نسمع أو نقرأ من حين لآخر عن سطو على ممتلكات عامة أو خاصة ، ويكون هدفه المال لكن هناك سطو من نوع آخرهو السطو
على أوقات الآخرين ، أليس " الوقت هو الحياة " كما يقول أحد الصالحين..... والحكماء يقولون " الوقت من ذهب " والحقيقة أن
الوقت أغلى من الذهب لأن كثيرا من الناس يملكون الذهب ولكن لا يملكون الحياة الطيبة ..... الذهب إن ضاع يعوض ، أما الوقت
فيذهب دون عودة ، وفوق ذلك فهو محسوب لنا أو علينا .
ولهذا السطو صور ووسائل عديدة ، فالمكالمات الهاتفية غير الضرورية خاصة الطويلة منها ، هي إحدى صور هذا السطو
فهي خسارة مادية للطرف الأول وسرقة لوقت الطرف الثاني ....أما الزيارات الطويلة بين القريبات و الصديقات فتلك لم
تقتصرعلى السطو إنما تعدته إلى قتل الوقت أو ربما ضياعا للحسنات لأن معظم تلك الجلسات إن لم نقل كلها يدور محورها
حول أمور مادية أو غيبية أو نميمة فنخرج من تلك الجلسات الطويلة وقد عققنا يومنا وعصينا ربنا وظلمنا أنفسنا.
يقول علي بن أبي طالب كرَّم الله وجهه : " من أمضى يومه في غير حق قضاه أو فرض أداه أو مجد بناه ، أو حمد
حصله ، أو علم اقتبسه ، فقد عق يومه وظلم نفسه " .
والآن أسألكم إخواني : لماذا تتصف سلوكياتنا معظم الأحيان باللا مبالاه والأنانية ؟
إلى متى سنظل بعيدين عن تعاليم ديننا الحنيف وآدابه السامية ؟
كيف السبيل لمنع هذا السطو على أوقات الآخرين دون المساس بمشاعر الناس وإحراجهم ؟