لعل الحديث عن الصلاه في هذا الزمان امر رجعي وتطرف ديني , او حديث ممل , او ربما قال البعض : نحن في ازمه , بل العالم كله في ازمه والوقت غير مناسب للحديث عن الصلاه
ولكني بحثت فلم اجد انسب من الحديث عن الصلاه , فالنبي صلى الله عليه وسلم كان اذا حزبه امر فزع الى الصلاة و قال " ارحنا بها يا بلال"
اما نحن فنفزع الى سجاره , او اغنيه , او مسرحيه , او اتصال بصديق
فالصلاة عماد الدين وصلة بين العبد وربه وهي الفرق بين الكفر والاسلام
وقد شرعها الله تعالى ولم يجعل لتركها عذرا , وجعل لكل حدث او مناسبه صلاه , فصلاة الخوف وصلاة الاستسقاء وصلاة الحاجه
وكيف لطالب لا يداوم في المدرسه يرجو ان ينجح اخر السنه
وما اغبى ذلك المرابط في ميادين التغيير والتحرير لينال الشهاده او يحقق النصر وهو لا يصلي, يذكرني بصديقتي التي كانت تسارع للذهاب الى الجامع لتصلي التروايح ولا تصلي العشاء ولعل سؤ احوالنا وفساد ذات بيننا سببه التهاون في امر الصلاه , فكم من مسلم بالهويه لا يعرف للمسجد طريقا
ويسمع نداء الله اكبر مجلجلا وكان الامر لا يعنيه
وفي حواري مع شاب تارك للصلاه وضع النقاط على الحروف قائلاً : السبب اهلي ورفاق السؤ
ودائماً وابداً نجد هذين السببين هما وراء كل المصائب والرزايا
تهاونا في الصلاه حتى اصبح تركها امر غير مستغرب بل اصبح الغريب هو المداومه عليها
ومن النادر جداً ان تجد رجل قلبه معلق بالمساجد , للكنك ستجد من قلبه معلق ببنت الجيران , ومعلق بالاغاني والافلام والمسلسلات , ومعلق بالاموال والعقارات , ومعلق بحب الدنيا والشهوات
انت مابتصليش ليه:
ومما يحز في النفس ان تجد اديباً ومثقفاً ودكتوراً جامعياً لا يصلي ,وهذا هو الجهل بعينه , فعلم لا يقود الى الله ولا يوصل العبد بربه ليس بعلم" وانما يخشى الله من عباده العلماء"
وكثيراً ما اسمع قول قائل : فلان ما شاء الله عليه كل الصفات الحلوه فيه " غير عيب واحد , ما يصليش" ؟؟؟
وهل بعد ترك الصلاة عيوب , واي عيب اكبر من ترك الصلاه؟
وكيف لمن لا يعرف حق ربه الخالق المنعم المتفضل ان يعرف حقوق الناس
ونعود للمدرسه لنضرب بها الامثال , فالطالب الذي يدوام على الحضور الى المدرسه وان كان مهملاً او مقصراً او مشاغباً الا ان فرصة نجاحه موجوده ولو "بالدهفه" , بعكس الذي سجل ولم يداوم على الحضور مهما كان مثقفاً او يقرا ويطالع فمن المستحيل ان يحصل على شهاده اصلاً
وما اجمل تلك الكلمات التي قالتها عجوز طاعنه في السنه لشباب يجلسون على الارصفه يمضغون القات ويسمعون المنادي للصلاة يقول الله اكبر ولا يجيبون داعيه
" لو صيحت لواحد واتصانجك تزعل و الا لا؟ قال لها الشباب : ايوه نزعل
قالت : الله يصيح لكم ليش ما تجاوبوه؟
فعلا لماذا لا يجيب البعض داعي الله ؟ او كما قال الشيخ محمد حسين يعقوب في احدى محاضراته: انت مابتصليش ليه؟ هو عملك ايه ؟
اللي مابيصليش الحائض والنفساء وانت ايه؟
صلي بدون خشوع:
يقول البعض كيف اصلي ولا يوجد خشوع ؟ نقول له الخشوع ليس من اركان الصلاه , والصلاه مفروضة عليك بخشوع او بغير خشوع , لانها تسجيل حضور يومي , كالطالب تماماً مطلوب منه المداومه والحضور اليومي " بنفس او بغير نفس" والا فان الاداره ستضطر لفصله من المدرسه
ولذلك من رايتموه يعتاد المساجد فاشهدوا له بالايمان
وما اجمل ما قاله احد الصالحين" ظللت اقود نفسي الى الله عشرون سنه وهي مرغمه حتى اتته وهي راغبه"
فالمداومه على الصلاه ستجلب الخشوع ,
ومن عجائب ما سمعت ان بعض الفتيات لا يلصين ؟ اتدرون لماذا ؟ حتى يصيب السواد ركبتيها من اثر السجود؟
واذا حضرت عرس اجد الاغلبيه العظمى لا تقوم للصلاه بحجة لا يقبلها عقل فكل المعازيم معذروات؟
قل لي لماذا لا تصلي؟؟
إليك
يا من أضعت مفتاح الجنه وأنت ترجو دخولها
أما سمعت قول رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" مفتاح الجنه الصلاه"
يا من يناديك الله بكل جلاله وعظمته خمس نداءات في اليوم والليله " عبدي هلُم إلى لقائي"
فتأبى إلا أن تتجاهله
أأصابك الوقر في أذنيك ؟؟؟
يقول تعالى:
"وان تدعهم إلى الهدى لا يسمعوا وتراهم ينظرون إليك وهم لا يبصرون "
والله لو ناديت حبيباً إلى قلبك وتعمد عدم إجابتك لمللت منه وانقطع حبل الود بينك وبينه
بل ربما تحملك العزه بالنفس على الانتقام منه
فهل ترضى
أن يقطع الله حبل الود الذي بينك وبينه
أم انك تستعجل انتقامه منك
" افأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون"
قل لي لماذا لا تصلي
يا ناسي الصلوات قل لي
إن الحياة بلا صلاةٍ
موتٌ فيا مسكين صلي
تشتاق أن تلقى وجوهاً
للناس من جارٍ وخلِ
وتفر من لقيا مليكٍ
هو صاحب الأجل
بالله ما ألهاك عنها
اشُغلت بالفاني الأقل
ترجو الجنان بغير قربى
تخشى العذاب ولا تصلي
أخي أجب داعي الله
وأقم الصلاه وصلي قبل ان يصلى عليك
أحـــلام القبيـلـي