مسلم Admin
عدد المساهمات : 9693 نقاط : 17987 السٌّمعَة : 67 تاريخ التسجيل : 11/03/2010 العمر : 55
| موضوع: ضوابط العمل الدعوي الثلاثاء ديسمبر 20, 2011 9:06 pm | |
| ان الدعوة الى الله تعالى واجب شرعي على كل مسلم ومسلمة لقوله تعالى: «قل هذه سبيلي ادعو الى الله على بصيرة انا ومن اتبعني» يوسف/ 108، وقوله ايضاً«ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة»النحل/ 125، ولا تقتصر الدعوة على خطب المساجد والدروس التي يقوم بها العلماء بل هي واجبة على كل مسلم ومسلمة حسب قدرته، فكل مسلم قادر على الدعوة بسلوكه وطريقة تعامله في المجتمع في النهي عن المنكر والامر بالمعروف وبكل ما تيسر له من وسائل مشروعة سواء كان منفرداً او ضمن مؤسسة وغير ذلك، الا انه يجب على المسلم ان يراعي في كل ذلك عدة ضوابط حتى يثمر عمله وينال عليه الاجر والثواب، وهذه الضوابط منها الشرعي، والاجتماعي والسلوكي على النحو التالي:- ٭ الضوابط الشرعية، وهي كثيرة يمكن اختصارها بما يلي: - الاخلاص والصدق في العمل، بان يكون عمله خالصاً لله تعالى لا يبتغي من ورائه المصالح الدنيوية، او المكاسب العاجلة: فالله تعالى غني عن الشركاء ولا يقبل من العمل الا ما كان خالصاً لوجهه الكريم. - الاتباع وترك الابتداع، فالله تعالى قد اكمل دينه واتم نعمته، والرسول - صلى الله عليه وسلم- قد أدى الامانة كاملة، وكل عمل احدث في الاسلام بعد ذلك فهو رد لانه بدعة - كما ورد في الحديث، لذا يجب الالتزام بتعاليم الدين ونقلها بكل امانة ودقة لان كل بدعة ستؤدي حتماً الى الانحراف والضلال. - الاستعانة بالله تعالى والتوكل عليه، وادراك ان الصلاة زاد الداعية، وان الدعاء عبادة فيتحلى بها. - العلم بالمسألة التي يدعو اليها، فلا يدعو دون علم حتى يقنع المتلقي، وذلك لان مسائل الشرع لا تحتمل تغليب الظن والكلام بالرأي، قال تعالى:«قل هذه سبيلي ادعو الى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني». - اذا كانت الداعية امرأة يجب عليها مراعاة الضوابط الشرعية في التعامل مع الرجال من التزام اللباس الشرعي وعدم الخلوة، وغيرها، ولا يمنع كونها امرأة من اداء واجبها الديني في الدعوة الى الله تعالى مع استحباب ان يكون عملها مع النساء، لانها الاقدر على فهم متطلباتهن والتعامل معهن بما يناسبهن من اسلوب.
٭ الضوابط السلوكية:- - الالتزام بما يدعو اليه لانه السبب الاول لقبول الدعوة، فلا يمكن ان تدعو الى أمر ولا تلتزم به قال تعالى: «اتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وانتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون». - الصبر على تحمل اعباء الدعوة، فلكل دعوة مشاق وألم جراء أعراض الناس او ما يصدر عنهم من تصرفات، قال تعالى: «وتواصوا بالحق، وتواصوا بالصبر»العصر/4,5. - الحكمة، فعلى الداعية ان يراعي الوقت المناسب والمكان المناسب والموضوع المناسب، وكل ذلك يتطلب حكمة بالغة، كما يراعي المصالح والمفاسد، فدفع المفسدة اولى من جلب المنفعة، وعند تعارض المصلحتين ينظر في افضلها، وعند تعارض المفسدتين تدفع اعظمها ضرراً. - لين الجانب والتحلي بفضائل الاخلاق لان الناس عادة يقيمون الداعية بعلمه، فإن خالطوه قيموه بسلوكه قال تعالى «ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك» آل عمران/159. - التواضع وهو من أهم مفاتيح القلب، به يستطيع الداعية دخول القلوب، وبه يرفعه الله تعالى لقول الرسول- صلى الله عليه وسلم- «ما تواضع احد لله - الا رفعه » الحديث. ٭ الضوابط الاجتماعية:- - مخالطة الناس بالقدر المناسب، لمعرفة طباعهم وما يناسبهم من اسلوب الدعوة، ولان الناس تأنس من تعرفه وتقبل منه، كما ان من يخالط الناس يصبر على آذاهم أكثر ممن لا يخالط أحداً. - تنويع الخطاب، بين الفقه الميسر وغير ذلك، حسب طبيعة المدعو وحاجته، وعدم التنفير، والحرص على تقوية الايمان عند المدعو وربط حياته كلها بالله تعالى. - واذا كان الداعية امرأة، فلا بد من تفعيل دورها في بيتها ومجتمعها، والقيام بواجبها الاول تجاه تربية ابنائها وحسن تبعّل زوجها وجعل بيتها سكناً تملؤه المودة مع الرحمة، فكل مسلم راع وهو مسؤول عن رعيته، ولكل ثغرة لا بد من سدها. - استنهاض الهمم، واشعار الناس بان على كل واحد من المسلمين واجباً لا بد من ادائه، واخراجه من دائرة هموم العيش الى هم الأمة العام، وبأن قضايا المسلمين لا بد لها من حلول وان عليهم نصيب منها. - تجميع الصفوف على الحق، فليس الهدف هو الاجتماع فقط، لقوله تعالى «واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا» وان لا يكون التفرق لأهواء النفس وشهواتها واغراض الدنيا. - الوعي، ان يكون الداعية علي وعي بهموم الامة، ومشكلات المجتمع، وعلى وعي بمواضع قوته وضعفه، والوعي بمخططات اعداء الدين واساليبهم وغيرها. -التيسير والتدرج في الدعوة، وتلك وصية الرسول - صلى الله عليه وسلم- لرسوليه الى اليمن - معاذ وابي موسى الاشعري - رضي الله عنهما - اذ قال لهما :«بشرا ولا تنفرا، ويسر ولا تعسرا» لذلك يجب التخفيف على المدعو وعدم الاثقال عليه والتنفير، فالرسول -صلى الله عليه وسلم - ما خير بين أمرين الا اختار أيسرهما. - اغتنام الفرص، اذ الفرصة سريعة الفوت، بطيئة العود، وعدم اغتنامها جهل، لذا يجب على الداعية عدم تفويت آية فرصة تسنح له للدعوة الى الله تعالى وشحذ الهمم في العودة لله تعالى. - عدم التأثر بضعف استجابة الناس فعلى الداعية ان يدعو بما يناسب من وسائل ثم يتوكل على الله تعالى، ولا يهمه عدم التجاوب معه، قال تعالى «انما عليك البلاغ» والنتيجة على الله تعالى. - التفاؤل مهما اشتدت الازمات، وعدم اليأس مهما كانت النتائج، لان التفاؤل يبعث على الهمة والنشاط، واليأس يؤدي الى التكاسل وعدم العمل. وهناك العديد من الضوابط من مكملات الدعوة، الا اننا نكتفي بما سبق لانها أساس الضوابط وجوهرها. | |
|