صحبة الخير
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ }الحجرات13

{إِنَّ هَـذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً }الإسراء9

يسعدنا ان تشارك معنا
صحبة الخير
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ }الحجرات13

{إِنَّ هَـذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً }الإسراء9

يسعدنا ان تشارك معنا
صحبة الخير
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

صحبة الخير

منتدي اسلامي ثقافي دعوي اجتماعي عام
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
 
بسم الله الرحمن الرحيم

رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ
صدق الله العضيم


 

 حقيقة النية وتصحيحها

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
مسلم
Admin
مسلم


عدد المساهمات : 9693
نقاط : 17987
السٌّمعَة : 67
تاريخ التسجيل : 11/03/2010
العمر : 55

حقيقة النية وتصحيحها Empty
مُساهمةموضوع: حقيقة النية وتصحيحها   حقيقة النية وتصحيحها Emptyالإثنين ديسمبر 19, 2011 2:25 pm

حقيقة النية وتصحيحها


أ.د. عبد الرحمن البر
بعد ذكر هذه الأهمية وتلكم الفوائد للنية حقَّ علينا - أيها الحبيب - أن نتوقف لنسال: ما هي النية؟، وما مقصودها، وكيف نكتسبها ونتعلمها؟
"وليت شعرى، كيف يصحح نيته مَنْ لا يعرف حقيقة النية؟ أو كيف يخلص مَن صحَّح النية إذا لم يعرف حقيقة الإخلاص؟ أو كيف تطالب المخلصَ نفسه بالصدق إذا لم يتحقق معناه؟.
فالوظيفة الأولى على كل عبدٍ أراد طاعة اللّه تعالى أن يتعلم النية أولأ؟ لتحصل المعرفة، ثم يصححها بالعمل بعد فهم حقيقة الصدق والإخلاص "([1]).
يظن كثير من الناس أن النية مجرد جريان الشيء في الخاطر، أو التلفظ بقول "نويت كذا". وهذا وهم خاطىء وخطير، ومن ثَمَّ فالأمر في حاجة إلى توضيح وبيان. فالنية في اللغة: مشتقة من الفعل "نوى"، يقال: نويت نيَّةً ونواةً: أي عزمت، وانتويت مثله ([2]).
فالنية على هذا بمعنى العزم.
وتكون أيضاً بمعنى الحاجة. يقال "لى في بنى فلان نية أي حاجة"، "ويقال: نواه بنواته، أي رده بحاجته وقضاها له "([3])
"والنيَّة أيضا والنَّوَى: الوجه الذى ينويه المسافر من قربٍ أو بُعْد"([4])"وقال النووى:
النية: القصد، وهي عزيمة القلب. وتعقبه الكرمانى بأن عزيمة القلب قدرٌ زائد على أصل القصد"([5]).
وقال ابن رجب الحنبلى: "النية في اللغة: نوع من القصد والإرادة"([6]).
وقال ابن الأثير: "يقال ة نويت الشيء، إذا جَدَدْتُ في طلبه "([7])
وكلها معان متقاربة، فالإنسان إذا بدت له حاجة إلى شيء ماديا كان أو معنويا،توجَّه إليه وقصده بقلبه، وعزم على تحقيقه، واجتهد في طلبه.
وعرَفها الإمام الغزالي([8]) تعريفا طيباَ، فقال:
. "هي انبعاثُ النفس، وتوجُّهُها، وميلُها إلى ما ظهر لها أن فيه غرضَها، إما عاجلأ، واما آجلا"([9]).
وهو نفس تعريف القاضى البيضاوى([10]) الذى يقول:
"النية عبارة عن انبعاث القلب نحو ما يراه موافقا لغرض من جلب نفع، أو دفع ضرٍ، حالا أو مآلا"([11])
والنية المقصودة هنا هي المعنى الثاني الذى قصده ابن رجب حين قال: "والنية في كلام العلماء تقع بمعنيين: أحدهما: بمعنى تمييز العبادات بعضها عن بعض كتمييز صلاة الظهر من العصر مثلا)، ثم قال: "والمعنى الثاني: بمعنى تمييز المقصود بالعمل، وهل هو اللّه وحده لا شريك له، أم غيره، أم اللّه وغيره. وهذه النية هي التي يتكلم عليها العارفون في كتبهم، في كلامهم على الإخلاص وتوابعه، وهي التي توجد كثيراً في كلام السلف المتقدمين "([12])
يقول الغزالي:"والميل إذ لم يكن لم يمكن اختراعه واكتسابه بمجرد الإرادة، بل ذلك كقول الشبعان: نويت أن أشتهي الطعام وأميل إليه، أو قول الفارغ: نويت أن أعشق فلانا، وأحبه، وأعظمه بقلبى، فذلك محال "([13]).
إن هذا المعنى الذى يفهمه كثير من الناس للنية على أنها حديث لسان أو فكر، أو انتقال من خاطر إلى خاطر، أو إرادة باردة لفعل شيء ما، إن هذا المعنى ليس نيَّة، ولكنه أمنية، وعلى العاقل أن يميز بين النية والأمنية، فالأمر كما قال يحيى بن معاذ الرازى([14]) رحمه اللّه: "لا يزال العبدُ مقرونا بالتوانى([15])، ما دام مقيمًا على وعد الأماني "([16])
"وما اختار أحدٌ الأمانىَّ تقوده إلاّ كان أثقل ما يكون خطواً، ووجد ثَمَّ السراب الخادع، وعدم الماء وقت العطش "([17])
.وها همِ أولاء المنافقون غرتهمِ أمانيُّهم، وقالوا: سيغفر لنا، فنودوا بالتوبيخ يوم
القيامة [ بَلَى وَلَكِنَّكُمْ فَتَنتُمْ أَنْفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الأَمَانِيُّ حَتَّى جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ وَغَرَّكُم بِاللَّهِ الغَرُورُ] (الحديد:14).
وإذاً؟ فلا حقيقة للنية إلا بحدوث التوجه والميل في النفس، وانبعاث الشوق في القلب إلى العمل، ليندفع العامل بحبٍ وشغفٍ إلى تحقيق ما نوى.
ولكن؟ كيف يمكن للإنسان أن يُوجِد هذا الميل، وأن يبعث في نفسه هذا الشوق؟
يقول الغزالي: "لا طريق إلى اكتساب صرف القلب إلى الشيء، وميله إليه، وتوجهه نحوه، إلا باكتساب أسبابه، وذلك مما قد يُقْدَر عليه، وقد لا يُقْدَر عليه "([18]).
تَعَلُّم النية وكيفية تحقيقها وتصحيحها:
نحن في حاجة - إذأ - إلى تعلُّم النية، والبحث عن سبل اكتسابها وتصحيحها،
كما قال العارف الزاهد يحيى بن أبى كثير([19])رحمه اللّه: "تعلّموا النية؟ فإنها أبلغ من العمل "([20]). وكما قال سفيان الثورى رحمه اللّه: "كانوا يتعلمون النية للعمل، كما تتعلمون العمل ([21]).وعن بعض العلماء: "اطلب النية للعمل قبل العمل، وما دمت تنوى الخير فأنت بخير"([22]).
الأمر إذاً جدٌّ لا هزل، والعامل في حاجة لأن يتعلم النية قبل أن يتعلم العمل؟
حتى إن بعض الصالحين كانوا يمتنعون من جملةٍ من الطاعات إذا لم تحضرهم النية. الصحيحة الصادقة لفعلها، ويقول: "إن رزقنى اللّه نيةً فعلت ".
فربما- قيل لإبراهيم التيمى([23]): تكلَّم (يعنى بالعلم والتحديث ) فيقول: "ما تحضرنى نية"([24])
ودخل مكِّىُّ بن إبراهيم ([25]) على سفيان الثورى - رحمهما اللّه - وبين يديه رغيف،وكف زبيب - أو حفنة - فقال له سفيان: ادْنُ يا مكى. فقال مكى: يا أبا عبد اللّه، دخلت إليك غير مرة، وأنت تأكل، فلم تدعنى قبلها. قال: اليوم حضرت نيتى" ([26]).
وهذا الليث بن سعد([27]) رحمه اللّه يقول: كنا نختلف إلى طاووس ([28]) رحمه اللّه، فنسْكت عنه، فيحدثنا، ونسأله فلا يحدثنا، فقلت له ذات يوم: يا أبا عبد الرحمن، نسألك فلا تحدثنا، ونسكت فتبدؤنا؟ قال: "تسألونى فلا تحضرنى نية، فتأمرونى أن أملى على كاتبى شيئاَبلا نية؟ ([29]).
وقيل له: ادع لنا. فقال: "حتى أجد له نية"([30])
وقال سفيان الثورى: قلت لحبيب بن أبى ثابت ([31]) رحمه اللّه:.حدثنا. قال: حتى تحضر النية"([32]).لقد علموا أن النية روح العمل، وأن العمل بدونها عناءٌ، وتكلُّفٌ ، وسبب في المقت؟ لا في القرب، وأنها ليست مجرد تلفظ باللسان، أو مرور بالخاطر، وانما هي انبعاث القلب وميل النفس إلى العمل، ولذلك لم يفعلوا ما ليستً لهم فيه نية صادقة مخلصة.
ولا ينبغي أن يُفْهم من ذلك الاستجابة لوساوس الشيطان حين يعترض له بخطرة
من الخطرات، فيخوفه الرياء مثلاً أو نحو ذلك، لكن إن وجد في نفسه كسلآ وعدم نشاطٍ لفعل الطاعة، فإن عليه أن يجاهد نفسه، ويلتمس أسباب حضور نيته، ويذكر نفسه بضرورة الإخلاص للّه، وعندئذٍ يقبل على الطاعة بإخلاص.
يقول الحارث بن أسد المحاسبى([33]) رحمه اللّه:
فقول القائل: لا تحضرنى النية، أى: أريد أن أطيع اللّه عز وجل، ولكن أخاف ألا يخلص لى عمل؛ لما يخطربقلبى، فذلك ضعف وغلط.وأما من قاله على الكسل والبخل وقلة الرغبة وقلة سخاء النفس بالطاعة للّه عزوجل، فذلك صادق جائز من قول من قاله.
ولكن لا يحمد نفسه على بخلها وكسلها عن الخير، وقلة سخائها بالطاعة، ولكن ليذكرها ثواب اللّه عز وجل في الدنيا والآخرة، حتى تسخو، فإذا سخت فليُرِد اللّه عز وجل بذلك، وينفي كل ما خطر بقلبه من خطرة رياء وغيره "([34]).
وهذه المجاهدة واستحضار النية كانت ديدن السلف الصالح رضوان اللّه عليهم.
فقد قيل لنافع بن جبير([35]) رحمه اللّه: ألا تشهد الجنازة؟ فقال: "مكانك حتى أنوى" ففكر هنية، ثم قال: "امض "([36])وكان رحمه اللّه يقول: "من شهد جنازةً ليراه أهلها فلا يشهدها"([37]).
ونادى بعضهم امرأته، وكان يسرح شعره: أن هات المِدْرَى (يعنى المشط ) فقالت:أجىء بالمرآة؟ فسكت ساعةً، ثم قال: نعم. فقيل لهَ في ذلك، فقال: كان لى في المدرى نية، ولم تحضرنى في المرآة نية، فتوقفت حتى هيّأها اللّه تعالى([38]).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://sohptelker.hooxs.com
مسلم
Admin
مسلم


عدد المساهمات : 9693
نقاط : 17987
السٌّمعَة : 67
تاريخ التسجيل : 11/03/2010
العمر : 55

حقيقة النية وتصحيحها Empty
مُساهمةموضوع: رد: حقيقة النية وتصحيحها   حقيقة النية وتصحيحها Emptyالإثنين ديسمبر 19, 2011 5:47 pm

قال مطرف بن عبد الله -رضي الله عنه-: "صلاح القلب بصلاح العمل، وصلاح العمل بصلاح النية".
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://sohptelker.hooxs.com
 
حقيقة النية وتصحيحها
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
صحبة الخير  :: الاقسام الدينية :: «۩۞۩ منتدي الدين النصيحة ۩۞۩»-
انتقل الى: