أدب الخلاف
1-التثبت من قول المخالف:
أول ما يجب على المسلم الذي يطرق سمعه خلاف من مسلم، أن يتثبت في النقل، وأن يعلم حقيقة قول المخالف، وذلك بالطرق الممكنة كالسماع من صاحب الرأي نفسه، أو قراءة ما ينقل عنه من كتبه لا ما يتناقله الناس شفاهاً.
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ".
2-تحديد نقطة التنازع والخلاف:
كثيراً ما يقع الخلاف بين المختلفين، ويستمر النقاش والردود وهم لايعرفون على التحديد مانقاط الخلاف بينهم، ويعتمدون على الخلفيات وسوابق المعرفة.
3- الابتعاد عن اتهام النيات:
مهما كان المخالف مخالفاً للحق في نظرك فإياكم واتهام النية، افترض فيه الاخلاص ومحبة الله ورسوله، والرغبة في الوصول الى الحق، وناظره على هذا الأساس، وكن سليم الصدر نحوه.. لا شك أنك بهذه الطريقة ستجتهد في أن توصله للحق إن كان من جانبك وستبتعد كل البعد عن كل ما قد يدخل الشيطان بينكما.
4- إخلاص النية لله:
جعل النية في المواجهة والمناظرة هل إظهار الحق (في رضا الله عزوجل) وكشف غموض عن مسألة ما ، وجمع الكلمة وإصلاح ذات البين، وليس الكشف والإحراج ومعاداة الطرف المقابل.
5- نية اتباع الحق عند دخول المناظرة:
على المسلم أن يخالف أخاه المسلم في مسألة ويناظره فيها ولا يدخل نقاشاً معه الا بنية اتباع الحق أنى وجده، وأنه إن تبين الحق مع مخالفه اتبعه.
6-اتهام الرأي:
يجب على المسلم اتهام رأيه أولاً ووضع احتمال الخطأ ولو كان متيقناً منه، بهذا سيسهل عليه قبول الحق عندما يظهر.
7- الاستماع قبل الاجابة:
من آداب النقاش الاستماع للرأي الآخر وتوفير فرص متكافئة للطرفين فيه.
8- عدم المقاطعة:
انتظار الفرصة في النقاش وعدم المقاطعة حتى ينتهي الطرف الآخر من كلامه من شأنه رفع مستوى النقاش والابتعاد عن النزاع.
9-طلب الامهال إذا ظهر ما يستلزم مراجعة النفس:
الانسان غير معصوم من الخطأ، فإذا ظهر أمر يستوجب فيه مراجعة النفس والتفكير لاتخاذ قرار أو العدول عنه، فإن الطريقة السليمة هي طلب الامهال، حتى تقّلب وجهات النظر.
10-تحديد المصطلحات ومعرفة مصطلحات الطرف المقابل:
كثيراً ما يتجادل اثنان ويختلف قوم ولا يكون سبب خلافهم الا أنهم يستخدمون كلمات وألفاظ قد تغيض الطرف المقابل، والكل يفهم حسب فهمه، ولا يزال الشيطان حياً، لذا يجب تحديد معاني الكلمات التي قد يفهمها المقابل على صورة أخرى، واسأل عن معاني كلمات المقابل في حال وجود ما يستلزم الشك، حتى يتم الابتعاد عن سوء الظن.
11- قبول الحق من المخالف في حال التيقن منه مع شكره والابتعاد عن المن:
الاعتراف بالحق فضيلة، فإن رؤي الحق الحق مع الطرف الآخر فيرجح قبوله واتباعه لأن المسلم رجّاع الى الحق، وفي حال موافقة المخالف على رأيك، فاشكر له انصافه ةقبوله للحق.
12- عدم اليأس من قبول الطرف الآخر للحق:
الابتعاد عن العجلة والغضب واليأس، فالحجة دائمة بدوام الحق، وإن كنت على يقين مما عندك فلا تيأس، قد يعود المخالف الى الحق يوماً فلا تعجل.
13-إرجاء النقاش الى وقت آخر إذا وضح أن الاستمرار فيه قد يؤدي الى الشقاق والنفور:
اذا تم اليقين على أن استمرار النقاش سيؤدي في النهاية الى الشقاق والنفور فمن الحكمة ايقافه وإرجاءه الى حين تهدأ الأمور. فقد قال صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (( انا زعيم ببيت في ربض الجنة، لمن ترك المراء وإن كان محقاً)) المراء = الجدال.
14- الإبقاء على الأخوة مع الخلاف في الرأي:
إذا علمت من مخالفك أنه لا يبقى أخاً الا ببقائه على ماهو عليه من أمر مرجوح، اتركه، وأكسبه أخاً، لأن بقاء المسلمين أخوة مع اختلافهم في بعض المسائل خير من تفرقهم وتعددهم وتمزقهم وبقائهم على خلافهم...
أدامنا الله أخوة في الدين والدنيا في ظل رضا الله رب العالمين..