كثير من الجهال اعتمدوا على رحمة الله وعفوه وكرمه, فضيعوا أمره ونهيه, ونسوا أنه شديد العقاب,وأنه لا يرد باسه عن القوم المجرمين.
ومن اعتمد على العفو مع الاصرار, فهو كالمعاند.
قال ابو محفوظ البغدادي :رجاؤك لرحمة من لا تطيعه من الخذلان والحمق.
وقال بعض العلماء:من قطع عضوا منك في الدنيا بسرقة ثلاثة دراهم,لا تأمن ان تكون عقوبته على النحو هذا .
وقيل للحسن:نراك طويل البكاء؟فقال:أخاف أن يطرحني في النار ولا يبالي.
وكان يقول:إن قوما الهتهم أماني المغفرة,حتى خرجوا من الدنيا بغير توبة,يقول أحدهم:لأني أُحسن الظن بربي, وكذب ,لو أحسن الظن لأحسن العمل.
وسأل رجل الحسن,فقال:يا أبا سعيد,كيف نصنع بمجالسة أقوام يخوفوننا حتى تكاد قلوبنا تطير؟!فقال:والله, لان تصحب أقواما يخوفونك حتى تدرك أمناً ,خير لك من ان تصحب قوما يؤمنونك حتى تلحقك المخاوف.
وفي الصحيحين من حديث أسامة بن زيد قال:سمعت رسول الله صل الله عليه وسلم يقول(يجاء بالرجل يوم القيامة, فيلقى في النار,فتندلق اقتاب بطنه,فيدور في النار كما يدور الحمار برحاه,فيطيف به اهل النار,فيقولون: يافلان, ما اصابك؟ألم تكن تأمرنا بالمعروف وتنهانا عن المنكر؟!فيقول:كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه, وأنهاكم عن المنكر وآتيه)
عن انس بن مالك قال:قال الرسول صلى الله عليه وسلم(لما عرج بي,مررت بقوم لهم أظفار من نحاس, يخمشون وجوههم وصدورهم,فقلت:من هؤلاء ياجبريل؟ فقال:هؤلاء الذين ياكلون لحوم الناس, ويقعون في أعراضهم)
وعنه ايظا قال:كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر أن يقول(يا مقلب القلوب,ثبت قلبي على دينك)فقلنا: يا رسول الله ,آمنا بك وبما جئت به,فهل تخاف علينا؟قال:نعم,إن القلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن, يقلبها كيف يشاء)
وعنه أيظا,ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لجبريل (مالي لم أر ميكائيل ضاحكا قط؟قال:ما ضحك منذ خلقت النار)
---ابن القيم /الداء والدواء---