حان موعد ارتطام أمواج الهموم بعضها ببعض
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
حان موعد ارتطام أمواج الهموم بعضها ببعض
لتُغْرِقَ كل من لا يحسن السباحة
في ذلك البحر العميق
بحرٌ غزيرٌ سحيق
لا يستطيعون النجاة منه
فلا طوق للنجاة ولا مُنقذ ليكون ملاذهم الوحيد !
ماذا يفعلون ؟!
أخذوا يصرخون
ويدفعون المياه بقوة عسى هناك مِنْ مُجِيب !
إنّهم بالفعل بعيدون جداً عن برّ الأمان
خارت القوى
وأصبح من الصعب التماسك والثبات ..!
ماذا نفعل يا تُرى ؟!
أيُعقل أنه لا حل ولا خلاص ؟
أيُعقل أننا أصبحنا في بحر لُجّي
يغشاه موج سيُردينا إلى الحضيض !!استسلم الأغلب .. وودّعوا من معهم
لا نستطيع التحمّل
اصبروا ! عودوا !
ربما هناك من خلاص !
وداعاً
لم نعد نسمع أنفاسهم
اختفت صورهم تحت الماء
تأثر البعض بهم
وسلّموا الزمام
ربما هم على صواب !
إذ يبدو ألّا ملاذ ولا خلاص من هذا الهلاك !
تمر الساعات تلو الساعات
والليل يعقبه النهار
ولم يبقَ سوى نفرٌ منهم يبكي ويقول :
هناك أمل ..
ماتوا ولكن لن أموت مثلهم !
لا لن تكون هذه النهاية
عجيب ذلك الإنسان
بقي وحده في صورة تبدو كالكابوس الكاتم على الأنفاس
أحقاً سينجو ذلك المسكين كما يتمنى ويريد !
ظل سابحاً صامداً رافضاً الاستسلام
وبينما هو على ذلك الحال
إذ بِحبلٍ متين دفعته الأمواج ليصل بين يديه
حبل !! ..
وماذا يُفيد ؟!
أريد طوقاً للنجاة !
بدأت تراوده الشكوك والظنون ؛
ولكن احساسه دفعه لأن يسبح متمسكاً بهذا
الحبل الممدود
لعلّي أنجو ، خاصة أن الحبل سميك ..!
يبدو لي أنه مثبّت في مكان ما !
ظلّ العبد يسبح ويسبح
وفي كل مرة يكاد أن يفقد فيها الأمل ؛
يتجدد في نفسه
أن الحبل لازال ممدود ا.. لم ينقطع بعد !
تمرّ الساعات والساعات
ولم يصل بعد لشاطئ الأمان
يا إلهي !!
يبدو أن هناك أرض صلبة لا تبعد عنّي الكثير !
تجدّد الحماس والرغبة في الحياة في نفس هذا الإنسان
دقائق معدودات
وإذ به يقفز ويصرخ فَرِحاً متهللاً على شاطئ الأمان
أخذ يُقبّل ذلك الحبل المتين .. تتبّع نهايته ..
وإذا بها نخلة راسخة شاهقة الإرتفاع !
سجد أسفل منها سجدة شكرٍ لخالقه ومولاه ..
نجوتُ .. !
نجوتُ ..!
ولو أنهم ثبتوا لوصلوا معي رحمهم الله جميعاً ..!
أحياناً نغرق في بحر الهموم والغموم
نشعر أننا لا مفر لنا ولا ملجأ سوى الاستسلام
نشعر أننا سنغرق بالفعل
وليس لنا حل إلا الخضوع
نرى من حولنا ممن غرقوا في المشاكل والأحزان
لا يستطيعون الخروج ؛ فنظن أننا مثلهم
ماذا نفعل ؟!
البحر عميق .. لا طوق للنجاة ..!
تبدو الصورة كأنها ظلام حالك وسواد في سواد ..!
لكن الحقيقة عكس هذا ..
فهناك حبل متين يظهر وسط أمواج الهموم والأكدار
ويكأنه لا فائدة منه ولا نتيجة للخلاص ..!
لكن لو تمسّكنا به وجدّدنا روح التفاؤل والثقة واليقين
لنجونا وربّ الكعبة من الغرق والضياع
إنّه الصراط المستقيم
الذي إن سار عليه المرء دون إعطاء أدنى أهمية
للهموم و الأكدار التي تحاول إهلاكه وإرداؤه
للحضيض ؛ لنجا وإن كثر حوله
الهالكون الغارقون
( فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى )
ذلك الصراط الممدود المربوط في نخلة
الإيمان الشامخة الراسخة في قلب الإنسان
الإيمان الذي إن تشبّث به الإنسان
وقواه في قلبه بطاعة الرحمن ؛
لوصل به على الصراط المستقيم لبرّ النجاة والأمان !
فلابدّ من ترسيخ الإيمان في القلوب ؛
حتى يكون لنا طوق النجاة مما نحن فيه من إبتلاءات و أحزان ..!
أسأل الله أن يجعلنا من الثابتين في المحن والابتلاءات
وأن ينجينا من الفتن ما ظهر منها وما بطن
إنّه على ذلك قدير
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
م