مسلم Admin
عدد المساهمات : 9693 نقاط : 17987 السٌّمعَة : 67 تاريخ التسجيل : 11/03/2010 العمر : 55
| موضوع: ثواب العمل النافع في الدنيا والاخرة الثلاثاء مايو 11, 2010 9:48 pm | |
| ثواب العمل النافع في الدنيا والآخرة (عبد الرحمن بن ناصر البراك) ثواب العمل النافع في الدنيا والآخرة:
عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: إذا مات العبد انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له رواه مسلم .
عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "إذا مات ابن آدم -أو مات العبد- انقطع عمله إلا من ثلاث" إذا مات العبد يفهم منه: أن المراد في هذا السياق يعني العبد المسلم إذا مات العبد المسلم انقطع عمله إلا من ثلاث، وذكره، والمعنى في الحقيقة عام لا يختص بالمسلم، إذا مات العبد انقطع عمله؛ لأن الدنيا هي دار العمل، عمل الخير أو عمل الشر، اعملوا فكل ميسر..... كلكم يغدو فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها كل يكدح يَا أيُّهَا الْإنْسَانُ إنَّكَ كَادِحٌ إلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ الآيات.
فهذه الدنيا هي دار العمل، وإذا مات الإنسان توقف العمل، انقطع عمله، خيرًا كان أو شرًا هذا هو الأصل؛ لأن هذه الدار هي دار العمل، والدار الآخرة ما بعد الموت هي دار الجزاء. الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت، والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني لكن قلنا: إن المراد بالعبد في هذا الحديث هو المسلم؛ لقوله: إلا من ثلاث؛ انقطع عمله إلا من ثلاث.
وهذا الحديث يتعلق بمسألة كبيرة يعني: من المسائل المذكورة في الفقه وفي مسائل الاعتقاد: وهو ما ينتفع به الأموات من سعي الأحياء "ماذا ينتفع الميت من سعي الحي ؟" ذهب بعض أهل البدع كالمعتزلة إلى أن الميت لا ينتفع بشيء وأنه إذا مات انقطع عمله ولا ينتفع بشيء، ولهم شبهات كقوله تعالى: وَأنْ لَيْسَ لِلْإنْسَانِ إلَّا مَا سَعَى وقد يستدلون بهذا الحديث: إذا مات ابن آدم انقطع عمله وَلَا تُجْزَوْنَ إلَّا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ .
وذهب أهل السنة إلى أن الميت ينتفع بسعي الأحياء. أما ما تسبب فيه الإنسان فهذا هو من عمله، ومما يلحقه بعد موته، والحديث حجة على المعتزلة إن كانوا لا يقولون بموجب الاستثناء "إلا من ثلاث صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له" فهذا في الحقيقة هو من جملة سعي الإنسان، ومن جملة عمله الذي تسبب فيه.
"صدقة جارية" بنى مسجدًا، أجرى نهرًا، استخرج ماءً من عين، عين ماء تجري ينتفع بها الناس، وقف وقفًا ينتفع به المسلمون من الفقراء أو طلاب العلم، أو لتأمين مصلحة من مصالح المسلمين "صدقة جارية" جارية يعني مستمرة، جارية مستمرة، وهذا الاستمرار نسبي؛ يعني تستمر بعد الموت قد تطول المدة وقد تقصر، مدة الانتفاع قد تكون شهورا، وقد تكون سنين، وقد تكون يعني عشرات السنين تختلف بحسب نوعية الوقف وبحسب -يعني- حال الوقف، هناك أوقاف لها مئات السنين، هناك أوقاف يمكن لا تطول مدتها.
"صدقة جارية، أو علم ينتفع به" علم ينتفع به، ينتفع به؛ طرق الانتفاع بالعلم: إما بالقدوة الحسنة، أو بالتعليم أو بالتأليف، ويدخل في هذا الإعانة على شيء من ذلك؛ يعني فمن وقف كتبًا من كتب العلم الصحيح النافع فهو في الحقيقة فيه نوع يعني له نصيب من العلم الذي ينتفع به، لكن كل شيء بقدره؛ يعني ما نقول: واحد اشترى كتابا ووزعه وانتفع به مثل من ألفه. الله سبحانه وتعالى يعني أعلم بآثار الأعمال لكن هو على الجملة "أو علم ينتفع به".
وكذلك مثلًا التعليم والدعوة، جاء في الحديث الصحيح: من دل على هدى كان له مثل أجر من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئًا وفي الحديث الآخر: من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة ولنبينا -صلى الله عليه وسلم- مثل أجور أمته لأنه الداعي والمعلم، الداعي لكل خير الناهي عن كل شر، المعلم لأمته، فكل هذا العلم الذي ورثته الأمة كله يرجع، يعني أجرها إلى الرسول عليه الصلاة والسلام، وذلك لا ينقص من أجر العاملين والعالمين شيئًا.
والنوع الثالث: "أو ولد صالح" ولد: يصدق على الذكر والأنثى، ولد الصلب أو اللي بعده فيشمل الابن والبنت، وابن الابن، وبنت الابن، وابن البنت، يعني ما هو ميراث ما هو هذا نوع ثاني "أو ولد صالح يدعو له" يدعو له يظهر منه أنه يدعو له، يعني يسأل ربه له المغفرة والرحمة والجنة والنجاة من النار والسعادة ورفع الدرجات يدعو، يدعو لوالده لأمه لأبيه لوالد والديه وهكذا.
"أو ولد صالح يدعو له " ويمكن أن هذا يتسلسل "أو ولد صالح يدعو له " الولد الصالح أيضًا قيد؛ لأن الدعاء في الحقيقة هو من أثر الصلاح، ثم إن الصلاح هو من أسباب إجابة الدعاء ففيه تناسب بين قوله: "أو ولد صالح" وقوله: "يدعو له" فالصلاح مما يحمل الولد على الدعاء، والصلاح هو من أسباب إجابة الدعاء.
وله نصيب من عمل الولد الصالح إذا كان صلاحه بسبب التربية تربيته، كأي واحد من الناس هذا جانب ثان؛ إذا كان يعني الولد قد حصَّلَ علمًا، واستقامت حاله وكان صالحًا بسبب التربية؛ تربية الأبوين فإن لهما نصيبا من أجر الولد الذي كانا سببًا في صلاحه وسببًا في استقامته، وسببًا في أعماله الصالحة " أو ولد صالح يدعو له" وهذا من أعظم الحوافز للعناية بالأولاد وصلاحهم ليكونوا قرة أعين لوالديهم أحياء وأمواتًا: وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّة أعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إمَامًا أما ما تسبب فيه الإنسان فلا كلام.
وكذلك الدعاء من عموم المسلمين، الدعاء من عموم المسلمين يصل إلى الأموات باتفاق أهل السنة، كما قال تعالى: وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ .
وكذلك دعاء المصلين على الميت هذا مما ينتفع به الميت من سعي الأحياء إجمالًا، هذا غير المسائل الثلاثة، دعاء المسلمين بعضهم لبعض أحياء وأمواتا، هذا مما ينتفعون به، فمما يصل للميت من سعي الأحياء ثواب الدعاء في الصلاة وغيرها في الصلاة على الميت وغيرها.
وكذلك الصدقة على الصحيح، الصدقة، الصدقة يعني صدقة الإنسان عن والديه، يعني من ماله يتصدق عن والديه، فهذا متفق عليه بين أهل السنة، أن الميت ينتفع بدعاء الحي له، وبالصدقة عنه.
وكذلك الحج على خلاف والصوم فيه بحث أنه يصله ثواب الواجب: "من مات وعليه صيام صام عنه وليه" لكن على العموم أكثر أو كثير نقول من أهل العلم يقولون: إن أي عمل يعمله الحي وينوي أنه عن فلان فإنه ينتفع به، عندكم عبارة في زاد المستقنع: "وأي قربة فعلها وجعل ثوابها لمسلم حي أو ميت نفعه ذلك" هذه فيها خلاف لكن هذه العبارة تقتضي العموم، يمكن الإنسان يصلي ويهدي الثواب، يعني ما هو بيصلي يهدي الثواب هم يقولون كذا، لكن يصلي وينوي أنه يصلي عن فلان، على أن يكون معنى ذلك هو يقصد نفعه بالثواب، يصوم كذلك.
والقول الآخر: أنه ينبغي الاقتصار على ما ورد: الدعاء والصدقة والحج، وصيام الواجب: من مات وعليه صيام صام عنه وليه أما التوسع في هذا فهذا محل اجتهاد ومحل نظر، وقد ذكر العلامة ابن القيم هذه المسألة وأطنب وأفاض فيها في كتابه "حادي الأرواح" وذكرها أيضًا أهل العلم في مسائل الاعتقاد، كما ذكرها الطحاوي وشارح الطحاوية ابن أبي العز، ونقل يعني كثيرًا مما ذكره ابن القيم في حادي الأرواح، أعني في كتاب "الروح" سبحان الله العظيم، سبحان الله العظيم.
هذا كله في باب الخير، في الجانب الآخر هذا ليس مما يعني يدخل في موضوعنا لكن لما قلت في البداية: "إذا مات ابن آدم -هذا أحد اللفظين، أو إذا مات العبد-" إن هذا في هذا السياق المراد المسلم، كذلك الكافر إذا مات الكافر انقطع عمله، خلاص انقطع عمله، إلا ما تسبب فيه فهو من عمله يلحقه: ومن سن في الإسلام سنة سيئة فعليها وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة وصح عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه ما من نفس تقتل ظلمًا إلا كان على ابن آدم الأول كفل من دمها أعوذ بالله. ابن آدم الأول لعله قابيل على ما ذكر، قابيل الذي قتل هابيل: إلا كان على ابن آدم كفل من دمها لأنه أول من سن القتل .
وهكذا يعني الذين يؤسسون للفساد والشر عليهم مثل أوزار من تبعهم، وفي الحديث نفسه: من دل أو من دعا إلى ضلالة فعليه إثمها وإثم من عمل بها لا ينقص من آثامهم شيئًا سواء، أيضًا في الخير والشر، في الخير والشر، ما تسبب فيه الإنسان يلحقه بعد موته لأنه من عمله: فَجَعَلْنَاهُمْ سَلَفًا وَمَثَلًا لِلْآخِرِينَ ما يستوي واحد مثلًا كافر قاصر على نفسه كفره قاصر على نفسه، ولا سعى في إضلال أحد، ولا نشر فسادا ولا ألف مؤلفات ولا قام بدعايات، هذا لا يكون مثل إمام أئمة الكفر، فيه أئمة، أئمة دعاة فكما أن الله قال: وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أئِمَّة في بني إسرائيل وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أئِمَّة يَهْدُونَ بِأمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ قال الله في المقابل في قوم فرعون: وَجَعَلْنَاهُمْ أئِمَّة يَدْعُونَ إلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيَامَة لَا يُنْصَرُونَ وَأتْبَعْنَاهُمْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَة وَيَوْمَ الْقِيَامَة هُمْ مِنَ الْمَقْبُوحِينَ .
أعوذ بالله منهم، نسأل الله لنا ولكم العافية والثبات، نسأله سبحانه وتعالى أن يحسن لنا ولكم الخاتمة، الله أكبر.
فهذا فيه الترغيب في عمل الخير وتأسيس الخير والدعوة إلى الخير، والتحذير من الدعوة إلى الشر وأن يكون الإنسان قائدًا في الشر والعياذ بالله، فكما أن الأول لا ينقطع أجره، تتبعه الأجور، فكذلك الثاني لا تنقطع الأوزار عنه.
الآن نكتفي بهذا القدر إن شاء الله بارك الله فيك.
أحسن الله إليكم هذا سائل يقول: إذا وقعت الحدود وصرفت الطرق، فهل للمرأة أن تشفع على زوجها؟
والله ما هو بواضح سؤالك إيش معنى أن تشفع على زوجها، خلاص ما تشفع لا لزوجها ولا غيره، يعني أنت تفرضها في عقار بين رجل وامرأته ثم قسم العقار واستقل كل منهما بنصيبه، فكذلك لا فرق بين أن يكون الشريك رجل أو امرأة أو أن تكون المرأة زوجة أو غير زوجة، بعده غيره.
أحسن الله إليكم هذا يقول: حكم تسمية المسجد بالجامع؟
الأمر سهل هو جامع، جامع كل يوم يجتمعون فيه المسلمون هذا أمر عادي سهل.
أحسن الله إليكم يقول: ما حكم رفع الصوت بالأذكار أو بتلاوة القرآن أمام الناس؟
جائز إذا صحت النية ولم يكن في رفع الصوت مفسدة وتشويش على المصلين والآخرين، جاء عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال: لا يجهر بعضكم على بعض فإذا لم يكن هناك مضرة وصحت النية، يعني كثير من الأحيان يكون رفع الصوت أنشط؛ بعض الناس ما ينشط إلا إذا رفع صوته، بعض الناس ما ينشط إلا إذا خفض صوته طبائع الناس تختلف. نعم.
أحسن الله إليكم أسئلة كثيرة حول مسألة وصول الثواب في الأعمال ويريدون بسط الكلام فيها؟
لا اللي تيسر قلناه، وأنا عندي رأيي أنه ينبغي الاقتصار على ما ورد: الدعاء والصدقة والحج والصوم الواجب وكذا. أما مسألة أنك تقرأ سورة وتثوب ثوابها أنا لا أقول به، لكن إذا الإنسان عمل به بناء على فتوى وكذا الحمد لله، وكذلك الصلاة لا أقول إنه يصلي ركعتين لتكون لوالده أو لوالدته ما جاء ولا عرف من فعل السلف الصالح، والله أعلم. نعم.
أحسن الله إليكم يقول: يا شيخ هل للجار الشفعة على جاره؟
لا. قلنا: إن الصحيح أنه لا شفعة إلا إذا كان بينهم اشتراك في مرافق. نعم.
أحسن الله إليكم يقول: ما معنى قوله: "ولا ينفع ذا الجد منك الجد"؟
هذه العبارة جاءت في موضعين، جاءت داخل الصلاة، وخارج الصلاة. جاءت في الذكر بعد الرفع من الركوع، كما في حديث ابن سعيد، وجاءت في الذكر بعد الصلاة كما في حديث المغيرة، "ولا ينفع ذا الجد" الجد هو الحظ والنصيب، لا ينفعه من الله، أي لا ينجيه ولا يخلصه، لا يخلص صاحب الجد جده، لا يخلص صاحب الحظ والسلطان لا ينجيه من عذاب الله جده، يشبه: لَنْ تُغْنِي عَنْهُمْ أمْوَالُهُمْ وَلَا أوْلَادُهُمْ "لا ينفع ذا الجد" ذا الجد يعني صاحب الجد، لا ينفع صاحب الجد منك يعني لا يخلصه ولا ينجيه منك، ولا ينجيه من عذابك جده سلطانه، لا يخلص صاحب الملك ملكه ولا صاحب المال ماله، نعم.
أحسن الله إليكم وأثابكم، ونفعنا بعلمكم، والسلام عليكم. | |
|
جلال العسيلى مشرف عام
عدد المساهمات : 5415 نقاط : 7643 السٌّمعَة : 13 تاريخ التسجيل : 16/05/2010 العمر : 62
| موضوع: رد: ثواب العمل النافع في الدنيا والاخرة الأربعاء يونيو 09, 2010 6:56 pm | |
| | |
|