صحبة الخير
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ }الحجرات13

{إِنَّ هَـذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً }الإسراء9

يسعدنا ان تشارك معنا
صحبة الخير
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ }الحجرات13

{إِنَّ هَـذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً }الإسراء9

يسعدنا ان تشارك معنا
صحبة الخير
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

صحبة الخير

منتدي اسلامي ثقافي دعوي اجتماعي عام
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
 
بسم الله الرحمن الرحيم

رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ
صدق الله العضيم


 

 كتاب الله - ما جاء في التطير

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
مسلم
Admin
مسلم


عدد المساهمات : 9693
نقاط : 17987
السٌّمعَة : 67
تاريخ التسجيل : 11/03/2010
العمر : 55

كتاب الله - ما جاء في التطير Empty
مُساهمةموضوع: كتاب الله - ما جاء في التطير   كتاب الله - ما جاء في التطير Emptyالإثنين مايو 10, 2010 9:18 pm

باب ما جاء في التطير (صالح بن عبدالعزيز ال شيخ)
باب ما جاء في التطير، وقول الله -تعالى-:

أَلَا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِنْدَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ وقوله: قَالُوا طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ أَئِنْ ذُكِّرْتُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر أخرجاه وزاد مسلم: ولا نوء ولا غول ولهما عن أنس قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: لا عدوى ولا طيرة ويعجبني الفأل، قالوا: وما الفأل؟ قال: الكلمة الطيبة ولأبي داود بسند صحيح عن عقبة بن عامر قال: ذكرت الطيرة عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: أحسنها الفأل ولا ترد مسلما فإذا رأى أحدكم ما يكره فليقل: اللهم لا يأتي بالحسنات إلا أنت ولا يدفع السيئات إلا أنت ولا حول ولا قوة إلا بك .

وله من حديث ابن مسعود مرفوعا: الطيرة شرك، الطيرة شرك، الطيرة شرك وما منا إلا ولكن الله يذهبه بالتوكل رواه أبو داود والترمذي وصححه وجعل آخره من قول ابن مسعود ولأحمد من حديث ابن عمرو من ردته الطيرة عن حاجته فقد أشرك قالوا: وما كفارة ذلك؟ قال: أن تقول: اللهم لا خير إلا خيرك ولا طير إلا طيرك ولا إله غيرك .

وله من حديث الفضل بن العباس -رضي الله عنه- إنما الطيرة ما أمضاك أو ردك .

هذا باب ما جاء في التطير ومر معنا أن الطيرة من أنواع السحر؛ ولهذا جاء الشيخ -رحمه الله- بهذا الباب بعد الأبواب المتعلقة بالسحر؛ لأنها من أنواعه بنص الحديث، ومناسبة هذا الباب لكتاب التوحيد أن التطير نوع من الشرك بالله -جل وعلا- بشرطه، والشرك الذي يكون من جهة التطير مناف لكمال التوحيد الواجب؛ لأنه شرك أصغر.

وحقيقة التطير أنه التشاؤم أو التفاؤل بحركة الطير من السوانح والبوارح أو النطيح أو القعيد أو بغير الطير مما يحدث إذا أراد أحد أن يذهب إلى مكان أو يمضي في سفر أو أن يعقد له خياره فيستدل بما يحدث له من أنواع حركات الطيور أو بما يحدث له من الحوادث أن هذا السفر سفر سعيد فيمضي فيه أو أنه سفر سيئ وعليه فيه وبال فيرجع عنه؛ ولذلك ضابط الطيرة الشركية التي من قامت في قلبه وحصل له شرطها وضابطها فهو مشرك الشرك الأصغر ما جاء في آخر الباب أنه قال -عليه الصلاة والسلام- إنما الطيرة ما أمضاك أو ردك .

فالطيرة شرك وهى التي تقع في القلب ويبني عليها المرء مضاء في الفعل أو ردا عن الفعل، فإذا خرج مثلا من بيته وحصل أمامه وهو ينوي سفر أو ينوي رحله أو ينوي القيام بصفقة تجارة أو نحو ذلك، فحصل أمامه حادث فهذا الحادث الذي حصل أمامه من تصادم السيارة أو اعتداء من واحد على آخر أو نحو ذلك جعل من هذا الحادث في قلبه شؤما ثم استدل بهذا الحادث على أنه سيفشل في سفره أو تجارته أو أنه سيصيبه مكروه في سفره، فإذا رجع ولم يمض فقد حصل له التطير الشركي، أما إذا وقع ذلك في قلبه مجرد وقوع وحصل له نوع تشاؤم ولكنه مضى وتوكل على الله فهذا لا يكاد يسلم منه أحد وكما جاء في حديث ابن مسعود وما منا إلا ولكن الله يذهبه بالتوكل كما سيأتي.

إذن فهذه حقيقة التطير الشركي وضابطه، وبيان أن التطير اسم عام ليس خاصا بالطير وحركاتها، مر معنا العيافة في ما سبق في باب ما جاء في شيء من أنواع السحر وأن العيافة متعلقة بالطير كما فسرها عوف الأعرابي بقوله: "العيافة زجر الطير" متعلقة بالطير من حيث أنه يحرك الطير ويزجره حتى ينظر أين تتحرك وأما الطيرة فهو أن يتشاءم أو يتفاءل ويمضي أو يرجع بحركة تحصل أمامه ولو لم يزجر أو يفعل أو بشيء يحصل أمامه إما من الطير أو من غيره.

قال الشيخ -رحمه الله-: "باب ما جاء في التطير" يعني: من أنه شرك بالله -جل وعلا- إذا أمضى أو رد، وكفارة التطير إذا وقع في القلب ونحو ذلك من الأحكام. قال: وقول الله -تعالى-: أَلَا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِنْدَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ هذه من آية في سورة الأعراف فَإِذَا جَاءَتْهُمُ الْحَسَنَةُ قَالُوا لَنَا هَذِهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُوا بِمُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَلَا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِنْدَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ يعني: إذا أتاهم خصب وسعة وزيادة في الأرزاق قالوا: لنا هذه يعني: نحن المستحقون لها وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يعني: أصابهم جدب أو نقص في الأرزاق أو بلاء قالوا: هذا بسبب شؤم موسى ومن معه.

فهم الذين بسببهم وبسبب أقوالهم وأعمالهم حصل لنا هذا السوء وهذه الويلات، فتطيروا بهم يعني: جعلوهم سببا لما حصل لهم قال -جل وعلا- أَلَا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِنْدَ اللَّهِ طائرهم يعني: ما يطير عنهم من عمل صالح أو طالح وأنهم يستحقون الحسنات أو يستحقون السيئات كل هذا عند الله -جل وعلا- أو أن معنى قوله: أَلَا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِنْدَ اللَّهِ يعني: أن سبب ما يأتيهم من الحسنات أو ما يأتيهم من السيئات أن ذلك من جهة القضاء والقدر فهو عند الله -جل وعلا- ومناسبة هذه الآية لهذا الباب أن هذه الخصلة من صفات أعداء الرسل من صفات المشركين.

فالتطير من صفات أهل الإشراك من صفات أعداء الرسل وإذا كان كذلك فهو مذموم ومن خصال المشركين الشركية، وهذه هي مناسبة إيراد الآية تحت هذا الباب من جهة أنه خصلة من خصال أعداء الرسل وليست من خصال أتباع الرسل، وإنما أتباع الرسل فإنهم يعلقون ذلك بما عند الله من القضاء والقدر أو بما جعله الله -جل وعلا- لهم من ثواب أعمالهم أو العقاب على أعمالهم كما قال: أَلَا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِنْدَ اللَّهِ وكذلك ما أورده من الآية الثانية وهي قوله: قَالُوا طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ الآية.

هي من سورة يس قَالُوا طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ أَئِنْ ذُكِّرْتُمْ الذي تطير بهؤلاء هم المشركون أصحاب تلك القرية حيث قالوا: إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ قالت أتباع الرسل: قَالُوا طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ أَئِنْ ذُكِّرْتُمْ يعني: حقيقة سبب السيئات عليكم أو سبب قدوم الحسنات عليكم هذه من شيء فيكم، فالسوء الذي سينالكم والعقاب الذي سينالكم ملازم لكم ملازمة ما يطير عنكم لكم.

فما يطير عنكم من عمل سوء ومن معاداة للرسل وتكذيب للرسل هذا ملازم لكم وستطيرون به قال: طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ ؛ لأنه من جهة أنهم فعلوا السيئات وكذبوا الرسل وهذا سيقع عليهم وباله، ومناسبة هذه الآية للباب كمناسبة الآية قبلها من أن هذه هي مقالة المشركين وأعداء الرسل. قال: وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر أخرجاه زاد مسلم: ولا نوء ولا غول مناسبة هذا الحديث للباب قوله: ولا طيرة .

ومن المعلوم أن المنفي هنا ليس هو وجود الطيرة؛ لأن الطيرة موجودة من جهة اعتقاد الناس ومن جهة استعمالها ولكنها باطلة، كذلك العدوى موجودة من جهة الوقوع؛ ولهذا قال العلماء: النفي هنا راجع إلى ما تعتقده العرب ويعتقده أهل الجاهلية؛ لأن لا نافية للجنس واسمها مذكور وخبرها محذوف؛ لأجل العلم به فإن الجاهلين يؤمنون بوجود هذه الأشياء ويؤمنون أيضا بتأثيرها، فالمنفي ليس هو وجودها وإنما هو تأثيرها فيكون التقدير هنا لا عدوى مؤثرة بطبعها ونفسها وإنما تنتقل العدوى بإذن الله -جل وعلا-.

وأهل الجاهلية يعتقدون أن العدوى تنتقل بنفسها فأبطل ذلك الله -جل وعلا- أبطل ذلك الاعتقاد فقال -عليه الصلاة والسلام-: لا عدوى يعني: مؤثرة بنفسها ولا طيرة مؤثرة أيضا فإن الطيرة شيء وهمي يكون في القلب لا أثر له في قضاء الله وفي قدره فحركة الطائر يمينا أو شمالا أو السانح أو البارح أو البطيح أو القعيد لا أثر لها في حكم الله وفي ملكوت الله وفي قضائه وقدره.

فإذن الخبر قوله: ولا طيرة يعني: تقدره بقولك: ولا طيرة مؤثرة ولا الطيرة شيء وهمي ولا هامة ولا صفر إلى آخر الحديث وسبق أن ذكرت لكم أن خبر لا النافية للجنس يحذف كثيرا في لغة العرب كما قال ابن مالك في آخر باب لا النافية للجنس في الألفية:

وشاع في ذا الباب إسقاط الخبر

إذا المــراد مـع سـقوطه ظهـر

وهذا مهم في العربية. قال: " ولهما عن أنس قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: لا عدوى ولا طيرة يعني: لا عدوى مؤثرة بنفسها بل بإذن الله -جل وعلا- ولا طيرة مؤثرة أصلا وإنما ذلك راجع إلى قضاء الله وقدره قال: ويعجبني الفأل، قالوا: وما الفأل؟ قال: الكلمة الطيبة .

الفأل كان -عليه الصلاة والسلام- يحبه وفسره بأنه الكلمة الطيبة؛ لأن الكلمة الطيبة إذا سمعها فتفاءل بها أنه سيحصل له كذا وكذا من الخيرات ففيها أنها حسن ظن بالله -جل وعلا-. الفأل حسن ظن بالله والتشاؤم سوء ظن بالله -جل وعلا-؛ ولهذا صار الفأل ممدوحا ومحمودا وصار الشؤم مذموما، والفأل ممدوح من جهة أنه تحسين الظن أو فيه تحسين الظن بالرب -جل وعلا- وهذا مأمور العبد به لهذا كان -عليه الصلاة والسلام- يتفاءل وكل ذلك من تعظيم الله -جل وعلا- وحسن الظن به وتعلق القلب به وأنه لا يفعل للعبد إلا ما هو أصلح له.

قال: "ولأبي داود بسند صحيح عن عقبة بن عامر قال: ذكرت الطيرة عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: أحسنها الفأل الطيرة يعني: التأثر بالكلمة؛ لأننا ذكرنا لكم أن الطيرة عامة تشمل الأقوال والأعمال التي تحصل أمام العبد، فإذا كان ثم تطير فإن أحسنه الفأل يعني: من وقع قلبه أنه سيحصل له كذا وكذا من جراء كلمة سمعها أو من جراء فعل حصل له أحسن ذلك الفأل وغيره مذموم لم كان الفأل محمودا وممدوحا ومأذونا به؟ لما ذكرنا من أنه إذا تطير متفائلا فإنه يحسن الظن بالله -جل وعلا-، وأما الفأل في نفسه فهو مطلوب؛ لأن التفاؤل يشرح الصدر ويؤنس العبد ويذهب الضيق الذي يوحيه الشيطان ويسببه الشيطان في قلب العبد، والشيطان يأتي للعبد فيجعله يتوهم أشياء وأشياء كلها في مضرته، فإذا فتح العبد على قلبه باب التفاؤل أبعد عن قلبه باب تأثير الشيطان على النفس.

قال: ولا ترد مسلما هذا خبر لكنه يضمن النهي وقد ذكرت لكم أن النهي قد يعدل عنه للخبر كما أن الأمر قد يعدل عنه إلى الخبر لتأكيد النهي ولتأكيد الأمر قال: وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ دَابَّةٍ هذا خبر لكنه كالأمر المؤكد هذا خبر مثبت والخبر المنفي، كقوله هنا: لا ترد مسلما هذا خبر لكن فيه النهي أن ترد الطيرة مسلما عن حاجته، فإذا ردته عن حاجته فقد حصل له الشرك بالتطير قال: فإذا رأى أحدكم ما يكره فليقل: اللهم لا يأتي بالحسنات إلا أنت ولا يدفع السيئات إلا أنت ولا حول ولا قوة إلا بك .

هذا دعاء عظيم في دفع ما يأتي للقلب من أنواع التشاؤم وأنواع الطيرة قال: وعن ابن مسعود مرفوعا الطيرة شرك، الطيرة شرك، الطيرة شرك وما منا إلا ولكن الله يذهبه بالتوكل قال: الطيرة شرك يعني: شرك أصغر بالله -جل وعلا- قوله: وما منا إلا يعني: إلا وقد أتى بقلبه بعض التطير؛ لأن هذا من الشيطان، والشيطان يأتي القلوب فيغريها بما يفسدها ومن ذلك التطير وما منا إلا يعني: ويعرض له ذلك ولكن الله يذهبه بالتوكل؛ لأن حسنة التوكل وإتيان العبد واجب التوكل تذهب عنه كيد الشيطان بالتطير.

فالواجب على العبد إذا عرض له شيء من التشاؤم ألا يرجع عما أراد عمله بل يعزم التوكل على الله -جل وعلا-؛ لأن هذه الأشياء التي تحصل لا تدل على الأمور المغيبة؛ لأنها أمور طلعت ووافقت هكذا أمام العبد وليس لها أثر فيما يحصل مستقبلا. قال: ولأحمد من حديث ابن عمرو من ردته الطيرة عن حاجته فقد أشرك هذا الضابط ذكرناه لكم في أول الباب أن ضابط كون الطيرة شركا أن ترد المتطير عن حاجته فهي لم ترده عن حاجته فإنه لم يستأنس لها فلا حرج عليه في ذلك إلا أن عظمت في قلبه فربما دخلت في أنواع محرمات القلوب، والذي يجب أن يذهبه بالتوكل وتعظيم الرغب فيما عند الله وحسن الظن بالله -جل وعلا- قالوا: فما كفارة ذلك؟ قال: أن تقول: اللهم لا خير إلا خيرك ولا طير إلا طيرك لا طير إلا طيرك يعني: لن يحصل إلا قضاؤك الذي قضيته أو لن يحصل ويقضى إلا ما قدرته على العبد، والعلم علم المغيبات إنما هو علم عند الله -جل وعلا-.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://sohptelker.hooxs.com
مسلم
Admin
مسلم


عدد المساهمات : 9693
نقاط : 17987
السٌّمعَة : 67
تاريخ التسجيل : 11/03/2010
العمر : 55

كتاب الله - ما جاء في التطير Empty
مُساهمةموضوع: رد: كتاب الله - ما جاء في التطير   كتاب الله - ما جاء في التطير Emptyالإثنين مايو 10, 2010 9:21 pm

باب ما جاء في التنجيم
باب ما جاء في التنجيم : قال البخاري في صحيحه: قال قتادة: خلق الله هذه النجوم لثلاث: زينةً للسماء ورجوما للشياطين وعلامات يهتدى بها فمن تأول فيها غير ذلك أخطأ وأضاع نصيبه وتكلف ما لا علم له به انتهى.

وكره قتادة تعلم منازل القمر ولم يرخص ابن عيينة فيه ذكره حرب عنهما، ورخص في تعلم المنازل أحمد وإسحاق، وعن أبي موسى قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ثلاثة لا يدخلون الجنة: مدمن الخمر ومصدق بالسحر وقاطع الرحم رواه أحمد وابن حبان في صحيحه.

باب ما جاء في التنجيم يعني: في حكم التنجيم وأنه منقسم إلى جائز ومحرم، والمحرم منه نوع من أنواع السحر وهو كفر وشرك بالله -جل وعلا-، فالتنجيم هو ادعاء معرفة المغيبات عن طريق النجوم. هذا التنجيم المذموم المحرم الذي هو من أنواع الكهانة والسحر وفيما يتعلمه الناس أو فيما هو موجود عند الناس وعند الخلق التنجيم ثلاثة أنواع: الأول: التنجيم الذي هو اعتقاد أن النجوم فاعلة مؤثرة بنفسه، وأن الحوادث الأرضية منفعلة ناتجة عن النجوم وعن إرادات النجوم وهذا تأليه للنجوم وهو الذي كان يصنعه الصابئة ويجعلون لكل نجم وكوكب صورة وتمثالا وتحل فيها أرواح الشياطين فتأمر أولئك بعبادة تلك الأصنام والأوثان وهذا بالإجماع كفر أكبر وشرك كشرك قوم إبراهيم.

والنوع الثاني من التنجيم: هو ما يسمى علم التأثير وهو الاستدلال بحركة النجوم والتقائها واختراقها وطلوعها وغروبها.الاستلال بذلك على ما سيحصل في الأرض فيجعلون حركة النجوم دالة على ما سيقع مستقبلا في الأرض والذي يفعل هذه الأشياء ويحسنها يقال له: المنجم وهو من أنواع الكهان؛ لأن فيه أنه يخبر بالأمور المغيبة عن طريق الاستدلال بحركات الأفلاك وتحرك النجوم وهذا النوع محرم وكبيرة من الكبائر وهو نوع من الكهانة وهي كفر بالله -جل وعلا-؛ لأن النجوم ما خلقت لذلك، وهؤلاء تأتيهم الشياطين فتوحي إليهم بما يريدون وبما سيحصل في المستقبل ويجعلون حركة النجوم دليلا على ذلك، وقد أبطل قول المنجمين في أشياء كثيرة من الواقع ونحو ذلك كما في فتح عمورية في قصيد أبي تمام المشهورة:

السيف أصدق أنباء من الكتب

...................

وغيرها.

النوع الثالث: مما يدخل في اسم التنجيم ما يسمى بعلم التسيير. علم التسيير وهو أن يعلم النجوم وحركات النجوم لأجل أن يعلم القبلة والأوقات وما يصلح من الأوقات للزرع وما لا يصلح والاستدلال بذلك على وقت هبوب الرياح وعلى الوقت الذي أجرى فيه سنته أنه يحصل فيه من المطر كذا ونحو ذلك فهذا يسمى علم التسيير فهذا رخص فيه بعض العلماء وسبب الترخيص فيه أنه يجعل النجوم وحركتها والتقاءها وافتراقها وطلوعها وغروبها، يجعل ذلك وقتا وزمنا لا يجعله سببا فيجعل هذه النجوم علامة على زمن يصلح فيه كذا وكذا، والله -جل وعلا- جل النجوم علامات كما قال: وَعَلَامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ .

فهي علامة على أشياء يحصل طلوع النجم الفلاني يحصل أنه بطلوع النجم الفلاني يدخل وقت الشتاء ليس بسبب طلوعه ولكن حين طلع استدللنا بطلوعه على دخول الوقت وإلا فهو ليس بسبب لحصول البرد وليس بسبب لحصول الحر وليس بسبب للمطر ولا بسبب مناسبة غرس النخل أو زرع المزروعات ونحو ذلك ولكنه وقت فإذا كان على ذلك فلا بأس به قولا أو تعلما؛ لأنه يجعل النجوم وظهورها وغروبها يجعلها أزمنة وذلك مأذون به.

قال: قال البخاري في صحيحه: قال قتادة: خلق الله هذه النجوم لثلاث: زينة للسماء كما قال -جل وعلا-: وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا قال ورجوما للشياطين والآيات على ذلك كثيرة قال: وعلامات يهتدى بها حيث قال -جل وعلا- أَمَّنْ يَهْدِيكُمْ فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وقال -جل وعلا- وَعَلَامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ ونحو ذلك من الآيات فهي علامات يهتدى بها، يهتدى بها إلى على أي شيء أو يهتدى بها لأي شيء، يهتدى بها إلى الجهات جهة القبلة، جهة الشمال، جهة الغرب، جهة الشرق.

.يهتدى بها أيضا على الاتجاهات حيث تعرف أن البلد الفلانية باتجاه النجم الفلاني، فإذا أراد السائر ليلا في البر أو في البحر يتجه نحو اتجاه هذا النجم فيعلم أنه متجه إلى تلك البلدة ونحو ذلك مما أجرى الله سنته به.

قال: فمن تأول فيها غير ذلك أخطأ وأضاع نصيبه وتكلف ما لا علم له به وهذا صحيح؛ لأن النجوم خلق من خلق الله ولا نفهم سرها إلا بما أخبر الله -جل وعلا- به فما أخبرنا به أخذناه وما لم نخبر به فلا يجوز أن نتكلف فيه ذلك ولهذا قال -عليه الصلاة والسلام-: إذا ذكر القدر فأمسكوا وإذا ذكر أصحابي فأمسكوا وإذا ذكرت النجوم فأمسكوا والمراد هنا بذكر النجوم يعني: في غير ما جاء به الدليل، إذا ذكر القدر في غير ما جاءت به الأدلة فأمسكوا، وإذا ذكر أصحابي في غير ما جاء به من فضلهم وحسن صحابتهم وسابقتهم ونحو ذلك من الدليل فأمسكوا، وكذلك إذا ذكرت النجوم وما فيها في غير ما جاء به الدليل فأمسكوا؛ لأن ذلك ذريعة لأمور محرمة. قال: " وكره قتادة تعلم منازل القمر ولم يرخص ابن عيينة فيه ذكره حرب عنهما ".

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أيها الإخوة الكرام، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:

قال: وكره قتادة تعلم منازل القمر، ولم يرخص ابن عيينة فيه.

ذكره حرب عنهما، ورخص في تعلم المنازل أحمد وإسحاق، الله -جل وعلا- جعل القمر منازل كما قال: وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ له ثمانية وعشرون منزلا ينزل في كل يوم منزل منها، تعلم هذه المنازل، هل هو جائز أم لا؟ منعه بعض السلف كراهة، ورخص فيه طائفة من أهل العلم، وهو الصحيح؛ لأنه -جل وعلا- امتن على عباده بذلك، قال: وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ .

وظاهر الآية أن حصول المنة به في تعلمه وذلك دليل الجواز.

قال: وعن أبي موسى قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ثلاثة لا يدخلون الجنة: مدمن الخمر، وقاطع الرحم، ومصدق بالسحر ووجه الاستدلال من هذا الحديث قوله: ومصدق بالسحر وقد مر معنا أن التنجيم نوع من أنواع السحر كما قال -عليه الصلاة والسلام-: من اقتبس شعبة من النجوم فقد اقتبس شعبة من السحر زاد ما زاد وإذا صدق بالنجوم فإنه مصدق بالسحر، والمصدق بالسحر لا يدخل الجنة.

قال هنا: ثلاثة لا يدخلون الجنة: مدمن الخمر وإدمان الخمر من الكبائر، قال: وقاطع الرحم وهي من الكبائر، ومصدق بالسحر وهي أيضا من الكبائر، مما يدخل في التنجيم في هذا العصر بوضوح مع غفلة الناس عنه ما يذكر في المجلات مما يسمونه البروج، يضعون صفحة أو أقل منها في الجرائد ويجعلون عليها رسم بروج السنة: برج الأسد والعقرب والثور... إلى آخره، ويجعلون أمام كل برج ما سيحصل فيه، فإذا كان المرء أو المرأة مولودا في ذلك البرج، يقول: سيحصل لك في هذا الشهر كذا وكذا وكذا، وهذا هو التنجيم الذي هو التأثير، الاستدلال بالنجوم والبروج على التأثير في الأرض، وعلى ما سيحصل في الأرض، وهو نوع من الكهانة، ووجوده في المجلات وفي الجرائد على ذلك النحو وجود للكهان فيها.

فهذا يجب إنكاره إنكارا للشركيات والادعاء معرفة الغيب وللسحر وللتنجيم؛ لأن التنجيم من السحر كما ذكرنا يجب إنكاره على كل صعيد، ويجب -أيضا- على كل مسلم ألا يدخله بيته، وألا يقرأه ولا يطلع عليه؛ لأنه إن رأى تلك البروج وما فيها، ولو أن يعرف ذلك معرفة؛ فإنه يدخل في النهي من جهة أنه أتى إلى الكاهن غير منكر له، فإذا أتى لهذه البروج، وهو يعرف البرج الذي ولد فيه: ولكن يقول: سأطلع، ماذا قالوا عني؟ أو ماذا قالوا عما سيحصل لمن ولد في هذا البرج؟ فإنه يكون كمن أتى كاهنا، فسأله فإنه لا تقبل له صلاة أربعين ليلة، وإذا أتى وقرأ، وهو يعلم برجه الذي ولد فيه أو يعلم البرج الذي يناسبه، وقرأ ما فيه فهذا سؤال، فإذا صدقه به فقد كفر بما أنزل على محمد.

وهذا يدلك على غربة التوحيد بين أهله وغربة... فهم حقيقة هذا الكتاب كتاب التوحيد حتى عند أهل الفطرة وأهل هذه الدعوة، فإنه يجب إنكار ذلك على كل صعيد، وألا يؤثم المرء نفسه، ولا من في بيته بإدخال شيء من الجرائد التي فيها ذلك في البيوت؛ لأن هذا معناه إدخال للكهنة إلى البيوت، وهذا والعياذ بالله من الكبائر.

وواجب إنكار ذلك وتمزيقه والسعي فيه بكل سبيل حتى يدحر أولئك؛ لأن أهل التنجيم أهل البروج أولئك هم من الكهنة، والتنجيم له معاهد معمورة في لبنان وفي غيرها يتعلم فيها الناس حركة النجوم، وما سيحصل بحسابات معروفة وجداول معينة، ويخبرون بأنه ما كان من في البرج الفلاني يعني من أهل البرج الفلاني، فإنه سيحصل كذا وكذا عن طريق التعلم الوهمي، يغرهم به رءوسهم وكهانهم، فالواجب على طلبة العلم أن يسعوا في تبصير الناس في ذلك بالكلمات وبعد الصلوات وفي خطب الجمع؛ لأن هذا مما كثر البلاء به والإنكار فيه قليل، والتنبيه عليه ضعيف، والله المستعان.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://sohptelker.hooxs.com
مسلم
Admin
مسلم


عدد المساهمات : 9693
نقاط : 17987
السٌّمعَة : 67
تاريخ التسجيل : 11/03/2010
العمر : 55

كتاب الله - ما جاء في التطير Empty
مُساهمةموضوع: رد: كتاب الله - ما جاء في التطير   كتاب الله - ما جاء في التطير Emptyالإثنين مايو 10, 2010 9:23 pm

باب ما جاء في الاستسقاء بالأنواء
باب ما جاء في الاستسقاء بالأنواء وقول الله تعالى: وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ .

وعن أبي مالك الأشعري -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: أربع في أمتي من أمر الجاهلية لا يتركونهن: الفخر بالأحساب، والطعن في الأنساب، والاستسقاء بالنجوم، والنياحة .

وقال: النائحة إذا لم تتب قبل موتها تقام يوم القيامة، وعليها سربال من قطران ودرع من جرب رواه مسلم.

ولهما عن زيد بن خالد -رضي الله عنه- قال: صلى لنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صلاة الصبح بالحديبية على إثر سماء كانت من الليل، فلما انصرف أقبل على الناس فقال: هل تدرون ماذا قال ربكم؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: قال: أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر، فأما من قال: مطرنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمن بي كافر بالكوكب، وأما من قال: مطرنا بنوء كذا وكذا فذلك كافر بي، مؤمن بالكوكب .

ولهما من حديث ابن عباس بمعناه، وفيه قال بعضهم: لقد صدق نوء كذا وكذا فأنزل الله هذه الآيات: فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ أَفَبِهَذَا الْحَدِيثِ أَنْتُمْ مُدْهِنُونَ وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ .


--------------------------------------------------------------------------------


هذا باب ما جاء في الاستسقاء بالأنواء؛ والاستسقاء بالأنواء هو نسبة السقيا إلى الأنواء، والأنواء هي النجوم، يقال للنجم: نوء، والعرب والجاهليون كانوا يعتقدون أن النجوم والأنواء سبب في نزول المطر، ويجعلونها أسبابا، ومنهم وهم طائفة قليلة من يجعل النوء والنجم هو الذي يأتي بالمطر، كما ذكرت لك في حال الطائفة الأولى من المنجمين الذين يجعلون المفعولات منفعلة عن النجوم وعن حركتها، فقوله -رحمه الله-: باب ما جاء في الاستسقاء بالأنواء، يعني: باب ما جاء في نسبة السقيا إلى النوء، وعبر بلفظ الاستسقاء؛ لأنه جاء في الحديث والاستسقاء بالنجوم.

ومناسبة هذا الباب لما قبله من الأبواب أن الاستسقاء بالأنواء نوع من التنجيم؛ لأنه نسبة السقيا إلى النجم، وذلك أيضا من السحر؛ لأن التنجيم من السحر بمعناه العام، ونسبة ذلك أو مناسبة ذلك لكتاب التوحيد أن الذي ينسب السقيا والفضل والنعمة الذي أعطاه حينما جاءه المطر، ينسب ذلك إلى النوء وإلى النجم، هذا ملتفت قلبه عن الله -جل وعلا- إلى غيره ومتعلق قلبه بغيره، وناسب النعمة إلى غير الله -جل وعلا -، معتقد أن النجوم أسباب لهذه المسببات من نزول المطر ونحوه.

وهذا مناف لكمال التوحيد، فإن كمال التوحيد الواجب يوجب على العبد أن ينسب النعم جميعا إلى الله وحده، وألا ينسب شيء منها إلى غير الله، ولو كان ذلك الغير سببا، فينسب النعمة إلى مسديها، ولو كان من أجرى الله على يديه تلك النعم سببا من الأسباب، فإنه لا ينسبها إلى غير الله -جل وعلا- كيف، وأن النجوم ليست بسبب أصلا، ففي ذلك نوعان من التعدي أولا: أنها ليست بأسباب، والثاني: أن تجعل أسبابا لم يجعلها الله -جل وعلا- أسبابا، وتنسب النعم والفضل والسقيا إليها.

وهذا مناف لكمال التوحيد، وكفر أصغر بالله -جل وعلا- قال: وقول الله تعالى: وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ قال علماء التفسير: معنى هذه الآية: وتجعلون شكر رزقكم، شكر ما رزقكم الله من النعم من المطر أنكم تكذبون بأن النعمة من عند الله بنسبتها لغير الله -جل وعلا- تارة، بنسبتها إلى الأنواء أو بنسبتها إلى غير الله -جل وعلا-.

والواجب شكرا لنعم الله -جل وعلا- وشكرا لله -جل وعلا- على ما رزق وأنعم وتفضل أن تنسب النعم جميعا إلى الله، وأن ينسب الفضل إلى الرب وحده دون ما سواه.

قال: وعن أبي مالك الأشعري -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: أربع في أمتي من أمر الجاهلية لا يتركونهن قوله: من أمر الجاهلية هذا دليل على ذمها، وأنها من شعب الجاهلية، ومن المعلوم أن شعب الجاهلية جميعا مطلوب من هذه الأمة أن تبتعد عنها؛ لأن خصال أهل الجاهلية مذمومة، كما جاء في صحيح البخاري من حديث ابن عباس أن النبي -عليه الصلاة والسلام- قال: أبغض الرجال إلى الله ثلاثة: ملحد في الحرم، ومطلب دم امرئ بغير حق ليهريق دمه، ومبتغ في الإسلام سنة الجاهلية .

فكل شعبة من شعب أهل الجاهلية إذا أرجعت إلى أهل الإسلام بعد أن أنقذهم الله من ذلك ببعثة النبي -عليه الصلاة والسلام- وظهور القرآن والسنة، وبيان الأحكام، فإنه مبتغ في الإسلام سنة الجاهلية، وهو من أبغض الرجال إلى الله -جل وعلا- .

إذن قوله: من أمر الجاهلية هذا دليل الذم وليس الإخبار بأنها باقية دليل الإباحة، قال: لا يتركونهن الفخر بالأحساب يعني: على وجه التكبر والرفعة، والطعن في الأنساب بالطعن في نسب فلان وفلان والتكذيب بنسب فلان وفلان من غير دليل شرعي، ومن غير حاجة شرعية، فإن القاعدة التي ذكرها الإمام مالك وغيره من أهل العلم أن الناس مؤتمنون على أنسابهم، فإذا كان لا يترتب على ذكر النسب، وأن فلانا ينتسب إلى آل فلان أو إلى القبيلة الفلانية، إذا لم يترتب عليه أثر شرعي من إعطاء حق لغير أهله أو بميراث أو بعقد نسبة أو بزواج ونحو ذلك، فإن الناس مؤتمنون على أنسابهم، أما إذا كان له أثر فلا بد من الإثبات سيما إذا كان مخالفا لما هو شائع متواتر عند الناس، فالطعن بالأنساب من أمور الجاهلية.

قال: والاستسقاء بالنجوم وهو نسبة السقيا إلى النجوم، ويشمل أيضا قوله: الاستسقاء بالنجوم يشمل ما هو أعظم من ذلك، وهو أن تطلب السقيا من النجم كحال الذين يعتقدون أن الحوادث العرضية تحصل بالنجوم نفسها، وأن النجوم هي التي تحدث المقدرات العرضية والمنفعلات العرضية.

قال: والنياحة، ثم قال: النائحة إذا لم تتب قبل موتها تقام يوم القيامة وعليها سربال من قطران ودرع من جرب رواه مسلم.

النياحة من الكبائر، وهي رفع الصوت عند المصيبة وشق الجيب ونحو ذلك، وهي منافية للصبر الواجب ومن خصال الجاهلية.

قال: ولهما عن زيد بن خالد -رضي الله عنه- قال: صلى لنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صلاة الصبح بالحديبية على إثر سماء كانت من الليل، فلما انصرف أقبل على الناس فقال: هل تدرون ماذا قال ربكم؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: قال: أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر، فأما من قال: مطرنا بفضل الله ورحمته، فذلك مؤمن بي كافر بالكوكب، وأما من قال: مطرنا بنوء كذا وكذا، فذلك كافر بي، مؤمن بالكوكب .

قوله: على إثر سماء كانت من الليل على إثر سماء: يعني: مطر، المطر يطلق عليه سماء؛ لأنه يأتي من جهة العلو، ويقال له: سماء كما قال الشاعر:

إذا نزل السماء بأرض قوم

رأينـاه وإن كانوا غضابا



يعني: نزل المطر، قال: فلما انصرف - يعني: من صلاة الصبح -، أقبل على الناس فقال: هل تدرون ماذا قال ربكم؟ قالوا: الله ورسوله أعلم هذه من الكلمات التي تقال في حياته -عليه الصلاة والسلام-، وبعد وفاته -عليه الصلاة والسلام-، فإذا سئل المرء عما لا يعلم، فليقل: لا أدري، أو فليقل: الله أعلم، ولا يقول: الله ورسوله أعلم؛ لأن ذكر علم النبي -عليه الصلاة والسلام- مقيد بحياته الشريفة -عليه الصلاة والسلام- قال: قال: أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر .

هنا قسم العباد إلى قسمين: مؤمن بالله -جل وعلا- وهو الذي نسب هذه النعمة، وأضافها إلى الله -جل وعلا- وشكر الله عليها، وعرف أنها من عند الله، فشكر ذلك الرزق، وحمد الله وأثنى عليه به، والصنف الثاني: وكافر، ولفظ: كافر، اسم فاعل الكفر، أو اسم من قام به الكفر.

وهذا قد يصدق على الكفر الأصغر أو الكفر الأكبر، فهم انقسموا إلى مؤمنين وإلى كافرين، والكافرون منهم من كفر كفرا أصغر، ومنهم من كفر كفرا أكبر، فالذي كفر كفرا أصغر هو الذي قال: مطرنا بنوء كذا وكذا يعتقد أن النوء والنجم والكوكب سبب في المطر، فهذا كفره كفر أصغر؛ لأنه ما اعتقد التشريك والاستقلال، ولكنه جعل ما ليس سببا سببا، ونسب النعمة إلى غير الله.

فقوله: من أقوال أهل الكفر، وهو كفر أصغر بالله -جل وعلا- كما قال العلماء.

والصنف الثاني: كافر الكفر الأكبر، وهو الذي اعتقد أن المطر أثر من آثار الكواكب والنجوم، وأنها هي التي تفضلت بالمطر، وهي التي تحركت بحركة لما توجه إليها عابدوها، فأنزلت المطر إجابة لدعوة عابديها، فهذا كفر أكبر بالإجماع؛ لأنه اعتقاد ربوبية وإلهية غير الله -جل وعلا-.

قال: فأما من قال: مطرنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمن بي كافر بالكوكب ؛ لأنه نسب النعمة لله وحده، ونسبة النعمة لله وحده دلت على إيمانه، قال: وأما من قال: مطرنا بنوء كذا وكذا، فذلك كافر بي مؤمن بالكوكب وكما ذكرت لك الباء في قوله: مطرنا بنوء كذا إن كانت للسببية؛ لأن الباء تأتي للسبب، مطرنا بسبب نوء كذا وكذا، فهذا كفر أصغر.

وأما إذا كان المراد أن النوء هو الذي أتى بالمطر إجابة لدعوة عابديه أو برحمته بالناس، فهذا كفر أكبر بالله جل جلاله.

قال: ولهما من حديث ابن عباس بمعناه، وفيه قال بعضهم: لقد صدق نوء كذا وكذا، فأنزل الله هذه الآيات: فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ إلى قوله وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ وهذا ظاهر نعم.


قف هنا تنبيه في هذه المسألة، وهو ما يحصل أحيانا من بعض الناس من أنهم يقولون في الوسم -مثلا-: يأتي مطر، والوسم جاء معناه أن الرياح فيه مطر ونجم الخير طلع، فسيحصل كذا ونحو ذلك، فهذا القول بما علمت له حالات:

الحالة الأولى: أن يقول ذلك لأجل أن النجم أو البرج الذي أتى هو زمن جعل الله سنته فيه أنه يأتي فيه المطر، فإذا كان هذا القول بأن الوسم معناه، هذا وقت المطر إن شاء الله يأتي، فيه مطر ونحو ذلك، فهذا جعل للوسم زمنا، وهذا جائز، وأما إذا قال: الوسم جاء يأتي المطر، أو طلع النجم الفلاني بيأتينا كذا وكذا، بجعل هذا الفصل أو ذاك البرج أو ذلك النجم سببا، فهذا كفر ونسبة للنعمة لغير الله واعتقاد تأثير أشياء لا تأثير لها، فينبغي أن يفرق بين ما يستعمله العوام فيما فيه أن المطر والبرد والصيف ونحو ذلك في تعلقه بالنجوم تعلق زمن ووقت وظرف، وما بين نسبة أهل الشرك والضلال الأفعال للنجوم، إما استقلالا وإما على وجه التثبت
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://sohptelker.hooxs.com
 
كتاب الله - ما جاء في التطير
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
صحبة الخير  :: الاقسام الدينية :: «۩۞۩ العقيدة الصحيحة ۩۞۩»-
انتقل الى: