أثقل ما يوضع في الميزان يوم القيامة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين
أردت أن أكتب يوم عن شيء غفلنا عنه ونسيناه في هذه الحياة، لأن الكثير منا منشغل بكيفية الصلاة وأدائها في وقتها ، أو بالصوم وشروطه وكذلك الحج وغيرها من المناسك التي نريد بها التقرب الى الله ، لكن في الحقيقة هنالك طريق واحد يوصل الى الله، نعم طريق واحد واله واحد، و بالرغم من أن تلك العبادات لها أهمية بالغة الا أنها لاتكفي وحدها ، فالغاية من هذه العبادات هي تزكية النفس، فمن لم تنهاه صلاته عن الفحشاء والمنكر فليتأمل هذه الآية
قال الله تعالى: {وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ}.. (العنكبوت : 45).،ومن لم يعلمه الصوم الصبر وعدم اذاء الناس فحظه من الصيام الجوع والعطش،
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من لم يدع قول الزور والعمل به، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه). معنى الحديث أن من لم يدع قول الزور والعمل به " أي من لم يترك القول الباطل والكلام المحرّم أثناء صومه من الكذب وشهادة الزور، والغيبة والنميمة والقذف والشتيمة ،"والعمل به " أي ولم يترك الأعمال الباطلة من الظلم والغش والخيانة وأكل الربا وغيره فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه "، معنى هذا أن صيامه لا يقبل قبولاً كاملاً، ولا يثاب عليه ثواب الصائمين الذين يوفَّون أجرهم بغير حساب،
وقال صلى الله عليه وسلم: " رب صائم حظه من صيامه الجوع والعطش ورب قائم حظه من قيامه السهر" لأن التقرب إلى الله تعالى بترك المباحات لا يكمل إلا بعد التقرب إليه بترك المحرمات،أما من حج وماله حرام فقد
قال سبحانه وتعالى
"يا أيها الذين امنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ "..(البقرة: 278 ) ،اذن مثل هؤلاء الأشخاص يمارسون العبادة كعادة خالية من الروح لذا لم يستفيدوا منها،
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" أتدرون ما المفلس من أمتى ،من يأتي يوم القيامة بصلاة وزكاة, ويأتي قد شتم هذا وسب هذا وقذف هذا وأكل مال هذا وسفك دم هذا وضرب هذا, فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته فان فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه اخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح فى النار"ان كانت تلك العبادات لم تثقل ميزان ذلك الشخص فما هو الشيء الذي يثقل الميزان هل توصلتم الى الاجابة انها الاخلاق،
قال صلى الله عليه وسلم: «ما من شيء أثقل في ميزان العبد المؤمن يوم القيامة من حسن الخلق وإنّ الله ليبغض الفاحش البذيء» [رواه الترمذي وصححه الألباني].وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( إن المؤمن ليدرك بحسن الخلق درجات قائم الليل صائم النهار )) .حديث صحيح .. رواه أبو داود وابن حبان في صحيحه والحاكم و الألباني ومن يدعي حب الله فلابد ان يتخلق بصفاته طبعا في حدود قدرتنا ،لأن التخلق دليل التعلق فلا يبخل بماله فيكون كريما ولا يظلم بل يرحم الضعيف و الصغير وغيرها من الصفات الحميدة التي نلمسها ونتعلمها من خلال قراءتنا لسيرة رسولنا عليه الصلاة والسلام خير قدوة لنا ، ويبقى الله هو أكرم أكرمين وأرحم الراحمين
اللهم ارحمني وارحم قارئ هذا المقال وادخلنا في عبادك الصالحين