مسلم Admin
عدد المساهمات : 9693 نقاط : 17987 السٌّمعَة : 67 تاريخ التسجيل : 11/03/2010 العمر : 55
| موضوع: عـُـودُوا إِلَى ثـَـكـَنـَاتـِكُمْ ..يَرْحـَمْـكُمُ اللهُ الخميس يوليو 21, 2011 9:44 pm | |
| عـُـودُوا إِلَى ثـَـكـَنـَاتـِكُمْ ..يَرْحـَمْـكُمُ اللهُ د. أشرف نجم " تسقط الديمقراطية .. ويحيا الجيش درع الوطن " ....هكذا هتف الملايين من الجماهير التي خرجت تجوب شوارع القاهرة ومدن أخرى، تهتف للجيش .. وتلعن الديمقراطية والأحزاب ... فماذا حدث؟ .. دعونا نبدأ الحكاية من البداية.بدت مصر في أواخر الأربعينات من القرن الماضي على أعتاب ثورة، وأقلق ذلك الغرب بشده لخوفه أن تقع هذه الثورة المرتقبة في يد "الشيوعيين" فترتمي مصر في أحضان الاتحاد السوفيتي والمعسكر الشرقي، أو أن تقع الثورة في يد "الإسلاميين" فيعود شبح "الخلافة الإسلامية" لمطاردتهم مرة أخرى بعد أن عملوا جاهدين حتى أسقطوها قبل أقل من ثلاثين سنة ... لاسيما وأن "الإخوان المسلمون" هم القوة الشعبية الأولى في البلد، ورغم أنهم لم يشاركوا بكثافة في الحياة السياسية إلا أن كلمتهم مسموعة في الشارع المصري، ومؤثرة أيضاً.أرسلت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي آي إيه) واحداً من أكبر عملائها للقاهرة لدراسة الوضع، وبعد أن التقى بالكثيرين وتدارس الأمر مع سفارته وسفارات الدول الصديقة، أرسل تقريراً لواشنطن يقول: "أستطيع أن أؤكد اليوم أن الثورة ستقع في مصر خلال أشهر قليلة .. وأنها لن تكون شيوعية ولا إسلامية".وبالفعل حدث "الانقلاب العسكري" الذي حرص أصحابه على تسميته "ثورة" وكونوا مجلساً عسكرياً حكموا من خلاله سموه "مجلس قيادة الثورة" ... غير أنهم وفي البيانات الأولى للثورة كرروا كثيراً عبارة " .. والجيش يؤكد للأمة أنه سيدير شئون البلاد في مرحلة انتقالية لا تتجاوز الأشهر الستة، بعدها سيعود إلى ثكناته ليحمي الوطن ويدافع عنه" .. ولكنه أبداً لم يعد .. وحتى اليوم.كانت قضية عودة الجيش لثكناته وترك الحكم للمدنيين هي القضية المحورية في خلاف "مجلس قيادة الثورة" بقيادة البكباشي "جمال عبد الناصر" وكل من اللواء الرئيس "محمد نجيب" وجماعة "الإخوان المسلمون" .. وانتصر "عبد الناصر" في النهاية ليضع الرئيس تحت الإقامة الجبرية، ويصدر قراراً بحل جماعة "الإخوان المسلمون" ويطارد قياداتها ويملأ بهم المعتقلات.وكان لابد من إضفاء الشرعية على "حكم العسكر"، فخلعوا الملابس العسكرية واستبدلوها بأخرى مدنية، وملأوا الدنيا – عبر وسائل الإعلام التي تملكها الدولة أو تكاد – بأن الجيش هو المؤسسة الوحيدة المؤتمنة على البلاد، وأن الأحزاب كلها فاسدة، وأن "الإخوان المسلمون" مخربون سيحرقون البلد ويقتلون الزعيم و "أم كلثوم" .. ورتب الثوار كل شيء بليل.بعدها خرجت الجموع تهتف بحياة الزعيم، وتلعن كل أعدائه .. حتى هتفوا: " قـَـتـِّـلْ قـَـتـِّـلْ يا جمال، دَبـَّحْ دَبـَّحْ يا جمال " ... لكن الأخطر من ذلك أن الجماهير اختارت "حكم العسكر" .. ولعنت الديمقراطية.هل يمكن أن يعيد التاريخ نفسه ؟ .. لا أتمنى ... ولا أعتقد.أما عدم التمني فواضح الأسباب، فمن يومها والأمة كلها تعيش كابوساً في "حكم العسكر"، فاض فيه الظلم والطغيان، وانتكست بسببه الأمة وانكسرت، وتجبر به العدو وتكبر .. حتى شبت الأمة عن الطوق، وتحركت تطلب حريتها وتستعيد كرامتها .. فكان "ربيع الثورات العربية".وأما لماذا "لا أعتقد" فلعدة أسباب .. أولها: أن الأمة استوعبت الدرس، فما عاد أحد قادراً على إقناعها بأن تتنازل عن حريتها، أو تتبع قائداً ملهماً تفوضه في شئونها ... وثانيها: أن التجربة هي خير برهان، وقد جربت الأمة "حكم العسكر" وذاقت مرارته، وما عاد في مقدورها أن تتجرع منه رشفة أخرى .. وثالثها: أن الشعب هذه المرة هو الذي صنع ثورته، وهي ثورة حقيقية ليست انقلاباً عسكرياً مقنعاً في شكل ثورة، فالشعب اليوم هو صاحب الكلمة ويجب أن يستمع إليه الجميع.ورغم هذه الثقة .. إلا أن القلق يملأ قلبي وأنا أرى قوى الشعب تقع في "مصيدة التخوين" التي نصبتها لها الثورة المضادة فيخون بعضهم بعضاً، ويشك بعضهم في نوايا بعض، ونختلف على كل الأمور الفرعية التي هي "ظواهر" أو "أعراض" للمرض الأصلي، ولا نستطيع أن تتفق على خارطة طريق لعلاج أصل الداء .. "حكم العسكر".بل إني لأمتلئ رعباً حين أرى جهود "تخويفنا من الديمقراطية" تؤتي ثمارها فأسمع البعض من قوى الثورة وشبابها ينادي بأن نطيل الفترة الانتقالية التي يحكمنا فيها العسكر لأسباب مختلفة يرونها وجيهة .. وكأني أسمع صدى تلك الجماهير التي خرجت منذ ستين سنة تهتف لاعنة الديمقراطية ومطالبة بـ "حكم العسكر".- يا أمتي .. لن يتحقق القصاص العادل ولا المحاكمة الجادة للمجرمين تحت حكم العسكر.- يا أمتي .. لن يعود الأمن ولن تتطهر الداخلية من أعداء الثورة تحت حكم العسكر.- يا أمتي .. لن تكون لنا حكومة "حرة" "نزيهة" تعمل لمصلحة الشعب تحت حكم العسكر.- يا أمتي .. لن تـُطارد فلول النظام السابق أو تتوقف الثورة المضادة تحت حكم العسكر.- يا أمتي .. لن نحصل على دستورنا الذي نحلم به تحت حكم العسكر.مهما كانت مثالب الديمقراطية وعيوب الحرية، ومهما كانت مخاوفنا من نوايا بعضنا، ومهما اختلفت آراؤنا وتشعبت أفكارنا .. فلنتفق على أن نعبر هذه المرحلة الانتقالية بأسرع ما نستطيع .. فإن اتفاقنا على الصحيح أفضل من اختلافنا على الأصح.وحدوا صفوفكم ورصوها لنذهب جميعاً لانتخاب برلمان ورئيس، وتعيين حكومة من الشعب مُسائله أمام ممثليه، وتحقيق حلمنا بدستور يليق بالأمة ... وحدوا كلمتكم .. لتقولوا كلكم للعسكر في أقصر مدة ممكنة، وبصوت واحد وواضح: "عـُـودُوا إِلَى ثـَـكـَنـَاتـِكُمْ ... يَرْحـَمْـكُمُ اللـهُ". | |
|
جلال العسيلى مشرف عام
عدد المساهمات : 5415 نقاط : 7643 السٌّمعَة : 13 تاريخ التسجيل : 16/05/2010 العمر : 62
| موضوع: رد: عـُـودُوا إِلَى ثـَـكـَنـَاتـِكُمْ ..يَرْحـَمْـكُمُ اللهُ الجمعة يوليو 22, 2011 6:09 am | |
| بارك الله فيك اخى الكريم على الطرح الطيب وعلى الموضوع المميز | |
|
رحمة مشرف
عدد المساهمات : 703 نقاط : 832 السٌّمعَة : 2 تاريخ التسجيل : 07/05/2011
| موضوع: رد: عـُـودُوا إِلَى ثـَـكـَنـَاتـِكُمْ ..يَرْحـَمْـكُمُ اللهُ الجمعة يوليو 22, 2011 3:14 pm | |
| قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من دل على خير فله مثل أجر فاعله" [ رواه مسلم ]
قال النووي (رحمه الله): "دل بالقول، واللسان، والإشارة،
والكتابة"
((رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)) | |
|