لماذا لا تجوز الصلاة إلا باللغة العربية على عكس بقية الديانات؟
يقول تبارك وتعالى : (الر تلك آيات الكتاب المبين * إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون) [يوسف : 1-2] ، هذه الآية تدل على أن للغة العربية دور في التعقل والتدبر والتفكير ، ولذلك أنزل الله كتابه بخير لغة هي العربية وهي لغة أهل الجنة.....
إن الحكمة أنه لا تجوز قراءة القرآن إلا باللغة العربية تتلخص في عدة أسباب كما أراها :
1 -- لأنه كلام الله تعالى ، ولا يجوز لنا أن نحرف هذا الكلام أو نغير فيه حرفا واحدا.
2 -- لأن تلاوة كل حرف بحسنة ، والحسنة بعشر أمثالها. ولو ترجم القرآن لزاد عدد حروفه أو نقص.
3 -- الله تعالى قد حفظ كتابه من التبديل والتحريف : (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) [الحجر : 9]. ولو سمح الله لكل إنسان أن يقرأ القرآن بلغته الخاصة لأدى ذلك إلى تحريف القرآن ، وبالتالي فإن الله تعالى حفظ كتابه من خلال اللغة العربية.
4 -- إن السماح بقراءة القرآن بعدة لغات سوف يؤدي إلى خلل كبير في معاني القرآن لأن الناس سيختلفون في الترجمة وسيدعي كل واحد منهم أن ترجمته هي الصحيحة وبالتالي يتشتت المسلمون.
5 -- إن اجتماع المسلمين حول بيت واحد هو بيت الله ، وتوجههم باتجاه قبلة واحدة هي الكعبة ، وتلاوتهم لكتاب واحد هو القرآن ، إن هذه الأشياء تساهم في الحفاظ على وحدة المسلمين ، لكي لا يتفرقوا ويختلفوا.
6 -- إن اللغة العربية هي لغة خير البشر وأفضلهم عند الله ألا وهو نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم ، وهي لغة أهل الجنة ، وهي لغة أبينا آدم ، وهي اللغة التي يفهمها العقل ، وتؤثر على خلايا الدماغ ، وهذه النظرية تحتاج لإثبات علمي ، ولكننا نعتقد بها لأن الله تعالى أخبرنا أنه أنزل القرآن باللغة العربية بهدف الإيضاح والفهم وحسن التدبر.
وأخيرا لنتأمل هذه الآيات :
1 -- يقول المشرعون إن اللغة العربية أفضل لغة في العالم يمكن التعبير بها عن التشريعات والقوانين بدون لبس أو اختلاط ، لأنها لغة البلاغة ، ولذلك سمى الله القرآن بالحكم ، يقول تعالى : (وكذلك أنزلناه حكما عربيا ولئن اتبعت أهواءهم بعدما جاءك من العلم ما لك من الله من ولي ولا واق) [الرعد : 37].
2 -- إن اللغة العربية هي من أسباب التقوى ، يقول أيضا : (وكذلك أنزلناه قرآنا عربيا وصرفنا فيه من الوعيد لعلهم يتقون أو يحدث لهم ذكرا) [طه : 113].
3 -- إن لغة القرآن العربية هي وسيلة لزيادة التقوى ولرجوع المؤمن لربه ، يقول تعالى : (ولقد ضربنا للناس في هذا القرآن من كل مثل لعلهم يتذكرون * قرآنا عربيا غير ذي عوج لعلهم يتقون) [الزمر : 27-28].
4 -- واللغة العربية هي وسيلة لزيادة العلم ، يقول تعالى : (حم * تنزيل من الرحمن الرحيم * كتاب فصلت آياته قرآنا عربيا لقوم يعلمون) [فصلت : 1-3].
5 -- اللغة العربية وسيلة مناسبة للإنذار ، بل تتوافر فيها البلاغة والتأثير اللازم لتؤثر في نفوس الناس ، يقول تعالى : (وكذلك أوحينا إليك قرآنا عربيا لتنذر أم القرى ومن حولها وتنذر يوم الجمع لا ريب فيه فريق في الجنة وفريق في السعير) [الشورى : 7 ].
6 -- اللغة العربية وسيلة للتصديق ، لأنها تتميز بتراكيب خاصة ، ولو قام العلماء بتجارب لأدركوا ذلك ، يقول تعالى : (وهذا كتاب مصدق لسانا عربيا لينذر الذين ظلموا وبشرى للمحسنين) [الأحقاف : 12].
7 -- اللغة العربية وسيلة من وسائل الإفصاح والتبيان ، يقول تعالى : (وإنه لتنزيل رب العالمين * نزل به الروح الأمين * على قلبك لتكون من المنذرين * بلسان عربي مبين) [الشعراء : 192-195].
8 -- اللغة العربية وسيلة من وسائل التفصيل والشرح : (ولو جعلناه قرآنا أعجميا لقالوا لولا فصلت آياته أأعجمي وعربي قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء والذين لا يؤمنون في آذانهم وقر وهو عليهم عمى أولئك ينادون من مكان بعيد) [فصلت : 44].
9 -- وأخيرا اللغة العربية هي وسيلة من وسائل زيادة التعقل ، يقول تعالى : (حم * والكتاب المبين * إنا جعلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون) [الزخرف : 1-3].
بعد كل هذه الحقائق هل نبدل هذه اللغة العظيمة بغيرها؟ وهنا أود أن أدعو إخوتي وأخواتي إلى الاهتمام باللغة العربية ، في حديثهم وفي دعائهم فلا يدعوا الله باللغة العامية ، بل نتعلم اللغة العربية ونتعلم دعاء الأنبياء ودعاء النبي صلى الله عليه وسلم ، وندعو به.
بقلم عبد الدائم الكحيل