عادات سيئة تعوق نجاح علاقاتنا الإجتماعية
* إعداد: كارمن العسيلي
الإنسان بطبعه مخلوق إجتماعي، وهذا يعني أن لا مفر لنا من التواصل مع الآخرين. البعض منا ينجح في علاقاته الإجتماعية، في حين يفشل القسم الآخر بسبب مجموعة من العادات أو الحركات الجسدية التي أثبت عدم تلاؤمها ومهارات التواصل الإجتماعي. فما هي هذه العادات التي يجب عليك تفاديها، لتتمكني يا عزيزتي أن تكوني ملكة التواصل الإجتماعي؟
سواء أكنت تتحدثين مع صديقة لك أم كنت تتناولين الطعام مع مجموعة من الزملاء والزميلات، فإنك تميلين أحياناً إلى التركيز على الكلام متناسية أهمية لغة جسدك في تواصلك معهم. فقد لا تنتبهين مثلاً أن حركة طقطقة أصابعك يمكن أن تبعث برسالة سلبية عنك، فيتلقفها الطرف الآخر وعلى أساسها يبني تواصله معك. لمساعدتك على النجاح في حياتك الإجتماعية، وضع لك الخبراء مجموعة من العادات السيِّئة التي يجب تفاديها:
1- طقطقة الأصابع أو فرقعتها: لا أحد يريد أن يقضي على مفاصله ولا أن يتلفها، لماذا إذن طقطقتها؟ لقد كانت والدتك محقة في القول: "إنّها عادة سيِّئة". لكن الجميل في العادات أنّها قابلة للنقض تماماً كالقوانين والقواعد. مع قليل من الإرادة والتركيز تستطيعين التخلص من تلك العادة. قد لا تكون عادة خطيرة جدّاً، إلا أنّها بالنسبة إلى بعض الناس تشكل إزعاجاً كبيراً، تماماً كالشعور الذي يشعر به البعض عند يقوم أحدهم بالخدش بأظافره على اللوح. وحتى تكوني في الجانب الآمن، اعملي على التخلص من تلك العادة.
2- لمس إحدى مناطق جسدك بعصبية:
إذا كنت من النوع الذي يقوم بحك منطقة ما في جسده عندما يشعر بالتوتر، يجب عليك العمل على القضاء على هذه العادة. ثمّة من تقوم بحك أنفها كل ثانيتين، أو تمرر يدها مراراً وبتوتر في شعرها. إستمرارك في لمس أجزاء من جسدك وتحريك يديك يدل على شعورك بالتوتر، وهو أمر لا يريح الشخص الذي يجلس قبالتك. لذا حاولي أن تسيطري على حركة يديك، إذ من المهم أن تظهري بهيئة الشخص المسيطر على نفسه والهادئ والمسترخي.
3- الإعتذار من دون داع: أن تكوني مهذبة أمر جيِّد لا بل ممتاز ورائع، لكن من غير الطبيعي أن تكوني من أولئك الأشخاص الذين يعتذرون كلما فتحوا فاهم، إما لسوء سماع الكلام، أو لنسيانهم تفصيلاً صغيراً أو لإلقائهم طرفة ما. الإعتذار من دون داعٍ من العادات الإجتماعية السيِّئة التي يجب عليك تفاديها كلياً. من غير اللائق ان تعتذري عن أشياء لا تتطلب الإعتذار، فهذا يؤشر إلى أنك إنسانة غير واثقة بنفسها وميالة إلى الخنوع للآخرين. مبدأ الإعتذار يتلخص في التالي: اعتذري عندما تصطدمين بشخص أثناء سيرك، ولكن لا تعتذري في حال اصطدم بك هذا الشخص.
4- الإفراط في لمس الآخرين: أن تربتي، بين الفينة والأخرى، على كتف إحداهنّ أو يدها أمر مقبول، لكن كقاعدة عامة، حاولي قدر المستطاع ألا تلمسي الأشخاص الآخرين أثناء حديثك معهم مهما كانت درجة العلاقة بهم قوية. ثمّة من يتحمس أكثر من غيره من مسألة قيام أحدهم بالتعدي على حيزه الشخصي.
5- مقاطعة الآخرين أثناء حديثهم: من منا لا يحب أن يكون محور إهتمام الجميع؟ لكن من المهم أن تدركي أن ثمة محوري إهتمام: واحد جيِّد وآخر سيِّئ. من الجيِّد أن تتمتعي بشخصية ساحرة ومضحكة ومليئة بالحيوية، لكن من السيِّئ أن تقاطعي كلام الآخرين وتمنعيهم من التكلم أو التعبير عن فكرتهم بالكامل. مقاطعة حديث الناس تصرف وقح وينم عن قلة إحترام للأشخاص الآخرين ويظهرك في هيئة الإنسانة المتعجرفة والأنانية، والتي لا تولي أحاسيس المحيطين بها أي أهمية. لهذا السبب اعتبرت هذه العادة من بين أسوأ العادات التي يجب عليك تفاديها. انتظري دوماً الوقت المناسب للإنخراط في الحديث والتعبير عن فكرتك، إذ لا ترغبين بالتأكيد أن تبدي وكأنك تحاولين فرض ذاتك على الآخرين كي يلاحظوك وينتبهوا إلى وجودك.
6- عادة هز القدم باستمرار: تعرفين تلك العادة السيِّئة يشتهر بها الزعيم اللبناني وليد جنبلاط؟ إنها عادة هز القدم بوتيرة سريعة تدل على أنك غير مرتاحة أو أن صبرك قد نفد وتريدين أن تنهي إجتماعك أو لقاءك بسرعة. إياك وتلك العادة، حاولي التخلص منها، لأنّها حتماً ستقف عائقاً كبيراً أمام تقدمك إجتماعياً.
7- العينان المراوغتان: عدم تركيز النظر على الشخص الذي يحدثك عادة يجب تفاديها كلياً، فيما لو أردت فعلاً أن تكوني ملكة التواصل الإجتماعي. عندما تتحدثين مع أحدهم، احرصي على إتقان لغة العيون، فهذه الأخيرة هي وسيلة أخرى للتواصل معه غير لغة الكلام. لا يجوز مثلاً أن توجهي إليه الكلام وأنت تنظرين إلى شخص آخر يجلس بعيداً عنكما. حاولي دوماً أن تجعلي الشخص الآخر يشعر بأنّه موضع إهتمام، وأنك تصغين لكل كلمة يقولها، من خلال تركيز نظرك عليه هو فقط.
8- الهمهمة والمحطة الكلامية: هل تتذكرين كم مرة همهمت أثناء حديثك؟ هل عددت كم مرة تلفظت بكلمة "مثلاً" في جملة واحدة؟ بالطبع لا، فأنتِ لا تسمعين هذا الصوت الذي تصدرينه بين كل كلمة وأخرى، ولا تنتبهين إلى أن تكرري الكلمة ذاتها مرات عدة في الجملة الواحدة، على عكس الآخرين الذين ينتبهون إلى كل صوت يصدر عنك. في الإجمال المحطات الكلامية التي يعانيها عدد كبير من الناس تزعج الآخرين، وهي من العادات التي يجب التخلص منها فوراً. حاولي من الآن فصاعداً تسجيل حديثك والإستماع إليه مجدداً، وستلاحظين أخطاءك. عندها اعملي على تصحيحها وتحسين طريقة كلامك.
9- التلفظ بكلام ناب أو مشين: أبشع ما يمكن أن تتفوه به المرأة تلك الكلمات النابية التي لا قاموس يشرح معناها. هناك من النسوة من تظن خطأ أنها بتلفظها كلاماً نابياً وساقطاً، تثبت أنها متحررة وقوية، غير مدركة أنّها ترتكب أكبر خطأ في عملية التواصل الإجتماعي. حذار الوقوع في هذا الفخ التعبيري، لأنّه لن يوصلك إلا إلى الفشل في علاقاتك الإجتماعية.
10- النظر إلى هاتفك: هي العادة الأكثر إزعاجاً في القرن الواحد والعشرين بالنسبة إلى الآخرين والتي تشكل العائق الأكبر لتقدمك على سلم التواصل الإجتماعي. لا يمكنك الجلوس مع مجموعة من الأشخاص والنظر كل ثانية إلى هاتفك النقال، وكأنّك غير معنية بوجودهم أو لا يهمك التواصل معهم.