قصة طريفة حصلت مع غاندي: كان هناك أُم عندها ولد يحب أكل الحلوى وحاولت إقناعه بعدم أكلها بشتى الطرق فلم تستطع، فأخذته إلى غاندي. ولما دخلت على غاندي قالت له أنا عندي هذا الولد يحب أكل الحلوى وحاولت منعه فلم أستطع. فنظر غاندي إلى الولد ونظر إلى الأُم وقال لها اذهبي الآن وتعالي بعد شهر. فاستغربت الأُم ثمّ ذهبت وعادت بعد شهر مع الولد، وقالت له أنا جيتك من شهر، وولدي يحب الحلوى كثيراً، فنظر غاندي إلى الولد ثم وضع يده على رأسه وقال له يا ولدي أقلع عن أكل الحلوى فهي مضرة لك وسكت! فاستغربت الأُم. قالت لغاندي: لماذا لم تقل هذه الجملة من شهر! لماذا جعلتنا ننتظر كل هذا الوقت؟ فقال غاندي: أنا من شهر كنت أحب الحلوى فما كنت أستطيع أن أنصحه وأؤثر فيه طالما أني أقوم بالأمر نفسه.. أمّا خلال هذا الشهر فقد أقلعت عن الحلوى. وبالتالي فإن نصيحتي له ستكون مؤثرة.
* قاعدة: فاقد الشيء لا يعطيه.
يستحيل أن تكون مدخناً وتنصح ولدك بترك التدخين.. يستحيل أن تكوني أُمّاً تتأخرين في السهر خارج المنزل، وتتوقعين من بنتك أن تلتزم بالعودة إلى المنزل!!
- التربية المبدعة = عطف + رفق مع الأولاد:
إذا لم يكن في قلبك عطف تجاه أولادك، فلا يمكن لك أن تحسن تربيتهم، انظروا إلى الرسول (ص) عندما كان يخطب الناس في المسجد وبينما هو على المنبر رأى الحسن والحسين وعليهما قميصان أحمران وهما يعثران، فما استطاع – عليه الصلاة والسلام – أن يتحمل هذا المنظر فنزل وحملهما.. انظروا.. الرسول (ص) وعنده هم الدعوى وهم الجهاد والغزوات وقريش وعلى الرغم من كل هذه الهموم فإنّها لم تمنعه من أن ينزل ويحمل الحسن والحسين ويحضنهما.. إذا أردتم أن تربوا أولادكم فاعطفوا عليهم وجربوها المرّة القادمة.
إذا رأيت ولدك أو بنتك يبكي، فقط احمله وضعه على صدرك.. لا تقل له شيئاً.. فقط احضنه.. اعطف عليه.. لا تقل له لا تبكِ أو لماذا تبكي؟ فقط احضنه.. يمكن 80% من الأوقات سيتوقف الطفل عن البكاء.. في كثير من الأحيان الأطفال يبكون لأنّهم في حاجة إلى عطف وفي حاجة إلى رعاية وإهتمام من الأهل.
- التربية المبدعة = مهارات تكتسب:
بعض الناس – مع الأسف – يعتقد أنّه لمجرد أنّه أنجب أولاداً فقد أصبح مربياً وهذا خطأ.. أضرب لكم مثلاً تصوروا أن واحداً طيلة حياته لم يعزف على (بيانو). ثمّ اشترى (بيانو) ووضعه في البيت واعتبر نفسه موسيقاراً دون أن يأخذ دروساً في العزف على البيانو، ثمّ بدأ يعزف ويلخبط!! لاشك أنّ هذا غير منطقي وغير مقبول. الإنسان لازم يتعلم دروساً في الموسيقى حتى يستطيع أن يعزف، وكذلك الخلفة: ليس لمجرد أنك خلفت أولاداً في البيت أنك أصبحت مربياً تحتاج إلى أخذ دروس وإكتساب مهارات في التربية.
التربية مهارة وأتمنى من الآباء والأُمّهات أن يحرصوا على إكتساب هذه المهارة.
- التربية المبدعة = الإهتمام بمرحلة ما تحت السبع سنوات:
أحد العلماء كان يقول: أعطني طفلاً إلى سن سبع سنوات ثمّ لا يهم من يأخذه بعد ذلك.
بعض الإحصاءات تقول إن 80% من شخصية الإنسان تتكون في سن ما قبل السبع سنوات.
أين أطفال العرب؟ هل يقضون هذه الحقبة مع الأُمّهات أم مع الخدم؟ مع الآباء أم مع السائقين؟
أمانة يجب أن تراعوا هذه الحقبة ولا تستصغروا الأولاد.. الأولاد في هذه السن يفهمون.
أنا لم أفهم هذا المبدأ إلا مع ولدي إبراهيم عندما كان عمره سنتين كنت آكل شوكولاته فأخذت نصفها وأعطيته إياها وقلت: (شوف أنا قاعد أسويلك إيثار). مر أسبوع وكان معه شوكولاته وهو من نفسه "شوفوا أعزائي ولد عمره سنتان فقط" كسر الشوكولاته وأعطاني نصفها وقال: (يا بابا أنا أسويلك إيثار!!) تأملوا هذا ولد عمره سنتان فقط فهم مبدأ عميقاً مثل مبدأ الإيثار.
الأطفال في هذا السن يفهمون ويدركون؛ فاحرصوا على زرع كل المفاهيم الإيجابية في هذه السن الحسّاسة.
- التربية المبدعة لا تساوي الصرف المادي:
بعض الناس يعتقد أنّ حسن التربية تعني الإنفاق المادي. أو حسن التربية هو أن تعطي الأولاد أي شيء يطلبونه. كل ما يطلب شيئاً أشتريه له.. يريد سيارة أشتري له سيارة.. مَلّ من السيارة القديمة، نشتري له سيارة جديدة، كل ما يتمناه يحصل عليه.. وهذا الأسلوب ليس تربية! هناك فرق بين التربية والتدليل!! اقتراحي في أمور المال، أوّلاً: حدد لولدك راتباً شهرياً يناسب سنه. بحيث لا يتعدى 500 ريال 300 ريال 100 ريال حسب السن وحسب وضعك الإجتماعي والمادي ويكون هو عارف هذا الراتب الذي لن يتعداه.
إذا أراد مبالغ إضافية فيجب أن يعلم أنّه عليه أن يعمل من أجل الحصول على المال.. مهما كان العمل حتى في البيت يغير لك اللمبات ينظف الحديقة.. ينظف السيارات.. يدهن بوية الجدار. المهم أن يعتاد الولد منذ الصغر أنّ هذا المال لا يأتي من فراغ، وأنّ هذا المال لا يأتي إلا بجهد وتعب فأصِّلوا هذا المفهوم في الأولاد منذ الصغر.
المصدر: كتاب خواطر 2