افكار جميله لإستغلال شهر رمضان
كم رمضان مرّ علينا ؟
قد يكون هذا آخر رمضان نسعد بصيامه
فلنشمّر عن ساعة الجد !!!
يقول ابن القيم:
إنّ العبد من حين استقرت قدمه في هذه الدار فهو في سفر
فيها إلى الله .. و مدّة سفره هي عمره الذي كتب له
و الأيام و الليالي مراحل سفره.. فلا يزال يطويها
مرحلة بعد أخرى .. حتى ينتهي السفر !!
رب قائم حظه من قيامه السهر!!
إن قيام الليل له تأثير عجيب في ترقيق النفس وإصلاحها وتهذيبها , ولكن
ليس كل قائم يحصل له ذلك, فإذا كان القيام عن الفحشاء والمنكر فهو لا يزيد صاحبه إلا بعداً
::فمن أول الأسباب التي تعين على تحقيق التأثير الإيجابي للقيام::
v أن يكون القيام إيماناً واحتساباً لما عند الله من ثواب " أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماً يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ "سورة الزمر
v تهيئة النفس للقيام شحذ الهمة و تقديم طاعة خالصة لله في النهار
v الدعاء
v تزيين الظاهر والباطن
قال ابن رجب: لا يصلح لمناجاة ملك الملوك الذي يعلم السر و اخفى, الذي لا ينظر إلى صوركم و إنما ينظر إلى قلوبكم و أعمالكم إلا من زين ظاهره و باطنه, زين ظاهره بلباس طاهر نظيف, و باطنه بالإخلاص والتقوى.
أحسن نهارك..
كل ما تفعله في نهار صومك هو رصيدٌ أنت تودعه في ليلتكفأحسن نهارك تكفى في ليلك
خطوات تحسين النهار:
{ لا تعصي الله في النهار وهو يقيمك بين يديه في الليل
{ ليكن أكلك حلالا.. فكم من أكلة منعت قيام الليل
{ اكف الله أول النهار يكفيك آخره.. فقد صح عن النبي-صلى الله عليه وسلم- انه قال:"يا ابن آدم اكفني أول النهار أربع ركعات أكفك بهن آخر يومك"
{ أرفق بنفسك وكن سمحاً قدر ما تستطيع لان الله يعطي على الرفق ما لا يعطي على الشدة في كل شيء
{ حاول ألا تجعل في قلبك على أحد غلا ولا عداوة
{ أحسن الظن ما استطعت
{ احرس سمعك و بصرك و لسانك
`
كان –صلى الله عليه وسلم- أعرف الخلق بربه و أعظمهم قياماًبحقه.. مع ان الله غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر, فهو يقوم من الليل حتى تنتفخ قدماه!
و ما حاله؟؟!! "كان له بكاء المذنبين وانين العاصين ودعاء المكروبين"
كان حبيبنا شديد الزهد في الدنيا, عظيم الرغبة فيما عند الله والدار الآخرة, ونلاحظ في هديه في رمضان التواضع والزهد.. وكانيستنفر كل طاقته وطاقات الصحابةللأستعداد لهذا الشهر العظيم.. فكان يكثر من الصيام في شعبان ويبشر أصحابه بقدومه ويهيؤهمللاجتهاد فيه.
اما قيامه فلم يكن يزيد على إحدى عشرة ركعة أو ثلاث عشرة ركعة, ولكم يكن يقوم الليل كله بل كان يخلطه بقراءة القرآن وغيره.. وكان يطيل في قيام الليل ويطمئن في صلاته ويناجي ربه بكل خشوغ وتضرع.
كان يصلي وقلبه ساجد قبل جوارحه و لا تقر عينه إلا بين يدي ربه.. يصدح بها في هداة الليل..
يستريخ بالصلاة من وعثاء الدنيا وشاغل التراب..
صلى الله عليه وسلم صلاة طيبة دائمة.. وأقر أعيننا برؤيته في الجنة
,
قال ابن القيم : ”فما الظن بمن هو أرحم بعبده من الوالد بولده و من الوالدة بولدها إذا فر عبده إليه و هرب من عدوه إليه!! و ألقى بنفسه طريحاً ببابه يمرغ خده ثرى أعتابه باكياً بين يديه فيقول :
”يارب .. يارب ارحم من لا راحم لي سواك .. و لا ناصر لي سواك.. و لا مأوى لي سواك .. و لا مغيث لي سواك .. مسكينك ببابك.. فقيركببابك .. سائلك و مؤملك و مرجيك .. لا ملجأ و لا منجى له منك إلا إليك .. أنت معاذه و بك ملاذه”
تخيلي و أنت ساجدة بين يدي الله في الصلاة كأنكِ الآن عند عتبةملك الملوك و هو يسمعكِ في هذه اللحظة العظيمة .. رددي بذل و انكسار :
” اللهم إنّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنّي”
تذكري اسمه العفو التواب الغفور الرحيم و اقري بذنوبكِ الكثيرة واعترفي بها و توبي منها توبة صادقة ، و اعزمي على عدم العودة إليها بعد رمضان .. تكونين من الفائزين بالمغفرة في هذا الشهر العظيم