مراجعات مع عام مضى :
لماذا ؟
يحتاج المرء دوما أن ينظر بعين الإتعاظ والإعتبار لما جرى له فى عامه المنصرم .
ليهون عليه الحساب فى الآخرة .
وليحقق قول أمير المؤمنين عمر – رضى الله عنه – حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا .
ليطمأن بالا ويرتاح نفسا ويقرّ قلباً ويسعد فى حاله مع الله والنفس والناس .
ماذا يُراجع ؟
1. ماذا كانت حالته مع خالقه .
2. أَكَان لله خاشعاً متذللاً مُحباً دائما ومُتقرّبا .
3. أَكَان مع الله فى صباحه ومسائه وحال شربه وطعامه ونومه ويقظته .
4. أَكَان مع الله فى خوف ومراقبة لرزقه , وهل شابهه حرام أم كان حلالا طيبا .
5. أَكَان لله طائعاً وله عابداً ولدينه عاملاً .
6. أَكَان متينا فى الخلق , مثقفا فى الفكر , سليما فى العبادة , صحيحا فى العقيدة .
7. أَكَان نافعا لغيره , منظماً فى شئونه , مفتاحاً للخير , مغلاقاً للشر .
8. أَكَانَ مع الله محافظاً على الصلوات إقامة وخشوعاً مجاهداً نفسه أن يجعلها فى الجماعة.
9. أَكَان مع دعوة الإسلام محباً ولأهلها مجالساً ولرفعتها بسلوكه عاملا.
10. أَكَان للدنيا مٌطلّقا وللحور العين متشوّقا ولمهرها مُقدّما ومُسدّدا .
11. أَكَان للحظة خروج الروح دائماً مستعدا وللقاء ملك الموت متهيأً.
12. أَلَامَسَ قلبه فى عامه المنصرم كثيرا من التأثر بحال المسلمين.. كالصومال الجياع .
13. أَدَمِعَتْ عيناه ولو مرة فى عامه المنصرم من خشية الله.
14. أَسَمِعَ فى عامه المنصرم ولو مرة واحدة آية وقعت فى قلبه فهزّته هزاً ومَزّقته تمزيقاً وطَرحَتْهُ مغشياً على أرضه.
15. أَصَامِ فى عامه المنصرم رمضان صياما لله طيباً ولروحه كان فيه مُزكّيا وعلى القيام والتراويح كان محافظاً.
16. أَتَصَدَّقَ فى عامه المنصرم بإستمرار ولو كان بالقليل ليستظل بها فى قيامته .
17. أَزَكّى زكاة ماله وأقام بها ركن دينه .
18. أَوَدَّعَ فيه مَيّتاً وعزّى فيه أهلونه وواساهم ووقف بجانبهم.
19. أَتَحلّى فيه بذوقيات التعامل مع خَلْق الله وأدبيات التحاور ورقّة المشاعر وجمال الأحاسيس.
20. أَزَارَ المرضى وأسرع اليهم وسأل الله الشفاء لهم وأشعرهم بحبه وتأثره بما لحق بهم ونزل عليهم وأهداهم الهدية.
21. أَأَحْسَنَ إلى اليتامى وسأل عنهم ولو بالهاتف وبرَّ بهم ومسح على رؤوسهم .
22. أَكَان فيه بزوجته رحيما ولها مُحبّاً ومن النار واقيا ولصدرها بالحنان ودفء المشاعر عامراً ومُهيمناً.
23. أَكَان فيه ببنيه مُربيا وناصحاً ومشاوراً وعادلاً ومتلاطفاً أم كان متسلطاً وقاسياً ومنهم وعنهم مبتعداً.
24. أَكَان فيه لجيرانه مُسْعَِداً ولهموهم مُزيحا ولكروبهم كاشفا ً ولراحتهم والحرص عليهم ساعياً ومحافظاً .
25. أَكَان فيه مع وظيفته نموذجاً , بخلقه يقتدى الغير , وبقيمه وأدبه يؤثّر , وبتفوقه الوظيفى يفوق ويظفر .
26. أَكَان فيه على الإخلاص حريصا ولتحصيله وتحقيقه مجتهدا وللنيّة دائما عاقداً ولها مُجدّداً .
27. أَكَان فيه لغايته النبيله - رضا الله يعمل – وله يسعى ويسجد .
28. أَكَان فيه للقرآن تالياً وعلى قرائته حريصا ومحافظا ولختمته غير ناسياً .
29. أَكَان فيه بالدعاء دوماً متضرعاً وبه متذللا بين يدى خالقه ومنطرحا وسائلا وراجياً .
30. أَكَان فيه للوطن مُحباً وعليه غيورا ومحافظاً ولإستقراره وأمنه ساعياً وللفتن وائداً ومُتصدياً .
31. أَكَان فيه لبناء وطنه ولمصلحة بلاده مُنتجا وعاملاً له وإيجابياً ومتفاعلاً .
32. أكان فيه على السنن الرواتب محافظاً يراجع نهاية يومه الإثنى عشرة ركعة هل أداها كاملة أم راح منها شيئا.
33. أَكَان فيه لأمراضه معالجاً وبأسباب الصحة والعافية حريصا ومحافظا.
34. أكان فيه للعمرة مؤديا وللحج راجيا ربه وسائلا .
وقفة صادقة
حقيقة , يحتاج الأمر إلى الوقوف وقفة صادقة للمراجعة وليكن المراجع نفسه صادقا فى مراجعته
( مع الله ... مع الناس ... مع النفس ) .
وقتها سيجد الواحد منا قصورا كبيرا وهنا وجب الإجتهاد على التقويم وتجبير المكسور من السلوك والقيم والعمل بصدق نحو التغيير لكل جميل ورائع .
وسيجد أيضا الواحد منا تفوقاً فى جانب أو أكثر وهنا يتوجب الشكر لله على التوفيق وسؤاله الثبات على ماوفقه إليه ويرجوه أن يكرمه بالمزيد .
إذن نعنى بذلك محاسبة النفس بشدة قبل أن يأتى يوم لا عمل فيه ولاجبر ولاتعديل ولاسعى ولاتطوير ,
وإنما ميزان وحساب نرجوه تعالى نجاحا فيه ورحمة منه وسترا جميلا , فلا أحد منا سينجو إلا برحمته سبحانه وتعالى .
يارب ... أُجْبُرْ الكَسْر
يارب .. كَسْرُنا لا يجبُره إلا لطفك وحنانك ، وفقرنا لا يُغنيه إلا عطفك وإحسانك ، وروعتنا لا يُسَكِّنها إلا أمانك ، وذلتنا لا يعزها إلا سلطانك ، وأمنيتنا لا يبلغنا إياها إلا فضلك ، وحاجتنا لا يقضيها غيرك ، وكربنا لا يُفرّجه إلا رحمتك ، وضُرّنا لا يكشفه إلا رأفتك ، ولوعتنا لا يُطفئها إلا لقاؤك ، وشوقنا إليك لا يطفئه إلا النظر إلى وجهك ، وقرارنا لا يَقَرُّ دون دُنونا منك ، ولهفتنا لا يردها إلا رَوْحك ، وسقمنا لا يبَرّئه إلا صفحك ، ورَيْن قلوبنا لا يجلوه إلا عفوك ، ووسواسَ صدورنا لا يزيحه إلا أمرك .
فيا منتهى أمل الآملين و يا غاية سؤل السائلين ويا أقصى طلبة الطالبين ويا أعلى رغبة الراغبين ويا وليّ الصالحين ويا أمان الخائفين ويا مجيب دعوة المضطرين ويا ذخر المعدمين ويا كنز البائسين ويا غياث المستغيثين ويا قاضي حوائج الفقراء والمساكين ويا أكرم الأكرمين ويا أرحم الراحمين .. لك تَخضُّعنا وسؤالنا وإليك تضرعنا وإبتهالنا .
نسألك أن تنيلنا والمسلمين وبلادهم من روح رضوانك وتديم علينا والمسلمين ّوبلادهم نعم إمتنانك ، وها نحن بباب كرمك واقفون ولنفحات برّك متعرّضون ، وبحبلك الشديد معتصمون ، وبعروتك الوثقى مُتمسكون .