جلال العسيلى مشرف عام
عدد المساهمات : 5415 نقاط : 7643 السٌّمعَة : 13 تاريخ التسجيل : 16/05/2010 العمر : 62
| موضوع: طريقك للخشوع في الصلاة .. معاني نغفل عنها كثيرًا الثلاثاء مايو 08, 2012 6:24 pm | |
| طريقك للخشوع في الصلاة .. معاني نغفل عنها كثيرًا
طريقك للخشوع في الصلاة .. معاني نغفل عنها كثيرًا
فائدة: قال الترمذي الحكيم: من أراد أن يحظى بهذا السلام الذي يسلمه الخلق في الصلاة فليكن عبداً صالحاً وإلا حُرم هذا الفضل العظيم. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبعد: فهذه معاني لبعض الأذكار التي يقولها المسلم أثناء ترديده للأذان خلف المؤذن وأثناء صلاته.. فهي لازمة لمن أراد تحصيل الخشوع في صلاته.. فلابد من المسلم فهم معانيها أولاً ليستطيع تدبر معانيها بعد ذلك، إذ لا تدبر بدون فهم يسبقه.
1 - من أذكار الأذان: من السنة ترديد الأذان خلف المؤذن أثناء الأذان وليس بعد انتهائه من الأذان، وأن يقول مثل ما يقول المؤذن إلا عند قوله: "حي على الصلاة" و"حي على الفلاح" (الحيعلتين)، فيقول: "لا حول ولا قوة إلا بالله" (الحوقلة).
الحَوْلُ: الحِيْلَةُ والقدرة. (شرح النووي على صحيح مسلم (2/323)). أي: لا حول في دفع الشر، ولا قوة في تحصيل الخير إلا بالله. (المعجم الوجيز (178)). فائدة: قال الطيبي: "معنى الحيعلتين: هلم بوجهك وسريرتك إلى الهدى عاجلاً، والفوز بالنعيم آجلاً، فناسب أن يقول: "هذا أمر عظيم لا أستطيع مع ضعفي القيام به إلا إذا وفقني الله بحوله وقوته". (فتح الباري (2/132)).
2 - وعند الانتهاء من الأذان: "اللَّهُمَّ رَبَّ هَذِهِ الدَّعْوَةِ التَّامَّةِ وَالصَّلاَةِ القَائِمَةِ آتِ مُحَمَّداً الْوَسِيْلَةَ وَالْفَضِيْلَةَ وَابْعَثْهُ مَقَامَاً مَحْمُوْدَاً الَّذِي وَعَدْتَهُ".
الوسيلة: منزلة في الجنة. (شرح النووي (2/322)). الفضيلة: المرتبة الزائدة على سائر الخلائق. (فتح الباري (2/136)). مقاماً محموداً: الشفاعة. (فتح الباري (2/137)).
3 - من أدعية الاستفتاح في الصلاة: 1- "سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ وَتَبَارَكَ اسْمُكَ وَتَعَالَى جَدُّكَ وَلاَ إِلَهَ غَيْرُكَ".
سبحانك: أي أسبحك تسبيحاً بمعنى: أنزهك تنـزيهاً من كل النقائص. وبحمدك: ونحن متلبسون بحمدك. (شرح ابن ماجة (1/442)). تبارك اسمك: أي كثرت بركة اسمك، إذ وجد كل خير من ذكر اسمك. تعالى جدُّك: علا جلالك وعظمتك. (شرح النسائي (1/469)).
2 - "اللَّهُمَّ بَاعِدْ بَيْنِي وَبَيْنَ خَطَايَايَ كَمَا بَاعَدْتَ بَيْنَ المَشْرِقِ وَالمَغْرِبِ، اللَّهُمَّ نَقِّنِي مِنْ خَطَايَايَ كَمَا يُنَقَّى الثَّوْبُ الأبْيَضُ مِنَ الدَّنَس، اللَّهُمَّ اغْسِلْنِي مِنْ خَطَايَايَ بِالمَاءِ وَالثَّلْجِ وَالبَرَد".
اللهم: يا الله. (فتح الباري (11/216)). باعد: المراد بالمباعدة محو ما حصل منها، والعصمة عما سيأتي منها. (فتح الباري (2/328)). نقني: مجاز عن زوال الذنوب ومحو أثرها. (فتح الباري (2/328)). بالماء والثلج والبرد: عبَّر بذلك عن غاية المحو، فإن الثوب الذي يتكرر عليه ثلاثة أشياء منقية يكون في غاية النقاء. (فتح الباري (2/328)).
4 - التأمين بعد قراءة الفاتحة: آمين: اللهم استجب. (فتح الباري (2/373)).
5 - من أدعية الركوع: يقول أثناء الركوع بعد "سبحان ربي العظيم": 1- "سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ رَبُّ المَلاَئِكَةِ وَالرُّوحِ".
سبوح: المُبَرَّأ من النقائص والشريك، وكل ما لا يليق بالإلهية. (شرح النووي (2/443)). قدوس: المُطهر من كل ما لا يليق بالخالق. (شرح النووي (2/443)). الروح الأمين وروح القدس: جبريل عليه السلام. والروح: النفس. (المعجم الوجيز (218)).
2- "سُبْحَانَ ذِي الجَبَرُوتِ وَالمَلَكُوتِ وَالكِبْرِيَاءِ وَالعَظَمَةِ".
الجبروت: مبالغة من (الجَبْر) وهو القهر. الملكوت: مبالغة من (الملك) وهو التصرف. والمعنى: صاحب القهر والتصرف البالغ كل منهما غايته. (شرح النسائي (1/536)). الكبرياء: العظمة والسلطان. (شرح النسائي (1/536)).
6 - من أدعية الرفع من الركوع: أثناء رفع المصلي من الركوع وقبل أن يستتم قائماً يقول: "سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ".
سَمِعَ: أجاب. ومعناه: أن من حمد الله تعالى متعرضاَ لثوابه، استجاب الله تعالى له وأعطاه ما تعرض له. (شرح النووي (2/432)). وبعد أن يستتم قائماً يقول: "رَبَّنَا لَكَ الحَمْدُ مِلْءُ السَّمَاوَاتِ والأَرْضِ، وَ مِلْءُ مَا شِئْتَ مِنْ شَيْءٍ بَعْدُ، أَهْلَ الثَّنَاءِ وَالمَجْدِ أَحَقُّ مَا قَالَ العَبْدُ وَكُلُّنَا لَكَ عَبْدٌ، اللَّهُمَّ لاَ مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْتَ وَلاَ مُعْطِيَ لِمَا مَنَعْتَ وَلاَ يَنْفَعُ ذَا الجَدِّ مِنْكَ الجَدُّ".
أهلَ الثناء والمجد: أي يا أهل الثناء والمجد. الثناء: الوصف الجميل والمدح. (شرح النووي (2/433)). المجد: العظمة ونهاية الشرف. (شرح النووي (2/433)). أحق ما قال العبد: أي أن أحق ما قال العبد هو: اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد. الجَد: الحظ والغنى والعظمة والسلطان، أي: لا ينفع ذا (صاحب) الحظ في الدنيا بالمال والولد والعظمة والسلطان منك حظُّه. والمعنى: لا ينجيه حظه منك، وإنما ينفعه وينجيه العمل الصالح. (شرح النووي (2/434)).
7 - من أدعية الجلسة بين السجدتين: 1- "رَبِّ اغْفِرْ لِي، رَبِّ اغْفِرْ لِي". 2- "رَبِّ اغْفِرْ لِي وَارْحَمْنِي وَاهْدِنِي وارْزُقْنِي وَعَافِنِي واجْبُرْنِي".
المغفرة: ستر الذنب والعفو عنه. (الشرح الممتع على زاد المستقنع للشيخ ابن العثيمين (3/108)). اجبرني: اغنني. (النهاية لابن الأثير (1/236)). الجَبْرُ: يكون من النقص، وكل إنسان ناقص مفرط مسرف على نفسه بتجاوز الحد أو القصور عنه. (الشرح الممتع (3/109)).
8 - التشهد: "التَّحِيَّاتُ للهِ وَالصَّلَوَاتُ وَالطَّيِّبَاتُ، السَّلاَمُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ، السَّلاَمَ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللهِ الصَّالِحِيْنَ،أَشْهَدُ أنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ. اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيْمَ وعَلَى آلِ إِبْرَاهِيْمَ إِنَّكَ حَمِيْدٌ مَجِيْدٌ، اللَّهُمَّ بَارِكْ عَلَى عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيْمَ وعَلَى آلِ إِبْرَاهِيْمَ إِنَّكَ حَمِيْدٌ مَجِيْدٌ". التحيات لله: أنواع التعظيم له. (فتح الباري (2/445)). الصلوات: العبادات كلها. (فتح الباري (2/445)). الطيبات: الأعمال الصالحة. (فتح الباري (2/446)) . السلام عليك أيها النبي: هو دعاء بمعنى سَلِمْتَ من المكاره. (فتح الباري (2/447)). رحمة الله: إحسانه. (فتح الباري (2/448)). عباد الله الصالحين: الأشهر في تفسير "الصالح": أنه القائم بما يجب عليه من حقوق الله، وحقوق عباده، وتتفاوت درجاته. فائدة: قال الترمذي الحكيم: من أراد أن يحظى بهذا السلام الذي يسلمه الخلق في الصلاة فليكن عبداً صالحاً وإلا حُرم هذا الفضل العظيم. وقال الفاكهاني: ينبغي للمصلي أن يستحضر في هذا المحل جميع الأنبياء والملائكة والمؤمنين، يعني ليتوافق لفظه مع قصده. (فتح الباري (2/448)). اللهم: يا الله. (فتح الباري (11/216)). صلِّ: معنى صلاة الله على نبيه: ثناؤه عليه عند ملائكته، ومعنى صلاة الملائكة عليه: الدعاء له. (فتح الباري (11/216)). حميد: مَنْ حصل له مِنْ صفات الحمد أكملها. (فتح الباري (11/226)). مجيد: من كمل في الشرف. (فتح الباري (11/226)).
9 - من أدعية بعد التشهد الأخير وقبل السلام: 1- "اللَّهُمَّ إِنِّي أّعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ جَهَنَّمَ وَمِنْ عَذَابِ القَبْرِ وَمِنْ فِتْنَةِ المَحْيَا وَالمَمَاتِ وَمِنْ شَرِّ فِتْنَةِ المَسِيْحِ الدَّجَّالِ".
الفتنة: الامتحان والاختبار. (فتح الباري (2/453)). فتنة المحيا: ما يعرض للإنسان مدة حياته من الافتتان بالدنيا والشهوات والجهالات، وأعظمها -والعياذ بالله- أمر الخاتمة عند الموت. (فتح الباري (2/453)). فتنة الممات : فتنة القبر. (فتح الباري (2/453)).
2- "اللَّهُمَّ إِنِّي أّعُوذُ بِكَ مِنْ المَأْثَمِ وَالمَغْرَمِ". المأثم: الإثم. (فتح الباري (11/245)). المغرم: الدَّيْن. (فتح الباري (2/454)).
فائدة: ما يُنـزه الله عنه: قال الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله: التسبيح: التـنـزيه، والذي ينـزه الله عنه أمور: أحدها: مطلق النقص، والثاني: النقص في كماله، والثالث: مشابهة المخلوقين، فهذه ثلاثة أشياء ينـزه الله عنها. أما الأول: فينـزه عز وجل عن الجهل والعجز والضعف والموت والنوم وما أشبه ذلك. وأما الثاني: فينـزه عن التعب فيما يفعله كما في قوله تعالى: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِن لُّغُوبٍ} [ق:38]. فالقدرة والخلق لا شك أنها كمال، لكن قد يعتريها النقص بالنسبة للمخلوق؛ فالمخلوق قد يصنع باباً وقد يصنع قِدراً وقد يبني بناء ولكن مع التعب والإعياء، فيكون هذا نقصاً في الكمال، أما الرب عز وجل فإنه لا يلحقه تعب ولا إعياء حتى مع خلقه لهذه المخلوقات العظيمة: السموات والأرض. وأما الثالث: مشابهة المخلوقين، فإن مشابهة المخلوقين نقص، لأن إلحاق الكامل بالناقص يجعله نقصاً، بل مقارنة الكامل بالناقص يجعله ناقصاً، كما قيل: ألم تر أن السيف ينقص قدره إذا قيل إن السيف أمضى من العصا لأنك لو قلت: عندي سيف حديد قوي أمضى من العصا، فسيفهم الناس من هذا السيف أنه ضعيف، لأن قولك: "أمضى من العصا" معناه أن ليس بشيء. (الشرح الممتع (3/75، 76)). وصلى اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.
تنبيه: ليس المقصد من هذا البحث جمع الأذكار الواردة في السنة.. وإنما شرح لبعض هذه الأذكار.. ولذا فهناك أدعية أخرى لم تذكر هنا.. وهناك روايات أخرى للأدعية المذكورة هنا وصحت أيضاً عن النبي صلى الله عليه وسلم. كتبه : أبو معاذ السكندري (طريق الإسلام)
| |
|