (لا تحاسدوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا [أي المقاطعة]، وكونوا عباد الله إخوانًا) [متفق عليه].
يقول
العلامة ابن حجر رحمه الله معلقًا على هذا الحديث: (أي لا تتعاطوا أسباب
البغض؛ لأن البغض لا يُكتَسب ابتداءً... وحقيقة التباغض أن يقع بين اثنين،
وقد يطلق إذا كان من أحدهما، والمذموم منه ما كان في غير الله تعالى؛ فإنه
واجب فيه، ويثاب فاعله لتعظيم حق الله، ولو كانا أو أحدهما عند الله من أهل
السلامة، كمن يؤديه اجتهاده إلى اعتقاد ينافي الآخر؛ فيبغضه على ذلك وهو
معذور عند الله) [فتح الباري، ابن حجر، (17/231)].

أخي الشاب:
وقد
حرَّم الله على المؤمنين كل ما من شأنه أن يوقع بينهم العداوة والبغضاء،
كما قال تعالى: {إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ
الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ
عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ}
[المائدة:91]، ومن ثَم كان الحقد محرمًا؛ لأنه سبب رئيس في وقوع العداوة
والبغضاء بين المسلمين.



خطورة الغل وضرره:

1ـ التعاسة والشقاء في نفس الحاقد:

يقول الشيخ محمد صالح المنجد حفظه الله: (والحقد حين تحليله يتبين من عناصره ما يلي:

أولاً ـ الكراهية الشديدة والبغض العنيف.

وثانيًا ـ الرغبة في الانتقام وإنزال السوء بمن يكرهه الحاقد.

وثالثًا
ـ تخزين العنصرين السابقين في قرارة النفس، وتغذيتهما بالأوهام والتصورات
والاسترجاعات المختلفة للمشاهد، مع مثيرات جديدة للكراهية والرغبة في
الانتقام.

تتفاعل هذه كلها تفاعلاً يأكل نفس الحاقد من الداخل،
وتتغلغل هذه الدوافع في النفس تغلغلاً يسبب التآكل الداخلي، والانهيار في
النهاية في نفس الحاقد؛ لأنه يُشغل القلب، ويُتعب الأعصاب، ويُقلق البال،
ويَقضُّ المضجع، وقد تُظلِم الدنيا في وجه الحاقد، وتضيق به على سعتها،
وتتغير معاملته حتى لأهله وأولاده؛ لأن الحقد يضغط عليه من كل جانب، وقد
تتسع دائرة الحقد لتشمل الأبرياء، كما لو كرهت امرأة زوجها لإهانته وشتمه
لها وتعذيبها، فقد تكره جميع الرجال، أو يظلم والد ولده ويذيقه ألوان
العذاب ويقسو عليه ويحرمه ألوان العطف والحنان، فيكره الولد كل الآباء ...
وهكذا) [تصفية النفوس من الأحقاد للشيخ: محمد صالح المنجد].

(فلا
تحقد على أحد؛ فالحقد ينال منك أكثر مما ينال من خصومك، ويبعد عنك أصدقاءك
كما يؤلِّب عليك أعداءك، ويكشف من مساوئك ما كان مستورًا، وينقلك من زمرة
العقلاء إلى حثالة السفهاء، ويجعلك بقلب أسود ووجه مُصفَر، وكبد [حرّى])
[حرمة المسلم على المسلم، ماهر ياسين الفحل، ص(14)].

الحقد يجلب الحسد:

فأنت
إذا حقدت على أخيك المسلم؛ فلاشك أنك ستحسده على النعم التي أفاء الله بها
عليه، وأنك سَتُسَرُّ بالمصائب التي تصيب أخاك المسلم، وهذا بلاشك من صفات
المنافقين الذين يتربصون بالمؤمنين الدوائر؛ قال تعالى: {وَيَتَرَبَّصُ
بِكُمُ الدَّوائِرَ عَلَيْهِم دَائِرةُ السَّوءِ} [التوبة: 98]، ولعل الحقد
يزداد عند بعضهم فيدفعه على التشمت بالآخرين.

فالحسد آفة عظيمة،
فهو من كبائر الذنوب؛ (لأنه يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب؛ ولأنه من
خصال اليهود، كما قال الله تعالى: {أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا
آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ} [النساء: 54]، وقال تعالى: {وَدَّ كَثِيرٌ
مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ
كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ} [البقرة: 109]) [لقاءات الباب
المفتوح، الشيخ ابن عثيمين، اللقاء رقم (165)].

الغل والحقد مدعاة إلى فساد ذات البَين:

وهذا
أمر طبيعي؛ فالإنسان الذي يحقد على أخيه المسلم سيدعوه هذا إلى مقاطعته
وهجره، والعكس صحيح؛ فمن علم أن هناك من يحقد عليه من المسلمين، فمن المؤكد
أنه سيهجره ويقاطعه، وهو أمر مخالف لشرع الله تعالى؛ يقول صلى الله عليه
وسلم: (إياكم وسوء ذات البَين، فإنها الحالقة) [حسنه الألباني في صحيح سنن
الترمذي، رقم (2508) (فالحالقة هي الخصلة التي من شأنها أن تحلق أي تهلك
وتستأصل الدين؛ كما يستأصل الموسى الشعر) [تحفة الأحوذي، المباركفوري،
(6/301)].

الغل طريق موصلة للكذب والغيبة والنميمة:

فالغل
يؤدي بك إلى أن تتكلم في أخيك المسلم بما لا يحل، وقد يئول بك ذلك إلى
الكذب عليه أو غيبته وإفشاء سره وهتك ستره؛ بل ربما دفعك ذلك إلى وشايته
بما يئول إلى قتله، إلى غير ذلك من الأضرار التي تنجم عن الحقد؛ كالاستهزاء
به والسخرية منه، وإيذاءه بالضرب، أو أن تمنعه حقه من قضاء دَين أو صلة
رحم أو رد مظلمة، وكل ما ذُكِرَ من أضرار الحقد إنما هي معاصٍ يُحاسَب
عليها العبدُ يوم القيامة، ويجد ذلك مكتوبًا في كتاب لا يغادر صغيرة ولا
كبيرة إلا أحصاها، وسيكون حينذاك الندم، لكن لا ينفع الندم.

فمن
امتلأ قلبه بالغل والحقد سيسعى جاهدًا أن يَحُطَّ من منزلة من يحقد عليه
بين الناس بالغيبة والنميمة، ونشر الأكاذيب والأراجيف حوله، والغيبة
والنميمة من كبائر الذنوب وصاحبها على خطر عظيم، كما قال تعالى: {يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ
بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم
بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا
فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ}
[الحجرات: 12].

وقد ترى هذا بكثرة للأسف الشديد بين أوساط الدعاة
وطلبة العلم، ممن لم يتحلوا بأخلاق العلم والعلماء؛ فتجد بعضهم يتكلم على
بعض وتنتشر الاتهامات بالتبديع والتفسيق، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

الغل والحقد يوقع صاحبه في مجموعة من الأمور المحرمة:

قال الغزالي: (والحقد يثمر ثمانية أمور:

(1) الحسد: وهو أن يحمل الحاقد على أن يتمنى زوال النعمة عن المحقود عليه، فيَغتَم بنعمة إن أصابها، ويُسَر بمصيبة إن نزلت به.

(2) أن يزيد الحاقد على إضمار الحسد في الباطن، فيشمت بما أصابه من البلاء.

(3) أن يهجر ويصارم وينقطع عنه، وإن طلب وأقبل على المحقود عليه وهو دونه.

(4) أن يعرض الحاقد عن المحقود عليه استصغارًا له.

(5) أن يتكلم الحاقد في المحقود عليه بما لا يحل؛ من كذب، وغيبة، وإفشاء سر، وهتك ستر، وغيره.

(6) أن يحاكي الحاقد المحقود عليه استهزاء به، وسخرية منه.

(7) الاعتداء عليه بأي صورة من الصور.

(Cool أن يمنعه حقده من قضاء دَيْن، أو صلة رحم، أو رد مظلمة، وكل ذلك حرام) [إحياء علوم الدين، الغزالي، (2/369)].

الغل والحقد قد يدفع صاحبه إلى القتل:

كما
حدث مع ابني آدم عليه السلام حين قتل أحدهما الآخر بسبب الحقد والحسد؛ قال
تعالى: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آَدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ
قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ
الْآَخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ
الْمُتَّقِينَ (27) لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا
أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ
رَبَّ الْعَالَمِينَ (28) إِنِّي أُرِيدُ أَنْ تَبُوءَ بِإِثْمِي
وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاءُ
الظَّالِمِينَ (29) فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ
فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ (30) } [المائدة: 27-30].

يقول تعالى
مبينًا وَخِيم عاقبة البغي والحسد والظلم في خبر ابني آدم، وهما: هابيل
وقابيل كيف عدا أحدهما على الآخر فقتله بغيًا عليه وحسدًا له، فيما وهبه
الله من النعمة وتَقَبَّل القربان الذي أخلص فيه لله عز وجل، ففاز المقتول
بوضع الآثام والدخول إلى الجنة، وخاب القاتل ورجع بالصفقة الخاسرة في
الدنيا والآخرة) [تفسير ابن كثير، (3/81-82)].

الغل والحقد يؤخر مغفرة الله للعبد:

فمن
كانت بينه وبين أخيه شحناء وبغض؛ لا يغفر الله له حين ترفع الأعمال لله عز
وجل يوم الاثنين والخميس من كل أسبوع، كما قال صلى الله عليه وسلم: (تفتح
أبواب الجنة يوم الاثنين ويوم الخميس، فيغفر لكل عبد لا يشرك بالله شيئًا،
إلا رجلاً كانت بينه وبين أخيه شحناء، فيقال: أنظروا هذين حتى يصطلحا،
أنظروا هذين حتى يصطلحا، أنظروا هذين حتى يصطلحا) [رواه مسلم].

ورقة عمل:

1.لا
تنم أخي الشاب، وتضع رأسك على السرير، وليس في قلبك شيء من الحقد والحسد
والغل لأحد من الناس سواء كان هذا من الأسرة أو الأصدقاء أو الأقارب.
2.عندما تغضب من شخص ما، اذهب إليه وقل له: إنك تضايقت منه في كذا وكذا، حتى لا يأخذ في اعتباره ذلك، ثم سامحه واصفح عنه.

المصادر:

· تفسير ابن كثير.
· إحياء علوم الدين، الغزالي.
· تصفية النفوس من الأحقاد للشيخ: محمد صالح المنجد.
· حرمة المسلم على المسلم، ماهر ياسين الفحل.
· تحفة الأحوذي، المباركفوري.
· لقاءات الباب المفتوح، الشيخ ابن عثيمين.
محمد السيد عبد الرازق
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الغل.. والطريق إلى الهاوية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
صحبة الخير  :: القسم العام :: «۩۞۩ المنتدي العام ۩۞۩»-
انتقل الى: