تعالوا نتوب

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


بسم الله.. والحمد لله.. والصلاة والسلام على خير خلق الله.. محمد وآله وصحبه ومن والاه ..

الإخوة والأخوات زوار وأعضاء منتدى الدكتور محمد العريفي




تعـالـــوا نتوبـــ



دعوة نسأل الله أن تكون خالصة لوجهه الكريم

ونحن على أعتاب شهر رمضان فها هي الايام تجري ورمضان يقترب

ونحن في غفلة ومكبلين بقيود من الذنوبــ



حملة متواضعة لعلها تنقذنا وإياكم من قيود الذنوبــ



أما آن الآوان نعود إلى الرحمن ونقول له

((( يارب نفسي أتوبــ .. تعبت من الذنوبــ)))






نسير في هذه الدنيا .. وكم من سقطات سقطناها.. وكم من عثرات زللنا بها

ذنوبـ تتبعها ذنوبـ.. ذنوبـ نتعمدها وذنوبـ نتجاهلها

وذنوبـ نستجيب للداعي إليها إما نفس أماره أو صديق سوء

أوأي كان فنقع فيها ثم ..ننساها

تفرقت بنا السبل .. تشتتنا في هذه الحياة

تشتتنا فى الحياة ..ألوانها وزخارفها وصيحاتها ..

وننسى أننا راحلين عنها ..

مغتربين ..



فهل من وقفة قبل الرحيل ؟؟..

وهل من محاسبة ومراعاة لهذا القلب العليل ؟؟..

هل من توبة تلين قسوة هذه القلوب التي يكاد الران يكسوها .. وتكاد الغفلة تقتلها

هل من توبة قبل رمضان

هل من توبة قبل عرض الاعمال على الرحمن في شعبان هذا العام

لتنهي صحيفتك بتوبة صادقة

وتبدأ الصحيفة الجديدة بجبال من الحسنات في شهر الخيرات

يا إخوتي هل من توبة؟





سنرحل وإلى أي مصير نرحل ؟..

سنرحل بخطى بطيئة تأخذنا لمصيرنا ..

سنرحل إلى قبورنا حيث ضيق اللحود

سنرحل حيث يأكل وجوهنا الدود

فهل من توبة تنيرهذه القبور ؟؟!!..

فما هي إلا لحظات .. وماهي إلا خطوات ثم ..

ثم ماذا ؟؟!!..

ثم جنة أو نار

إما يا أهل الجنة خلود فلا موت.

وإما يا أهل النار خلود فلا موت .




هذه دعوة صادقة للمحاسبة

دعوة صادقة للتوبة

فالعمر يمضي..

والموت يقترب..

" تعالوا نتوبــــــــــــــ "

قبل أن يُغلق الباب فلا ينفع الندم ..




يـــا الله

أنا لا أستطيع أن أرى

هل ما زلت أنا ؟ ..

وهذه روحي الشقية ستدفع الثمن

منا من يعذب ومنا من يخلد فى النعيم






لو كنت أعرف أن الوقت سيمر سريعاً

لو كنت أحسب لهذا اليوم فكل نفس لها ميعاد

تركني أهلي تحت التراب

والذنوب تحيطنى من كل باب

يبكون على فراقي وأنا أبكي الدم تحتهم !!!

هم يذهبون للبيت وأنا أعرض على ربي

ماذا اقول له ؟

يــا الله رحمــــــاك
يــا الله ليس لي سواك

ردنا إليك رداً جميلاً

تب علينا وارزقنا توبةً نصوحًا

اهمية التوبة :

أولا: يجب أن نتوب لأنالله أمرنا أن نتوب
.ربنا امرنا نتوبـ ؟؟!!
. نعم أمرنا أن نتوبـ

ألم تقرأ قوله تعالى :

{وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} النور

{وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَاراً وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلاَ تَتَوَلَّوْاْ مُجْرِمِينَ } هود




. هذا أولا .. وماذا عن ثانيا
. ثانيا: يجب أن نتوب لأننا نحتاج أن يغفرالله ذنوبنا ويدخلنا الجنة

إقرأ أيضا معي في كتاب الله

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} التحريم

{إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ شَيْئًا} مريم





.ثالثا: نتوب لأن التوبة سنة سيد المرسلين ورسولنا الكريم

فلقد كان سيد التائبين يستغفر الله ويتوب إليه في اليوم مائة مرة وهو الذى غفرله ما تقدم من ذنبه وما تأخر

ورد في صحيح مسلم عن بن عمر رضى الله عنهما أن النبي قال " يا أيها الناس يا أيها الناس توبوا إلى الله وأستغفروه فأنى اتوب إلى الله فى اليوم مئة مرة "

وفي رواية الإمام البخاري أنه قال " إنى لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة "

هذا هو الحبيب الذى غُفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر







.لماذا يتسغفر الحبيب سبعين مرة او مائة مرة ؟

. لأن الله جل وعلا يحب التوابين ويحب المتطهرين وهذا رابعا
{إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ}

أيها التائب أيتها التائبة إلى الله أنت محبوب عند الله




. خامسا: نتوبــ لان الله جل وعلا يفرح بتوبتنا

ألا تحب أن يفرح الله بتوبتك !!!

الله سبحانه وتعالى يفرح فرحا شديدا بتوبتك أيها العبد وهو الذى لا تنفعه الطاعة ولا تضره المعصية

قال الحبيب صلى الله عليه وسلم في الحديث الذى أخرجه الشيخان عن أنس بن مالك
" لـ الله أشد فرحا بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم براحلته إليه على أرض فلاة فانفلتت منه راحلته وعليها طعامه وشرابه فئيس منها فأتى على شجرة ظليلة فاستظل بظلها فبينما هو كذلك إذا براحلته عليها طعامه وشرابه عند رأسه فقال من شدة الفرح (اللهم انت عبدى وأنا ربك) " يقول الحبيب صلى الله عليه وسلم في أخر الحديث من شدة الفرح " اخطأ من شدة الفرح "
هذا فرح الله بتوبة عباده .. وهذا فرح الله باستغفارهم
" أفلا يتوبون إلى الله ويستغرونه "
!!!

سادسا : محتاجين نتوبـ الان والان بالذات لاننا في استقبال شهر شعبان

وفي الحديث :
"يا رسول الله ! لم ارك تصوم شهرا من الشهور ما تصوم من شعبان ؟ ! قال : ذلك شهر يغفل الناس عنه ، بين رجب ورمضان ، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين ، فأحب أن يرفع عملي ، وأنا صائم" .. حسن

وبم أن شهر شعبان شهر يرفع فيه صحائف الاعمال

فنختم صحيفتنا بتوبة صادقة لله تعالى فإن الاعمال بالخواتيم

اللهم ارزقنا واياكم حسن الخاتمة

هذه بعض الاسباب التي تجعلنا نتوب وليس كلها فهناك المزيد والمزيد من اسباب التوبة لان التوبة مهمة جدا جدا توبة صادقة تدخلك الجنة ان شاء الله

هل أخذنا القرار بالتوبةوالرجوع إلى الله

. مهلا.. مهلا.. مهلا

كلامكم موجه للعصاة وأصحاب الذنوب

نحن بفضل الله لسنا سارقين ولا زناة ولا قتلة

من ماذا أتوبـ ؟؟

أنا لا أسرق ولا أزني ولا أقتل ولا أحتاج لحملتكم ولا أحتاج أن أتوب .

.نقول لك ..

لا وألف لا يا أخي ..

هل التوبة أقتصرت فقط على تلك المعاصي ؟

عليك أن تعلم أن التوبة هي وظيفة العمر فكلنا نحتاج أن نتوبــ





الأنبياء جميعهم طلبوا من الله أن يتوب عليهم ..

- سيدنا آدم قال:

في قوله تعالى:

" قَالاَ رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ (23) " الاعراف




- سيدنا نوح قال :

قال تعالى :"قَالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلاَّ تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُن مِّنَ الْخَاسِرِينَ (47) " هود




- سيدنا إبراهيم قال :

قال تعالى: " إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُّنِيبٌ (75) " هود
يعني كثير التوبة





- سيدنا موسي قال :

في قوله تعالى:" قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (16) " القصص




- سيدنا محمد يقول :
" والله إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة "صحيح البخاري




هذا عن الأنبياء ..

يتوبون إلى الله ويستغفرونه

هل ما زلت يا أخي تظن نفسك لا تحتاج للتوبة ؟! ..

هل ما زلت تقول انك ليس لك ذنوبـ ؟! ..

تذكر معنا قول رسولنا الكريم :

" كل ابن آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون" صحيح

كلنا خطائيين وكلنا أصحاب ذنوبــ ..





 . أعلم أن عندي ذنوبـ ولكنها مجرد ذنوبـ صغيرة والله غفور رحيم ..

.أيضا نقول لك لا ..

توقف .

ما هكذا ينظر إلى الذنوبـ

لا تنظر إلى صغر المعصية ولكن .. انظر إلى عظمة من عصيت

أنت عصيت الله !!!

الخالق .. الرزاق .. الكريم .. الحليم .. الرؤوف ..

من وهبك حياتك كلها .. من تفضل عليك بنعمه

وانت قابلت نعمه بمعصيته


(وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّناً وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ) النور
قال : " إن الرجل ليتكلم بالكلمة لا يريد بها بأسا يهوي بها سبعين خريفا في النار " صحيح

فانظر إلي عظم من أذنبت في حقه ولا تنظر إلي صغر الذنب





. للأسف إننا بسبب تعودنا على الذنب أصبحنا لا نري أنه ذنب فهناك من يقول :
لماذا حرام ؟! الناس كلها تفعل ذلك !


فيستهون الذنوب ويتمادي في فعلها

فمثلا يستهون ذنب خطير مثل الزنا - والعياذ بالله -

ولا يفكر ماذا سيقول لله تعالي يوم القيامة عندما يقرأ صحيفته وقد كتب فيها زنا


وأيضا هناك زنا يستهون به الكثير .. كزنا العين وزنا اللسان

فقال : " فزنا العين النظر، و زنا اللسان المنطق، و النفس تمنى و تشتهي، و الفرج يصدق ذلك أو يكذبه " صحيح


فلا تستصغر نظرة أو كلمة تنطقها .. وخصوصا يا شباب الشـات
التي تتحدث فيها بكلمــــات وتنسي ..
كأنك لم تقل شئا .


فلا تستخف بشئ .. أتريد بسبب ذلك أن تكتب زاني - والعياذ بالله - كما قال الرسول

يا شباب تذكروا قول المولى -عز وجل- :" ولا تقربوا الزنا "
وهذا نهى صريح ليس عن الزنا نفسه بل على كل عمل يقربنا إليه .


مهما كان كبيرا او صغيرا


شات.. فيديو كليب.. مسلسل.. فيلم.. النظر للنساء المتبرجات في الشارع.. الخ








عن عائشة -رضي الله عنها- قالت أن رسول الله :" يا عائشة إياكِ و محقرات الذنوب فإن لها من الله طالباً "صحيح


وقال : " إياكم ومحقرات الذنوب، فإنما مثل محقرات الذنوب كمثل قوم نزلوا بطن واد، فجاء ذا بعود، و جاء ذا بعود، حتى حملوا ما أنضجوا به خبزهم، و إن محقرات الذنوب متى يؤخذ بها صاحبها تهلكه " صحيح




و قال : " إن الشيطان قد يئس أن تعبد الأصنام في أرض العرب و لكنه رضي منكم ما دون ذلك "

فيوسوس لك أن الله عز و جل قد ظلمك و يجعلك لا ترضي بحالك وتسخط على قضاء الله !



فإن لم يستطيع فإنه يوقعك فى البدع


فإن لم يستطيع فإنه يوقعك في الكبائر والموبقات

فإن لم يستطيع فإنه يوقعك في الصغائر فيجعلك تُكثرها أو تحتقرها فتصبح كبيرة بإحتقارك لها.

فإن لم يستطع فإنه يكثر عليك من المباحات وهي كالأكل و الشرب و النوم فيجعلك تسرف فيها فتأخذ عليها سيئات أو إنه يجعلك تنسى إحتساب النية فلا تؤجر عليها

أو إذا كان هناك فاضل و مفضول فإنه يجعلك تختار المفضول ..

فمثلا الآن وقت قراءة وردك من القرآن ويوجد درس علم وأنت تعلم ما سيقوله الشيخ
ففي هذا الوقت تكون قراءة القرآن أولى .. فيجعلك تختار طلب العلم
وهو بلا شك عمل طيب .. ولكن في هذه الحالة تكون قراءة القرآن أولى ..
وهكذا ..فإنه رضي منك ما دون ذلك





هناك حديث والله إنه ليخلع الفؤاد ..
حيث أخبر فيه الرسول أنه يخشي من عذاب النار فقال " لو أن الله يؤاخذني وعيسى بذنوبنا لعذبنا ، ولا يظلمنا شيئا " صحيح


يــــا الله .. تخيل الرسول المعصوم من الخطأ يقول ذلك ويعتقد أن له ذنوب !!!

وأنت لا تعتقد ذلك !!!!


حتى إنه يرضى بعذاب الله و يقول أنه لن يكون ظالماً إن عذبهم
ولكنك تتهم الله بأنه ظلمك ولا ترضى بقضاؤه مع العلم أن قضاؤه كله رحمة.





. والآن .. هل علمنا من ماذا نتوبـ ؟

نتوبــ من كل الذنوبــ

نتوبــ من البعد عن الله

نتوبــ من عدم التفكر في نعم الله

نتوبــ من عدم الرضا بقضاء الله

نتوبــ من احتقار الذنوبــ

نتوبــ من كل ما يبعدنا عن الرب الودود

نتوبــ من الاستهانة بالصلاة وعدم المحافظة على صلاة الجماعة للرجال

نتوبــ من تأخير الصلاة على وقتها للنساء

نتوبــ من عقوق الوالدين حتى من الاشارة باليدين

نتوبــ من الأغاني والمعازف التي أجمع العلماء على حرمتها

نتوبــ من الحفلات والليالي الملاح والاحتفال بليلة الخميس وعيد إبليس

نتوبــ من الشات وتبادل الكلمات التي توقع العباد الزهاد في الموبقات

نتوبــ من الفضول الذي يوقعنا في المواقع الاباحية

نتوبــ من اهدار الوقت في غير طاعة الله

نتوبــ من الغيبة والنميمة ونهش الاعراض والقيل والقال

نتوبــ من قطيعة ارحامنا

نتوبــ من الرياء والكبر

نتوبــ من الحجاب الذي يحتاج لحجاب

نتوبــ من الماكياج وفتنة شباب المسلمين

نتوبــ من الحقد و الحسد وكره الخير لخلق الله

نتوبــ من المعاملة السيئة لجيراننا

نتوبــ .. ونتوبــ .. ونتوبــ

تعبت من تعداد الذنوبــ ..

ولكن تذكر أن هناك ملك موكل بكتابة كل تلك الذنوب

لا يكل ولا يمل




فكلنا عصاة وكلنا نحتاج للتوبة وكلنا يعلم ذنوبه

وربك يعلم أكثر وأكثر لانه أعلم بالسر وأخفى

من الممكن أن تفعل الذنب وأنت لا تشعر أنه ذنب أصلا

لذلك كان دعاءالحبيب الذي أوتي جوامع الكلم
كان يقول : " اللهم اغفر لي ذنبي كله .. دقه وجله .. وأوله وآخره .. وعلانيته وسره " صحيح

وكان يقول :
" رب اغفر لي خطيئتي وجهلي ، وإسرافي في أمري كله ، وما أنت أعلم به مني . اللهم اغفر لي خطاياي ، وعمدي وجهلي وهزلي ، وكل ذلك عندي . اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت ، وما أسررت وما أعلنت ، أنت المقدم وأنت المؤخر ، وأنت على كل شيء قدير " صحيح

إذا عجزت أن تعرف من ماذا تتوبــ فاجمع في القول .. وتب لعلام الغيوب لأن كلنا ذنوبــ

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

والآن بعد أن عرفنا من ماذا نتوبــ

واعترفنا بالذنوبــ

ووكلنا أمرنا لعلام الغيوبــ

هيا بنا لنتعلم كيف نتوبـــ وكيف نعود إلى الودود



لكن قبل هذا سؤال مهم جدا

ولابد من الإجابة عليه وبصدق

. هل تريد أن تتوبــ ؟

بالله عليك أجب بصدق

هل تريد أن تتوبـ بصدق؟

. نعم أريد ان أتوبـ

. إذا اقسم ..

اقسم بالله انك تريد أن تتوبـ

والله شهيد عليك ..



. أتعلمون لماذا نعود لنفس الذنوب كلما أردنا أن نتوبـ ؟

أتعلمون لماذا كلما تقدمنا خطوة نعود ألف خطوة ؟

لأننا من البداية لا نريد أن نتوبـ

. لا ، بل نريد أن نتوبـ ..

. لا، لو كنت تريد أن تتوب بصدق لكنت تبت

لكن أنت يعجبك حالك وتهون على نفسك وتواسيها

وتقووول

. أنا تبت وندمت لكن عُدت مرة أخرى

لا أعلم ماذا أفعل .. لقد تعبت

تبت كتير وأعود للذنب مرة أخرى غصب عني

. تتكلم وكأنك فعلت ما لا يُفعل ..

وكأن الله هو الذي لا يريد أن يجعلك تتوبـ "معاذ الله"

ربنا كريم وحليم ورزاق واسمه التوابـ

كيف تقول عنه هذا الكلام ؟!

.أنا لم أقل شيئا !..

. أنت لم تقل بلسانك ولكن تصرفاتك قالت هذا





انت الآن تدخن ..

.كم طلب منك أن تتوبــ ؟

وأنت ترد قائلا :

. أعلم أنها عادة سيئة وانا أريد أن أتركها .. ادعولي

.لو كنت تريد أن تتركها بصدق لأنك تعلم أنها تغضب الله لكنت رميت العلبة من جيبك ..

ولن تكتفي بإطفاء السيجارة وتقول ادعولي

وفي ناس تقولك عادة سيئة ادعيلي ابطلها

وهي تشرب السيجارة ولا ترميها وتسحب نفس طويييييييييييييييييل

بالله عليك دة عايز يتوبــ ؟!

لو كنت تريد أن تتوب بصدق من سماع الأغاني بعد ما علمت انها تغضب الله

لماذا تحتفظ بملف الأغاني في جهازك أو على جوالك

تجده يقول لك :

. لقد تعبت في تجميعها .. كيف أعيدها مرة أخرى .. يوجد بها نوادر ..

. ولماذا تريد أن ترجعها مرة أخرى ؟!

ولماذا أنت حريصكل هذا الحرص عليها؟!

لماذا لم يحترق قلبك عندما فقدت السور القرآنية التي حفظتها وانت في المدرسة ونسيتها ؟!


يا أخي احذفها نهائيا من قلبك قبل جهازك




وآخر يقول ..

. لقد تعبت ومللت من نفسي .. لا أستطيع أن أغض بصري

والكارثة الكبرى أنني أصبحت أشاهد الافلام والمواقع الاباحية

.ولماذا إذا مازلت تحتفظ بهذه الأفلام ؟!

لماذا تفتح الانترنت لتبحث عن لقطه أو صورة أو ... ؟!

لماذا لم تشغل نفسك بأي شيء لتبعد عن هذه الأشياء ؟!

لماذا لم تثبت برنامج لحجب هذه المواقع ؟!

لماذا بمجرد ما تأتي الفكرة في بالك وأنت جالس أمام الكمبيوتر لم تسرع إلى الوضوء وتغلق الجهاز ؟!

لماذا لا تأخذ بالأسباب ؟!

لو كنت تريد أن تتوبـ بصدق لكنت تخلصت من هذه الأشياء ..

إذا أردت أن تتوب فيجب أن يحترق قلبك على حالك

لا تقول :
. انا طيب وقلبي نظيف ولكن لا أستطيع أن أتخلص من هذا الذنب فقط..

. لا انت لست طيب وقلبك ليس نظيف

لو كان قبلك نظيف لما استصغرت معصية الله وما أحتقرتها





إذا أردنا أن نتوبـ يجب علينا أن نربي أنفسنا بأنفسنا ونتهمها

ونصدق في طلب التوبة

يجب أن نذكرها بنهايتها

يجب أن نعظها .. يجب أن نلومها

ولا نتركها لتهلكنا وتسحبنا وراءها إلى ما لا يحمد عقباه

يجب أن نوقفها ونقول لها كفا يا نفس

غدا سأقابل ربي .. ماذا سأقول له؟!..

غدا سأموت وأنزل قبر موحش مظلم ..

سأمر على الصراط .. سأمرعليه بكل ذنوبي ؟





ذكر نفسك وعظها

وقل لها

يانفس توبي فإن الموت قد حانـا .. واعصي الهوى فالهوى مازال فتانا
أما ترين المنــايا كيف تلقـطنا .. لقـطا وتلحـق أخرانا بأولانـا
في كل يوم لنـا ميت نشــيعه .. نـرى بمصـرعه آثـار موتـانا
يانفـس مالي وللأمـوال أتركها .. خلفي وأخـرج من دنياي عريانا
أبعد سنين قـد قضيتها لعبــا .. قد آن تقتصـري قـد آن قد آنا
مابالنـا نتعامى عن مصــائرنا .. ننسـى بغـفلتنا من ليس ينسانا
نزداد حرصـا وهذا الدهر يزجرنا .. كان زاجرنا بالحـرص أغرانـا
أين الملوك وأبنــاء الملوك ومن .. كانت تخـر له الأذقـان إذعانـا
صاحت بهم حادثات الدهر فانقلبوا .. مستبدلـين من الأوطان أوطانا
خلوا مدائـن كانالعز مفرشـها .. واستفرشـوا حفرا غبرا وقيعانا
ياراكضافي ميـادين الهوى مرحا .. وراحلا في ثيـاب الغي نشـوانا
مضى الزمان وولى العمر في لعب .. يكفيك ما قد مضى قد كان ماكان



إذا لابد أن تقف مع نفسك وقفة ولابد أن تكون صادقا

قف مع نفسك ولومها وعاتبها وناديها وذكرها وعظها

وذكرها بمصيرها وذكرها بلقاء ربها

وذكرها بمن خلقها وعرفها به

فالنفس لو عرفت ربها لاستحت أن ينظر إليها وهي تعصيه

ذكر نفسك وقل لها ماذا تقولي ..

اذا ما قال لي ربي .. اما استحييت تعصيني
وتخفي الذنب عن خلقي .. وبالعصيان تأتيني

فكيف أجيب يا ويحي .. ومن ذا سوف يحميني
أسلي النفس بالآمال .. من حين إلى حين
وأنسى ما وراء الموت .. ماذا بعد تكفيني
كاني قد ضمنت العيش .. ليس الموت يأتيني

وجاءت سكرة الموت.. الشديدة من سيحميني
نظرت إلى الوجوه .. أليس منهم من سيفديني
سأسأل ما الذي قدمت.. في دنياي ينجيني
فكيف إجابتي من بعد.. ما فرطت في ديني
ويا ويحي ألم أسمع .. كلام الله يدعوني.

ألم أسمع لما قد جاء .. في ق و يس
ألم أسمع بيوم الحشر.. يوم الجمع والدين
ألم أسمع منادي الموت.. يدعوني يناديني.

فيا رباه عبد تائب.. من ذا سيؤويه
سوى رب غفور واسع.. للحق يهديني
أتيت إليك فارحمني.. وثقل في موازيني
وخفف في جزائي.. أنت أرجى من يجازيني




وبعد هذه الوقفة لابد من اتخاذ القرار

قل : سأتوبـ الآن

توبة صادقة ولن أعود بعدها أبدا

مهما كلفني الأمر ومهما تعرضت للاذى

لن أعود .. لن أعود

كلمة ولكن.. لن أعرف طريقها

كلمة غدا .. سألغيها من قاموس كلماتي

كلمة سوف .. مضى وقتها

الآن .. الآن .. الآن



الآن سأتوب في خطوات محددة وواضحة وصريحة غير قابلة للنقاش ولا للرجوع عنها

اذا فالبداية
* الصدق في طلب التوبة
* تذكرة النفس بأخرتها وعظتها
* قرار حاسم بالتوبة وعدم الرجوع فيها
* الأخذ بالاسباب ومنها ما يلي :

1- الإستعانة بالله سبحانه وتعالى

فاعلم أنه لا حول ولا قوة لك إلا بالله

وإنك لن تستطيع أن تتوب وتصل إلى الله وطاعته

إلا بمعونته فاستعن بالله بصدق وإخلاص

وربك لأنه كريم فرض عليك الاستعانة وطلبها منه

كل يوم مرات ومرات لكنك يا مسكين ما كنت تعرف قيمة هذه الكلمة

ربك فرض عليك طلب الاستعانة به في كل صلاة

وانت بتقرأ الفاتحة تقول:

إياك نعبد وإياك نستعين

يعني المُعين هو الله

استشعرها وحسها وقلها بقلبك قبل لسانك

واستشعر قيمة هذا الدعاء في صلاتك وأنت تستعين بالله ومن بعدها

طلب مباشر وهو الهداية من الله

اطلب منه ان يهديك

" اهدنا الصراط المستقيم "

إذا أول شىء صدق اللجوء إلى الله والاستعانة به وطلب الهداية منه

كل هذه المعاني عشها صح مع قراءة فاتحة الكتاب في صلاتك

وأنت تستشعر حلاوة التوبة والقرب من الله ..



2- البعد عن أماكن المعصية

التخلص من كل ما يذكرنا بها أو يعيدنا إليها مرة اخرى

سواء كان مكان.. أو صديق سوء.. أو جهاز عليه ما يذكرك بالمعصية .. أو .. أو ..

ابعد وبقوة

إنّ أول ما يبدأ من التوبة أخي التائب أن تتخلص من رفقاء السوء وتستبدلهم بصحبة صالحة ..
قال :" المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل " صحيح الجامع (3539).

وقال : " وأمّا جليس السوء كنافخ الكير إمّا أن يحرق ثيابك وإمّا أن تجد منه ريحا خبيثة "أخرجه البخاري (5534) كتب الذبائح والصيد، ومسلم (2628) كتاب البر والصلة.

وقال علي بن أبي طالب : " لا تصحب الفاجر فإنه يزيّن لك فعله ويود لو أنك مثله "

وقال بعض السلف: " إيّاك ومجالسة الأشرار، فإن طبعك يسرق منهم وأنت لا تدري "

وليس إعداء الجليس جليسه بمقاله وفعله فقط .. بل بالنظر إليه .. فالنظر إلى الصور يورث في النفوس أخلاقا مناسبة لخلق المنظور إليه ..

وتذكر أن الصحبة الصالحة رفعت من شأن كلب فذكره الله فى القرآن الكريم فى سورة الكهف

حيث قال : " سَيَقُولُونَ ثَلاثَةٌ رَّابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْماً بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ "
فلنصاحب الأخيار.. فمصاحبتهم رفعة لنا في الدنيا والآخرة

فعليك أن تغير أصدقاء السوء
لا تقُل إنهم طيبين و فيهم خير وأنا معهم حتي أدعوهم وأهديهم

أقول لك قال تعالى : " وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً * يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِيلاً * لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلإِنسَانِ خَذُولاً "

وقال أيضا " رَبَّنَا أَرِنَا اللَّذَيْنِ أَضَلاَّنَا مِنَ الجِنِّ وَالإِنسِ نَجْعَلْهُمَا تَحْتَ أَقْدَامِنَا لِيَكُونَا مِنَ الأَسْفَلِينَ"

وقال " وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاة ِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلاَ تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ "

وقال رسول الله " الرجل على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل "
فكن أخي الكريم فى صحبة الأخيار


ثم بعد ذلك لا بد من تغيير المكان الذي كنت تعصي الله فيه ..

إنّ الرجل الذي قتل تسعة وتسعين نفسا .. قال له العالم : " إنّ قومك قوم سوء .. وإنّ في أرض كذا وكذا قوما يعبدون الله.. فاذهب فاعبد الله معهم "

وأكثر من اللجوء إلى الله كي يرزقك الإصرار على التوبة ويعينك عليها ويباعد بينك وبين كل ما يذكرك بمعصيته

فالدعاء هو رفيقك في تطبيق كل الخطوات السابقة والتالية بإن الله

ما زال المشوار أمامنا طوييييييييل مع خطوات التوبة

اللهم اجمعنا مع الصالحين في الدنيا والآخرة ..

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله


وبعد ما تعرفنا على بعض الخطوات العملية في طريقنا

من صدق اللجوء والاستعانة بالله ..

وعظةا لنفس وتذكرها بأخرتها ..

وأخذنا القرار بالتوبة..

وابتعدنا عن أماكن المعصية وكل ما يذكرنا بها

تخلصنا منها والقيناها وراء ظهورنا ولم نضع أمام أعيننا إلا الفرار إلى الله واللجوء والرجوع إليه .

وأصبحت التوبة هي هدفنا في هذه الحياة حتى ننعم بالعيش مع الله ولله

ونرجوه أن يتم علينا فضله ونلقاه وهو راضٍ عنا ويدخلنا جنته

هيا بنا لنتعرف على باقي معالم الطريق ونكمل باقي الخطوات التي بدأناها ونسأله سبحانه أن يعيننا على الثبات حتى النهاية

ونأخذ الخطوة التالية وهي أن تُحكم الأبواب أمام الشيطان

بالطبع الشيطان لن يتركك إذا أردت أن تتوبــ

بالتأكيد سيحاول أن يوقعك في مكائده

و هذا عن طريق (الخاطرة .. النظرة .. اللفظة .. الخطوة)





1 - الخاطرة :

وهي فكرة السوء التي تأتي على بالك

و تحكمها عن طريق ..

- الإكثار من الاستعاذة
- تذكير النفس بـ (أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ)

و أعلم أن الله أرسل لك هذه الآية حتى يعينك على أن تخشاه أثناء التفكر في معصية و تتجنب تلك الخواطر


2 - النظرة :



فهي سهم مسموم ونزع للإيمان من قلبك

فاتركها لله واعلم أن الله سيبدلك حلاوة الإيمان في قلبك

وتذكر أن الجزاء من جنس العمل و تذكر أن ربك شكور فيشكرك بذلك على طاعته

ألم تعلم يا أخي أن الرسول قال : إضمنوا لي ست أضمن لكم الجنة ..

1 - إصدقوا إذا حدثتم
2 - أوفوا اذا وعدتم
3 - وأدوا إذا إئتُمنتم
4 - واحفظوا فروجكم
5- وغضوا أبصاركم
6 - وكفوا ايديكم






3 - اللفظة :

وهي الكلمة التي تخرج من لسانك ..

انتبه .. فإنها أحد أسلحة الشيطان الخطيرة

قال "لا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه .. ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه و لا يدخل الجنة حتى يأمن جاره بوائقه "

تدريب عملي :

اختر لنفسك يوم لتطبق فيه هذا التدريب ..
وليكن يوم الجمعه .. لا تتكلم فى هذا اليوم إلا بالكلام الطيب ..
ولا تقُل فى ذلك اليوم أي كلام مكروه
وأكثر من ذكر الله
وفي اليوم التالي ستلاحظ أن لسانك قد اعتاد على الكلام الطيب







4 - الخطوات :

لا تمشي عكس الأتجاه فتسير فى طريق الضلال بدلا من طريق الإيمان ..

تذكر قوله تعالي :
" وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هوناً "

فتمهل في خطواتك






والحرز من الشيطان يكون فيما يلي :

أولاً : الإكثار من الذكر

لو قلت : "لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك و له الحمد و هو على كل شئ قدير " 100 مره فستحصل على هذا الأجر

1 - أجر مائة حسنة
2 - مسح مائة سيئة
3 - حرز من الشيطان
4 - سبب فى العتق من النار .. فهي كأنك أعتقت عشر رقاب .. و مَن أََعتَقَ أُُعتِقَ
5 - ولم يأت أحد بمثل ما أتيت به إلا من جاء بمثلك

وهي لن تأخذ معك أكثر من10 دقائق لكن احذر .. فالشيطان لن يدعك تكمل المائة .. فاحذره








ثانياً : ارمه في البحر

ارمي كل ما يبعدك عن الله .. ارميه فى البحر

فمعظم الأسباب التي تجعلك تقع في المعصية تكون من الصغائر
مثل ( كلمة من أصدقاء السوء - نظرة في مجلة - سماع أغنية )

كن رجلا و خذ القرار بشجاعة و بلا تردد و أعلم أن الذي يتردد على خطر عظيم

لأن التردد من صفات المنافقين

فهل ترضى - والعياذ بالله - أن تكون فى الدرك الأسفل من النار ؟

قال تعالى : " إِنَّمَا يَسْتَئْذِنُكَ الَّذِينَ ِ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِر وَارْتَابَتْ قُلُوبُهُمْ فَهُمْ ِ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ"

و قال تعالي "مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لاَ إِلَى هَؤُلاءِ وَلاَ إِلَى هَؤُلاءِ "





وانظر في قصة سيدنا موسى حينما ذهب ليناجي الله في الأربعين ليلة
وعندما رجع رأى أن قومه عبدوا العجل الذهبي فأخذه ورماه في البحر

لكن نحن لو كنا مكان سيدنا موسي لقلنا :
حرام هذا الذهب .. هذه ثروة قومية !!
لماذا لا نحتفظ به ووالله لن نعبده ..

و لكنه قال للسامري " وَانظُرْ إِلَى إِلَهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفاً لَّنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنسِفَنَّهُ فِي اليَمِّ نَسْفاً "

وأنت كذلك .. افعل

ارمي علبة الدخان ولا تحزن على ثمنها
والأرقام التي على جوالك ليست ثروة قومية .. أرمها (أقصد إمسحها)
والأغاني والأفلام التي على جهازك ..ارمي لا تتردد





وفي قصة سيدنايوسف وفي بيت العزيز قال : " ‏‏رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ "

أترى ؟!!..

السجن أحب إليه من مكان الفتنة ..
فيجب عليكَ أنت أيضا أن تبعد عن أي مكان به فتنة .. لأنك لن تكون أقوى من سيدنا يوسف

والآن وبعد أن عرفنا أهم خطوات التوبة

يجب أن نعلم بأن أمامنا كثير من العوائق في طريق توبتنا

سنواجه الكثير ، لكن الطريق الذي اخترناه يستحق منا أن نصبر ونجاهد..





ولن يستطيع أن يستمر فيه لنهايته إلا الشجعاء
أصحاب القلوب القوية ، أصحاب العقول النيرة ، أصحابالتوبةالصادقة .



كن شجاعاً وتوكل على الله وابدأ حياة جديدة مع الله

حياة قلب تائب ونادم على كل ما فاته
حياة عبد طائع مشتاق لطاعة الله ورضاه
حياة كلها طاعة وبعد عن المعاصي
حياة جميلة كل ما فيها جميل
كلها اشتياق للقاء الرحمن وانتظار لميعاد الصلاة متى يؤذن المؤذن اشتقت للوقوف بين يدي حبيبي

اشتقت لأن اكلمه واناجيه واتذلل بين يديه

متى يأتي وقت السحر لاقوم بين يدي حبيبي وابكي بين يديه واشكو إليه حالي

متى يطلع الفجرلاضم مصحفي لصدريواقرأ كلام ربي وابدأ يومي بالكلام مع الحبيب قبل أن أكلم اي مخلوق

تخيل معي يوم تبدأه بالكلام مع الله ..

كيف يكون ؟!..




. كيف تشتاق للعبادات ولا تجدها ثقيلة

وتصبح عباداتك جنةفي هذه الدنيا

. هل هذا سهل ؟؟

سهل ان اشتاق لربي وعبادته ؟؟

سهل ان اقف بين يديه ؟؟

سهل أن احفظ كلامه ؟؟

سهل أن اترك المعاصي ؟؟

سهل أن أبتعد عن اصدقائي ؟؟

سهل أن ابتعد عن الأماكن التي أحبها واعتدت عليها
. نعم سهل .

وسهل جدا

. ماذا؟؟؟؟!!!

تقول سهل وسهل جدا !!!!

. نعم سهل جدا

إنه ليسير على من يسره الله عليه

اصدق في النية واستعن بالله

قل له يارب اعني على نفسي

يارب خذ بيدي اليك

يارب اهديني

يارب تب علي

قل يارب وستجد كل شيء سهل

ولكن هذا السهل يطلق عليه السهل الممتنع

كما اشرنا من قبل ..

هذا الطريق يحتاج لقلب قوي قلب شجاع قلب صادق

قلب يحيا بحب الله

قلب مشتاق لرضا الله




. أنت تقول أن التوبة سهلة

إذا لماذا لا نتوبــ؟؟

. لأن هناك عوائق في طرق التوبة

سنذكر شيئاً منها في نقاط ..






العائق الأول :تعلق القلب بالذنب :

قد يتعلق القلب بالذنب .. يتعلق بإمرأة .. بسيجارة ..بمال .. بحب النفس .. بالأغاني .. بالأفلام ..

يتعلق بأي شيء من الذنوب والمعاصي ..

والقلب إذا تعلق بشيء عز اقتلاعه منه ..

. ماذا أفعل لكي اتخلص من هذا التعلق القلبي بالذنب ؟

. لكي تتخلص من تعلق قلبك بالذنب هناك عدة خطوات نذكر منها .
.





1- نسيان الذنب :

أن تنسى ذنبك .. ففي بعض الأوقات قد يفيد تذكر الذنب لينكسر القلب بين يدي الله
ولكن إذا رأى من نفسه أنها إذا تذكرت سابق ذنبها تهيج خواطرها للعودة للمعصية
أو أنه إذا تذكر ذنبه قنط من رحمة الله وقال أنا صاحب ذنوب ولن يُغفر لي

حينها نقول لك انس ذنبك .






2 - هجر أماكن المعصية :






البكاء على الأطلال سمة من تعلقت قلوبهم بغير الله
فمن كان يعرف امرأة وتاب الله عليه ..

ومازال يذهب إلى المكان الذي كان يقابلها فيه ويستعيد في مخيلته أيام المعاصي ..

فنقول له : نخشى أن تعود لما كنت فيه ..
لذا إذا أردت المحافظةعلى توبتك فاهجر المكان ..

لا تعد إليه مرة أخرى ..

لا تمر به ..

وإذا مررت به فاذكر نعمة الله عليك وقل الحمد لله الذي عافاني ..
وعند كل مكان اذنبت فيه أحدث توبة جديدة من الذنب الذي اذنبته فهذا المكان سوف يشهد عليك يوم القيامة امام الله

فاجعله يشهد على توبتك كما شهد معصيتك

هذا ان ذهبت له قدرا

واحمد ربك ..
فغيرك ما زال يسير في طريق الهوى ..

لا يستطيع منه فكاكا ..

وابك .. ابك على معاصيك ..

وتذكر قوله : "لا تدخلوا على هؤلاء المعذبين إلا ان تكونوا باكين فلا تدخلوا عليهم.. لا يصيبكم ما أصابهم" أخرجه البخاري





3 - تغيير الرفقة :

وذلك بالالتصاق بالصالحين .. ومن تذكرك رؤيتهم بـ الله تعالى .. وتعينك صحبتهم على طاعة الله .




4 - استشعار لذة الطاعة :

. استشعارلذة العبادة ..
. لماذا؟
. لأنك إذا استشعرت لذة العبادة فإنك تستبدلبها لذة المعصية ..
إن للمعصية- للغافل - لذة ..

ولكن إذا استشعر لذة العبادة ..
إذا استشعر لذة القرب من الله..وحب الله .. ولطف الله بعباده ..
علمه وكرمه وجوده ..






فإذا استشعر كل هذا فاض قلبه بالإيمان وزاد..
وكلما خطر له خاطر المعصية فزع الى الصلاة ..

وإذا استشعر لذة تلاوة القرآن ..

لذة مخاطبة الله له ..
مخاطبة ملك الملوك له ..
رب الأرباب ..
القاهر المهيمن ..

حين تستشعر لذة العبادة تحتقر لذة المعصية ..





5 - الانشغال الدائم :

إن الفراغ والشباب والجدة مفسدة للمرء أي مفسدة


اعمل فإنك إن لم تشغل قلبك بالحق شغلك بالباطل ..

ابدأ بحفظ القرآن .. احفظ السنّة .. تعلم الفقه .. تعلم العقيدة ..
اقرأ سيرة المصطفى .. انظر في سير السلف الأوائل ..

ابدأ العمل في الدعوة.. تحرّك لنصرة دين الله .. ساعد الفقراء.. إرع المساكين .. علّم الأطفال ..

انشغل فهذا الانشغال يقطع تعلق قلبك بالذنب.





6 - صدق الندم واستقباح الذنب :

أصدق في الندم على ما فات .. فلعل الله يعافيك مما هو آت ..

أصدق الله يصدقك ..

أصدق في الندم واستقباح الذنب .. بأن تعتقد قذارة المعصية .. فلا تعود اليها.. ويعينك الله على الثبات بعيدا عنها.





7- تأمل أحوال الصالحين:
- قيل لبعض السلف: هل يستشعر العاصي لذة العبادة..؟؟ قال لا والله ولا منّ وهمّ..

حين تتأمل أحوال الصالحين وتتأمل ـ مثلا ـ حال معاذ بن جبل عندما أصابه الطاعون فقال لغلامه: أنظر هل أصبحنا..؟..
قال: لا.. بعد..
فقال: أعوذ بـ الله من ليلة صباحها الى النار..؟؟

انظر من القائل..؟؟ إنه معاذ بن جبل..!!

إنه يخشى النار..!! فماذا تقول أنت..؟؟

واعجبا لخوف عمر مع عمله وعدله.. ولأمنك مع معصيتك وظلمك..




8- قصر الأمل ودوام ذكر الموت:

إنّ الذي يذكر الموت بصفة دائمة يخشى أن يفاجأه الموت..
فيلقى الله على معصيته...
فيلقيه الله في النار ولا يبالي..

قال الحسن:" أخشى ان يكون قد اطلع على بعض ذنوبي فقال:

اذهب فلا غفرت لك".

قال الحسن:" اخشى و الله أن يلقيني في النار ولا يبالي".

أول ما يجب عليك فعله هو أن تخلص قلبك من الذنب

كما قال إبن الجوزي:" دبّر لنفسك أنّك إذا اشتبك ثوبك في مسمار..

رجعت الى الخلف لتخلصه..

وهذا مسمار الذنب قد علق في قلبك أفلا تنزعه..

انزعه ولا تدعه في قلبك يغدو عليك الشيطان ويروح..

اقلع الذنب من قلبك..

اللهم طهّر قلوبنا..





9- تعويد النفس على فعل الحسنات والإكثار منها:

عوّد نفسك على الإكثار من الحسنات

إنّ الحسنات يذهبن السيئات..

والماء الطاهر إذا ورد على الماء النجس يطهره..

قال صلى الله عليه وسلم:" وأتبع السيئة الحسنة تمحها" أخرجه الترمذي



هذه بعض الطرق لتعالج قلبك من اخطر مرض يهدده..

وهو مرض تعلق القلب بالذنب

نسأل الله أن يعافينا

العائق الثاني: استثقال التوبة واستصعاب الالتزام:

وهذا من فعل الشيطان والنفس الأمّارة بالسوء..

بعض الناس إذا قلت له: تب..

قال لك: إن هذا عليّ صعب عسير ..

حياة الالتزام صعبة وليس فيها اي متعة

نقول لك انها يسيرة على من يسرها الله عليه

وللتخلص والعلاج من هذا الاستثقال والاستصعاب عليك بالاتي

أن تتبرأ من كل حول وقوة..

وأن تستشعر الإعانة والمعية..

وحسن الظن بـ الله سبحانه وتعالى..

إنّ كلّ صعب بحول الله وقوته يصير سهلا..

فإذا استعنت بالله أعانك..

والقلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء..

فهو قادر على أن تبيت وأنت تحب المعاصي وتصبح وأنت تكرهها..

وما يدريك..







العائق الثالث: الاعتذار والتعلل والبحث عن المبررات

من أخطر عوائق التوبة تزيين الشيطان..

عندما تقول لإمرأة إنّك متبرّجة لم لا ترتدين الخمار..

تقول لك إنها ظروف إنّ زوجي لا يرضى وأبي لا يرضى

والعلاج الدافع لهذا السبب: طلب العلم، واتهام النفس.





العائق الرابع: الاغترار بستر الله وتوالي نعمه.

فإذا أذنب العبد الذنب وستره الله..

فيظن أن الستر إنما كان بحسن تخطيطه..

ولم يفكر أن القضية ليست بحسن التخطيط

وإنما القضية بستر الحليم عليه..

وعلاج هذا الخوف من العقوبة بهتك الستر المسبل عليك..

والعلم بأن الإمهال استدراج

قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح:" إذا رأيت الله تعالى يعطي العبد من الدنيا ما يحبّ وهو مقيك على معاصيه فاعلم إنما ذلك منه إستدراج"



وقال تعالى :{ فذرني ومن يكذّب بهذا الحديث سنستدرجهم من حيث لا يعلمون* وأملي لهم، إنّ كيدي متين} [القلم:44-45].

لله المثل الأعلى لكننا سنطرح هنا مثالا..

بموظف دخل في مرة ووجد نقودا في درج المكتب الخاص للمدير فأخذها..

فأخذ الشك المدير فيه فماذا يعمل؟

إنه في مرة أخرى يضع نقودا في نفس الدرج..

ويتغافل حتى يضع الموظف يده في الدرج لأخذ النقود

فعندها يمسكه ويقول إنه ما فصله من عمله في المرة الأولى إلا لعدم التأكد..

إن هذا مثال الاستدراج ولله المثل الاعلى ..

فتجد الشاب فعل كذا وكذا وستره الله ..

ويطلب من الله الرزق فيعطيه ..

وقد قلنا من قبل وحذرنا..

فإياك أن تظن أن إجابة الله لدعائك كرامة..

فقد يعطي الله العبد ما يطلب وهو يكرهه ليكون فيه هلاكه..

أليس الله قد أجاب إبليس دعوته وهو أبغض خلقه إليه..

عندما قال له إبليس:{ قال ربّ فأنظرني الى يوم يبعثون* قال فإنك من المنظرين} [الحجر: 36-37].

فأنت تطلب الرزق..

والزوجة الجميلة.. الطيبة..

والوظيفة المريحة..

فيعطيك وعندها تظن أن الله يحبك..

ألا ترى معاصيك ومخازيك..

ألا تتدبر قول الله تعالى:{ إنما نملي لهم ليزدادوا إثما} [آل عمران: 178].

واستمع لقول النبي صلى الله عليه وسلم:" إنّ الله يعطي الدنيا لمن يحبّ ومن لا يحبّ".

فانظر الى الدنيا لقد أعطاها الله للكفرة والفاسقين أيعني ذلك أنه يحبهم..

أبدا.. فخف من الله قدر قربه منك..

وارجوه قدر قربه منك..

ولا يأمن مكر الله إلا القوم الفاسقون.





العائق الخامس : تعلق الذنب بأحكام يخشى العاصي منها بعد التوبة:


فإن الشاب قد يزني..

وهو قد سمع ان من زنى يزنى به ولو في جدار بيته فيقول..

إذا لن أتوبـ ..

فإذا سمع قول الله {الزاني لاينكح إلا زانية } [النور:3]

فيقول إذن لن أتزوج فإنّ من أتزوجها لا بد وأن تكون زانية

ونسي قول الله سبحانه وتعالى:{ ولا تزر وازرة وزر أخرى} [الأنعام:164]

المقصود أن القلب قد يتعلق بأحكام..

فقد يظن أنه لو تاب سيرجم ويقام عليه الحد

فيقول دعني مع الذنوب إذن..

من سرق مالا يؤمر بعد التوبة أن يرد المظالم..

فإذا لم يستطع قال لك دعني فلا فائدة

ولكن لا يجب الاستسلام لتلبيس إبليس

الذي يصنع من الذنب خمدقا يحاصرك فيه..

فلا تخرج من الذنب أبدا فيقول هل ستتوب..

إنّك لن تستطيع..

إنّك لا تصلح للتوبة..

ولا بدّ أن لا ننسى قول الله تعالى:{ إنّ الله يغفر الذنوب جميعا} [الزمر:53]

وأنه سبحانه يقبل التوبة عن عباده

وقد قال سبحانه وتعالى { ومن يقنط من رحمة ربه إلا الضالون} [الحجر: 56]

فلا تقنطوا من رحمة الله والتوبة تجب ما قبلها..

قال ربنا { قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله} [الزمر:53].







العائق السادس : الابتلاءات التي تقع على التائب بعد التوبة:

يقول ربنا تبارك وتعالى:{ أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون* ولقد فتنّا الذين من قبلهم فليعلمنّ الله الذين صدقوا وليعلمنّ الكاذبين} [العنكبوت 2-3]

لا بد هنا من العلم بأنك عندما تتوب سيعاديك أهلك..

ستجد نفسك بعد ان كنت حليقا..

ترتدي أحد الموضات..

متعطرا يتهافت عليك الناس في الوظائف..

وعندما تبت الى الله ورجعت اليه..

فأعفيت لحيتك ولبيت القميص الأبيض والعمامة

تبحث عن عمل فلا تجد..

فعندها يجب أن تتذكر قول الله تعالى عندما يقول:{ ومن الناس من يعبد الله على حرف فإن أصابه خير إطمأن به وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه وخسر الدنيا والآخرة} [الحج:11].

فتجد من حولك من المقربين يضغطون عليك

تجد العداء من المدير والزملاء من الاهل والاقارب من الزوجة والاصدقاء ..

تجد سيلا من التريقة والتعليقات الغريبة ..

والعلاج ...

تذكر إنّ إنتصار المسلمين يوم حوصروا في الشعب ثلاث سنين

لم يكن أقل من انتصارهم في غزوة بدر

لأن المشركين حين رأوا الثبات قالوا إن المسلمين على حق..

وكذلك فعندما يرون منك الثبات سيقولون إنّ الملتزمين على حق..

فإياك أن ترجع، واستعن بالله واثبت.





العائق السابع : العصرة التي تصيب قلب التائب:

يقول ابن القيّم في كتاب " طريق الهجرتين"

ها هنا دقيقة قلّ من يتفطن لها إلا فقيه في هذا الشأن..

رحم الله ابن القيّم ورضي عنه..



قال وهي أن كل تائب لا بد له في أول توبته من عصرة وضغطة في قلبه..

من همّ أو غم..

من ضيق أو حزن..

يجب أن تشعر بهذه العصرة عندما تتوبـ..

الخوف من أن تكون قد ضللت الطريق..

فأنت لا تعرف جوانب الطريق..

لا تدري أوله ولا تعلم الى أين يفضي بك آخره..




ويقول ابن القيّم: ولو لم يكن إلا تألمه بفراق محبوبه..

فقد كانت الذنوب محبوباته.. أنيسته في وحشته..

فعندما يتوبــ سوف يفقد هذا الأنيس..

سوف يفقد أشياء كان يحبها..

سيتألم لفراق عيوبه التي لازمته ردحا من الزمان..

فينضغط قلبه وينعصر لذلك ويضيق صدره..

فأكثر الخلق يتوبون ثم ينكثون على أعقابهم ويعودوا الى المعاصي..

لأجل هذه المحبة للمعاصي..



والعالم الموفق يعلم أن الفرحة والسرور واللذة الحاصلة عقيب التوبة تكون على قدر هذه العصرة أقوى وأشد كانت الفرحة واللذة أكمل وأتم..

إنّ هذه العصرة دليل على حياة قلبك وقوة استعداده..

لو كان قلبك ميتا واستعدادك ضعيفا لما انعصر..

واعلم أن الشيطان لص الإيمان..

واللص إنما يقصد المكان المعمور..



بمعنى أن يحاول سرقة الايمان من القلب المعمور بالإيمان.

إنه لا يذهب الى المقهى أو الى الملهى..

فمن يجلس هناك ليس في قلبه ما يسرق..

إنما يقصد المكان المعمور من اجل السرقة..

.. فإذا قويت المعارضات الشيطانية.

. قويت العصرة..




فيوسوس لمن لبست النقاب..

ما الذي دفعك لهذه الفعلة الشنعاء..

أما انتظرت حتى تتزوجين..


وهذا دليل قوة إيمان لذلك ينعصر قلبك

لأنه لو لم يكن فيه إيمان كان فورا قد عاد من حيث أتى

فلذلك ينبغي أن تعلم

أن ثباتك وعزمك سيوجب لك بعد النصر انشراحا وطمأنينة..

ولما كانت التوبة من أجلّ الأمور وأعظمها

نصبت عليها المعارضات والمحن ليتميز الصادق من الكاذب..

وتقع الفتنة ويحصل الابتلاء ويتميز من يصلح ممن لا يصلح..




ويوسوس لمن التزم وأعفى اللحية

أما كنت انتظرت قليلا قبل الالتزام حتى كونت مستقبلك من السرقة..

المقصود أن هذه العصرة وسوسة الشيطان

إذا دخل الشيطان ليوسوس

دل على أن في قلبك من الخير ما يشتد حرص الشيطان على نزعه منه..

{ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب، وما كان الله ليطلعكم على الغيب ولكن الله يجتبي من رسله من يشاء، فآمنوا بالله ورسله، وإن تؤمنوا وتتقوا فلكم أجر عظيم} [آل عمران: 179].





فاصبر على تلك العصرة قليلا..

تفضي بك الى رياض الأنس وجنات القدس.




يقول ابن القيّم:

ولكن إذا صبر على هذه العصرة قليلا أفضت به الى رياض الأنس وجنات الانشراح وإن لم يصبر

{ انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة، ذلك هو الخسران المبين} [الحج:11].

فاصبر أخي في الله على تلك العصرة ولا تهتم بها..

وتأمل نصر الله بعد ذلك فهذه العصرة لا بد منها..

وهي علامة من علامات الصحة..

فليطمئن قلبك.. وانطلق .. وانطلق..





أخيراً

نادي الله وقل يارب إني تائب ..

يارب إن أمامي عوائق كثيره تعيقني عند سيري إليك.

تنغص معيشتي ، تكدر حياتي ، تجذبني جذباً إلى الوراء

ولكني عجلت إليك رب لترضى ..

استعنت بك إلهي عليها ..

فأعني ويسر لي وردني إليك رداً جميلاً ..

يارب عبد تائه ضال قد ناداك أترده وترد صادق توبته؟!!

حاشاك ربي أن ترد تائباً حاشاك ....

فلنعلنها جميعاً (((وعجلت إليك رب لترضى)))

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على خير خلق الله محمد وصحبه ومن والاه..

وبعد ماتعرفنا على التوبة وأهميتها وكيفيتها وعوائقها

وقررنا التوبة وصدقنا فيها واجتهدنا وجاهدنا انفسنا

كيف أعرف انني حقا من التائبين؟

وكيف أعرف أن ربي تقبل توبتي ؟

هل هناك علامات لقبول التوبة ؟

نعم هناك علامات كثيرة ..

فطريق التوبة مليء بالعلامات والمبشرات التي تضىء لك الطريق

لتعلم انك تسير بخطى ثابتة وفي الطريق الصحيح

نذكر منها ما يلي




من علامات قبول التوبة ..

. مجرد تفكيرك في التوبة وقرائتك عنها واعترافك بذنبك من علامات قبول التوبة ..

اعلم ان الله هو من أراد ان يتوب عليك لتتوبـ .



وَعَلَى الثَّلاَثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُواْ حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنفُسُهُمْ وَظَنُّواْ أَن لاَّ مَلْجَأَ مِنَ اللّهِ إِلاَّ إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (118) ..(سورة التوبة )





هو الذي يسر لك قراءة موضوع عن التوبة لكي يتوب عليك

او ارسل لك صديق يكلمك عن التوبة لتتوبـ ..

او فتح امامك قناة بها شيخ يتحدث عن التوبة لتتوبــ ..

الله أراد توبتك ويسر لك الطريق لتتوبـ ..





فكن شجاعا وسارع لتتوبـ ولا تتكاسل فتذهب عليك الفرصة

فالله تواب رحيم يرسل لك رسائل كثيرة ولكنك لا تجيد ترجمتها

فلا تتغافل وترجمها صح وسااااارع في التوبة..

قبل ان يضرب بينك وبينها حجاب فلا تستطيع

تب الان واعلم ان باب التوبة ما فتح امامك الا لتدخل وتتوبـ ..




. من علامات قبول التوبة صدق اليقين بالله وحسن الظن به .

لا تتشكك في توبتك لان ذلك من تلبيس الشيطان فوت عليه الفرصة

وذكر نفسك دائما بهذا الحديث

في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال : " أذنب عبدٌ ذنبا ، فقال : اللهم اغفر لي ذنبي ، فقال تبارك وتعالى : أذنب عبدي ذنبا فعلم أن له رَبّـاً يغفر الذنب ويأخذ بالذنب ، ثم عاد فأذنب ، فقال : أي رب اغفر لي ذنبي ، فقال تبارك وتعالى : عبدي أذنب ذنبا فعلم أن له رَبّـاً يغفر الذنب ويأخذ بالذنب ، ثم عاد فأذنب ، فقال : أي رب اغفر لي ذنبي ، فقال تبارك وتعالى : أذنب عبدي ذنبا فعلم أن له رَبّـاً يغفر الذنب ويأخذ بالذنب ، اعمل ما شئت فقد غفرت لك" .

فقولُه : اعمل ما شئت فقد غفرت لك .

يدلّ على أن اللهَ لا يزال يغفر لعبده كلما استغفر مالم يُصرّ على معصيته أو يموت على الشرك طالما أنه موقنٌ أن له ربّاً يأخذ بالذنب ويغفره ..





وهذا الحديث

في قوله عليه الصلاة والسلام : إن الشيطان قال : وعزتك يا رب لا أبرح أغوي عبادك ما دامت أرواحهم في أجسادهم ، فقال الرب تبارك وتعالى : وعزتي وجلالي لا أزال أغفر لهم ما استغفروني . رواه الحاكم وغيره وهو حديث صحيح .

كن دائما على يقين بعفو ربك وجوده وكرمه ومغفرته وانه هو التواب الرحيم .

مع الحذر كل الحذر من الغلو في هذا اليقين الذي يوقعك بالاستهانة بالذنب لكن نحن على يقين ولن نعود ابدا لهذا الذنب




ومن علامات قبول التوبة

بغض المعصية ونفور القلب منها

يعني سامع الاغاني من علامات قبول توبته ..

كراهته لها ولا يطيق سماعها يحس بضيق في صدره واختناق سبحان الله

يكرهه ربه في المعصية ..

وهكذا رواد المواقع الاباحية او متابعي المسلسلات والافلام على الفضائياتوالسنمات والكليبات و... و ... و ...

عندما تاتي امامه قدرا يجد غُصَّة في قلبه فهو لا يطيق ان ينظر اليها حتى ولو نظرة عابرة يحس بضيق شديد ..



. وكراهية اتباع ومرافقة اصدقاء السوء او ما يذكرك بمعصيتك

وإن كان صديقك طيب وخلوق..

ولكنه غافل عن عبادة الرب الودود وكان بيشجعك على غفلتك ..

فانك لا تحب مرافقته ولا تستطيع الكلام معه كثيرا مثل الاول ولا تفضفض معه ..

سبحان الله انت لا تكرهه لشخصه لكنك لا تحب تذكرته لك بمعصيتك ...



ومن العلامات ايضا ان يكون قلبك منكسرا لله وذليل ومتواضع

قلب التائب غير متكبر ولا معجب باعماله

قلب التائب لا يرى نفسه ولا يرى لها قيمة

قلب التائب خائف من الرجوع الى الذنب

قلب التائب يستعظم الذنب الذي الم به ولا يستهون به..

لانه يعلم ان عظم الذنب ليس بصغره ولا كبره لكن في حق من عصى .

قلب التائب ذاكرا لله ومشغولا دائما بكل ما يرضي الله عنه..

ويبحث عنه في كل مكان وفي كل عمل لا يبتغ الا مرضاة الله




ومن العلامات ايضا وأحلاها وأجملها

حب الطاعات والاشتياق اليها وحب الصالحين ومرافقتهم

يا الله

تجد قلبك يشتاق للصلاة متى يؤذن المؤذن حتى اقف بين يدي الله

متى ياتي يوم الاثنين لأصوم..

ومتى يأتي الليل للقيام بين يدي الرحمن ومتى يأتي رمضان اشتقت لرمضان والقران والصيام والذكر واشتقت لحبيبي ومناجاته في السحر والناس نيام...

تجد ان قلبك بعد التوبة قلب اخر فحالك قبل التوبة غير حالك بعد التوبة ..




ومن العلامات توفيق الله لك لفعل هذه الطاعات

فاعلم انك لا تستطيع عمل اي شىء الا بتوفيق الله لك

فما توفيقي الا بالله

لا تنسى هذه أبدا




وأروع وأجمل علامات قبول التوبة ..

ان ربنا يحبك وعندما يحبك ربك يعصمك من الوقوع في الذنب

ويحبب فيك عباده الصالحين

فحب الصالحين من علامات حب الله لك




الا تعرف هذا الحديث

"إذا أحب الله جل وعز العبد نادى جبريل عليه السلام إن الله قد أحب فلانا فأحبه فيحبه جبريل ثم ينادي جبريل في أهل السماء إن الله قد أحب فلانا فأحبوه فيحبه أهل السماء ثم يوضع له القبول في أهل الأرض "
خلاصة حكم المحدث: صحيح

ألم نقل من قبل ان الله يحب التوابين

وقلنا هنا الصالحين لان المنافقين وحبهم ليس من علامات حب الله لعبده

استعجب من اناس تستشهد بهذا الحديث

و بحب الناس انه من حب الله للعبد وهو قائم على معصية

كحب الجمهور للمطربين والمطربات.. الفنانين والفنانات

وعرايا الكليبات

هل ترى ان حب الجمهور لهؤلاء هو الحب الذي يقصده الحديث

لله الامر من قبل ومن بعد





اقرأ معي أيضا ..

إن الله تعالى قال : "من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب ، و ما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه ، و ما زال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه ، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به ، و بصره الذي يبصر به ، و يده التي يبطش بها ، و رجله التي يمشي بها ، و إن سألني لأعطينه ، و لئن استعاذني لأعيذنه ، و ما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن قبض نفس المؤمن ، يكره الموت و أنا أكره مساءته صحيح

أرأيت ماذا يفعل الله لك

يكون ربك هو سمعك الذي تسمع به

بالله عليك تخيل أن ربك هو سمعك ماذا ستسمع ؟؟

وربك هو بصرك فماذا ستبصر عينك؟؟

وربك هو يدك فهل ستمتد لحرام قط ؟

ورجلك التي تمشي هل تتخيل ان يكون ربك هو قائدك ويمشيك في طريق خطا او حرام ؟

فلن تمش قدمك الا في الخير

وفوق كل ذلك من كرم أكرم الأكرمين..

الرب الجواد العظيم

اذا سألته سيعطيك

فتكون مجاب الدعوة

وان استعذت به لاعاذك..

لن يستطيع الشيطان أن يقرب منك فالله يحميك منه ..



آآآآآآآآآآآه من كراهة الموت

تخيل لو تبت وحسيت بحب ربنا وحسيت انك مشتاق لربنا اوي وربنا وفقك لكل هذه الاعمال الصالحة والطاعات ..

تخيل هتكره الموت ولا هتكون مشتاق للقاء الله .؟

تحب الموت لانك عندما تموت على هذا الحال وركز على هذا الحال..

وليس من ضيق أو شر الم بك .

لكن لانك مشتاق تقابل حبيبك ومشتاق ترى جنته

ومشتاق تقابل النبي على الحوض ليسقيك من يده الشريفة

ومشتاق ترى الصحابة الذين ملأ حبهم قلبك

تعيش بقلب مشتاق للآخرة

فما أجمل التوبة إن كانت صادقة لوجه الله تعالى

يارب ارزقنا توبة صادقة ترضيك عنا ..



بصراحة الكلام عن التوبة كثير.. كثير

وما زال هناك كلام كتير

لكننا لا نريد ان نثقل عليكم اكثر من هذا حتى لا تملوا

وأخيرا نقول لكم

تعالوا نتوبـ لعلام الغيوبـ

دعوة من أسرة الملتزم

نسال الله ان يتقبلها منا خالصة لوجهه الكريم

وتكون سبيلنا إلى جنته ..




فنحن الآن والآن بالذات في شهر رجب

نحتاج لتوبة صادقة نختم بها صحيفة أعمالنا قبل رفعها في شعبان الى العزيز الرحمن ..

وأخيرا



نناجي الرب الكريم ونقول له

رباه...رباه ..رباه قلب تائب ناجاك
ربــــــــــــــــــــــــاه قلب تائب ناجاك .. أترده؟
وترد صادق توبتي..حاشاك ترفض تائبا ..حاشاك ...
فليرض عني الناس أو فليسخطوا ....أنا لم أعد أسعى لغير رضاااااااك ..

وصل اللهم وسلم وزد وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا