محور : الإسلام والآخر
أ. د. زينب عبد العزيز
عضو مجلس الأمناء بالإتحاد
الإسلام والآخر
تمهيد :
لم يعد محور "الإسلام والآخر" بحاجة إلى مزيد من التناول ، فما تمت كتابته فى هذا المجال أكثر من كافٍ لتوضيح موقف الإسلام من غير المسلمين ، وسماحة الإسلام باتت من المسلمات التى تتعدى النقاش والجدل بدليل الواقع المعاش .. فلو إعتبرنا الآخر ، هنا ، هو كافة الديانات والعقائد الأخرى ، لرأينا إن اكبرها عددا هم أتباع المسيحية بكل ما تتضمنه من فرق منشقة وصل عدد كنائسها المستقلة الى 349 كنيسة تقريبا. بل وتكفى الإشارة الى تزايد وجود أتباع المسيحية على الصعيد العالمى لندرك مدى سماحة الإسلام ، الذى أنزله المولى عز وجل فى مطلع القرن السابع الميلادى ، مصوباً ومكملا ، بعد أن تم تحريف الرسالتين السابقتين لعقيدة التوحيد وهما اليهودية والمسيحية.
فالثابت بالأبحاث العلمية والتاريخية واللغوية وبنص القرآن الكريم ، ان اليهود قد حرّفوا رسالة التوحيد بالله التى انزلها سبحانه وتعالى على النبى موسى ، عليه السلام ، وعادوا لعبادة العجل وقتل الأنبياء .. فأرسل رب العالمين النبى عيسى بن مريم ، عليه السلام ، الى الضالين من بنى جلدته من اليهود ليعود بهم الى رسالة التوحيد بالله ، وهو القائل : "لم أُرسل إلا إلى خراف بيت إسرائيل الضالة " (متى 15 : 24) . وكان قبل ذلك قد قال نفس التوضيح إلى حوارييه الإثنى عشر حين أوصاهم قائلا : "إلى طريق أمم لا تمضوا وإلى مدينة للسامريين لا تدخلوا بل إذهبوا بالحرى إلى خراف بيت إسرائيل الضالة " (متى 10 : 5-6) . وهذه الجملة الأخيرة ، بخلاف أنها تحدد رسالة يسوع وحوارييه بأنها تقتصر على عودة الضالين من اليهود الى التوحيد والسراط المستقيم، فهى تكشف أيضا أن عيسى عليه السلام قد حذّرهم من الذهاب الى الأمم والمدن الأخرى ، أى أن رسالته قاصرة على الضالين من قومه. وهو ما يتعارض مع ما تقوم به حاليا المؤسسة الكنسية على الصعيد العالمى من عمليات تبشير وتنصير ، بإصرار غريب ، إذ لم تترك مجالا إلا و توغلت فيه لإستخدامه فى عملياتها التنصيرية ..
وحينما حاد أتباع عيسى عليه السلام عن رسالة التوحيد من بعده ، و أشركوا بالله عز وجل ، وقاموا بتأليه عيسى النبى وجعلوه إبن الله ثم الله نفسه وبات اسمه "الرب يسوع المسيح" وساووه بل ودمجوه برب العزة ، و اختلقوا المسيحية الحالية و بدعة الثالوث، أتى سيدنا محمد ، عليه الصلاة والسلام ، مصوبا وخاتما لرسالة التوحيد ، و كاشفا لما تم فى الرسالتين السابقتين من تحريف وشرك بالله . وهو الثابت فى نصوص اليهودية والمسيحية الى اليوم ، رغم كل ما تم بها من تحريف وتغيير وتبديل ، وهو الثابت فى قرآننا الكريم الذى لم يتغيّر منه حرفا واحدا ، فقد وعد ربنا سبحانه وتعالى بحفظه الى يوم الدين .
تصويب صياغة المحور :
ونظرا لكل ما تعانيه الشعوب الإسلامية من إضطهاد متفاوت الحدة والوضوح ، منذ أن بدأ الإسلام ينتشر وحتى يومنا هذا ، وتم وصمه بالإرهاب بعد أحداث الحادى عشر من سبتمبر 2001 ، ونظرا لكل ما تم تقديمه من تنازلات للمؤسسة الكنسية ، خاصة فى السنوات الأخيرة ، فى مختلف الأقطار المسلمة ، سواء جهلا أو عن عمد ، أو حتى خضوعا للضغوط السياسة التى باتت تمارس بجبروت وفى العلن فى كثير من الأحيان، فقد رأيت ضرورة تصويب صياغة المحور ليتمشى مع الواقع المُعاش ، مع كل تقديرى لمن صاغوه، ليصبح العنوان الذى سأتناوله هو: "الآخر والإسلام".. وليس "الإسلام والآخر" ، فالإسلام والمسلمون هم المعتدى عليهم بكل إصرار وصلف ، إعتمادا على تلال من الأكاذيب والتلاعب بالعبارات لصياغة قرارات ظالمة مجحفة .. والإسلام هو المطلوب إقتلاعه أو على الأقل تحريفه وتقليصة إلى مجرد المظاهر العبادية فحسب ، وكلها قرارات معلنة بوضوح لا مواربة فيها ، بل لقد تمت مناشدة العديد من المنظمات الدولية والعالمية لتبنى تنفيذ هذه القرارات بالتدخل السافر فى الشئون الداخلية للبلدان الإسلامية !
حقيقة عبارة "الآخر والاسلام" :
لا يسع المجال ، فى مثل هذا الحيّز المحدود ، بتناول قصة معاداة المؤسسة الكنسية للإسلام منذ بدأ إنتشاره حتى يومنا هذا ، وكيف كانوا يعتبرونه مجرد هرطقة من الهرطقات التى إعترت طريق تحريف المسيحية وتأليه السيد المسيح . وهو ما تناوله يوحنا الدمشقى ، فى القرن الثامن الميلادى ، فى كتابه المعنون "نبع المعرفة" حيث ضمنه قصة مائة وواحد هرطقة ، يمثل الإسلام فيه آخر الهرطقات آنذاك حيث انه يحمل عنوان الهرطقة رقم مائة وواحد !.. كما لا يسع المجال لسرد كم التحالفات التى تمت بين شعوب ومؤسسات مسيحية ، تتناحر فيما بينها ، لكنها تتآلف وتتكاتف لتتمكن من صد إنتشار الإسلام خاصة فى أوروبا ، ومنها الحروب الصليبية وحرب الإسترداد فى إسبانيا و معركة ليبانت فى اليونان سنة 1571 حينما تحالفت الأساطيل البحرية لعدة بلدان مسيحية لصد المد الإسلامى ، وغيرها كثير ..
لكننى سأتوقف عند المجمع المسكونى الفاتيكانى الثانى (1962-1965) ويختصرونه : "مجمع فاتيكان 2 " أو "المجمع الفاتيكانى الثانى". وذلك لأنه يمثل نقطة فارقة فى التاريخ الكنسى برمته ، ويُعد أول مجمع هجومى فى التاريخ حتى على أتباع المسيحية ، إذ أنه خرج خروجا سافرا عن نصوص الكتاب المقدس بغية تنفيذ مآرب سياسية بعينها .. أما كافة المجامع السابقة فكانت بمثابة مجامع تلفيقية ، بمعنى أنها كانت تجتمع لصد ما يعترى طريقها من معارك وإعتراضات داخلية فيما بينها .. أما هذا المجمع الفاتيكانى الثانى فإنه الركيزة الأساسية التى تعتمد عليها كافة المحاولات الحديثة التى إنبثقت لمحاربة الإسلام والمسلمين بشتى الوسائل منذ سنة 1965 . فلأول مرة فى التاريخ تُصدر المؤسسة الكنسية قرارا صريحا واضحا ومعلنا بأنها قررت تنصير العالم ، وبالتالى إقتلاع الإسلام والمسلمين ، موضحة أن هذا القرار مجمعى أى عالمى ولا رجعة فيه ..
مجمع الفاتيكان الثانى :
لقد أصدر هذا المجمع ستة عشرة وثيقة مختلفة الطول والمضمون ، يمكن تلخيص قراراتها الأساسية إجمالا بما يلى :
1- تبرأة اليهود من دم المسيح ، رغم مخالفة ذلك للعقيدة وللنصوص الإنجيلية الشديدة الوضوح.
2 - إقتلاع اليسار فى عقد الثمانينيات (من القرن الماضى). حتى لا تبقى أية أنظمة بديلة للرأسمالية الإستعمارية. وقد تم ذلك بالتواطؤ بين الفاتيكان والمخابرات المركزية الأمريكية وجورباتشوف كعميل من الداخل .. وما أكثر ما كتب عن تفاصيل اختلاق حزب " تضامن" فى بولندا ، واختلاق "العام المريمى" لتأجيج مناخ دينى مفتعل ، أو كل ما تم صرفه من مبالغ اُهدرت لتنفيذ هذه المخططات ..
3- إقتلاع الإسلام حتى تبدأ الألفية الثالثة وقد تم تنصير العالم.
4 - توصيل الإنجيل لكافة البشر.. وهى الصيغة المضغمة التى تم إعلانها آنذاك ، ثم قام البابا السابق يوحنا بولس الثانى سنة 1982 بتوضيحها فى خطاب رسمى معلِنا ضرورة تنصير العالم ، مشيرا إلى أن ذلك قرار لا رجعة فيه ..(لأنه قرار مجمع مسكونى) !
5 - توحيد كافة الكنائس تحت لواء كاثوليكية روما ، وإنشاء لجنة خاصة بذلك ، رغم الخلافات العقائدية الجذرية بينها. وعندما لم يتم ذلك القرار، راح يوحنا بولس الثانى يحثهم قائلا : " إن هذه هى الوسيلة الوحيدة للتصدى للمد الإسلامى " (وارد فى كتاب : الجغرافيا السياسية للفاتيكان )
6 - فرض عملية التبشير على كافة المسيحيين ، الكنسيين منهم و المدنيين ، وهى أول مرة فى التاريخ تقوم فيها الكنيسة بإصدار قرارات مكتوبة ومعلنة متعلقة بالمدنيين الذين لا يندرجون فى الهيكل الكنسى.
7 - استخدام الكنائس المحلية فى عمليات التبشير ، الأمر الذى يضع الأقليات المسيحية فى موقف عدم الأمانة أو الخيانة للبلد الذى يعيشون فيه أى للأغلبية المسلمة ..
8 - فرض بدعة " الحوار" كوسيلة للتبشير و كسب الوقت حتى يتم التنصير بلا مقاومة ..
9 - إنشاء لجنة للحوار برئاسة الكاردينال آرنزى
10 - إنشاء لجنة خاصة بتنصير العالم برئاسة الكاردينال جوزيف طومكو. وقد قام أعضاء اللجنتين بإصدار وثيقة مشتركة فى 20/6/1991 بعنوان : "حوار و بشارة " تتضمن التوجيهات اللازمة لعملية التنصير الدائرة منذ ذلك الوقت فى تصعيد متواصل ..
11 – ومن أهم ما أقره هذا المجمع وأغربه إعتراف الفاتيكان أن الأناجيل ليست منزّلة من عند الله وان من كتبها هم بشر ، إلا ان الإختلافات التى فيها أو بينها ليست متناقضات وإنما هى "من قبيل التعددية فى التعبير" ، ورغمها يفرضونها على أنها منزّلة !
وثيقة "فى زماننا هذا" :
تعد وثيقة "فى زماننا هذا" من أهم وثائق مجمع الفاتيكان الثانى إذ انها تتضمن موقف الفاتيكان من غير المسيحيين .. وهى الوثيقة التى برأ فيها ذلك المجمع اليهود من دم المسيح ، رغم كل ما فى هذا القرار من مخالفة صريحة لعشرات الجمل التى لا تزال فى الأناجيل والتى تتهم اليهود بقتل المسيح ! أما القرار المتعلق بالمسلمين فهو يتكون من سبعة عشر سطرا يقول نصها :
الديانة الإسلامية :
3 – " إن الكنيسة تنظر أيضا بعين الإعتبار إلى المسلمين الذين يعبدون الإله الواحد ، الحىّ القيوم ، الرحمن القدير ، خالق السماء و الأرض ، الذى تحدث إلى البشر. إنهم يحاولون الخضوع بكل قواهم لقرارات الله ، حتى وإن كانت مخفية ، مثلما خضع إبراهيم لله والذى يتخذه الإيمان الإسلامى طواعية مثلا له. وعلى الرغم من أنهم لا يعترفون بيسوع كإله ، فهم يبجلونه كنبى ؛ ويوقرون أمه مريم العذراء، وأحيانا يتوسلون إليها بتضرع. كما أنهم ينتظرون يوم الحساب، الذى سيجازى فيه الله البشر بعد بعثهم ، وهم يقدرون الأخلاق ، ويقدمون عبادةٍ ما لله ، خاصةً بالصلاة ، والزكاة والصوم.
" وإذا ما كان عبر القرون قد اندلع العديد من الخلافات و العداوات بين المسيحيين والمسلمين، فإن المجمع يهيب بهم جميعا نسيان الماضى وأن يجتهدوا بإخلاص فى محاولة للفهم المتبادل، وأن يقوموا معا بحماية ونشر العدل الإجتماعى، والقيم الأخلاقية، والسلام و الحرية ، من أجل كافة البشر " (صفحة 29)
ولو تأملنا النص عن قرب وكل ما به من تلاعب بشئ من التحليل لرأينا ما يلى :
* أن كلمة " إسلام " غير واردة بهذا النص.
* أن الكنيسة "تنظر أيضا بعين الإعتبار" إلى المسلمين ، فلا تشير إليهم على أنهم أتباع الرسالة التوحيدية الثالثة ، التى أنزلها المولى تصويبا لما تم من تحريف فى الرسالتين السابقتين وختاما لرسالة التوحيد ، وإنما تنظر إليهم الكنيسة فحسب بعين الإعتبار !
* أن الإله الذى يعبده المسلمون " قد تحدث إلى البشر" ، أى أنه لم يتحدث تحديدا إلى سيدنا محمد مثلما تحدث الى موسى أو عيسى عليهما السلام !
* الإصرار المتعمّد على إستبعاد نسب المسلمين لسيدنا إسماعيل . الأمر الذى ترتبت عليه أحداث سياسية فادحة فى حق الفلسطينيين ..
* أن "الإيمان الإسلامى" يتخذ سيدنا إبراهيم كنموذج ، يتخذه مجرد مثال ولا ينتسب إليه ! فأهم إنعكاس لذلك التعبير ، غير الأمين ، أنه يستبعد إنتساب الفلسطينيين إلى أرضهم ، بما أنهم كمسلمين لا ينتسبون الى سيدنا إبراهيم ، وان الإسلام لا علاقة له بهذه المنطقة ، بعد ان وضعه هؤلاء المحرّفون ، فى هذه الوثيقة ، ضمن الديانات الأسيوية لإستبعاده تماما عن كل المنطقة التى نزل بها الوحى !!
* الإصرار على إستبعاد الإسلام من النص الإنجيلى رغم كل الإشارات التى لا تزال فى الكتاب المقدس بعهديه ، رغم كل ما أصابه من تعديل وتغيير ، بل وكل ما تم فيه من تحريف متعمّد ..
* ان عملية التزوير التاريخية التى تمت فى هذه الوثيقة و وضع الإسلام بين الديانات الكبرى الأسيوية ، التى تولدت بعيدا عن المسيحية ، عبارة عن مغالطة متعددة الأهداف أهمها ان الإسلام لم يأت كاشفا ومصوبا لما تم من تحريف فى الرسالتين السابقتين ، وخاصة إستبعاد المسلمين الفلسطينيين من هذه المنطقة أساسا ، وبالتالى لا يكون لهم اى حق في أرضهم المنتزعة قهرا لتستمر عملية الإحتلال الصهيونى بلا حرج أو بلا سند تاريخى لصالح الفلسطينيين !!
* التأكيد على ضرورة نسيان الماضى وكل ما إقترفته الكنيسة فى حق المسلمين من مجازر وإضطهاد لا يزال مستمرا ، بدليل الإصرار على تنصير العالم .. ولم تقم الكنيسة بالإعتذار للمسلمين مثلما اعتذرت لليهود عن كل ما تجرعوه من إضطهاد عبر القرون ، وإنما تطالبنا بالنسيان .. وهو نفس الموقف الذى تبناه البابا بنديكت 16 حينما تعمد سب الإسلام والمسلمين فى المحاضرة التى القاها فى جامعة راتسبون سنة 2006 ، ولم يعتذر ، وإنما تأسّف لرد فعل المسلمين وغضبهم ..
مجلس الكنائس العالمى :
عندما فشل الغرب المتعصب فى تنصير العالم عشية الألف الثالثة ، قام مجلس الكنائس العالمى ، فى يناير 2001 ، بإسناد مهمة إقتلاع الإسلام إلى الولايات المتحدة الأمريكية ، مع تسمية ذلك العقد (2001 – 2010) "عقد إقتلاع الشر" . وما هى إلا بضعة أشهر حتى اختلقت الإدارة الأمريكية مسرحية "الحادى عشر من سبتمبر" لتتلفع بشرعية دولية لتنفيذ مشاريعها الإستعمارية التنصيرية وأهمها ما تطلق عليه الشرق الأوسط الجديد أو الكبير..
ومجلس الكنائس العالمى منظمة تضم 349 كنيسة مختلفة ، منتشرة فى 120 بلد و تمثل كافة الإتجاهات المسيحية باختلافاتها العقائدية. إلا أن الكنيسة الكاثوليكية الفاتيكانية ليست عضوا بالمجلس (لأغراض تنظيمية سياسية ..) ، إذ أنها تتعاون معه بفاعلية مكثفة بحكم انها غير مشتركة فيه ..
وقد قام مجلس الكنائس العالمى ، الذى يعمل بجهود مشتركة مع لجنة تنصير العالم ولجان أخرى بالفاتيكان ، بعقد أكبر مؤتمر عالمى للتبشير، من 9 إلى 16 مايو 2005 باليونان ، لتوحيد عمليات تنصير العالم بين مختلف الكنائس ، و خاصة الكنيسة الإنجيلية و العَنْصَرية و الكاثوليكية الرومية. وعلى الرغم من توجيه عمليات التبشير فى ثلاثة مجالات أساسية : بلدان الكتلة الشرقية السابقة ، والدول المسيحية التى تفشى فيها الإلحاد ، والدول الإسلامية وباقى الديانات الأخرى ، فإن التركيز على تغيير القرآن و زعزعة الإسلام يحتل الصدارة فى جدول الأعمال. و تتوالى مؤتمرات التبشير المحلية و العالمية بإصرار ودأب ، مثلما تتوالى المغالطات والأكاذيب و التعامل بوجهين مع المسئولين المسلمين ..
ومن أهم القرارات التى أسفر عنها ذلك المؤتمر الذى يتوسط "عقد إقتلاع الشر"، البنود التالية :
تفادى أية صراعات أو منافسة بين الكنائس المختلفة أثناء عمليات التبشير ؛ الإصرار على أن " رسالة الله" التى تفرضها الكنائس موجهة لكافة البشر ؛ أنه يقع على الكنيسة توجيه الناس إلى التوبة ليدخلوا حياة جديدة بيسوع المسيح ؛ إن الكنيسة بأسرها مطالبة بتوصيل الإنجيل للعالم أجمع ؛ أنه لابد من غرس كنائس المسيح فى الثقافات المحلية لتسهيل تنمية الإيمان المسيحى ؛ دراسة كيفية التغلب على الوجود المتزايد للديانات الأخرى و خاصة الإسلام ، فى كل من أوروبا وأمريكا الشمالية ، لأنه يمثل تحديا حقيقيا لنشاطات المبشرين..
أهم المؤتمرات التبشيرية السابقة :
من أهم ما تمخضت عنه التيارات المتتالية الناجمة عن أزمة الأصولية والحداثة ، التى اعترت المؤسسة الكنسية فى مطلع القرن العشرين و التى كادت تطيح بالكيان الكنسى برمته ، إثارة قضيتين بصورة قاطعة : الإطاحة بمصداقية النصوص الإنجيلية ومحتواها العلمى أو المعرفى ؛ وإثبات صياغاتها المختلفة عبر الزمان أى أنها ليست منزّلة على الإطلاق .. وهو ما يعنى تفنيدها شكلا وموضوعا ! لذلك انطلق ذلك الكيان الكنسى بكل جبروت ليفرض المسيحية على العالم والإصرار على تنصيره ، على أن ذلك هو المخرج الوحيد له بعد أن تهدمت مصداقية نصوصه خاصة بعد معركة الأصولية والحداثة ..
ومن أهم مؤتمرات التنصير التى انعقدت على الصعيد العالمى : مؤتمر : "لوزان 1 " بسويسرا سنة 1974 ، لتدارس كيفية تنفيذ قرارات مجمع الفاتيكان الثانى ، وجميعها تشير الى ضرورة تنصير العالم .. مؤتمر "كولورادو" بالولايات المتحدة سنة 1978 ، لتدارس كيفية تطبيق ما تمخض عنه المؤتمر السابق فى مدينة لوزان .. ثم "لوزان 2 " فى مدينة مانيللا بالفيليبين سنة 1989 بمشاركة 3000 قيادى تبشيرى تجمعوا من 170 بلد من جميع انحاء العالم .. وتتوالى المؤتمرات حتى العام القادم ، سنة 2012 ، بإقامة سينودس للتنصير الجديد و تنصير العالم ..
البابا بنديكت السادس عشر :
ومن ناحية أخرى فإن البابا بنديكت 16، الذى كان قد أعلن رسميا تأييده وإنضمامه للنظام العالمى الجديد ، لا يكف عن المحاولات المستميتة من أجل تنصير العالم بشتى الوسائل حتى السياسية منها. فحينما كان فى زيارته للولايات المتحدة ، من 15 إلى 20 إبريل 2008 ، ألقى أحد عشر خطابا تصرّ على الإشارة إلى الإرهاب الإسلامى ، وأخص بالذكر ثلاثة منها : البيان المشترك الذى القاه مع جورج بوش يوم 16 إبريل ، وخطابه يوم 17 أمام ممثلى الأديان المختلفة ، ثم الخطاب الذى ألقاه يوم 18 فى هيئة الأمم المتحدة ، حيث طالب هذه الهيئة الدولية ، غير المحايدة ، بالتدخل من أجل حماية الأقليات المسيحية فى العالم موضحا : "إذا كانت الدول غير قادرة على ضمان مثل هذه الحماية فإن المجتمع الدولى يجب عليه أن يتدخل بالوسائل القانونية الواردة فى ميثاق هيئة الأمم المتحدة وفى نصوص أخرى من القانون الدولى" ! مكررا هذه العبارة اكثر من مرة .
ولم تتوقف محاولاته عند ذلك الحد وإنما أعلن ، يوم الإثنين 28 يونيو 2010 ، عن إنشاء لجنة بابوية جديدة لتنصير البلدان ذات الجذور المسيحية بعنوان "المجلس البابوى للتبشير الجديد " ، بعد أن كان قد أعلن أن اسمها "المجلس البابوى لتبشير أوروبا" ، لكنه غيّر الإسم تفاديا للإنتقادات ، موضحا ان ذلك المجلس يهدف الى : "نشر التبشير الجديد فى البلدان التى تم تنصيرها سابقا ، وبها كنائس قديمة ، لكنها تباعدت وتعيش علمنة متزايدة بحيث ان إختفاء معنى وجود الله بات يمثل تحديا لا بد من مواجهته بشتى الوسائل لإعادة نشر الحقيقة الخالدة لإنجيل المسيح" .. وفى يومى 24 و 25 مارس 2011 إبتدع وسيلة للدمج بين الحوار والتبشير "دون أن يبدو على أنه عملية تبشير" ، على حد قوله ، وذلك بعمل منتدى للحوار بين المؤمنين وغير المؤمنين فى فناء كاتدرائية نوتر دام فى باريس ، وهى الإحتفالية التى شارك فيها كل من اليونسكو والمعهد العلمى القومى الفرنسى وجامعة السوربون ، ومنها جلسات بدعوات خاصة لكبار المسئولين وطلبة الدكتوراة. وهو ما يكشف عن مدى نفوذ بابا الفاتيكان و مؤسساته فى المجتمعات الغربية وخاصة فرنسا ، مدعية العلمانية ، لكنها تتضامن معه بأهم مؤسساتها فى محاولة إقتلاع الإسلام ..
وبنديكت 16 هو القائل بأنه يتعين على المسلمين القيام بما قامت به المؤسسة الفاتيكانية من تعديل وتبديل فى النصوص ، بناء على ما فرضه عليها عصر التنوير ، وأنه يتعين علي المسلمين حذف كل ما يحمله القرآن من إتهامات إلهية لمن حادوا عن رسالة التوحيد وعمل تفسير جديد للقرآن يتمشى مع مطالب الغرب ومؤسسته الصليبية ! والكاردينال توران ، رئيس لجنة الحوار ، هو القائل بأنه لا يمكن التحاور مع المسلمين طالما يصرون على أن القرآن كلام الله ؟!.
وقد أعلن بنديكت عن إقامة الصلاة الجماعية بين أتباع كافة الديانات والعقائد فى بلدة آسيز، فى إيطاليا ، فى أكتوبر 2011 ، اى بعد ثلاثة أشهر ، إحياء لذكرى مرور عشرون عاما على هذه البدعة المقصود منها التعوّد على كسر الحواجز بين الديانات والعقائد المختلفة تسهيلا لعملية التنصير ، كما أعلن عن إقامة سينودس خاص بالتنصير الجديد فى اكتوبر 2012 ، وقد بدأت لجان الأساقفة الإعداد له.
تنازلات المسلمين :
يؤلمنى بل ويخجلنى أن أقوم بالإشارة إلى عدة نماذج مما قدمه بعض المسلمين من تنازلات فى حق دينهم ، رضوخا أو مرضاة للمؤسسة الكنسية ، جهلا أو عن عمد ، إلا ان ما وصلت إليه الأوضاع حاليا بحاجة إلى وقفة صارمة دفاعا عن الدين ..
فالأزهر، الذى يمثل فى مصر وفى العالم الإسلامى ، أكبر و أعرق رمز للإسلام ، فرّط فى حق الإسلام وفى حق نبيه عليه الصلاة والسلام ، بقبوله إلغاء مادة الدين من التعليم كمادة أساسية للنجاح والسقوط ؛ وقبوله "تعديل" المناهج الدينية وتغيير الآيات فى المناهج الدراسية بدلا من شرح وتفسير أسباب نزولها ؛ وإسناد المعاهد الأزهرية إلى التربية والتعليم أو تحويلها إلى مرافق أخرى ؛ و"تعديل" الخطاب الدينى والمساس بثوابته ؛ وإغلاق المساجد بين الصلوات ؛ وتضييق نطاق بناء المساجد ؛ و تحويل ما لم تُقم فيه الشعائر بعد إلى مرافق أخرى ، بل وهدم ما تم بنائه قبل إستخراج تصاريح البناء ؛ - وهنا لا يسعنى إلا أن أسأل : هل يمكن لنفس هؤلاء المسؤلين والوزراء القيام بمثل هذا التصرف حيال الكنائس التى فاق عددها نسبة أتباعها مقارنة بقلة عدد المساجد بالنسبة للمسلمين ؟! فما اكثر ما تم بناؤه من كنائس بلا تراخيص ، بل ما أكثر الأراضى التى اُخذت بوضع اليد ولم يتحرك أحد ، وما أكثر الكنائس التى تضخّم حجمها فى مكانها الى درجة الإنبعاج الفظ معماريا أو تلك المنازل التى تحوّلت الى كنائس بوضع قباب تعلوها الصلبان على اسطحها !..
ولقد خرج العاملون بالأزهر عن تعاليم دينهم ووصايا الرسول عليه الصلاة والسلام بالتهاون فى مسألة الحجاب فى فرنسا ؛ وبتسليم وفاء قسطنطين بدلا من حمايتها ؛ كما غضوا الطرف عن الدفاع عن الإسلام وعن نبيه الكريم فى مهزلة مسرحية كنيسة الإسكندرية بإحالتها إلى عالم الصمت والنسيان ؛ والصمت أيضا حينما أهانت السلطات القمعية الأمريكية المصحف الشريف فى جوانتنامو وغيرها ؛ وخاصة ذلك الصمت الغريب حينما تم إعلان عيد ميلاد "ربنا يسوع" عطلة رسمية فى الدولة ، الدولة ذات الأغلبية المسلمة ، وكان من الأكرم لهم أن يوضحوا ما بهذا الإجراء من مساس بعقيدة المسلمين الذين يمثلون الأغلبية الساحقة فى مصر وكيف أن مثل هذه الإجراءات تخرج عن حدود التسامح لتسهم او لتمهد الطريق لعمليات التنصير الدائرة !
والأدهى من هذا وذاك ، وغيره جد كثير بكل أسف ، هو التوقيع ، فى 18 إبريل 2005 ، على إتفاقية بين الأزهر والفاتيكان والكنيسة الأنجليكانية بالموافقة على أن يقوم المبشرون بالتبشير فى مصر دون أن يتعرض لهم أى عائق ..
كما أشير خاصة إلى تلك الوثيقة التى بدأ بالتوقيع عليها ، جهلا أو عن عمد ، 138 من كبار العلماء والفقهاء المسلمين فى اكتوبر 2007 ، ثم تزايد عدد الموقعين ، وهى بعنوان "تعالوا الى كلمة سواء" ، التى يقر فيها الموقعون أننا ، مسلمون ومسيحيون ، نعبد نفس الإله !! وهنا لا يسعنى إلا أن أسأل كل من قاموا بالتوقيع علي ذلك الخطاب المهين : هل نسيتم أن صفة الإله فى الإسلام ليست الوحدانية فقط وإنما هو "أحدٌ صمد ، لم يلد ولم يولد ، ولم يكن له كفواً أحد " ؟!. بينما الإله عند النصارى هو : " ربنا يسوع المسيح، إبن الله ، الذى تجسد بشرا ليخلص الإنسانية ، وصُلب ودُفن ونزل الجحيم وبُعث وصعد إلى السماء ليجلس عن يمين الآب ، الذى هو نفسه ، بما أن الآب والإبن والروح القدس إله واحد " ؟!
وفى نفس هذه السلسلة الممجوجة من التنازلات ، صدرت الأوامر الخاصة بتجفيف الإسلام من المنبع ، إلى كل البلدان الإسلامية .. كما صدرت إلى مجمع الملك فهد بتقليل طباعة المصاحف سنويا ، وبذلك سيأتى اليوم الذى لا نجد فى متناول اليد سوى "الفرقان الحق" – تلك البدعة المهينة التى ابتدعتها الأيادى العابثة فى الإدارة الأمريكية وتقوم بتوزيعها على بلدان العالم الإسلامى والعربى على أنه القرآن المنقح !.. ولا أقول شيئا عن الفضائيات والبرامج التى تسب الإسلام ونبيه الكريم ولا نرد أو نشرح الحقائق بل ولا يُسمح بذلك إلا على إستحياء أو على مضض ذرا للرماد فى الأعين !..
فكيف بعد كل هذه التنازلات نتحاور مع هؤلاء القوم ونستجيب لمطالبهم بدلا من وقف مهزلة التنازلات ، وبدلا من المطالبة بوقف هستيريا تنصير العالم ، وبدلا من تجميد العلاقات مع ذلك الغرب الصليبى المتعصب إلى أن يتم تصويب وتغيير كل هذه المهازل ؟! وتكفى الإشارة هنا إلى فساد ذلك الحوار ، وإلى أن لجنة الحوار الفاتيكانية قد فرضت فى أول جلسة لها مع لجنة الأزهر وأخذت توقيعها على أنه "لا نقاش فى العقيدة" ، فما جدوى الحوار إذن والخلاف بيننا فى العقيدة ؟!.
الخاتمة :
إن موقف الآخر من الإسلام والمسلمين ، و الهجمة الشرسة علي الإسلام باتت من الوضوح والصراحة المعلنة بحيث ان الرد عليها لا بد وان يكون حاسما قاطعا لا تهاون فيه . ولقد استعرضتُ فى عجالة أهم المحاور التى تثبت ان عملية تنصير العالم وإقتلاع الإسلام هى قرار لا رجعة فيه بالنسبة للمؤسسة الكنسية ، وأن كل الوثائق لديهم تُصاغ بهدف تنفيذ ما قرروه سنة 1965 لتنصير العالم .. لذلك أناشد الإتحاد العالمى لعلماء المسلمين ، وكافة المؤسسات والهيئات الإسلامية ، ان تتكاتف للدفاع عن الإسلام وإتخاذ التدابير اللازمة لرفض ذلك القرار الخاص باقتلاع الإسلام والمسلمين الصادر عن مجمع الفاتيكان الثانى فى وثيقة "فى زماننا هذا"، تلك الوثيقة التى بُنيت عليها أهم قضيتين منفصلتين متكاملتين : تنصير العالم ، من جهة ؛ وإقتلاع الجذور التاريخية الدينية لشعب فلسطين ، من جهة أخرى ..
ففى القضية الأولى : لا بد من التصدى بكافة الوسائل لعملية تنصير العالم وإقتلاع الإسلام ، التى تقوم بها المؤسسة الفاتيكانية لفرض ديانة تم نسجها عبر المجامع على مر القرون ، أى أنها أبعد ما تكون عن التنزيل الإلهى . وعلى أؤلك المحرّفون فهم أن الإسلام قد أنزله المولى عز وجل بعد أن حاد اليهود والنصارى عن رسالة التوحيد بالله، ولا يحق لهم إقتلاعه بحجة حماية كل ما قاموا به من تحريف وتزوير وحماية لكيانهم !
وفى القضية الثانية : تم فيها إستبعاد الإسلام من مكان الرسالات التوحيدية والزج به بين الديانات الأسيوية ، بهدف إستبعاد المسلمين وخاصة الفلسطينيين من أرضهم لتقديم ارض بلا شعب لشعب بلا أرض – كما يقولون .. فكل ما أثبتته الأبحاث العلمية والحفائر التى قام بها الصهاينة فى سيناء وفى أرض فلسطين أكدت أن اليهود لا أثر لهم أو لوجودهم بهذه الأرض ، وتكفى الإشارة إلى أبحاث كتبها عدد من أمناء الأساتذة اليهود مثل كتاب "كشف النقاب عن الكتاب المقدس" لكل من إسرائيل فنكلشتاين (I. Finkelstein) و نيل سيلبرمان (N. Silberman) وكلاهما بالجامعة العبرية ، أو كتاب "كيف تم إختراع الشعب اليهودى" للعالم شلومو ساند (Sh. Sand)، وكثير غيرها ، لندرك أن القضية الفلسطينية قضية سياسية بحتة وليست دينية ، فاليهود ، حتى بأقوال الكتاب المقدس بعهديه ، لا حق لهم فى أرض فلسطين التى اقترفوا فيها كافة أنواع العدوان والمجازر المحرّمة دوليا لإقتلاع شعبها .. لأن وعد هبة الأرض فى النصوص كان مشروطا بالإستقامة ، واليهود ، بأقوال الكتاب المقدس لم يستقيمو وحادوا عن التوحيد بالرجوع الى عبادة العجل وإلى قتل الأنبياء .. وهو ما ينص عليه أيضا القرآن الكريم .
كما يجب إلغاء ذلك الخطاب المعنون "تعالوا إلى كلمة سواء" ، وسحبه من التعامل مع المؤسسة الكنسية بأسرع وقت ، فنحن كمسلمين لا نعبد السيد المسيح ، الذى تم تأليهه فى مجمع نيقية سنة 325 م ، ولا نعبد الثالوث الذى تم إختلاقه سنة 381 فى مجمع القسطنطينية ، وإنما نحن نعبد الله ، الذى ليس كمثله شئ ..
وفى نهاية هذا البحث أتوجه بسؤال يتعلق بعملية التنصير ، تنصير العالم ، وباقتلاع شعب فلسطين ، أتوجه به إلى البابا بنديكت 16 ، الذى يقود عملية تنصير العالم بهيستيرية جنونية وبتعصب أكمه :
ما هو مصير اليهود فى عملية تنصير العالم ؟ .. بل ما هو مصير هؤلاء الصهاينة الذين منحتهم أرضا ليست من حقهم يقينا ، بينما يعانى الشعب الفلسطينى من عملية قتل عرقى مكبلة الأصداء ، على مرأى ومسمع من العالم أجمع : هل ستقومون بتنصير اليهود أيضا أم أنهم ، لسبب ما فى بطن يعقوب ، معافون من الخلاص المسيحى ؟!
كما أرجو من الإتحاد العالمى لعلماء المسلمين ومن كافة الهيئات الإسلامية أن تتضامن وتتكاتف لمطالبة البابا بنديكت السادس عشر ، رئيس الفاتيكان ورئيس الكرسى الرسولى ، بتقديم الإعتذار العلنى الصريح والواضح لكافة المسلمين عن كل ما يلى :
* الإعتذار عن خطأه فى سب الإسلام وسب سيدنا محمد ، عليه الصلاة والسلام ، عمدا متعمدا ، فى الخطاب الذى القاه فى جامعة راتيسبون ، فقد تعمد ذلك بإختيار إستشهاد مغرض ، والإستشهاد لا يقفذ فى النص الذى يكتبه المؤلف وإنما المؤلف هو الذى يختار الإستشهاد لتدعيم رأيه أو لتفنيد الإستشهاد ..
* الإعتذار عن كل ما قامت به المؤسسة الكنسية ضد المسلمين ، على مر التاريخ ، منذ إنتشار الإسلام وحتى يومنا هذا ، مثلما إعتذرت لليهود رسميا عن كل ما كالته لهم من إضطهاد على مر التاريخ ..
* الإعتذار عن عملية تنصير العالم التى يقودها بإصرار لإقتلاع الإسلام ، والعمل على وقفها ، فكل ما تسببت فيه من أضرار لكافة الشعوب ، بما فيها أتباع المسيحية الذين فُرض عليهم وعلى كنائسهم المحلية المساهمة فيها ، يتطلب وقف مخازى القمع والإجبار لفرض التنصير ، حتى وإن كان بزعم المساعدة أو تحت ستارها المتهتك !..
* الإعتذار عن الجزء المتعلق بالمسلمين فى وثيقة "فى زماننا هذا" التى ساهم فى صياغتها ، فى مجمع الفاتيكان الثانى ، وكان يحمل لقب وإسم الكاردينال راتزنجر ، رئيس لجنة محاكم التفتيش ، التى تغير اسمها لتصبح لجنة عقيدة الإيمان ، وتصويب كل ما جاء بها من فريات ومغالطات تاريخية ودينية فى حق الإسلام والمسلمين ..
* الإعتذار للفلسطينيين عن التسبب فى إقتلاعهم من أرضهم بتحريف الحقائق التاريخية والنصوص ، وعن كل ما تكبدوه من عدوان وتطهير عرقى ونهب لحقوقهم ولثرواتهم ، بل ومحاصرة لا تزال تعتصر كيانهم وبنياتهم ، والعمل على إعادتها لهم كاملة وعلى عودة اللاجئين الفلسطينيين ، فاليهود يقيناً لا حق لهم فى هذه الأرض التى تم إنتزاعها لأغراض سياسية.
وما لم يتم الإعتذار رسميا عن كل ما تقدم فيجب على المسلمين وقف التعامل مع هذه المؤسسة الصليبية الرعناء إلى أن تستقيم وتعى معنى الحق ، والعدل ، والحرية ، والسلام ، و إلى أن تدرك أن كل هذه القيم من حق كافة البشر لكى يعيشوا فى أمن ووفاق ..