انتفضتُ باكيةً شهقاتي تتوالى , وآلامي تتضاعف , مثخنونَ بالجراح
مكتظّونَ أوجاعاً , والرحيلُ لم يعُدْ ثقيلاً كئيباً بطيء الخطوات ,
وإنما أصبحَ يخترقنا في لمح البصر , ويخلّفنا نازفين !
هوَ الحنينُ حينَ يكتسحُ الضلوع !
لهم
لوجودهم
لفرحةِ النصر كيف ستكون مضاعفةً معهم
للأيامِ كيفَ يلوّنونها بابتسامتهم
هوَ الحنينُ حينَ يُضنينا :
لزمانٍ نضرٍ أخضر , تشرقُ فيه شمسُ الأمة ولا تغيب !
لكن لا بدّ أن تثورَ البراكين , لا بد أن تتوهَجَ الأرواحُ نوراً ونارا !
***
وطلعَ عليّ وضّاءَ المُحَيّا مغتبطاً , كأنما زفّهُ رصاصُ الموتِ لعُرسِ الحياة !
أبهى من البدر في سماه , وأندى من الزهر حينَ تراه ..
مضرّجٌ بدماءٍ تحسّ أنها تتوقدُ جمراً ,
تُنبيكَ عن حرارةِ الشوقِ لعزة المسلمين كيف تكون !
كأنّ فيهِ قوةً خفيّةً تجعلنا أشد صبراً وعزماً على السير في ذات الدرب ..
كأنّهُ – وهو الموسّد – يعلمنا دروساً في الإباء والسموّ ؛
أن ارفعوا رايةَ التوحيد التي قتلتُ دونها .
وأوحَتْ جراحهُ الغائرةُ بقدر جراحِ الأمةِ المكلومة , تبثّنا رجاءها أن
كفى الأمةَ نزفاً أسعفوها !
ومن ضجيجِ سكونهِ تردد الصّدى : أن لا تبكوا عليّ فإني شهيد ~