صحبة الخير
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ }الحجرات13

{إِنَّ هَـذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً }الإسراء9

يسعدنا ان تشارك معنا
صحبة الخير
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ }الحجرات13

{إِنَّ هَـذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً }الإسراء9

يسعدنا ان تشارك معنا
صحبة الخير
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

صحبة الخير

منتدي اسلامي ثقافي دعوي اجتماعي عام
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
 
بسم الله الرحمن الرحيم

رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ
صدق الله العضيم


 

 محاذير في طريق الأخوة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
soft
مشرف عام
مشرف عام
soft


عدد المساهمات : 2125
نقاط : 5953
السٌّمعَة : 5
تاريخ التسجيل : 20/05/2011

محاذير في طريق الأخوة Empty
مُساهمةموضوع: محاذير في طريق الأخوة   محاذير في طريق الأخوة Emptyالإثنين سبتمبر 12, 2011 3:18 am

افتراضي محاذير في طريق الأخوة

محاذير في طريق الأخوة :[1]
1-الغيبة والنميمة و والتجسس والسخرية و التعيير والغمز :
قد نهى الله سبحانه وتعالى الذين آمنوا أن يغتاب بعضهم بعضاً ، فقال تعالى : (وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ ) [ الحجرات : 12] .
والغيبة أن يذكر الإنسان أخاه في غيبته بما يكره ، روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (أَتَدْرُونَ مَا الْغِيبَةُ ؟ قَالُوا اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ ، قَالَ : ذِكْرُكَ أَخَاكَ بِمَا يَكْرَهُ . قِيلَ : أَفَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ فِي أَخِي مَا أَقُولُ ؟ قَالَ إِنْ كَانَ فِيهِ مَا تَقُولُ فَقَدْ اغْتَبْتَهُ ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِيهِ فَقَدْ بَهَتَّهُ ) فمن ذكر أخاه في غيبته بما يكره مما هو فيه فتلك هي الغيبة ، ومن ذكر أخاه في غيبته بما يكره مما ليس فيه ، فقد بهته ، أي كذب عليه واتهمه بما ليس فيه .
والغيبة من القبائح الاجتماعية التي لا يليق بالذين آمنوا أن يرتكبوها ، فيغتاب بعضهم بعضاً ، وقد حرمها الله ونهى عنها ، لما فيها من تقطيع أواصر الأخوة الإيمانية ، وإفساد المودات ، وبذر بذور العداوات ، وذلك لأن الغيبة في الغالب لا تبقى سرّاً ، بل يصل العلم بها لمن ذكر غيبته بما يكره ، فقلَ في الناس من يكتم حديثاً ، وعندئذٍ يغضب ممن ذكره ، ويحقد عليه ، وينتقم منه بمثل عمله أو بأقبح منه ، وفي نشر معايب الناس بين الناس تشجيع على الاستهانة بها وارتكاب مثلها أو أقبح منها ، لا سيما إذا كان المتحدث عنه من المعروفين بالاستقامة ، أو من مستورين هذا الحال ، أو ممن يشار إليه بالبنان ، أو من الدعاة إلى الخير .
وللتنفير من الغيبة جعلها الله مثل من يأكل لحم أخيه ميتاً ، فقال تعالى : (وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ ) كما سبق ، وذلك أن من يذم أخاه المؤمن ويتحدث عن نقائصه ومعايبه ، ويؤذيه أذى يشبه أذى من يعضه ويأكل لحمه ، فإذا كان ذلك في غيبته وعلى غير شعور منه ، كان كمن يعضّه ويأكل لحمه وهو ميت لا يحس ألم العضّ والأكل .
وقد وردت كثير من الأحاديث في التحذير من الغيبة ليس هذا موطن بسطها .
أما فيما يتعلق بالتجسس والتحسس، فالتجسس على الناس هو تبع عوراتهم وهم في خلواتهم ، إما بالنظر إليهم وهم لا يشعرون ، وإما باستراق السمع وهم لا يعلمون ، وإما بالإطلاع على مكتوباتهم ووثائقهم وأسرارهم وما يخفوه من أعين الناس دون أذن منهم .
وقد نهى الله المؤمنين الموحدين عن التجسس على إخوانهم المؤمنين ، ما داموا ظاهري الاستقامة غير مجاهرين بالمعصية وكان ما يخفونه من أمورهم من السلوك الشخصي الذي يخّصهم ، ولا يتعلق بكيد يكيدونه للمسلمين .
وقد نهى الله عن التجسس ، لأن من حق المسلم أن يخلوا بنفسه دون أن يطلع عليه أحد إلا الله ، ومن حقه أن يستر قبائحه ومعاصيه إذا كان له منها شيء ، وليس من حق المجتمع أن يراقبه في خلواته الخاصة ، حتى يجاهر بذنبه أو يكشف صفحة نفسه وما يخفى من مخالفاته ومعاصيه .
قال تعالى : ( ولا تجسسوا ) والتجسس والتحسس كلاهما يولد في المجتمع الأحقاد ، ويورث العداوات والبغضاء ، إذ يشعر المتجسس عليه بأنه مشكوك في أمره غير موثوق ، وهما يكشفات عورات الناس ، ويتسببان في نشر الفاحشة في الذين آمنوا .
أما النميمة، فالنميمة هي السعي بين الناس بالإفساد ، لتحريض الناس بعضهم على بعض ، والإيقاع بينهم ، وشحن قلوبهم بالعداء والضغينة ، والنميمة قد تكون للإفساد بين صديقين ، أو شريكين ، أو زوجين ، أو قريبين ، أو حبيبين أو أسرتين ، أو قبيلتين ، أو شعبين ، أو دولتين ، أو أي فريقين ، بينهما صلات ، ومودات .
وهي أخبث وسائل التفريق الشيطانية ، وقد أبان رسول الله صلى الله عليه وسلم أن النمام لا يدخل الجنة ، روى مسلم في صحيحه عن حذيفة : ( لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ نَمَّامٌ )[2] .
أما فيما يتعلق بالغمز واللمز والتعيير والسخرية ، فاللمز هو أن يعيب الإنسان أخيه في وجهه بكلام ولو خفيّ ، ورب لمز خفي هو أشد من طعن صريح ، وأعمق من جرحاً في داخل النفس ، لأنَ فيه بالإضافة إلى الطعن والتجريح بالعيب معنى استغباء الملموز واستغفاله ، فكأن اللامز يشعر اللذين في المجلس أن الملموز غبي لا ينتبه إلى الطعن الذي يوجه ضده في رمز الكلام .
اللمز والغمز قبيحة اجتماعية تورث الأحقاد والأضغان ، وتقطع أواصر الأخوة الإيمانية ، وهو ظلم وعدوان وفي النهي عن اللمز يقول تعالى : ( ولا تلمزوا أنفسكم ) [ الحجرات : 11] ، ونلاحظ أن القرآن عبر عن لمز الأخ الموحد لأخيه بلمز نفسه وكأنهم جسد واحد .
وكذلك السخرية فإن السخرية تنافي ما يوجبه الحق ، وهي ظلم قبيح ، وإيذاء للأخ وعدوان على كرامته ، وإيذاء لنفسه وقلبه ، ومن آثارها أنها تقطع الروابط الاجتماعية القائمة على الأخوة والتوادّ والتراحم ، وتبذر بذور العداوة والبغضاء ، وتولد الرغبة بالانتقام.
يقول الله تعالى : (يا أيها الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ )[ الحجرات : 11] ، وهذا التحقير الاستصغار الذي تعبر عنه السخرية إما أن يكون له من ظاهر ما يسخر منه مبرر ، وإما أن لا يكون له مبرر مطلقاً ، وإنما كانت السخرية نوع من المقاومة العدوانية لذات الشخص المسخور منه ، أو لفكرته أو لعمله ، وكلا الأمرين ظلم قبيح وعدوان منكر يقول النبي صلى الله عليه وسلم : (بِحَسْبِ امْرِئٍ مِنْ الشَّرِّ أَنْ يَحْتَقِرَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ )[3] فهذه المنكرات الاجتماعية لها أثر كبير في تمزيق الأخوة وتشقيق جسدها ، وبذر بذور الحقد والضغينة ، وهو ما لا يرضاه المولى عز وجل ، وهو ما لا يجب أن يظهر في المجتمع المسلم .

2- الغضب والحسد يحرقان الأخوة :

الغضب شعلة محرقة من النار ، تحرق الأخوة الإيمانية ، وتنزع بالإنسان لسلوك الشيطان ، ومن نتائج الغضب الحقد والحسد ولذلك فإن الدين نهى عن الغضب أشد النهي ، وأرشد لعلاجه ، يقول النبي صلى الله عليه وسلم موصياً الرجل الذي طلب الوصية : ( لَا تَغْضَبْ فَرَدَّدَ مِرَارًا قَالَ لَا تَغْضَبْ ) [4]، وحقيقة الغضب غليان دم القلب لطلب الانتقام ، يقول ابن قدامة المقدسي : " متى قويت نار الغضب والتهبت ، أعمت أصحابها ، وأصمته من كل موعظة ، لأن الغضب يرتفع للدماغ ، فيغطي على معادن الفكر ، وربما تعدى إلى معادن الحس ، فتظلم عينيه حتى لا يرى بعينيه "[5].
ومدح الله سبحانه وتعالى الذين يكظمون غيظهم وغضبهم ، فقال تعالى في معرض المدح : ( والكاظمين الغيظ )[آل عمران : 134] ، وفي الحديث : (مَنْ كَظَمَ غَيْظًا وَهُوَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُنْفِذَهُ دَعَاهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى رُءُوسِ الْخَلَائِقِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُخَيِّرَهُ اللَّهُ مِنْ الْحُورِ الْعِينِ مَا شَاءَ )[6] .
وكذلك الحسد ، والحسد من شر معاصي القلوب ، ومعاصي القلوب أشد إثماً من كثير من معاصي الجوارح ، نظراً إلى آثارها الخطيرة على السلوك .
وعلة داء الحسد ترجع إلى الإفراط في الأنانية وحب الذات ، مع ضعف في الإيمان بكمال حكمة الله تعالى ، الأمر الذي يفضي إلى الاعتراض على الله في حكمته التي وزع على مقتضاها عطاءه بين خلقه ليبلوهم فيما آتاهم ، فضرره من هذه الناحية يمس جانب الإيمان ويؤثر فيه .
وداء الحسد قديم في الناس ، روى الإمام أحمد الترمذي عن الزبير قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (دَبَّ إِلَيْكُمْ دَاءُ الْأُمَمِ قَبْلَكُمْ الْحَسَدُ وَالْبَغْضَاءُ هِيَ الْحَالِقَةُ لَا أَقُولُ تَحْلِقُ الشَّعَرَ وَلَكِنْ تَحْلِقُ الدِّينَ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا وَلَا تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا أَفَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِمَا يُثَبِّتُ ذَاكُمْ لَكُمْ أَفْشُوا السَّلَامَ بَيْنَكُمْ )[7].
ونهى النبي عن الحسد فقال صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح : ( ولا تحاسدوا )[8].
يقطع الحسد وشائج المودّات ، وصلات القربات ، ويفسد الصداقات ، ويولد الناس العداوات ، ويفكك افراد المجتمع ، ويباعد بين الجماعات .
إن مثل الحسد كمثل مقراض خبيث ، يمشي بين الناس فيقطع الأربطة التي تصل بعضهم ببعض على أساس الأخوة والمودة ، ويضع مكانها بذرة العداوة والبغضاء والحقد .
في حين أن التربية الأخلاقية الإسلامية تبني المجتمع الإسلامي على أساس الأخوة ، ذات الأربطة المتينة التي تجعل المجتمع بمثابة جسد واحد .

3- العداوة والحقد :

إن الحقد وما في معناه من : الضغن ، والوغر ، والدوى ، والغل يعني : حبس أو إمساك العداوة والبغضاء في الصدر للعجز عن التشفي حالا مع التربص أو التحين للتعبير عنها بصورة من الصور ، أو شكل من الأشكال , " والحقد هو العداوة الدفينة في القلب ، والعداوة هي كراهية يصاحبها رغبة بالانتقام من الشخص المكروه إلى حدّ إفنائه وإلغائه من الوجود ، ومن مرادفات الحقد تقريباً : كلمة الغل ، فالغل هو العداوة المتغلغلة في القلب ، ومن مرادفاته أيضا : الضغن ، والشحناء ، فهي جميعا كلمات تدور حول معنى واحد أو معان متقاربة ، ترجع بوجه عام إلى معنى العداوة " [9]، وقد نهى الشرع الحنيف عن البغضاء ، والحقد ، في نصوص كثيرة منها قوله صلى الله عليه وسلم : (لَا تَبَاغَضُوا وَلَا تَحَاسَدُوا وَلَا تَدَابَرُوا وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا وَلَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلَاثٍ )[10]، وهذا نص صريح في النهي عن الحقد والضغينة وعن الهجران ، ومنها قوله صلى الله عليه وسلم : (َ تُفْتَحُ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ وَيَوْمَ الْخَمِيسِ فَيُغْفَرُ لِكُلِّ عَبْدٍ لَا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا إِلَّا رَجُلًا كَانَتْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَخِيهِ شَحْنَاءُ فَيُقَالُ أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا ) [11].

4- الكبر ورؤية الذات والغرور :

الكبر هو إظهار الأخ إعجابه بنفسه بصورة تجعله يحتقر الآخرين في أنفسهم وينال من ذواتهم ، ويترفع عن قبول الحق ، وقد جاء الوعيد الشديد في الكتاب والسنة المطهرة على هذا الخلق الذميم ، لما له من آثار مدمرة على نفس المتكبر وعلى نفوس أخوته ، فالقلوب جبلت على بغض من يترفع عليها ويحتقرها ويقلل من شأنها ، فالكبر ينشر البغض بين الأخوة ، كما أن المتكبر يهلك نفسه بستر الحق وبرفضه لقبوله ، وفي ذلك يقول تعالى : ( وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَاءُ فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ ) [ البقرة : 266] ويقول تعالى مبيناً مصير المتكبر : (كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ ) [ غافر : 35] ، ويقول رسول الله صلى عليه وسلم : ( لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ قَالَ رَجُلٌ إِنَّ الرَّجُلَ يُحِبُّ أَنْ يَكُونَ ثَوْبُهُ حَسَنًا وَنَعْلُهُ حَسَنَةً قَالَ إِنَّ اللَّهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ الْكِبْرُ بَطَرُ الْحَقِّ وَغَمْطُ النَّاسِ )[12] .
ويتولد عن داء الكبر الذي تصاب به النفوس أنواع قبيحة من السلوك الداخي والخارجي ، فالمستكبر قد يجحد الحق الذي لغيره ، ولا يعترف له يه ، لأنه لا يريد أن يخضع لغيره ، أو لا يريد أن يتفوق عليه أو يساويه في الامتياز أحد . وحين لا يملك تغيير الواقع فيما عليه إلا أن يستره بغمطه وجحوده وتنقيصه ، وبالتعالي عليه في تصرفات وأعمال من شأنها إشعار الآخرين بأنه ذو امتياز أسمى مما لغيره .
والغرور بالنفس ينفخ في صدور المستكبرين حتى يروا أنفسهم عظماء كبراء ، وهم في واقع حالهم صغار جداً ، إن شعورهم حول أنفسهم شعور هوائي صنعته الأوهام ، لا يصاحبه نماء حقيقي فيما تملكه ذات المستكبر من خصائص وقوى معنوية أو مادية .
وربما يغشى الكبر على البصائر فيعميها على رؤية الحق حقاً والباطل باطلاً ومن أجل ذلك تتمادى في طغيانها . وما يزال الغرور بالنفس ينتفخ وينتفخ ، وتنتفخ النفس به ، حتى تنفجر وتتمزق ، أو تصطدم بما يهشمها ويحطمها ، وهذا من السنن الربانية الدائمة التي تقدم شواهدها من الواقع الإنساني ، سنة الله ولن تجد لسنة الله تبديلاً .

6-آفات أخرى مع التقصير في تأدية واجبات الأخوة :
وهناك آفات كثيرة تأثر في الأخوة الإسلامية وتضعفها ، مثل : الهجر ، والجفاء والغلظة ، والفضول ، والغيرة ، والغدر ، والطمع ، وسوء الظن ، والشك والريبة ، والشماتة ، والبيع على البيع ، والخطبة على الخطبة ، .....وغيرها كثير من الأمور التي نبه عليها الشرع في نصوص عديدة وليس هنا مكان بسطها ، وأردت التنويه لبعض الأمور التي تسيء للأخوة في الله ، وكذلك فإن التقصير في تأدية واجبات الأخوة الإيمانية التي سبق ذكر طرف منها ، له أثر كبير في تمزيق الأخوة الإيمانية وأضعافها ، نسأل الله أن يجنب الأخوة هذه الآفات ، ويحققهم بتحقيق أوامر الله تعالى وواجبات الشرع الحنيف تجاه الأخوة في الله .

[1] استفدنا في صياغة عدد من المحاذير من كتاب الأخلاق الإسلامية للشيخ حبنكة مع تعديلات وإضافات فآجره الله.

[2] مسلم رقم ( 151) .

[3] الترمذي رقم ( 1850) وقال : قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ وَفِي الْبَاب عَنْ عَلِيٍّ وَأَبِي أَيُّوبَ .

[4] البخاري رقم ( 5651).

[5] مختصر منهاج القاصدين ( 179) .

[6] أبو داود وغيره رقم ( 4147) وهو صحيح .

[7] الترمذي ( 2434) صحيح .

[8] سبق تخريجه .

[9] الأخلاق الإسلامية ( 1/875)

[10] البخاري رقم ( 5605).

[11] مسلم رقم ( 4652) .

[12] رواه مسلم رقم ( 131) .

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
محاذير في طريق الأخوة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» محاذير في طريق الاخوة
» حسن الأخوة
»  تأمين الأسرة من مغبة الوقوع في محاذير العشرة
» تأمين الأسرة من مغبة الوقوع في محاذير العشرة
» الأخوة في الله

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
صحبة الخير  :: الاقسام الدينية :: «۩۞۩ مقالات اسلامية ۩۞۩»-
انتقل الى: