مسلم Admin
عدد المساهمات : 9693 نقاط : 17987 السٌّمعَة : 67 تاريخ التسجيل : 11/03/2010 العمر : 55
| موضوع: مأساة الشعب الصومالي الجمعة أغسطس 12, 2011 2:33 am | |
| المجاعة تفتك بالشعب الصومالي - د. جمال حشمت: الثورات لم تؤثر على الصومال وموقف الجامعة العربية سيئ - د. بدر الشافعي: منظمات الإغاثة الغربية لها أهداف سياسية واستخباراتية- السفير أحمد حجاج: لا بد من دعم عربي وإسلامي سريع للشعب الصومالي - د. سعد: يموت 65 طفلاً يوميًّا في مخيمات اللاجئين بسبب الجوع والمرض تحقيق: أحمد هزاع وأحمد جمالشعب عربي مسلم يعيش مأساة إنسانية، اجتمعت عليه ويلات الفقر والجوع والنزاع في ظل تجاهل المؤسسات الدولية والدول الغربية لمأساته، فالعالم المتحضر مشغول بحقوق الإنسان الأبيض وبالتخطيط للسيطرة على مقدرات الشعوب الفقيرة، أما الشعوب المسلمة فهي بين انشغالها بجمع الأموال وتأمين كراسي حكامها أو ثورتها على طغاتها المتحكمين الظالمين. إنها أرض الصومال العربية المسلمة التي عرفت الإسلام في عهده الأول عندما هاجر المسلمون هربًا من بطش مشركي مكة إلى أراضي الحبشة التي كانت الصومال جزءًا منها، وزاد الإسلام انتشارًا في عهد الخلفاء الراشدين بسبب التجارة، حيث كانت تمثل مركزًا تجاريًّا مهمًّا في المنطقة. وبالرغم من أن جمهورية الصومال العربية عضو بجامعة الدول العربية، فإن الجامعة العربية والدول العربية والإسلامية لم تحرك ساكنًا إزاء مأساتها، أو تفكر حتى في مساعدتها أو إغاثتها كما فعل الملوك والأمراء العرب مع دول غربية تعرضت لنكبات. المجاعة والجفاف هما آخر الأزمات التي تضرب الصومال، ومع أنها ليست المرة الأولى لكنها أخطر أزمة غذائية في القارة الإفريقية منذ المجاعة التي اجتاحت الصومال في عامي 1991 و1992م، وبلغ المتضررون من المجاعة الحالية 12 مليون شخص في عدد من البلدان الإفريقية، ويُقدَّر مَن يعانون من مشاكل في الغذاء في الصومال بـ5 ملايين فرد أي ما يعادل 50% من الشعب الصومالي، وهي النسبة الأكبر عالميًّا. وحددت الأمم المتحدة أماكن انتشار المجاعة في الصومال بجنوب منطقة "باكول" ومنطقة "شابيل السفلى"، اللتين توفي فيهما عشرات الآلاف حتى الآن، وتحذر الأمم المتحدة من تمدد مساحة انتشارها لتشمل جنوب الصومال بشكلٍ كامل إذا لم يتحرك المجتمع الدولي سريعًا لإنقاذ الأوضاع، ويبلغ عدد الأطفال المهددين بخطر الموت في القرن الإفريقي بـ 720 ألف نسمة، نفق 90% من المواشي حسب التقديرات الأممية، وتأثرت العديد من الدول الإفريقية بهذه المجاعة في أجزاء منها كإثيوبيا وكينيا وأوغندا وجيبوتي وإريتريا. ولا يمكن قصر أسباب المجاعة في الصومال على الجفاف فقط فهذه البلاد تشهد عددًا من المشاكل المتداخلة منذ عقود تترك آثارها على الأوضاع الاقتصادية والغذائية للبلاد.
| الجوع يقضي على أطفال الصومال |
فمنذ سنوات تشهد الصومال حربًا أهليةً بين أبنائها، فبعد أن كانت الحرب دائرة بين المحاكم الإسلامية التي كانت تضم التيارات الإسلامية المختلفة من جهة، ومن جهةٍ أخرى الحكومة الموالية للغرب والولايات المتحدة، والتي تضم أمراء الحرب الصوماليين تحولت المعركة بعد وصول الشيخ شريف شيخ أحمد أحد قادة المحاكم إلى السلطة إلى حرب بين الحكومة وجماعة الشباب المجاهدين، والتي تدور رحاها منذ عام 2006م، والتي دمرت النجاحات التي حققتها المحاكم الإسلامية على الجانب الأمني في الفترة التي سبقتها، فأدَّى هذا النزاع إلى تدمير الوضع الأمني من جديد وظهور العصابات المسلحة في العاصمة مقديشو، وفي أجزاء مختلفة من الصومال. كما منع التردي الأمني الحكومة من بسط سيطرتها على كل أراضي الصومال وسواحلها التي تمثل المنطقة الساحلية الأهم إستراتيجيًّا في العالم، وتمتد ألفي ميل على أحد أهم الطرق التجارية في العالم، وسمح ذلك لأمراء الحرب المخلوعين من السلطة بأن يعيدوا ترتيب أنفسهم في صورة منظمة لممارسة القرصنة بالبحر الأحمر، إما بخطف السفن الصغيرة والاستيلاء على ما بها أو السفن الكبيرة وناقلات النفط العملاقة وطلب فدية مقابل الإفراج عنها، ولن تنتهي القرصنة في هذه المنطقة إلا بوجود حكومة مستقرة وقوية في الصومال. ونظرًا للأهمية التي تمثلها الصومال لم تتوقف التدخلات الأجنبية عبر عقود من الزمن تحت ذرائع مختلفة، ففي عام 1992م عندما ضربت المجاعة الصومال، اجتاحت الولايات المتحدة الأراضي الصومالية بالتعاون مع عدد من الدول تحت ذريعة حماية المساعدات الدولية، ولم تخرج إلا تحت ضربات المقاومة في 1994م إلا أن ذلك لم ينه التدخلات الخارجية المباشرة وغير المباشرة من خلال استخدام إثيوبيا الجار المسيحي كذراع وأداة للتدخل الأمريكي في الشئون الصومالية، وكان لذلك تأثير مباشر على الأزمات الاقتصادية التي تمرُّ بالبلاد بما في ذلك المجاعة الحالية. وحتى الآن لم يتم الاتفاق على خطة دولية لمواجهة هذه المجاعة رغم مطالبة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الدول المانحة إلى الاجتماع لمواجهة المجاعة التي قال إنها أسوأ كارثة إنسانية تمر على القارة الإفريقية مقدرًا ما تحتاجه الصومال وحدها بـ 1.6 مليار دولار، أما على أرض الواقع فلم يتحقق شيء؛ فالاجتماع الوزاري لمنظمة الأغذية والزراعة (الفاو) أنهى أعماله في العاصمة الإيطالية روما دون الاتفاق على جدول عمل أو خطة حقيقية لمواجهة هذه الأزمة. وبطريقة فردية أعلنت بعض الدول والتكتلات كفرنسا والاتحاد الأوروبي عن منح إغاثة للصومال لا ترقى إلى المستوى المطلوب، كما أنها لم تنفذ على أرض الواقع ولم تتعد الجانب الإعلامي. الدور العربي | د. محمد جمال حشمت | يوضح
الدكتور محمد جمال حشمت عضو هيئة الإغاثة الإنسانية باتحاد الأطباء العرب وعضو الهيئة العليا بـ"حزب الحرية والعدالة" أن الصومال تعاني من أزمات إنسانية متلاحقة ومتكررة، ففي كل عام في نفس الموعد يحل عليها الجفاف إلا أن هناك عددًا من الأسباب تُسهم في تأجيج هذه الأزمة وتحولها إلى مجاعة وأهمها حالة عدم الاستقرار السياسي، مشيرًا إلى أن الصومال بطبيعتها دولة غنية بالموارد الطبيعية. ويؤكد أن هناك تجاهلاً وقصورًا كبيرًا من الدول الإسلامية تجاه دولة الصومال المسلمة، مطالبًا الدول العربية بأن تجبر ذلك القصور، وتقوم بالدور المطلوب منها؛ لأن إغاثة هذا الشعب مهمة في رقبة العالم الإسلامي، وهناك عبء آخر ملقى على منظمة المؤتمر الإسلامي ودول جوار الصومال والمجتمع الدولي، مشيرًا إلى صعوبات كثيرة تواجه العاملين في المجال الإغاثي بما في ذلك اللجان العاملة في القارة الإفريقية، فقد وجهت الولايات المتحدة ضربةً قويةً لهذا المجال منذ سنوات. ويطالب جامعة الدول العربية بأن تتحرك سريعًا لإغاثة شعب الصومال باعتبارها عضوًا في الجامعة وتجب إغاثتها، معتبرًا أن وجود نبيل العربي في الأمانة العامة للجامعة فرصة لهذا التدخل، مستبعدًا في الوقت نفسه أن تكون للثورات الحاصلة في بعض البلدان العربية آثار سلبية على مثل هذا التحرك فعدد هذه البلاد لا يتجاوز 5 دول، مؤكدًا أن موقف الجامعة بائس في التعامل مع هذه القضية حتى الآن. أجهزة استخباراتية يقول الدكتور بدر حسن شافعي الخبير في الشئون الإفريقية: إن الوضع في الصومال الآن لم يأت بمفاجأة بالنسبة للمجتمع الدولي أو حتى الجامعة العربية، ولكن الوضع ينذر بخطر كبير منذ عدة سنوات، وجميع التوقعات كانت تؤكد ذلك، ولكن الدول، والمنظمات تنتهج مبدأ نفسي أولاً. ويضيف أنه في عام 2006م أصدرت منظمة الزراعة والأغذية (الفاو) بأن هناك مجاعة متوقعة في القرن الإفريقي ستؤثر سلبيًّا على 120 مليون نسمة، ولكن الاعتبارات السياسية للمنظمات المعنية بالإغاثة الإنسانية تقف حائلاً بين الشعوب المهدر حقوقها، وبين الغايات السياسية التي تريد تلك المنظمات تحقيقها. ويؤكد أن حركة شباب المجاهدين التي تسيطر على دولة الصومال تخشى أن تسيطر المنظمات الإنسانية على الوضع الداخلي، وتهجر الصوماليين إلى دول الجوار خاصة إثيوبيا وكينيا ذات الديانة المسيحية، والتي تعتبرها الحركة طمس الهوية الإسلامية للصوماليين ويجعل الحركة تقف أمام أي منظمة غربية. ويستطرد أنه بجانب الأهداف السياسية التي تريد المنظمات الإغاثية تحقيقها يوجد الدور الاستخباراتي الذي يهدد أي كيان داخلي أكثر من خطر المجاعات، مدللاً على ذلك بالدور الذي قامت به المنظمات الإغاثية في السودان، وإصدار تقارير توحي بوجود مجازر في دارفور تسبب فيها الرئيس السوداني عمر البشير؛ ما جعل محكمة الجنايات الدولية تصدر حكمًا باعتقاله، وتسعى الآن لتعجيز حركة شباب المجاهدين المعادية للغرب. ويرى أن الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي لا تقوم بأي دور لمساعدة الشعب الصومالي الشقيق والقضاء على المجاعة وتقف مكتوفة الأيدي تجاه الأحداث، وكأن شيئًا لم يكن، وأن الدول العربية عادة ما تنهج هذا الأسلوب مع أشقائها وتكون ذليلة للدول الغربية تنفذ أجنداتها بحذافيرها وتترك أشقاءها في كل نائبة، قائلاً: إن الدول العربية تفرقت واختلفت تجاه الوضع في غزة، وفي الحالة التي تمر بها ليبيا وسوريا تجاه مواقف سياسية معينة وضغط غربي لتفريقهم، فيجب أن يتوحد العرب تجاه قضية إنسانية، فضلاً عن الواجب العربي والإسلامي. واجب إسلامي وينتقد السفير أحمد حجاج الأمين العام المساعد لمنظمة الوحدة الإفريقية وعضو المجلس المصري لحقوق الإنسان، أداء الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي تجاه الوضع المهين في الصومال متسائلاً: إلى متى سيظل العرب منقسمين على أنفسهم يتركون إخوانهم يموتون جوعًا أو مرضًا؟ ويضيف حجاج أن الوضع في الصومال مأسوي للغاية لدرجة أنه لا يرضاه أي إنسان عربي مسلم أو حتى لا ينتمي للإسلام، موضحًا المجاعة التي توجد في الصومال ليست بمحض الصدفة أو حتى نتاج صراع داخلي كما تقول بعض المنظمات المعنية بهذا الشأن، ولكنه يوجد مجاعة مجحفة وجفاف بين وضوح الشمس ولا يوجد فرص عمل من أي نوع، وعليه فإن الحياة شبه متوقفة هناك. ويتهم حركة شباب المجاهدين بالمساهمة في تكريس الوضع الداخلي في الانقسام وعدم تمكين منظمات الإغاثة من القيام بعملها والمساهمة في الوصول إلى المحتاجين للأغذية والدواء؛ ما يساهم في زيادة الضغوط الخارجية على المنظمات لتترك الأمور كما هي ولا تقوم بمهمتها في توصيل المساعدات الإنسانية المنوطة بها. ويطالب الدول العربية والإسلامية بالمسارعة إلى توحيد الصف العربي والوقوف يدًا واحدة مرة في حياتهم، وتقديم المساعدات العينية والنقدية لأشقائهم في الصومال، مضيفًا أن الله تعالى سيحاسب كل من قصر في أداء واجبه نحو إخوانه في أي مكان في العالم وتقديم المساعدة الفورية لهم. ويؤكد أن الاعتماد على الدول الغربية غير مجدٍ لكثرة الوعود التي وعدت بها بعض الدول ولم تنفذ تعهداتها مثل فرنسا التي تعهدت أمام مؤتمر روما السابق بمعونات مالية، ولم يصل دولار واحد حتى الآن إلى الصومال. وضع مأسوي | الشعب الصومالي ينتظر من يمد له يد العون |
ويقول رأفت سعد مدير الطوارئ والإغاثة في نقابة الأطباء إنه زار عددًا من مخيمات النازحين الصوماليين، والذين يقدر عددهم بأكثر من مليون و800 ألف نازح، ووجد الأوضاع في مخيمات النازحين مأسوية؛ حيث أقيمت تلك المخيمات بشكل عشوائي في وسط العاصمة الصومالية لاستقبال النازحين من المحافظات الجنوبية ولا يتوفر بها أي خدمات وتعاني تدهور الأوضاع الإنسانية والصحية والبيئية. ويضيف أن الأوضاع الصحية تشهد تراجعًا خطيرًا في المخيمات؛ حيث يترك المرضى في العراء بانتظار الموت بلا أي رعاية صحية؛ حيث يموت في أحد المخيمات التي زارها 60 طفلاً على الأقل بشكل يومي نتيجة للجوع، وسوء التغذية، وانتشار المرض. ويقول إنه وجد سيدة ملقاة في أحد أركان المخيم، وحين سأل القائمين على المخيم عن وضعها أخبروه أنها مريضة بالملاريا وأنهم ينتظرون أن تموت، كما فقدت العديد من الأسر الصومالية أفرادًا منها أثناء النزوح؛ حيث فقدت أم صومالية زوجها وأبناءها الثلاثة في الغابات أثناء النزوح، وفقدت امرأة أخرى زوجها، فضلاً عن فقدان كل النازحين ما يملكونه من أموال ورءوس ماشية اضطروا لتركها والهروب من القحط والجفاف المدمر في الجنوب. ويضيف أنه زار الصومال ممثلاً للجنة الإغاثة والطوارئ ضمن وفد لعدد من مؤسسات الإغاثة؛ بهدف بحث سبل مواجهة الكارثة التي تعانيها الصومال، مضيفًا أنه رافق شحنة أغذية تكفي لإطعام 500 أسرة لمدة شهر، مشيرًا إلى أن شحنة تالية ستصل للصومال خلال الأيام المقبلة. ويؤكد أن قيمة الشحنة الأولى من المساعدات الموجهة للصومال بلغت أكثر من 200 ألف جنيه، كما تسعى اللجنة لتوفير حقائب غذائية لأكثر من 30 ألف صومالي بواقع 5000 أسرة صومالية تكفي لفترة شهر، وتضم المواد الغذائية الأساسية اللازمة كالسكر والأرز والدقيق وغيرها، وتبلغ تكلفة الشنطة الواحدة حوالي 400 جنيه مصري، والقيمة الإجمالية لهذا المشروع أكثر من مليون، و800 ألف جنيه. | |
|
جلال العسيلى مشرف عام
عدد المساهمات : 5415 نقاط : 7643 السٌّمعَة : 13 تاريخ التسجيل : 16/05/2010 العمر : 62
| موضوع: رد: مأساة الشعب الصومالي السبت أغسطس 13, 2011 12:18 am | |
| بارك الله فيك على موضوعك القيم وجزاك الله خيرا | |
|