الحمد لله والصلاة والسلام على أشرف من وطأت قدمه الثرى معلمي ومعلم البشرية محمد صلى الله عليه وسلم
من قول الله تعالى:
{قُلْ هَـذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَآ أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ}
[سورة يوسف].
اخوانى واحبابى فى الله حياكم الله وبياكم وسدد الله على الحق خطاى وخطاكم
اخوانى واحبابى فى الله ساتحدث اليوم معكم بموضوع ليس كالمواضيع السابقة فهذا الموضوع يخرج من اعماق القلوب لنضع النقاط على الحروف ولنعلن توبتنا من الان وان لا نعود الى تلك الذنوب والمعاصىى والله يا اخوان اننا نعيش فى زمن الفتن والشبهات
اكتب لكم وقلبى يتقطع الما على حالنا وحال شباب وفتيات المسلمين لما يتعرضو له من اغراءات وفتن وشبهات فى هذا الزمان والعصر الملئ بعالم الشبهات
هيا نـتـــــوب قبل ان نـمـــــوت
يالله كم للدنيا من فتن مغرية تأخذ بقلب المرء وعقلة ، وتهد من جسده وقوته ، يظن أنه سيبلغ غايته ، وينال مبتغاه ، وفي لحظة من اللحظات لم يحسب لها حسابًا ، قد انغمس في الشهوات ، يعصى ربه ويشاهد ما يغضب الله عز وجل وانغمس فى حياته الدنيوية غافلاً عن حساب الآخرة الشديد ، وفي لحظة من اللحظات وهو في غمرة السعادة بين أهله وذويه ، أو بين أصحابه وأحبابه ، وفي لحظة من اللحظات يعيش نشوة الأموال ، واستقرار الصحة والجسد ، في تلك اللحظة التي يبصر بها من حوله ، ويسمع من يحدثه ، ويحدث من يسمعه ، ويحرك فيها جسده ، لا مرضًا يشكو ، ولا علة يعالج ، ولا طبيبًا يزور ، لحظة رهيبة ، ومفاجأة غريبة ، فيها توقف كل شيء ، ماذا جرى للجسم الصحيح ، انها لحظة الرحيل والفراق ، ومن أصدق من الله حديثا : {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمْ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ} .
يا لها من مفاجأة يباغت فيها الإنسان ، فيؤخذ على غرة ، تعددت أسبابها ، وتلونت أشكالها ، واختلفت أعمارها ، وتنقلت أوقاتها ، لا تميز بين الطفل والشاب والشيخ ، كل له أجله المكتوب ، وعمره المحسوب ، عند رب رحيم حليم .
غير أنها الغفلة التي تقتل القلوب عن هذه الساعة المملوءة بالفاجعة ، المقرونة بالبكاء والصراخ ، الممزوجة بالدموع ، المتلونة بالحسرة واللوعة ، على مَنْ ؟!! .. علي أنا وأنت وكل مولود كبير أو صغير .
هيا نـتـــــوب قبل ان نـمـــــوت
اخوانى فى الله / : اعلموا رعاكم الله أن من علامات الساعة الصغرى كثرة موت الفجأة , عجبًا لنا والله عجبا : كيف نجرأ على الله فنرتكب معاصيه ، وأرواحنا بيده ، وكيف نستغفل رقابته ، والموت بأمره يأتي فجأة ، الا تستحى من الخالق وتعصية ليلا ونهارا وهو القادر على ان يقبض روحك وانت نمارس تلك المعاصى والعياذ بالله ؟؟؟
يا حسرتنا احبتى فى الله : على غفلة قد طمت ، ومهلة قد ذهبت ، أضعناها في المغريات ، وقتلناها بالشهوات ، وأهدرناها في التفاهات ، نسير كأن أحدنا سيعمر ألف سنة ، ونغفل كأن بيننا وبين الموت ميعاد مؤجل ، كم قريب دفنا ، وكم حبيب ودعنا ،
أين العيون الباكية من خشية الله ، أين القلوب الوجلة من لقاء الله ، ألا نعود أنفسنا على توديع هذه الدنيا كل يوم ، فنحاسب أنفسنا قبل أن يحاسبها الله ، ألا نعزم على مضاعفة الأعمال الصالحة من صلاة واستغفار وذكر وبر وصلة ، ألا نفكر بجدية مقرونة بعمل أن نقلع من معاصينا ، ونتوب من تقصيرنا في حق الله تعالى،ألا نجعل ساعة الموت هذه واعظًا لنا في هذه الدنيا الفانية من الغفلة عن الله تعالى ؟؟؟
هيا نـتـــــوب قبل ان نـمـــــوت
اخوانى فى الله : علينا من الان ان نحاسب انفسنا قبل فوات الاوان والله يا اخوان إن لم نحاسب انفسنا الان فسنندم ندم شديد فى لحظة من اللحظات عندما يأتى ملك الموت ليقبض ارواحنا فى اى لحظة من اللحظات سواء كنت فى معصية والعياذ بالله ام كنت فى طاعة وتيقن علم اليقين بأن عندما ياتى ملك الموت ليقبض روحك لن يستطيع احد مساعدك لا مالك ولا جاهك ولا اهلك وساروى لكم قصة حدثت معى قبل حوالى خمسة شهور قصة وفاة جدتى حيث كانت تجلس معنا فى داخل المنزل وكانت تحدثنا بشكل طبيعى جدا لا علة تشكو ولا تعانى من اى مرض وانا كنت جالس معكم على المنتدى الرسمي لفضيلة الشيخ الدكتور محمد بن عبدالرحمن العريفي سأكتب الكلام كما حدث بالظبط (( فإذا بجدتى تصرخ وتنادى الحقونى انخنقد والله يا اخوان المنظر صعب جدااا كان,وخاصة انها كانت لا تعانى من اى مرض ولا اى شئ يدل على ذلك الموقف وكانت تتحدث مع اهلى فى البيت بشكل طبيعى جدااا ولا يبدو عليها اى علامة او اى شئ يدل على انها ستموت فقمت مسرعا باتجاة جدتى انا وكل افراد المنزل فاذا بها قد قامت بشد الحجاب عن رأسها لعلها ان تجد ما يخفف عنها ما تعانى بة الان فقلت لها انطقي الشهادتين فقالت اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمد رسول الله (( يالله ما اصعب تلك اللحظات )) فكانت اخر لحظات لها ولكنى لم اكن اعلم انها ستكون اخر لحظات أره بها جدتي التى كانت تحبنى جدااا لقد فقد اعز ما املك والله انها لحظات عصيبة )) ...
والعبرة اخوانى فى الله والله العظيم اننا كنا جميعا بجوار جدتى تطلب منا المساعدة ولكن يا اخوان لا احد منا يستطيع ان يقدم لها شئ ويساعدها سوى بقرأة القرآن والدعاء لها وقلت فى نفسى والله لو أن جميع الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ...
هيا نـتـــــوب قبل ان نـمـــــوت
ماذا أعدت الى يوم الحساب وما ادراك ما يوم الحساب فحاسبوا انفسكم اخوانى فى الله قبل ان تحاسبوا اخوانى قى الله تعالو معى لنتوقف لبضع دقائق نفكر ونجيب فى انفسنا على هذة التساؤلات لماذا نعصى الله عزوجل ؟؟؟ ماذا استفدنا من تلك الذنوب والمعاصى ؟؟؟ الى اين نسير نحن ؟؟؟ والله يا اخوان الامر جد خطير والاسئلة هذة اترك لكم المجال لتجيبة عنها فى انفسكم ؟؟؟ الى اين نحن نسير هل نسير فى الطريق الصواب ام نسير الى طريق الهلاك والعياذ بالله ؟؟؟
وأخيرا ... أسأل الله العلي القدير أن يقر أعيننا بصلاح مجتمعاتنا ذكورا وإناثا وأن يصرف عنا الفتن ما ظهر منها وما بطن ونزغ الشيطان والنفس والهوى وأن يثبتنا على الصلاح والتقوى انه وليّ ذلك والقادر عليه
اللهم إننا نسألكـ حسن الخاتمة
اللهم وأجعل خير أعمالنا خواتيمها
وأجعـل اللهم خـير أيـامنا يــوم نلقــاك
بقلم أخوكم ومحبكم في الله:
ابومصعب المقدسى
لا تنسونـــــا من صالــــح دعائكـــــم