صحبة الخير
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ }الحجرات13

{إِنَّ هَـذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً }الإسراء9

يسعدنا ان تشارك معنا
صحبة الخير
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ }الحجرات13

{إِنَّ هَـذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً }الإسراء9

يسعدنا ان تشارك معنا
صحبة الخير
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

صحبة الخير

منتدي اسلامي ثقافي دعوي اجتماعي عام
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
 
بسم الله الرحمن الرحيم

رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ
صدق الله العضيم


 

 كيف نرغِّب أحباب الله في الصلاة؟

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
soft
مشرف عام
مشرف عام
soft


عدد المساهمات : 2125
نقاط : 5953
السٌّمعَة : 5
تاريخ التسجيل : 20/05/2011

كيف نرغِّب أحباب الله في الصلاة؟ Empty
مُساهمةموضوع: كيف نرغِّب أحباب الله في الصلاة؟   كيف نرغِّب أحباب الله في الصلاة؟ Emptyالجمعة أغسطس 26, 2011 7:32 pm

كيف نرغِّب أحباب الله في الصلاة؟

بسم الله الرحمن الرحيم
كيف نرغِّب أحباب الله في الصلاة؟
د.أماني زكريا الرمادي
====
مقدمة:
===
الحمد لله رب العالمين، حمداً يليق بجلاله وكماله ؛ حمداً كما ينبغيلجلال وجهه
وعظيم سلطانه،حمداً يوازي رحمته وعفوه وكرمه ونِعَمِه العظيمة ؛حمداً على قدر
حبه لعباده المؤمنين .
والصلاة والسلام على أكمل خلقه ،وعلى آلهوصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يومالدين؛ وبعد.


فهذا كتيب موجه إلىالآباء والأمهات ، وكل من يلي أمر طفل من المسلمين ؛ وقد
استعانت كاتبة هذهالسطور في إعداده بالله العليم الحكيم ، الذي يحتاج إليه كل
عليم؛ فما كان فيهمن توفيق ، فهو منه سبحانه ، وما كان فيه من تقصير فمن نفسها
والشيطان.

إنأطفالنا أكبادنا تمشي على الأرض، وإن كانوا يولدون على الفطرة، إلا أن الرسول
صلى الله تعالى عليه وسلم قال: "فأبَواه يُهوِّدانه وُينَصِّرانهويُمَجِّسانه"...
وإذا كان أبواه مؤمنَين، فإن البيئة المحيطة ، والمجتمع قادرينعلى أن يسلبوا
الأبوين أو المربين السلطة والسيطرة على تربيته، لذا فإننا نستطيعأن نقول أن
المجتمع يمكن أن يهوِّده أو ينصِّره أو يمجِّسه إن لم يتخذ الوالدانالإجراءات
والاحتياطيات اللازمة قبل فوات الأوان!!!

وإذا أردنا أن نبدأ منالبداية ، فإن رأس الأمر وذروة سنام الدين ، وعماده هو
الصلاة؛ فبها يقامالدين، وبدونها يُهدم والعياذ بالله.
وفي هذا المقال نرى العديد من الأسئلة، معإجاباتها العملية؛ منعاً
للتطويل، ولتحويل عملية تدريب الطفل على الصلاة إلى متعةللوالدين والأبناء
معاً، بدلاً من أن تكون عبئا ثقيلاً ، وواجباً كريهاً ، وحربا مضنية.

والحق أن كاتبة هذه السطور قد عانت من هذا الأمر كثيراً مع ابنها؛فقد أخذت بالأسباب، ولكن التوفيق لم يكن قد حالفها بعد ... ولم تدركخطورة الأمر إلا عندما قارب على إتمام العشر سنوات الأولى من عمره ؛ أيالعمر التي يجب أن يُضرب فيها على ترك الصلاة ، كما جاء في الحديث الصحيح ؛ فظلتتبحث هنا وتسألهناك وتحاول إنقاذ ما يمكن إنقاذه ، إلا أنها لاحظت أن الضربوالعقاب ربما يؤديان معهإلى نتيجة عكسية ، فرأت أن تحاول بالترغيب عسى الله تعالىأن يوفقها.
ولما بحثت عن كتب أو دروس مسجلة ترغِّب الأطفال ، لم تجد سوى كتيبلم يروِ
ظمأها ، ومطوية لم تعالج الموضوع من شتى جوانبه ، فظلت تسأل الأمهات عنتجاربهن ، وتبحث في المواقع الإسلامية على شبكة الإنترنت حتى عثرت لدىموقع"إسلام أون لاين" على استشارات تربوية مختلفة ( في باب:معاً نربي أبناءنا ( بالإضافة إلى مقالةعنوانها : "فنون محبة الصلاة"، فأدركت أن السائلة أمٌ حيرىمثلها، وأدركت أن تدريبالطفل في هذا الزمان يحتاج إلى فن وأسلوب مختلف عن الزمنالماضي، وقد لاحظَت أن السائلة تتلهف لتدريب أطفالها على الصلاة ؛ إلا أن كاتبةهذه السطور تهدف إلى أكثرمن ذلك - وهو هدف الكتيب الذي بين أيدينا- وهو جعلالأطفال يحبون الصلاة حتى لايستطيعون الاستغناء عنها بمرور الوقت ، وحتى لايتركونها في فترة المراهقة- كما يحدث عادة- فيتحقق قول الله عز جل { إنَّ الصلاةَتَنهَى عن الفحشاء والمنكر } .

وجدير بالذكر أن الحذر والحرص واجبان عند تطبيقما جاء بهذا المقال من نصائح
وإرشادات ؛ لأن هناك فروقاً فردية بين الأشخاص ، كماأن لكل طفل شخصيته وطبيعته التيتختلف عن غيره ، وحتى عن إخوته الذين يعيشون معهنفس الظروف ، وينشأون في نفسالبيئة ، فما يفيد مع هذا قد لا يجدي مع ذاك.

ويُترك ذلك إلى تقدير الوالدين أو أقرب الأشخاص إلى الطفل؛ فلا يجب تطبيق
النصائح كما هي وإنما بعد التفكير في مدى جدواها للطفل ، بما يتفق معشخصيته.
واللهَ تعالى أرجو أن ينفع بهذا الكتيب، وأن يتقبله خالصاًً لوجههالكريم.

د.أماني زكريا الرمادي- المدرس بكلية الآداب

لماذا يجب علينا أننسعى؟

أولاً: لأنه أمرٌ من الله تعالى، وطاعة أوامره هي خلاصة إسلامنا، ولعل هذهالخلاصة
هي : الاستسلام التام لأوامره ، واجتناب نواهيه سبحانه ؛ ألم يقُل عز وجل { يا أيها
الذين آمنوا قُوا أنفسَكم وأهليكم ناراً وقودُها الناس والحجارة } ؟ ثمألَم يقل جل
شأنه: : { وَأْمُر أهلَك بالصلاة واصْطَبر عليها ، لا نسألك رزقاًنحن نرزقُك } ( 2)

ثانياً: لأن الرسول صلى الله تعالى عليه وسلم أمرنا بهذا أيضاً فيحديث واضح
وصريح ؛ يقول فيه ( مُروا أولادكم بالصلاة لسبع سنين واضربوهم عليهالعشر ) (2)

ثالثا: لتبرأ ذمم الآباء أمام الله عز وجل ويخرجون من دائرة الإثم ، فقدقال
الإمام ابن تيمية رحمه الله: "من كان عنده صغير مملوك أو يتيم ، أو ولد ؛ فلميأمُره
بالصلاة ، فإنه يعاقب الكبير إذا لم يأمر الصغير، ويُعَــزَّر الكبير على ذلكتعزيراً
بليغا، لأنه عصى اللهَ ورسول " (1)

رابعاً :لأن الصلاة هي الصِّلة بينالعبد وربه، وإذا كنا نخاف على أولادنا بعد
مماتنا من الشرور والأمراضالمختلفة ؛ ونسعى لتأمين حياتهم من شتى الجوانب ، فكيفنأمن عليهم وهم غيرموصولين بالله عز وجل ؟! بل كيف تكون راحة قلوبنا وقُرَّة
عيوننا إذا رأيناهمموصولين به تعالى ، متكلين عليه ، معتزين به؟!(1)

خامساً: وإذا كنا نشفق عليهم منمصائب الدنيا ، فكيف لا نشفق عليهم من نار
جهنم؟!! أم كيف نتركهم ليكونوا-والعياذبالله- من أهل سَقَر التي لا تُبقي ولا
تَذَر؟!!(1)

سادساً: لأن الصلاة نور ، ولنستمع بقلوبنا قبل آذاننا إلى قول النبي صلى الله
تعالى عليه وسلم : ( وجُعلتقرة عيني في الصلاة) ، وقوله: ( رأس الأمر الإسلام و عمودهالصلاة ) ، وأنها أول مايحاسب عليه العبد يوم القيامة من عمله(2)

سابعاً:لأن أولادنا أمانة وهبنا اللهتعالى إياها وكم نتمنى جميعا أن يكونواصالحين ، وأن يوفقهم الله تعالى في حياتهمدينياً ، ودنيوياً(2)

ثامناً: لأن أولادنا هم الرعية التي استرعانا الله تعالى ، لقوله صلى الله تعالى
عليه وسلم: ( كُلُّكم راعٍ وكلكم مسئول عن رعيته ) ولأننا سوفنُسأل عنهم حين نقف بينيدي الله عز وجل(2)

تاسعاً: لأن الصلاة تُخرج أولادناإذا شبّْوا وكبروا عن دائرة الكفار و المنافقين، كما قال صلى الله عليهوسلم: ( العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة ، فمن تركها فقدكفر )(1)

كيف نتحمل مشقةهذا السعي؟

إن هذا الأمر ليس بالهين، لأنك تتعامل مع نفس بشرية ، وليس مععجينة -كما يقال- أوصلصال ؛ والمثل الإنجليزي يقول "إذا استطعت أن تُجبر الفرس علىأن يصل إلى النهر، فلنتستطيع أبداً أن ترغمه على أن يشرب!"

فالأمر فيه مشقة ، ونصب ، وتعب ، بل هو جهاد في الحقيقة.
ولعل فيما يلي ما يعينعلى تحمل هذه المشقة ، ومواصلة ذلك الجهاد :

أ-كلما بدأ نا مبكِّرين ، كان هذا الأمرأسهل.
ب- يعد الاهتمام جيداً بالطفل الأول استثماراً لما بعد ذلك، لأن إخوتهالصغار
يعتبرونه قدوتهم ، وهو أقرب إليهم من الأبوين ، لذا فإنهم يقلدونه تماماًكالببغاء !
ج-احتساب الأجر والثواب من الله تعالى ، لقوله صلى الله عليهوسلم: ( من دعا إلى هُدىكان له من الأجر مثل أجور من تبعه ، لا ينقص من أجورهمشيئا ( (1)
د-لتكن نيتنا الرئيسية هي ابتغاء مرضاة الله تعالى حيث قال: { والذينجاهَدُوا فينالَنَهْدِينَّهُم سُبُلَنا } ؛ فكلما فترت العزائم عُدنا فاستبشرناوابتهجنا لأننا في
خير طريق(1)
هـ-الصبر والمصابرة امتثالاً لأمر الله تعالى، { وأْمُر أهلك بالصلاة واصطبرِعليها، لا نسألُك رزقاً، نحن نرزقُك } ؛ فلا يكونشغلنا الشاغل هو توفير القوتوالرزق ، ولتكن الأولوية للدعوة إلى الصلاة ، وعبادةالله عز وجل، فهو المدبر للأرزاق
وهو { الرزاق ذو القوة المتين} ؛ ولنتذكر أن ابنآدم لا يموت قبل أن يستوفي أجله ورزقه ، ولتطمئن نفوسنا لأن الرزق يجري وراء ابنآدم - كالموت تماماً-ولو هرب منهلطارده الرزق ؛ بعكس ما نتصور!!
و-التضرع إلىالله جل وعلا بالدعاء : { ربِّ اجعلني مقيمَ الصلاة ومِن ذُرِّيتي
ربنا وتقبَّلدُعاء} والاستعانة به عز وجل لأننا لن نبلغ الآمال بمجهودنا وسعينا ، بل بتوفيقهتعالى ؛ فلنلح في الدعاء ولا نيأس ؛ فقد أمرنا رسول الله صلى اللهتعالى عليهوسلم قائلا: ( ألِظّْوا-أى أَلِحّْوا- بيا ذا الجلال والإكرام ) والمقصود
هوالإلحاح في الدعاء بهذا الاسم من أسماء الله الحسنى ؛ وإذا كان الدعاء بأسماءالله الحسنى سريع الإجابة ، فإن أسرعها في الإجابة يكون- إن شاء الله تعالى- هوهذاالاسم: "ذو الجلال (أي العظمة) والإكرام ( أي الكرم والعطاء ) ".
ز-عدم اليأسأبداً من رحمة الله ، ولنتذكر أن رحمته وفرجه يأتيان من حيث لا
ندري، فإذا كانموسى عليه السلام قد استسقى لقومه ، ناظراً إلى السماء الخالية من السحب ، فإنالله تعالى قدقال له: { اضرِبْ بِعَصاكَ الحَجَر، فانفجرَت منْهُ اثنتا عشْرةَعيناً }، وإذا كانزكريا قد أوتي الولد وهو طاعن في السن وامرأته عاقر، وإذا كانالله تعالى قدأغاث مريم وهي مظلومة مقهورة لا حول لها ولا قوة ، وجعل لها فرجاومخرجا من أمرهابمعجزة نطق عيسى عليه السلام في المهد ، فليكن لديك اليقين بأنالله عز وجل سوفيأْجُرك على جهادك وأنه بقدرته سوف يرسل لابنك من يكون السبب فيهدايته، أويوقعه في ظرف أو موقف معين يكون السبب في قربه من الله عز وجل ؛ فما
عليك إلاالاجتهاد، ثم الثقة في الله تعالى وليس في مجهودك(3)

لماذا الترغيب وليسالترهيب؟
1. لأن الله تعالى قال في كتابه الكريم : { اُدعُ إلى سبيل ربك بالحكمةِوالموعظةِالحسَنة}.
2. لأن الرسول الكريم صلى الله تعالى عليه وسلم قال: ( إنالرفق لا يكون في شيء إلازانه، ولا خلا منه شيء إلا شانه )
3. لأن الهدف الرئيسلنا هو أن نجعلهم يحبونالصلاة ؛ والترهيب لا تكون نتيجته إلاالبغض ، فإذا أحبواالصلاة تسرب حبها إلى عقولهم وقلوبهم ، وجرى مع دماءهم، فلايستطيعون الاستغناءعنها طوال حياتهم ؛ والعكس صحيح.
4. لأن الترغيب يحمل في طياته الرحمة ، وقد أوصانارسولنا الحبيب صلى الله عليهوسلم بذلك قائلاً: ( الراحمون يرحمهمالرحمن ) ، وأيضاً (ارحموا مَن في الأرض يرحمكم منفي السماء ) ، فليكن شعارنا ونحنفي طريقنا للقيام بهذه المهمة هو الرحمة والرفق.
5. لأن الترهيب يخلق في نفوسهمالصغيرة خوفاً ، وإذا خافوا منَّا ، فلن يُصلُّوا إلاأمامنا وفي وجودنا ، وهذايتنافى مع تعليمهم تقوى الله تعالى وخشيته فيالسر والعلَن، ولن تكون نتيجة ذلكالخوف إلا العُقد النفسية ، ومن ثمَّ السير فيطريق مسدود.
6. لأن الترهيب لايجعلهم قادرين على تنفيذ ما نطلبه منهم ، بل يجعلهم يبحثون عنطريقة لرداعتبارهم، وتذكَّر أن المُحِب لمَن يُحب مطيع (4)
7. لأن المقصود هو استمرارهم فيإقامة الصلاة طوال حياتهم...وعلاقة قائمة علىالبغض و الخوف والنفور-الذين همنتيجة الترهيب- لا يُكتب لها الاستمرار بأي حالمن الأحوال.

كيف نرغِّب أطفالنا في الصلاة؟

منذ البداية يجب أن يكون هناك اتفاق بين الوالدين- أو مَنيقوم برعاية الطفل-
على سياسة واضحة ومحددة وثابتة ، حتى لا يحدث تشتتللطفل، وبالتالي ضياع كل الجهودالمبذولة هباء ، فلا تكافئه الأم مثلاً على صلاتهفيعود الأب بهدية أكبر مما أعطته أمه ، ويعطيها له دون أن يفعل شيئاً يستحق عليهالمكافأة ، فذلك يجعل المكافأة التيأخذها على الصلاة صغيرة في عينيه أو بلاقيمة؛ أو أن تقوم الأم بمعاقبته علىتقصيره ، فيأتي الأب ويسترضيه بشتى الوسائلخشية عليه.

وفي حالة مكافأته يجب أن تكون المكافأة سريعة حتى يشعر الطفل بأنهناك نتيجة
لأفعاله، لأن الطفل ينسى بسرعة ، فإذا أدى الصلوات الخمس مثلاً في يومما ، تكون
المكافأة بعد صلاة العشاء مباشرة.
************

أولاً: مرحلة الطفولة المبكرة (مابين الثالثة و الخامسة) :
إن مرحلة الثالثة من العمر هي مرحلة بداية استقلالالطفل وإحساسه بكيانه
وذاتيته ، ولكنها في نفس الوقت مرحلة الرغبة في التقليد ؛فمن الخطأ أن نقول له إذا
وقف بجوارنا ليقلدنا في الصلاة: " لا يا بني من حقك أنتلعب الآن حتى تبلغالسابعة ، فالصلاة ليست مفروضة عليك الآن " ؛ فلندعه على الفطرةيقلد كما يشاء، ويتصرف بتلقائية ليحقق استقلاليته عنا من خلال فعل ما يختارهويرغب فيه ، وبدونتدخلنا (اللهم إلا حين يدخل في مرحلة الخطر ) ... " فإذا وقف الطفلبجوار المصلي ثم لم يركع أو يسجد ثم بدأ يصفق مثلاً ويلعب ، فلندعهولا نعلق علىذلك ، ولنعلم جميعاً أنهم في هذه المرحلة قد يمرون أمام المصلين ، أويجلسون أمامهمأو يعتلون ظهورهم ، أو قد يبكون ، وفي الحالة الأخيرة لا حرج عليناأن نحملهم فيالصلاة في حالة الخوف عليهم أو إذا لم يكن هناك بالبيت مثلاً منيهتم بهم ، كماأننا لا يجب أن ننهرهم في هذه المرحلة عما يحدث منهم من أخطاء بالنسبة للمصلى..

وفيهذه المرحلة يمكن تحفيظ الطفل سور : الفاتحة ، والإخلاص ، والمعوذتين(2).

ثانياً:مرحلة الطفولة المتوسطة (ما بين الخامسة والسابعة ):
في هذهالمرحلة يمكن بالكلام البسيط اللطيف الهادئ عن نعم الله تعالى وفضله
وكرمه (المدعم بالعديد من الأمثلة) ، وعن حب الله تعالى لعباده، ورحمته ؛ يجعل الطفلمن تلقاء نفسه يشتاق إلى إرضاء الله ، ففي هذه المرحلة يكون التركيز على كثرةالكلام عن الله تعالى وقدرته وأسمائه الحسنى وفضله ، وفي المقابل ، ضرورة طاعتهوجمالالطاعة ويسرها وبساطتها وحلاوتها وأثرها على حياة الإنسان... وفي نفسالوقت لابد من أن يكون هناك قدوة صالحة يراها الصغير أمام عينيه ، فمجرد
رؤية الأبوالأم والتزامهما بالصلاة خمس مرات يومياً ، دون ضجر ، أو ملل يؤثِّّّّّّرإيجابياًفي نظرة الطفل لهذه الطاعة ، فيحبها لحب المحيطين به لها ، ويلتزم بها كمايلتزمبأي عادة وسلوك يومي. ولكن حتى لا تتحول الصلاة إلى عادة وتبقى في إطار
العبادة ، لابد من أن يصاحب ذلك شيء من تدريس العقيدة ، ومن المناسب هنا سرد قصةالإسراء والمعراج ، وفرض الصلاة ، أو سرد قصص الصحابة الكرام وتعلقهم بالصلاة
،ومن المحاذير التي نركِّز عليها دوما الابتعاد عن أسلوب المواعظ والنقد الشديد
أو أسلوب الترهيب والتهديد ؛ وغني عن القول أن الضرب في هذه السن غيرمباح ، فلابدمن التعزيز الإيجابي ، بمعنى التشجيع له حتى تصبح الصلاة جزءاًأساسياً من حياته.(5)،(2)

ويراعى وجود الماء الدافئ في الشتاء ، فقد يهرب الصغير منالصلاة لهروبه من الماء
البارد، هذا بشكل عام ؛ وبالنسبة للبنات ، فنحببهم بأمور قدتبدو صغيرة تافهة ولكن لهاأبعد الأثر ، مثل حياكة طرحة صغيرة مزركشة ملونةتشبه طرحة الأم في بيتها ، وتوفير سجادةصغيرة خاصة بالطفلة ..
ويمكن إذا لاحظنا كسلالطفل أن نتركه يصلي ركعتين مثلا حتى يشعر فيما بعد
بحلاوة الصلاة ثم نعلمه عدد ركعات الظهر والعصر فيتمها من تلقاء نفسه ، كما يمكن تشجيع الطفل الذي يتكاسل عن الوضوءبعمل طابور خاصبالوضوء يبدأ به الولد الكسول ويكون هو القائد ويضم الطابور كلالأفرادالموجودين بالمنزل في هذا الوقت
( 6).

ويلاحظ أن تنفيذ سياسة التدريب علىالصلاة يكون بالتدريج ، فيبدأ الطفل بصلاة
الصبح يومياً ، ثم الصبح والظهر ، وهكذاحتى يتعود بالتدريج إتمام الصلواتالخمس ، وذلك في أي وقت ، وعندما يتعود على ذلكيتم تدريبه على صلاتها في أولالوقت، وبعد أن يتعود ذلك ندربه على السنن ، كلٌحسب استطاعته وتجاوبه.
ويمكن استخدام التحفيز لذلك ، فنكافئه بشتى أنواع المكافآت، وليس بالضرورة أن تكونالمكافأة مالاً ، بأن نعطيه مكافأة إذا صلى الخمس فروضولو قضاء ، ثم مكافأة علىالفروض الخمس إذا صلاها في وقتها ، ثم مكافأة إذا صلىالفروض الخمس في أول الوقت.(11)
ويجب أن نعلمه أن السعي إلى الصلاة سعي إلىالجنة ، ويمكن استجلاب الخير الموجودبداخله ، بأن نقولله: " أكاد أراك يا حبيبي تطيربجناحين في الجنة ، أو أشعر أن اللهتعالى راض عنك و يحبك كثيرا لماتبذله من جهد لأداء الصلاة ، أو أتخيلك وأنت تلعب معالصبيان في الجنة والرسول صلىالله عليه وسلم يلعب معكم بعد أن صليتم جماعةمعه...وهكذا" (10)
أما البنين ، فتشجيعهم على مصاحبة والديهم ( أو من يقوم مقامهم منالثقات) إلى
المسجد ، يكون سبب سعادة لهم ؛ أولاً لاصطحاب والديهم ، وثانياًللخروج من المنزل
كثيراً ، ويراعى البعد عن الأحذية ذات الأربطة التي تحتاج إلىوقت ومجهود وصبر من
الصغير لربطها أو خلعها...
ويراعى في هذه المرحلة تعليمالطفل بعض أحكام الطهارة البسيطة مثل أهمية التحرزمن النجاسة كالبول وغيره، وكيفية الاستنجاء ، وآداب قضاء الحاجة ، وضرورة المحافظةعلى نظافة الجسموالملابس ، مع شرح علاقة الطهارة بالصلاة .
و يجب أيضاً تعليم الطفل الوضوء، وتدريبه على ذلك عملياً ، كما كان الصحابةالكرام يفعلون مع أبنائهم(2)

ثالثاً:مرحلة الطفولة المتأخرة (ما بين السابعة والعاشرة) :
في هذه المرحلةيلحظ بصورة عامة تغير سلوك الأبناء تجاه الصلاة ، وعدم التزامهم
بها ، حتى وإنكانوا قد تعودوا عليها ، فيلحظ التكاسل والتهرب وإبداء التبرم ، إنهاببساطة طبيعةالمرحلة الجديدة : مرحلة التمرد وصعوبة الانقياد ، والانصياع وهنا لابد
من التعاملبحنكة وحكمة معهم ، فنبتعد عن السؤال المباشر : هل صليت العصر؟ لأنهم سوفيميلون إلىالكذب وادعاء الصلاة للهروب منها ، فيكون رد الفعل إما الصياح في وجههلكذبه ، أوإغفال الأمر ، بالرغم من إدراك كذبه ، والأولََى من هذا وذاك هو التذكيربالصلاةفي صيغة تنبيه لا سؤال ، مثل العصر يا شباب : مرة ، مرتين ثلاثة ، وإن قال مثلاً أنهصلى في حجرته ، فقل لقد استأثرت حجرتك بالبركة ، فتعال نصليفيحجرتي لنباركها ،وتحسب تلك الصلاة نافلة ، ولنقل ذلك بتبسم وهدوء حتى لا يكذب مرةأخرى .
إن لم يصلِّ الطفل يقف الأب أو الأم بجواره-للإحراج -ويقول: " أنا في الانتظارلشيء
ضروري لابد أن يحدث قبل فوات الأوان " (بطريقة حازمة ولكن غير قاسية بعيدةعن
التهديد(2)
كما يجب تشجيعهم، ويكفي للبنات أن نقول :"هيا سوف أصلي تعالىمعي"، فالبنات يملنإلى صلاة الجماعة ، لأنها أيسر مجهوداً وفيها تشجيع ، أماالذكور فيمكن تشجيعهم علىالصلاة بالمسجد و هي بالنسبة للطفل فرصة للترويح بعدطول المذاكرة ، ولضمان نزولهيمكن ربط النزول بمهمة ثانية ، مثل شراء الخبز ، أوالسؤال عن الجار ...إلخ.(5)
وفي كلا الحالتين: الطفل أو الطفلة، يجب أن لا ننسىالتشجيع والتعزيز والإشارة إلىأن التزامه بالصلاة من أفضل ما يعجبنا فيشخصياتهم ، وأنها ميزة تطغى على باقي
المشكلات والعيوب، وفي هذه السنيمكن أن يتعلم الطفل أحكام الطهارة، وصفة النبي صلى الله عليه وسلم، وبعضالأدعية الخاصة بالصلاة، ويمكن اعتبار يوم بلوغ الطفل السابعة حدث مهم فيحياةالطفل، بل وإقامة احتفال خاص بهذه المناسبة، يدعى إليه المقربون ويزين المنزلبزينة خاصة ، إنها مرحلة بدء المواظبة على الصلاة!!
ولاشك أن هذا يؤثر فينفس الطفل بالإيجاب ، بل يمكن أيضاً الإعلان عن هذه
المناسبة داخل البيت قبلهابفترة كشهرين مثلا ، أو شهر حتى يظل الطفل مترقباً لمجيء هذا الحدث الأكبر!! (5)
وفي هذه المرحلة نبدأ بتعويده أداء الخمس صلوات كل يوم ، وإن فاتته إحداهن يقوم
بقضائها ، وحين يلتزم بتأديتهن جميعا على ميقاتها ، نبدأ بتعليمه الصلاة فورسماع
الأذان وعدم تأخيرها ؛ وحين يتعود أداءها بعد الأذان مباشرة ، يجب تعليمه سننالصلاة
ونذكر له فضلها ، وأنه مخيَّر بين أن يصليها الآن ، أو حين يكبر.


وفيما يلي بعض الأسباب المعينة للطفل في هذه المرحلة على الالتزام بالصلاة :

1. يجب أن يرى الابن دائماً في الأب والأم يقظة الحس نحو الصلاة ، فمثلا إذا أرادالابن أن يستأذن للنوم قبل العشاء ، فليسمع من الوالد ، وبدون تفكير أو تردد: "لميبق على صلاة العشاء إلا قليلاً نصلي معا ثم تنام بإذن الله ؛ وإذا طلب الأولادالخروج للنادي مثلاً ، أو زيارة أحد الأقارب ، وقد اقترب وقت المغرب ، فليسمعوا منالوالدين :"نصلي المغرب أولاً ثم نخرج" ؛ ومن وسائل إيقاظ الحس بالصلاة لدىالأولادأن يسمعوا ارتباط المواعيد بالصلاة ، فمثلاً : "سنقابل فلاناً في صلاةالعصر" ، و "سيحضر فلان لزيارتنا بعد صلاة المغرب".
2. إن الإسلام يحث علىالرياضة التي تحمي البدن وتقويه ، فالمؤمن القوي خير وأحبإلى الله تعالى منالمؤمن الضعيف ، ولكن يجب ألا يأتي حب أو ممارسة الرياضة علىحساب تأدية الصلاةفي وقتها، فهذا أمر مرفوض.
3. إذا حدث ومرض الصغير ، فيجب أن نعوِّده على أداءالصلاة قدر استطاعته ، حتى ينشأويعلم ويتعود أنه لا عذر له في ترك الصلاة ، حتىلو كان مريضاً ، وإذا كنت في سفرفيجب تعليمه رخصة القصر والجمع ، ولفت نظره إلىنعمة الله تعالى في الرخصة، وأنالإسلام تشريع مملوء بالرحمة.
4. اغرس في طفلكالشجاعة في دعوة زملائه للصلاة ، وعدم الشعور بالحرج من إنهاءمكالمة تليفونية أوحديث مع شخص ، أو غير ذلك من أجل أن يلحق بالصلاة جماعةبالمسجد ، وأيضاً اغرس فيهألا يسخر من زملائه الذين يهملون أداء الصلاة ، بل يدعوهمإلى هذا الخير ، ويحمدالله الذي هداه لهذا.
5. يجب أن نتدرج في تعليم الأولاد النوافل بعد ثباته علىالفروض.
و لنستخدم كل الوسائل المباحة شرعاً لنغرس الصلاة في نفوسهم ، ومنذلك:
*المسطرة المرسوم عليها كيفية الوضوء والصلاة .
** تعليمهم الحسابوجدول الضرب بربطهما بالصلاة ، مثل: رجل صلى ركعتين ، ثم صلى الظهرأربع ركعات ، فكمركعة صلاها؟...وهكذا ، وإذا كان كبيراً ، فمن الأمثلة:" رجل بين بيتهوالمسجد 500متر وهو يقطع في الخطوة الواحدة 40 سنتيمتر ، فكم خطوة يخطوها حتى يصلإلى المسجدفي الذهاب والعودة ؟ وإذا علمت أن الله تعالى يعطي عشر حسنات على كلخطوة ، فكمحسنة يحصل عليها؟
*** أشرطة الفيديو والكاسيت التي تعلِّم الوضوء والصلاة ، وغيرذلك مما أباحه اللهسبحانه (2)


أما مسألة الضرب عند بلوغه العاشرة وهو لايصلي، ففي رأي كاتبة هذه السطور أنناإذا قمنا بأداء دورنا كما ينبغي منذمرحلة الطفولة المبكرة وبتعاون متكامل بينالوالدين ، أو القائمين برعايةالطفل، فإنهم لن يحتاجوا إلى ضربه في العاشرة، وإذاضطروا إلى ذلك ، فليكن ضرباًغير مبرِّح ، وألا يكون في الأماكن غير المباحةكالوجه ؛ وألا نضربه أمام أحد ، وألانضربه وقت الغضب...وبشكل عام ، فإن الضرب(كما أمربه الرسول الكريم في هذهالمرحلة) غرضه الإصلاح والعلاج ؛ وليس العقاب والإهانةوخلق المشاكل ؛ وإذا رأىالمربِّي أن الضرب سوف يخلق مشكلة ، أو سوف يؤدي إلى كرهالصغير للصلاة ، فليتوقفعنه تماماً ، وليحاول معه بالبرنامج المتدرج الذي سيليذكره...

ولنتذكر أنالمواظبة على الصلاة -مثل أي سلوك نود أن نكسبه لأطفالنا- ولكننانتعامل معالصلاة بحساسية نتيجة لبعدها الديني ، مع أن الرسول صلى الله تعالى عليهوسلم حينوجهنا لتعليم أولادنا الصلاة راعى هذا الموضوع وقال "علموا أولادكمالصلاة لسبع، واضربوهم عليها لعشر" ، فكلمة علموهم تتحدث عن خطوات مخططة لفترة زمنية قدرهاثلاثسنوات ، حتى يكتسب الطفل هذه العادة ، ثم يبدأ الحساب عليها ويدخل العقابكوسيلة منوسائل التربية في نظام اكتساب السلوك ، فعامل الوقت مهم في اكتسابالسلوك ، ولا يجبأن نغفله حين نحاول أن نكسبهم أي سلوك ، فمجرد التوجيهلا يكفي ، والأمر يحتاج إلى تخطيط وخطوات وزمن كاف للوصول إلى الهدف، كما أنالدافع إلى إكساب السلوك منالأمور الهامة ، وحتى يتكون ، فإنه يحتاج إلى بدايةمبكرة وإلى تراكم القيم والمعانيالتي تصل إلى الطفل حتى يكون لديه الدافع النابع من داخله ، نحو اكتساب السلوكالذي نود أن نكسبه إياه ، أما إذاتأخَّر الوالدان في تعويده الصلاة إلى سن العاشرة، فإنهما يحتاجان إلىوقت أطولمما لو بدءا مبكرين ، حيث أن طبيعة التكوين النفسي والعقلي لطفل العاشرةيحتاجإلى مجهود أكبر مما يحتاجه طفل السابعة، من أجل اكتساب السلوك نفسه ، فالأمر فيهذهالحالة يحتاج إلى صبر وهدوء وحكمة وليس عصبية وتوتر (4)
ففي هذه المرحلة يحتاجالطفل منا أن نتفهم مشاعره ونشعر بمشاكله وهمومه، ونعينه على حلها ، فلا يرى مناأن كل اهتمامنا هو صلاته وليس الطفل نفسه ، فهو يفكركثيرا بالعالمحوله ، وبالتغيرات التي بدأ يسمع أنها ستحدث له بعد عام أوعامين ، ويكون للعبأهميته الكبيرة لديه ، لذلك فهو يسهو عن الصلاة ويعاند لأنها أمرمفروض عليه ويسبب له ضغطاً نفسياً...فلا يجب أن نصل بإلحاحنا عليه إلى أن يتوقعمنا أننسأله عن الصلاة كلما وقعت عليه أعيننا!!
ولنتذكر أنه لا يزال تحت سنالتكليف ، وأن الأمر بالصلاة في هذه السن للتدريب
فقط ، وللاعتياد لا غير!! لذلكفإن سؤالنا عن مشكلة تحزنه ، أو همٍّ، أو خوف يصيبهسوف يقربنا إليه ويوثِّقعلاقتنا به ، فتزداد ثقته في أننا سنده الأمين، وصدرهالواسع الدافىء ...فإذا ماركن إلينا ضمنَّا فيما بعد استجابته التدريجية للصلاة، والعبادات الأخرى، والحجاب(7)
رابعا:ً مرحلة المراهقة :
يتسم الأطفال في هذه المرحلة بالعندوالرفض ، وصعوبة الانقياد ، والرغبة في إثباتالذات - حتى لو كان ذلك بالمخالفة لمجردالمخالفة- وتضخم الكرامة العمياء ، التي قدتدفع المراهق رغم إيمانه بفداحة مايصنعه إلى الاستمرار فيه ، إذا حدث أن توقُّفهعن فعله سيشوبه شائبة، أو شبهة منأن يشار إلى أن قراره بالتوقف عن الخطأ ليسنابعاً من ذاته ، وإنما بتأثير أحد منقريب أو بعيد . ولنعلم أن أسلوب الدفع والضغطلن يجدي ، بل سيؤدي للرفضوالبعد ، وكما يقولون "لكل فعل رد فعل مساوٍ له في القوةومضاد له في الاتجاه" لذا يجب أن نتفهم الابن ونستمع إليه إلى أن يتم حديثهونعامله برفققدر الإمكان.
وفيما يلي برنامج متدرج ، لأن التدرج أمر طبيعي يجعل الخطوات أكثر قوة وثباتاًإن شاء الله.
هذا البرنامج قد يستغرق ثلاثة أشهر، وربما أقل أو أكثر، حسب توفيقالله تعالىوقدره.
المرحلة الأولى:
وتستغرق ثلاثة أسابيع أو أكثر ، ويجبفيها التوقف عن الحديث في هذا الموضوع
"الصلاة" تماماً ، فلا نتحدث عنه من قريبأو بعيد ، ولو حتى بتلميح ، مهما بعد.فالأمريشبه إعطاء الأولاد الدواء الذي يصفهلهم الطبيب ، ولكننا نعطيه لهم رغم عدمدرايتنا الكاملة بمكوناته وتأثيراته ،ولكننا تعلمنا من الرسول صلى الله عليه وسلمأن لكل داء دواء ، فالطفل يصاببالتمرد و العناد في فترة المراهقة ، كما يصاببالبرد أغلبية الأطفال فيالشتاء.
و تذكر أيها المربي أنك تربي ضميراً، وتعالج موضوعاً إذا لم يُعالج فيهذهالمرحلة ، فالله سبحانه وتعالى وحده هو الذي يعلم إلى أين سينتهي ، فلا مناص منالصبر، وحسن التوكل على الله تعالى وجميل الثقة به سبحانه.
ونعود مرة أخرىإلى العلاج، ألا وهو التوقف لمدة لا تقل عن ثلاثة أسابيع عن الخوضفي موضوعالصلاة ، والهدف من التوقف هو أن ينسى الابن أو الابنة رغبتنا في حثه علىالصلاة ، حتى يفصل بين الحديث في هذا الأمر وعلاقتنا به أو بها ، لنصل بهذهالعلاقةإلى مرحلة يشعر فيها بالراحة ، وكأنه ليس هناك أي موضوع خلافي بينناوبينه ، فيستعيدالثقة في علاقتنا به ، وأننا نحبه لشخصه ، وأن الرفض هو للفعالالسيئة ، وليس لشخصه.
فالتوتر الحاصل في علاقته بالوالدين بسبب اختلافهما معهأحاطهما بسياج شائك يؤذيه كلما حاول الاقتراب منهما أو حاول الوالدان الاقترابمنه بنصحه، حتى أصبح يحسبالأذى النفسي كلما حاول الكلام معكما ، وما نريد فعلهفي هذه المرحلة هو محاولةنزع هذا السياج الشائك الذي أصبح يفصل بينه وبينوالديه.


المرحلة الثانية:
هي مرحلة الفعل الصامت ، وتستغرق من ثلاثة أسابيعإلى شهر.
في هذه المرحلة لن توجه إليه أي نوع من أنواع الكلام ، وإنما سنقومبمجموعة منالفعال المقصودة ، فمثلاً "تعمد وضع سجادة الصلاة على كرسيه المفضلفي غرفةالمعيشة مثلاً ، أو تعمَّد وضع سجادة الصلاة على سريره أو في أي مكانيفضلهبالبيت ، ثم يعود الأب لأخذها و هو يفكر بصوت مرتفع :" أين سجادةالصلاة ؟ " أريد أنأصلي ، ياه ... لقد دخل الوقت ، يا إلهي كدت أنسىالصلاة...
ويمكنك بين الفرض والآخر أن تسأله :"حبيبي ، كم الساعة ؟هل أذَّنالمؤدِّن؟ كم بقىعلى الفرض؟ حبيبي هل تذكر أنني صليت؟ آه لقد أصبحت أنسى هذهالأيام ، لكن يا إلهي ، إلا هذا الأمر .... واستمر على هذا المنوال لمدة ثلاثة أسابيعأخرى أو أسبوعين حتى تشعرأن الولد قد ارتاح ، ونسى الضغط الذي كنت تمارسه عليه ؛وساعتها يمكنك الدخول فيالمرحلة الثالثة...

المرحلة الثالثة:قمبدعوته بشكل متقطِّع ، حتى يبدو الأمر طبيعياً ، وتلقائياً للخروج معك ، ومشاركتكبعضالدروس بدعوى أنك تريد مصاحبته ، وليس دعوته لحضور الدرس ، بقولك:"حبيبي أنامتعب وأشعر بشيء من الكسل، ولكِنِّي أريد الذهاب لحضور هذا الدرس ، تعال معي، أريدأن أستعين بك ، وأستند عليك ، فإذا رفض لا تعلق ولا تُعِد عليه الطلب ، وأعِدالمحاولةفي مرة ثانية.
ويتوازى مع هذا الأمر أن تشاركه في كل ما تصنعه فيأمور التزامك من أول الأمر، وأنتسعى لتقريب العلاقة وتحقيق الاندماج بينكما منخلال طلب رأيه ومشورته بمنتهىالحب والتفاهم ، كأن تقول الأم لابنتها: " حبيبتيتعالي ما رأيك في هذا الحجابالجديد " ما رأيك في هذه الربطة؟ كل هذا وأنت تقفين أمامالمرآة ، وحين تستعدين للخروجمثلا تقولين لها:" تعالى اسمعي معي هذا الشريط "، مارأيك فيه؟"سأحكي لك ما دار فيالدرس هذا اليوم " ثم تأخذين رأيها فيه ، وهكذا بدونقصد أوصليها بالطاعات التيتفعلينها أنت .
اترك ابنك أو ابنتك يتحدثون عنأنفسهم ، وعن رأيهم في الدروس التي نحكي لهم عنهابكل حرية وبإنصات جيدمنا ، ولنتركهم حتى يبدأون بالسؤال عن الدين وعن أموره.


ويجب أن نلفت النظر إلىأمور مهمة جدا:
o يجب ألا نتعجل الدخول في مرحلة دون نجاح المرحلة السابقة عليهاتماما ، فالهدفالأساسي من كل هذا هو نزع فتيل التوتر الحاصل في علاقتكما، وإعادة وصل الصلة التيانقطعت بين أولادنا وبين أمور الدين ، فهذا الأمر يشبهتماما المضادات الحيوية التييجب أن تأخذ جرعته بانتظام وحتى نهايتها ، فإذاتعجلت الأمر وأصدرت للولد أو البنتولو أمراً واحداً خلال الثلاثة أسابيع فيجبأن تتوقف وتبدأ العلاج من البداية.
o لا يجب أن نتحدث في موضوع الصلاة أبداً فيهذا الوقت فهو أمر يجب أن يصل إليهالابن عن قناعة تامة ، وإذا نجحنا في كل ماسبق- وسننجح بإذن الله ، فنحن قد ربينانبتة طيبة حسب ما نذكر، كما أنناملتزمين، وعلى خلق لذلك فسيأتي اليوم الذي يقومونهم بإقامة الصلاة بأنفسهم ، بل قديأتي اليوم الذي نشتكي فيه من إطالتهم للصلاةوتعطيلنا عن الخروجمثلا!
o لا يجب أن نعلق على تقصيره في الصلاة إلا في أضيق الحدود ، ولنتجاوز عنبعضالخطأ في أداء الحركات أو عدم الخشوع مثلا. ولنَـقصُـر الاعتراض واستخدامسلطتنا علىالأخطاء التي لا يمكن التجاوز عنها ، كالصلاة بدون وضوءمثلا.
o استعن بالله تعالى دائما ، ولا تحزن وادع دائما لابنك وابنتك ولا تدع عليهمأبدا ، وتذكر أن المرء قد يحتاج إلى وقت ، لكنه سينتهي بسلام إن شاء الله، فالأبناء
في هذه السن ينسون ويتغيرون بسرعة، خاصة إذا تفهمنا طبيعة المرحلةالتي يمرون بها وتعامَلنا معهم بمنتهى الهدوء، والتقبل وسعة الصدر والحب(Cool
*************

كيف نكون قدوة صالحة لأولادنا؟
يمكن في هذا المجال الاستعانة بمايلي:
§ محاولة الوالدين يوم الجمعة أن يجلسا معا للقيام بسنن الجمعة_بعد الاغتسال- بقراءة سورة الكهف ، والإكثار من الاستغفار والصلاة على الرسول صلىالله تعالىعليه وسلم ، لينشأ الصغار وحولهم هذا الخير ، فيشتركون فيه فيما بعد .
§ حرص الوالدين على أن يحضر الأولاد معهما صلاة العيدين ، فيتعلق أمر الصلاةبقلوبهم الصغيرة .
§ الترديد أمامهم -من حين لآخر- أننا صلينا صلاةالاستخارة، وسجدنا سجود الشكر..وغير ذلك (2)
أطفالنا والمساجد:
كمالا يمكننا أن نتخيل أن تنمو النبتة بلا جذور ، كذلك لا يمكن أن نتوقع النموالعقلي والجسمي للطفل بلا حراك أو نشاط ، إذ لا يمكنه أن يتعرف على الحياةوأسرارها ، واكتشاف عالمه الذي يعيش في أحضانه ، إلا عن طريق التجول والسير فيجوانبه وتفحص كل مادي ومعنوي يحتويه ، وحيث أن الله تعالى قد خلق فينا حبالاستطلاعوالميل إلى التحليل والتركيب كوسيلة لإدراك كنه هذا الكون ، فإن هذهالميول تكونعلى أشُدَّها عند الطفل ، لذلك فلا يجب أن نمنع الطفل من دخول المسجدحرصاً علىراحة المصلين ، أو حفاظاً على استمرارية الهدوء في المسجد ، ولكننا أيضايجب ألا نطلقلهم الحبل على الغارب دون أن نوضح لهم آداب المسجد بطريقة مبسطةيفهمونها، فعنطريق التوضيح للهدف من المسجد وقدسيته والفرق بينه وبين غيره منالأماكنالأخرى ، يقتنع الطفل فيمتنع عن إثارة الضوضاء في المسجد احتراماً له، وليس خوفاًمن العقاب...ويا حبذا لو هناك ساحة واسعة مأمونة حول المسجدليلعبوا فيها وقتصلاة والديهم بالمسجد(9) ، أولو تم إعطاؤهم بعض الحلوى ، أو اللعبالبسيطة من وقت لآخر فيالمسجد ، لعل ذلك يترك في نفوسهم الصغيرة انطباعا جميلايقربهم إلى المسجد فيمابعد.
فديننا هو دين الوسطية ، كما أنه لم يرد بهنصوص تمنع اصطحاب الطفل إلى
المسجد، بل على العكس ، فقد ورد الكثير من الأحاديثالتي يُستدل منها على جواز إدخالالصبيان(الأطفال) المساجد ، من ذلك ما رواهالبخاري عن أبي قتادة: ( خرج علينا النبيصلى الله عليه وسلم وأمامة بنت العاصعلى عاتقه ، فصلى ، فإذا ركع وضعها ، وإذا رفعرفعها )
كما روى البخاري عن أبيقتادة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم: ( إني لأقوم في الصلاةفأريد أن أطيل فيها، فأسمع بكاء الصبي ، فأتجوَّز في صلاتي كراهية أن أشُق علىأمه ) ، وكذلك ما رواهالبخاري عن عبد الله بن عباس قال: ( أقبلت راكباً على حمارأتان، وأنا يومئذٍ قدناهزت الاحتلام، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي بالناسبمنى إلى غيرجدار، فمررت بين يدي بعض الصف، فنزلت وأرسلت الأتان ترتع، ودخلت فيالصف، فلميُنكر ذلك علىّْ (.

وإذا كانت هذه هي الأدلة النقلية التي تهتف بنا قائلة:"دعواأطفالكم يدخلونالمسجد"، وكفى بها أدلة تجعلنا نبادر بالخضوع والاستجابة لهذاالنداء، فهناك أدلة
تتبادر إلى عقولنا مؤيدة تلك القضية ، فدخول أطفالنا المسجديترتب عليه تحقيقالكثير من الأهداف الدينية ، والتربوية ، والاجتماعية ، وغيرذلك.... فهو ينمي فيهم
شعيرة دينية هي الحرص على أداء الصلاة في الجماعة، كماأنها تغرس فيهم حب بيوتالله، وإعمارها بالذكر والصلاة ، وهو هدف روحي غاية فيالأهمية لكل شخص مسلم (9)


خير معين بعد بذل الجهد:
لعل أفضل ما نفعله بعدبذل كل ما بوسعنا من جهد وبالطريقة المناسبة لكل مرحلة
عمرية ، هو التضرع إلىالله عز وجل بالدعاء ، ومن أمثلة ذلك :
{ رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي ربناوتقبَّل دعاء } .
" يا حي ياقيوم برحمتك أستغيث أصلح لأولادي شأنهم كله ولا تكلهمإلى أنفسهم طرفةعين ، ولا أقل من ذلك".
"اللهم اهدهم لصالح الأعمال والأهواءوالأخلاق ، فإنه لا يهدي لصالحها إلا أنت،
واصرف عنهم سيئها لا يصرف سيئها إلاأنت"
"اللهم إني أسالك لهم الهدى والتقى والعفاف والغِنَى"
"اللهم طهِّربناتي وبنات المسلمين بما طهَّرت به مريم، واعصِم أولادي وأولاد
المسلمين بماعصِمتَ به يوسف"ِّ
"اللهم اجعل الصلاة أحب إليهم من الماء البارد على الظمأ، إنكعلى كل شيء قدير
وبالإجابة جدير، يا نعم المولى ونعم النصير"

تجاربالأمهات:
فيما يلي بعض من تجارب الأمهات التي نجحت في ترغيب أطفالهن فيالصلاة ، ولكل أم أنتختار ما يتناسب مع شخصية طفلها ، دون أضرارجانبية.
1- قالت لي أم لولدين : لاحظت أن الابن الأصغر مستاءٌ كثيراً لأنه الأصغروكان يتمنى دائماً أن يكون هو الأكبر، فكنت كلما أردته أن يصلي قلت له:" هلصليت؟"
فيقول "لا"، فأقول" هل أنت صغير، فيقول لا، فأقول:" إن الكبار فقط همالذين
يصلون"، فتكون النتيجة أن يجري إلى الصلاة!
2- وأمٌ أخرى كانت تعطيلولدها ذو الست سنوات جنيها كلما صلى الخمس صلوات كاملة فياليوم ، وكانوا يدخرونالمبلغ حتى اشترى بها هدية كبيرة، وظلت هكذا حتى اعتادالصلاة ونسيالمكافأة!! [ ونذكر بضرورة تعليم الطفل أن أجر الله وثوابه على كل صلاة خير له وأبقى من أي شيء آخر ].
3- وأمٌ ثالثة قالت أن والد الطفل رجل أعمال ووقته الذي يقضيه بالبيتمحدود ، وكان
لا يبذل أي جهد لترغيب ابنه في الصلاة ، ولكن الله تعالى رزقهم بجاركان يكبر الولدقليلا وكان يأخذ الصبية من الجيران معه إلى أقرب مسجد للبيت ، فكانوا يخرجون معا
عند كل صلاة ويلتقون فيمرحون ويضحكون في طريقهم من وإلىالمسجد حتى اعتاد ابنهاالصلاة!!
4- وأمٌ رابعة تقول أن زوجها كان عند صلاةالمغرب والعشاء يدعو أولاده الثلاثةوهم أبناء خمس ، و سبع وثماني سنوات فيصلُّونمعه جماعة وبعد الصلاة يجلسون جميعا
على سجادة الصلاة يتسامرون ويضحكون بعضالوقت ، وكان لا يقول لمن تخلف عن الصلاةلِمَ تخلفت، وكان يتركهم يجيئون ليصلوامعه بمحض إرادتهم ، حتى استجابت الابنةوالتزمت بالصلاة مع والدها في كلالأوقات، ثم تبعها الولدان بعد ذلك بالتدريج، وكانالوالد-بين الحين والآخر- يسألالابن الأكبر حين بلغ سن الثانية عشرة من عمره :"هلأعطيت ربك حقهعليك؟"
فكان يذكره بالصلاة دون أن يذكر كلمة الصلاة ، إلى أن عقد المسجد الذييقترب من
البيت مسابقة للطلاب جميعا ًلمن يصلي أكثر في المسجد ، وأعطوهم صحيفةيقوم إمامالمسجد بالتوقيع فيها أمام كل صلاة يصليها الطالب بالمسجد ، فحرص الابنالأكبروزملاؤه من الجيران على تأدية كل الصلوات-حتى الفجر- في المسجد حتىاعتاد ذلك
فأصبح بعد انتهاء المسابقة يصلي كل الأوقات بالمسجد !!!
5- تقول أمخامسة:"ألحقت أولادي بدار لتحفيظ القرآن، وكانت المعلمة بعد أن تحفِّظهمالجزءالمقرر في كل حصة تقوم بحكاية قصة هادفة لهم ، ثم تحدثهم عن فضائل الصلاةوترغِّبهم فيها وحين يأتي موعد الصلاة أثناء الحصة تقول لهم :"هيا نصليالظهر جماعة ، وليذهب للوضوء مَن يريد " ، حتى أقبل أولادي على الصلاة بنفوس راضيةوالحمد لله!!!
6- أما الأم السادسة فتقول:" كنت أترك ابنتي تصلي بجواري ولاأنتقدها في أي شيءمخالف تفعله ، سواء صلت بدون وضوء ، أم صلت الظهر ركعتين...حتىكبرت قليلاًً و
تعلمت الصلاة الصحيحة في المدرسة، فصارت تحرص على أدائها بالتزام !!!
7- وتقول أم سابعة أن ولدها قال لها أنه لا يريد أن يصلي لأن الصلاة تضيععليه وقت
اللعب ، فطلبت منه أن يجريا تجربة عملية وقالت له أنت تصلي صلاة الصبحوأنا أقوم
بتشغيل ساعة الإيقاف الجديدة الخاصة بك (كان الولد فرح جداً بهذهالساعة ، فتحمسلهذا الأمر ) ، فبدأ يصلي وقامت الأم بحساب الوقت الذي استغرقه فيهاتينالركعتين ، فوجدا أنهما استغرقتا دقيقة وعدة ثوان!!، فقالت له لقد كنت تصليببطء ، وأخذت منك صلاة الصبح هذا الوقت اليسير ، معنى ذلك أن الصلوات الخمس لايأخذنمن وقتك إلا سبعة عشر دقيقة وعدة ثواني كل يوم ، أي حوالي ثلث ساعة فقطمن الأربعوعشرين ساعة كل يوم ، فما رأيك؟!!! فنظر الولد إليها متعجباً.
8-وقالت أم ثامنة أنها بعد أن أعدت ابنها إعداداً جيدا منذ نعومة أظفاره ليكونعبدا لله صالحاً ، وذلك من خلال الحديث عن الله تعالى ورسوله صلى الله عليه
وسلم ، ورواية قصص الأنبياء ، وتحفيظه جزء عم ، بعد كل ذلك اضطرت لنقله من مدرسةاللغاتالتي نشأ بها- بعد أن تغيرت أحوالها للأسوأ من حيث الانضباط الأخلاقيوالدراسي- إلى مدرسة لغات أخرى ولكنها إسلامية تضيف منهجا للدين غير المنهج
الوزاري ،وتتميز بمسجدها الكبير، ، وجو الاحترام والالتزام الذي يسودها ... إلا أنه ربطبين بعض المشكلات التي واجهها هناك -كازدحام الفصول ، وتشدد بعض المدرسين أكثر مناللازم ، وعدم قدرته على تكوين صداقات بسرعة كما كان يأمل،وهبوط المستوى الاجتماعي لهذه المدرسة قليلاً عن سابقتها...وغير ذلك- بالدينوعبادةالله تعالى ، فأصبح لا يتقبل الحديث في الدين بالبيت ، وانقطع عن الصلاة، وبدأ يعرضعن الاستماع إلى أي برنامج أو درس ديني بالتلفزيون أو بالنادي أو بأيمكان، ثم بدأيسخر من الدين ، وينتقد أمه بأنها : "إسلامية" ، ففكرت الأم في اصطحابهلعمرة فيالإجازة الصيفية ليرى أن الدين أوسع بكثير من أمه المتدينة ، ومدرستهالإسلامية ، وخشيت الأم أن يصدر منه أي تعليق ساخر أمام الكعبة المشرفة، ولكنهاكانت متيقنة من الله تعالى سيسامحه ، فما هو إلا طفل ، فلما رأى الكعبة انبهر بمنظرها ، وظليتساءل عن كل هذا النور الذي يحيط بها ، خاصة أنه أول ما رآها كان فيالليل، وتركتهالأم يفعل ما يشاء : يلعب ، ويتسوق ، ويشاهد أفلام الأطفالبالتلفزيون ، ويذهب إلىالحَرَم باختياره ، ويحضر الندوات الدينية المصاحبة للعمرةباختياره، مصطحباً معهلعبته ... فلما عاد إلى البيت كانت أول كلمة قالها -بحمد اللهتعالى- هي: "متى سنذهبللعمرة ثانيةً؟؟"
وتغيرت نظرته لله تعالى ، وللدين ، وللصلاة...و تأمل الأم أن يلتزم-بمرور الوقت-
بإقامة الصلاة إن شاءالله تعالى.
*******























المصادر
=====
1- عبدالملك القاسم.أبناؤنا والصلاة : مطوية نشرتها دار القاسم بالرياض:ص.4.
2- أبوالحسن الحسيني.كيف نعوِّد أولادنا على الصلاة؟ مقالة منشورة من خلال موقع:
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
3- محاضرتي :"التوكل"، و"اليقين" للداعية الإسلامي عمرو خالد:الأولى ضمن سلسلةشرائط "إصلاح القلوب"، والثانية ضمن سلسلة(دروس أخرى) بموقعه[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] شبكة الإنترنت .
4- الحب دستور التعامل مع العدوان.الأستاذة نيفينعبد الله :استشارة ضمن
باب"معا نربي أبناءنا" بموقع [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

5- فنون محبة الصلاة:استشارة في باب :"معاً نربيأبناءنا" على الموقع:
، ص.1www.islam-online.net
6-سميرةالمصري. في دعوة الأطفال :مثِّلي ولا تتفرجي، استشارة في باب "معاً نربيأبناءنا"، على الموقع[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
7- أسماء جبريوسف.علموهم محبة الله.استشارة بباب "معاً نربي أبناءنا" على
الموقع [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
8- نيفين السويفي. المراهقات .. الصلاة.. الحجاب..برنامج للاقتراب.استشارة بباب
"معاً نربي أبناءنا" علىالموقع[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
9-يسرا علاء. دعوا أطفالكم يلعبون في المساجد: باب"حواء وآدم"، على موقع:
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
10- الأستاذةالدكتورة :منى الدسوقي أستاذة الفقه المقارن بجامعة الأزهرسابقا، وأم لثلاثةأولاد:اتصال شخصي.
11-الدكتورة ماجدة عشرة:طبيبة أطفال، وأم لولدين وبنت:اتصالشخصي
******.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
كيف نرغِّب أحباب الله في الصلاة؟
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
صحبة الخير  :: الاقسام الاجتماعية :: «۩۞۩ البيت المسلم ۩۞۩»-
انتقل الى: