في الآونة الأخيرة ظهر كثير من المشعوذين الذين يدّعون الطب ويعالجون عن طريق السحر مستغلين بذلك سذاجة وجهل الناس،فبدلا من أن يذهبوا إلى الطبيب
المختص لحالتهم ليشخص لهم مرضهم و يعالجهم بمايناسبهم من الأدوية المباحة
شرعا،يلتجؤون إلى الكاهن ليعطيهم نباتات أو سوائل سامة تؤدي بهم إلى إعاقة
مستديمة أو إلى الوفاة، فلا يجوز للمريض أن يذهب إلى الكهنة الذين يدعون معرفة
الغيبيات ليعرف منهم مرضه ،مصدقا إياهم ،فإنهم يتكلمون رجما بالغيب ويستحضرون الجن ليستعينوا بهم على ما يريدون،وهؤلاء شأنهم الكفر والضلال لأنهم يدعون أمور الغيب،وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
مَن أتى عرّافا
فسأله عن شيء لم تُقبل له صلاة أربعين يوما ).
فهذه الظاهرة تفشت بكثرة في عالمنا الإسلامي،فكل من أراد عملا يلجأ للساحر ليعمل له القبول أويسأل عما يكون بين الزوجين وأسرتيهما من المحبة والوفاء أو العداوة والفراق ونحو ذلك ،وهذا غيب لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى،والله المسؤول أن يوفق المسلمين للعافية من كل سوء وأن يحفظ عليهم دينهم ويرزقهم الفقه فيه والعافية
من كل ما يخالف شرعه.والمسألة لم تبقى مقتصرة على أناس جاهلين وإنما وصلت
إلى الفئات الفعالة في المجتمع ذوي السلطة ،يدفعون لهم أموال طائلة ليصلوا إلى
مقاصدهم ونسوا قول الله تعالى: (ولا يفلح الساحر حيث أتى ) صدق الله العظيم.