لحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فتعرب "الدعوة السلفية" عن غاية الأسف والحزن والقلق تجاه الأحداث التي شهدتها القاهرة، وتسع محافظات مصرية -في نفس التوقيت- تهدد كيان الدولة المصرية ومستقبل البلاد، وتدين بكل شدة الاعتداء على "القوات المسلحة"، و"الشرطة المصرية"، والممتلكات العامة والخاصة، والمطالبات بالتدخل الأجنبي؛ مما يؤكد وجود تواطؤ بين أطراف داخلية وخارجية تستهدف إدخال مصر إلى حالة الفوضى الخلاقة -في زعمهم- التي لا تصنع إلا الدمار.
ونحن نؤكد على الآتي:
1- نطالب جميع أفراد الشعب المصري: مسلمين ومسيحيين بضرورة ضبط النفس والهدوء، وعدم المشاركة في أية مظاهرات واعتصامات في الوقت الحالي، وعدم الانصياع لأية دعوة للتخريب لأية منشأة، أو ملكيات عامة أو خاصة، ونناشد الجميع الاستمرار في الروح الطيبة التي ظهرت أثناء الثورة من جميع شركاء الوطن في المحافظة على الأمن، ومنع الاعتداء.
2- إجراء تحقيق فوري وعاجل تعلن نتائجه، ويُحاسب مَن تثبت إدانته؛ خصوصًا أن مَن حرضوا على العنف وأطلقوا التهديدات، ثم نفذوها في موعدها معروفون بأعيانهم، ولابد من محاسبة الجهات والأفراد المتورطين في الأحداث أيًا ما كان دينهم أو مناصبهم.
3- المسيحيون في مصر جزء من نسيج المجتمع المصري، وحقوقهم أساس ضمانها التزام الأغلبية المسلمة بإسلامها، الذي يأمرهم برعايتهم، ومنع الاعتداء عليهم، وكفالة حرية اعتقادهم وعبادتهم، فعليهم أن يحذروا من الوقوع فريسة لمن يحاولون توظيفهم؛ لتنفيذ مخططات لا تريد الخير لوطنهم، ولا مانع عندهم من الصعود ولو على جثث النصارى والمسلمين معًا!
4- على أمريكا أن تدرك أن تاريخها وحاضرها العنصري لا يسمح لها بتمثيل دور حامى الأقليات في العالم، وعليها أن تعلم أن وجود أي قوات أمريكية في بلادنا يعني أنها ستعامَل بما عُوملت به "القوات الفرنسية"، و"الإنجليزية" في القرنين الماضيين، ولتسأل التاريخ يخبرها..
5- يا ليت أمريكا تبذل شيئًا من جهودها في حماية النساء والأطفال، والمقدسات التي تُنتهك يوميًا بواسطة ربيبتها "إسرائيل".
6- لم تتحلَ أمريكا بالحصافة اللازمة، وأسفرت عن وجهها الحقيقي، وأظهرت للمصريين كافة أن ما يحدث ما هو إلا جزءٌ مِن مخطط أمريكي؛ لنشر الفوضى والتدخل، ثم التقسيم، وعلى جميع المصريين أن يدركوا ذلك قبل فوات الأوان.
7- الأزمة لم تكن قط أزمة حراسة كنيسة، والمظاهرات اندلعت بعيدًا عن أي كنيسة، وحماها الجيش رغم التجاوزات اللفظية التي كانت فيها؛ حتى بدأ العنف من المتظاهرين.
8- بناء الكنائس ينظمه قانون خاص كما هو الحال في كل دول العالم، ومنها: "أمريكا" -التي تحاول بسط حمايتها على أقباط مصر-، وإذا افترضنا وجود مطالبات بتغييره فهذا لا يعني إسقاطه، وعلى مَن يريد تغييره أن يرفع طلبه إلى المجلس التشريعي المنتخب؛ لا سيما وأن الكنيسة رفضت عدة مشاريع قوانين جديدة في هذا الصدد في نفس الوقت الذي يحاول بعض مثيري الفتنة تحريض النصارى بإقامة كنائس خارج إطار القانون، وتحريض المسلمين على هدمها، وهو سلوك مرفوض من الجانبين، ويجب على الحكومة ألا تسمح بأي صورة من الصور بهذا التجاوز من أي من الجانبين.
9- أزمة "المريناب" معروضة أمام القضاء، وكان ينبغي انتظار تحقيقات القضاء في المسألة، ولكن تصوير الأمر على أنه عنف طائفي ممنهج ضد نصارى مصر أمر في غاية الكذب؛ لا سيما مع تبرؤ نصارى "المريناب" ممن أسموهم مثيري الفتنة في "ماسبيرو".
10- نحذر الحكومة المؤقتة مِن التعجل في "سلق" أي قوانين، ولتترك هذا الأمر للبرلمان المنتخب؛ فلا يوجد أي وجه للتعجل في إصدار أي تشريع دون مناقشة مجتمعية مستفيضة لدراسته مِن كل الوجوه.
11- نحن نعتبر الدعوة للتدخل الأجنبي خيانة عظمى يجب تقديم من يُطالِب بها للمحاكمة العاجلة، ونحذر كل القوى الأجنبية من أي محاولة للتدخل في شئون مصر، فالمصريون جميعًا قادرون على حماية بلدهم، بما فيها أماكن عبادة الأقباط، والمنشآت الحيوية، بل ستُواجَه محاولات التدخل بكل حسم مِن المصريين جميعًا "جيشًا وشعبًا، مسلمين وأقباط"، ونذكرهم أن مصر ظلت دائمًا مقبرة الغزاة.
اللهم احفظ مصر آمنة مطمئنة رخاءً لكل المصريين.