على ذوى العقول السليمة وأولي البصيرة أن يعتزوا بهويتهم الإسلامية النفيسة ويحذروا من أن تسلب منهم بالتقليد الأعمى، والانسياق وراء الشعارات الواهية والصيحات الباطلة.
يا ذا العقل المفكر والقلب النابض من الذي تقلده؟ ولماذا تقلده؟ وماذا جنيت من هذا التقليد؟ وأي عاقل يقدم بصره فدية وثمنا للتقليد ويصبح أعمى البصر والبصيرة تجره العولمة المفسدة, تضلله الطرق جريا وراء الأنماط الغربية المشينة, تتحكم في سكناته وحركاته رواد المخالفات الشرعية, فتسجن فكره وقلبه, أصبح حيا ميتا.
يلبس ثيابهم, يتكلم بلغتهم ويفرح لفرحهم ويحتفل بأعيادهم,.......
هذا عيد الأم, وذاك عيد الحب, وعيد شم النسيم, وعيد رأس السنة (الكريسماس),.....
يا أيها المسلم, يا من تحمل بطاقتك الشخصية هويتك مسلم، من أي بلد كنت؟ ألم تعلم أن الله سبحانه وتعالى قد جعل لأمة محمد عيدين لا ثالث لهما هما: العيد الأضحى وعيد الفطر.
فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما فقال: ما هذا اليومان؟ قالوا: "كنا نلعب فيهما في الجاهلية فقال صلى الله عليه وسلم: إن الله قد أبدلكم به خيرا منهما يوم الأضحى ويوم الفطر" أخرجه أبو داود والنسائي بسند صحيح.
هكذا يتضح أن في الاحتفال بغير أعياد المسلمين ابتداع يخالف أوامر رسولنا صلى الله عليه وسلم
وكيف تكون من خير أمة أخرجت للناس وتعظم وتحتفل بما لم يشرعه الله عز وجل
قال الله تعالى: "وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ" سورة الحج.
وكيف تسأل الله فى كل ركعة "اهدنا الصراط المستقيم ,صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين" سورة الفاتحة.
تطلب من الله أن يعرفك ويعينك على الصراط المستقيم طريق التقوى وتسلك سبيلهم مختارا راضيا.
عليك مخالفة أي بدعة ومحاربتها بعدم المشاركة وتوعية من حولك وزيادة إدراكهم لخطورة ما يقترفون.
وفي الحديث الشريف: "من سن في الإسلام سنة حسنة كان له أجرها وأجر من عمل بها....."رواه مسلم.
فكن صاحب سنة حسنة، ولاتكن ممن يقلدون ويشاركون ويحتفلون بأعياد اليهود والنصارى.
اعرف عدوك الذي عصى ربه، ويحاول أن يجعلك غير مسلم فعجز فقرر أن يجعلك مسلما بدون إسلام.
مسلم يهدى ورودا حمراء، ويتبادل التهاني ويتفاخر بالاحتفال بعيد الحب! ما هذا العيد؟ يروج الإعلام الغربي له بحملات كثيرة، ويشن هجمات شرسة لطمس معالم هويتك والقضاء عليها.
ينشر الرذيلة فى ثوب الفضيلة تلبيسا وتدليسا على المسلمين، ذلكم العيد الخبيث له اسم آخر عندهم وهو عيد القديس فالنتين، هذا القديس الذي وقع في غرام ابنة السجان وظل يراسلها رسائل غرامية
فانظر إلى هذا التناقض العجيب، قسيس يفعل ذلك ولايشك عاقل أن هذا لا يفعله إلا من ضعف إيمانه وقل صلاحه! تم إعدام هذا القديس الخائن الآثم ومن يومها يحتفل بيوم إراقة دمه.
احذر هذه الأعياد البدعية الكفرية وحذر الناس منها.
اعتز بدينك وكن مميزا ومتميزا فأنت خليفة الله فى أرضه.
أحبك الله وسخر لك الكون كله لخدمتك، لتكن أنت في خدمة الله وتعمير أرضه لتثبت حبك لله ورسوله
لست بحاجة إلى عيد الحب، فالحب في ديننا قيمة وسلوك وأساس لكل أنواع الروابط بيننا.
نحن من اتباع الدين الحنيف الذى يحث على التألف والمودة والحب في كل الأيام في كل وقت وحين، لا في يوم بعينه، بل ويأمرنا الرسول أن نعترف ونظهر هذا الحب لمن نحب.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا أحب الرجل أخاه فليخبره أنه يحبه" رواه أبو داود وصححه الألباني، وترى أن عاطفة المسلم تمتد لتشمل حتى الجمادات، فهذا جبل أحد نحبه ويحبنا هكذا عرفنا الرسول صلى الله عليه وسلم، ـ والحديث رواه البخاري وغيره ـ، وليس الحب قاصرا على صورة واحدة بين الرجل والمرأة، فهو أشمل وأعم من ذلك القصور، فهناك حب الله تعالى، وحب رسوله صلى الله عليه وسلم وصحابته، وحب أهل الخير والصلاح وأهل الطاعات وفى كل ذلك أجر ومثوبة من الله وسعادة الدنيا والآخرة.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تحابوا، أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم, أفشوا السلام بينكم"رواه مسلم.
والبداية للتغير والاصلاح تكون من المنزل حيث يحرص الأهل على توعية الأبناء (بنين وبنات) لحمايتهم من التقليد الأعمى.
فلا يقبل مسلم عاقل أن يعبر عن حبه بالاحتفال في يوم يرمز لإعدام قسيس؟1
خزي علينا وعار على كل مسلم، أن يتفشى أمر اشتهار هذا العيد الغريب على ديننا ومجتمعنا ونقف أفرادا وأسرا موقف المتفرج، نشاهد المراهقين والمراهقات الذين يخرجون للاحتفال دون تحقق من مكان تواجدهم، وماذا يفعلون في هذا اليوم!