يقول شيخ الإسلام - رحمه الله-: "وأما سؤال من
يقول: فقد هداهم إلى الإيمان فلا حاجة إلى الهدى، وجواب من يجيب بأن
المطلوب دوام الهدى؛ فكلام من لم يعرف حقيقة حال الأسباب، وما أمر به، فإن
الصراط المستقيم أن تفعل في كل وقت ما أمرت به في ذلك الوقت من علم وعمل،
ولا تفعل ما نهيت عنه، وهذا يحتاج في كل وقت إلى أن يعلم ما أمر به في ذلك
الوقت وما نهي عنه، وإلى أن يحصل له إرادة جازمة لفعل المأمور، وكراهة
جازمة لترك المحظور، وهذا العلم المفصل، والإرادة المفصلة لا يتصور أن تحصل
للعبد في وقت واحد، بل في كل وقت يحتاج أن يجعل الله في قلبه من العلوم
والإرادات ما يهدى به في ذلك الوقت"(2)، وكلامه الأخير يبين حاجة العبد إلى
دوام اللهج بهذا الدعاء.
بعد "فلو عرف الداعي قدر هذا السؤال لجعله هجيراه
وقرنه بأنفاسه، فإنه لم يدع شيئاً من خير الدنيا والآخرة إلا تضمنه"(4)
وليس للعبد شيء أنفع "ولا هو إلى شيء أحوج من سؤال الهداية فنسأل الله أن
يهدينا الصراط المستقيم، وأن يثبت قلوبنا على دينه"(5)