قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره (1/324): يقول تعالى إخبارا عن تمام دعوة إبراهيم لأهل الحرم، أن يبعث الله فيهم رسولا منهم، أي من ذرية إبراهيم، وقد وافقت هذه الدعوة المستجابة قدر الله السابق في تعيين محمد صلوات الله وسلامه عليه رسولا في الأميين إليهم إلى سائر الأعجمين من الإنس والجن.اهـ
وقال القاسمي رحمه الله في محاسن التأويل (2/257): هذا إخبار عن تمام دعوة إبراهيم لأهل الحرم أن يبعث الله فيهم رسولا منهم، أي من ذرية إبراهيم، وهم العرب من ولد إسماعيل. وقد أجاب الله تعالى لإبراهيم عليه السلام هذه الدعوة، فبعث في ذريته رسولا منهم، وهو محمد، صلى الله عليه وسلم، إلى الناس كافة. وقد أخبر صلى الله عليه وسلم عن نفسه أنه دعوة إبراهيم. ومراده هذه الدعوة.اهـ
عن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قلت يا رسول الله! ما كان أول بدء أمرك؟ قال: دعوة أبي إبراهيم، وبشرى عيسى، ورأت أمي أنه يخرج منها نور أضاءت منه قصور الشام.
رواه أحمد (5/262) والطيالسي (1140) والطبراني في الكبير(8/175/7729)، وذكره الهيثمي في المجمع (8/222) وقال: رواه أحمد بإسناد حسن وله شواهد تقويه ورواه الطبراني.
وانظري الصحيحة للشيخ الألباني رحمه الله (373) وصحيح السيرة له (18). وفي الباب عن العرباض بن سارية وعن خالد بن معدان عن نفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن عتبة بن عبد السلمي.
وقد جاء في بعض الروايات: أنا دعوة أبي إبراهيموبشرى عيسى عليهما السلام ورأت أمي حين حملت بي أنه خرج منها نور أضاءت له قصور الشام.
وفي بعض الروايات: أنا دعوة أبي إبراهيم وكان آخر من بشر بي عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام.
قوله عليه الصلاة والسلام: دعوة أبي إبراهيم: يعني قوله تعالى: (ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلو عليهم آياتك…) الآية.
وبشرى عيسى: يعني قوله تعالى: (ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد).
والله تعالى أعلم.