حكم قيام المرأة بالضيافة
في الطائرة
الضيافة في الطائرة لابد منها ، بل هي في غاية الأهمية، لذا أخذت الخطوط الجوية على عاتقها وجود المضيفين في كل رحلة ، لاسيما طائرات الركاب ، ولا خلاف في جواز عمل الرجل في ذلك (1).
وتسعى الدولة السعودية برمتها لموضوع السعودة وحل مشكلة البطالة، ويعمل في الخطوط الجوية قرابة (1500) مضيفة، متوسط راتب المضيفة (3000) ريال تقريباً، وتضاف لها البدلات وخارج الدوام، وتصل جميع المستحقات لما يقارب (5000) ريال في نهاية الشهر، أما المشرفات فيتقاضين راتباً أعلى من ذلك، إضافة إلى ذلك تكاليف النقل والإعاشة والسكن، علماً أن ما تقوم به المضيفة برع فيه شبابنا الصاعد، ولك أن تلاحظ ذلك على متن أي رحلة وتوظيف الرجال دون النساء فيه نفع متعدي يصل إلى أربعة أضعاف العدد وذلك لأن الرجل هو المطالب بالنفقة وكم سيعول ؟. (2 )، أما المرأة وعملها في الضيافة فيشترط الآتي :
أولا : أن تكون محجبة .
ثانياً: أن يسافر معها محرمها.
ثالثاً: أن لا تختلط بالرجال من المضيفين ونحوهم.
في الإمكان العقلي يمكن ولو حصل لجاز، ولكن الواقع خلاف ذلك ، وعليه فلو نظرنا إلى واقع المضيفات لتبين لنا ما يلي:
1- أنهن لا يلتزمن الحجاب الشرعي الكامل ، فضلاً عن من يظهرن العورات، ويكن فتنة وأي فتنة ؟
وإن كان الوضع في بعض الخطوط أقل شراً وفتنة ، ولكن المخالفة موجودة، فموطن الفتنة ومجمع الجمال في الوجه، وعليه فيجب على المضيفة تغطية الوجه ، لقوله تعالى:
( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا) (3 ) ، ولَمّا اعتذر بعض النساء عن الخروج لصلاة العيـد بسبب عدم وجـود الجلبـاب، لم يرخـص لهن رسـول الله النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم في تــرك الجلبـاب أو الاكتفـاء
بوضع الخمار، بل أمر به فقال: ((لتلبسها صاحبتها من جلبابها))( 4) .
ثانياً: أن يسافر معها محرمها وهذا متعذر، إلا أن يكون المضيف زوجها، وهذا قد يحصل، وإن حصل هل يمكن أن تكون الرحلة مع بعضهما البعض ، وهل تلتزم الشركة في تسييرهما مع بعض ؟ فيه نظر ! ولكن الواقع أن المضيفات يسافرن بلا محرم، ويداومن على ذلك وقد جاءت الأحاديث الصحيحة تمنع سفر المرأة بدون محرم ، منها مايلي :
1ــ ما ورد عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تسافر المرأة ثلاثة أيام إلا ومعها ذو محرم))( 5)
2- وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم: ((نهى أن تسافر المرأة مسيرة يومين أو ليلتين إلا ومعها زوجها ، أو ذو محرم )) ( 6) .
3- وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ((لا يحل لامرأة تسافر مسيرة يوم وليلة إلا مع ذي محرم عليها))( 7) .
وجه الدلالة:
نهي المرأة عـن الســفر في كــل ما يسمـى سفــراً ، والتقــدير في الأحـاديـث ليـس على ظاهره (8 ) .
قال النووي ــ رحمه الله ــ : (فالحاصل أن كل ما يسمى سفراً تُنهى عنه المرأة بغير زوج أو محرم ، سواء كان ثلاثة أيام أو يومين أو يوم أو بريداً أو غير ذلك ، لرواية ابن عباس المطلقة ، وهي آخر روايات مسلم السابقة: ( لا تسافر امرأة إلا مع ذي محرم ) ، وهذا يتناول جميع ما يسمى سفراً)( 9).
ثالثاً: أن لا تختلط بالرجال من المضيفين ونحوهم ، وهذا غير ممكن.
وقد يقال: إن وجود المضيفة ضروري لخدمة النساء المسافرات.
ويمكن أن يعترض عليه :
بأن هذا مردود ، لأن الواقع أن مهام المضيفين والمضيفات يتم تقسيمها وتوزيعها فيما بينهم من قبل مشرف الرحلة قبل صعود الركاب للطائرة، كل واحد منهم مسؤول عن منطقة معينة ، ويقوم بخدمة جميع ركاب المنطقة المخصصة لـه ، سواء كانوا رجالاً
أو نساء ، بمحرم أو بغير محرم ( 10) .
وطاقم الضيافة بالطائرة أحياناً يكون مختلطا بين مضيفين ومضيفات، وأحياناً جميعهم رجال ، وأحياناً يكن جميعهن نساء، علماً بأن الركاب مختلطون بين نساء ورجال، فليس من الضروري البتة وجود مضيفة في الطائرة ، حتى لو وجدت النساء ضمن الركاب.
وعمل المرأة مضيفة يقتضي كثرة الاختلاط بالرجال العاملين، ومرافقتهم الوقت الكثير، فربما تحولت العلاقة بينها وبين المضيفين جراء ذلك إلى علاقة صداقة، تفتح أبواباً من الشر والفساد.
والله سبحانه جَبَلَ الرجال على القوة والميل إلى النساء، وجبل النساء على الميل إلى الرجال مع وجود ضعف ولين، فإذا حصل الاختلاط نشأ عنه آثار تؤدي إلى حصول الغرض السيئ، لأن النفس أمّارة بالسوء، والهوى يعمي ويصم، والشيطان يأمر بالفحشاء، وعليه فإن اختلاط المرأة بالرجل محرم ، والأدلة على ذلك ما يلي:
1- قوله تعالى: ( وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ )
( 11) .
وجه الدلالة:
أنه لما حصل اختلاط بين امرأة عزيز مصر وبين يوسف عليه السلام ظهر منها ما كان كامناً ، فطلبت منه أن يوافقها، ولكن أدركه الله برحمته فعصمه منها، ( 12)( فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ) ( 13) ، وكذلك إذا حصل اختلاط بالنساء، اختار كل من النوعين من يهواه من النوع الآخر، وبذل بعد ذلك الوسائل للحصول عليه.
2- قوله تعالى: ( قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ (30) وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ ) ( 14) .
وجه الدلالة من الآيتين :
أنه أمر المؤمنين والمؤمنات بغض البصر، والأمر يقتضي الوجوب، ثم بيّن أن هذا أزكى وأطهر، وما أمر الله بغض البصر إلاّ لأن النظر إلى من يحرم النظر إليهن زنا، وإنما كان زنا لأنه تمتع بالنظر إلى محاسن المرأة، ومؤدّ إلى دخولها في قلب ناظرها، فتعلق في قلبه، فيسعى إلى إيقاع الفاحشة بها، فإذا نهى الشارع عن النظر إليهن، لِمَا يؤدي إليه من المفسدة وهو حاصل في الاختلاط،( 15) فكذلك الاختلاط ينهى عنه، لأنه وسيلة إلى ما لا تُحمد عُقباه من التمتع بالنظر والسعي إلى ما هو أسوأ منه (16 )، وهذا واقع من المضيفات.
3- قوله تعالى: ( وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ ) ( 17) .
وجه الدلالة:
أنه تعالى منع النساء من الضرب بالأرجل وإن كان جائزاً في نفسه ، لئلا يكون سبباً إلى سمع الرجال صوت الخلخال، فيثير ذلك دواعي الشهوة منهم إليهن، وكذلك الاختلاط يمنع لِمَا يؤدي إليه من الفساد.
قال ابن القيم ــ رحمه الله ـــ : (ولا ريب أن تمكين النساء من اختلاطهن بالرجال أصل كل بلية وشر، وهو من أعظم أسباب نزول العقوبات العامة، كما أنه من أسباب فساد أمور العامة والخاصة)( 18).
4- أنه أمرهن بالقرار في بيوتهن، قال تعالى : ( وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى ) (19 ) .
وجه الدلالة:
أن الله تعالى أمر أزواج رسول الله e الطاهرات المطهرات الطيبات بلزوم بيوتهن( 20)، وهذا الخطاب عام لغيرهن من نساء المسلمين ، لِمَا تقرر في علم الأصول أن خطاب المواجهة ( 21)يعم إلا ما دل الدليل على تخصيصه، وليس هناك دليل يدل على الخصوص، فإذا كن مأمورات بلزوم البيوت إلا إذا اقتضت الضرورة خروجهن ، فكيف بالاختلاط بين المضيفات والرجال؟!
وأما الأدلة من السنة على تحريم الاختلاط ــ ومنه اختلاط المضيفة بالرجال ــ فهي كما يلي :
1- عن أم حميد ( 22) امرأة أبي حميد الساعدي – رضي الله عنهما – ، أنها جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فقالت : يا رسول الله! إني أحب الصلاة معك. قال: ((قد علمت أنكِ تحبين الصلاة معي، وصلاتك في بيتك خير من صلاتك في حجرتك، وصلاتك في حجرتك خير من صلاتك في دارك، وصلاتك في دارك خير من صلاتك في مسجد قومك، وصلاتك في مسجد قومك خير من صلاتك في مسجدي))( 23) .
2ـــ وفي رواية : ((إن أحب صلاة المرأة إلى الله في أشد مكان من بيتها ظلمة))( 24) .
وبمعنى هذين الحديثين عدة أحاديث تدل على أن صلاة المرأة في بيتها أفضل من صلاتها في المسجد.
وجه الدلالة:
أنه إذا شرع في حقها أن تصلي في بيتها ، وأنه أفضل حتى من الصلاة في مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم ومعه ( 25)، فلئن يمنع الاختلاط في الطائرة ونحوها من المضيفات من باب أولى.
3- عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((ما تركت بعدي فتنة هي أضر على الرجال من النساء))( 26) .
وجه الدلالة:
أنه وصفهن بأنهن فتنة، فكيف يجمع بين الفاتن والمفتون؟وهذا ما يحدث في الاختلاط بين المضيفات والمضيفين وغيرهم.
4- عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((إن الدنيا حلوة خضرة، وإن الله مستخلفكم فيها ، فناظر كيف تعملون، فاتقوا الدنيا واتقوا النساء ، فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء))(27 ) .
وجه الدلالة:
أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر باتقاء النساء، وهو يقتضي الوجوب، فكيف يحصل الامتثال مع اختلاط المضيفات بالرجال.
وغير ذلك من الأدلة التي حذر فيها الشارع من سلوك ذرائع الشر، وأمر بالابتعاد عن مواضع الفتنة.
قال ابن القيم ــ رحمه الله ــ : (واختلاط الرجال بالنساء سبب لكثرة الفواحش والزنا، وهو من أسباب الموت العام، والطواعين المتصلة)( 28) .
وقد أحسنت الخطوط الجوية السعودية حيث جعلت طاقمها الأرضي في جميع المطارات من الرجال، إضافة إلى جميع الطيارين ومساعديهم.
وعليه فبإمكانها تحقيق ذلك على مستوى الضيافة والخدمة أيضاً ، لأن عمل المرأة مضيفة ليس فيه منكر واحد بل مجموعة منكرات ( 29)، فالسفر بدون محرم، ونزع الحجاب، والاختلاط، والمسلمة التي تخشى عذاب ربها وترجو رحمته تنأى بنفسها عن هذا العمل بلا تردد، لأن منهجها في الحياة أن إصلاح دنياها لا يكون أبداً بإفساد آخرتها.
بقلم د/ فايز بن عبدالكريم الفايز .
-------------------------------
( ) بشرط أن لا يقدم من المشروبات والمأكولات ما حرم ،ولا يختلط بالنساء من المضيفات.
(2) ينظر: جريدة الرياض، السبت (1) ذي القعدة 1426هـ، ديسمبر 2005 م العدد (13676).
(3) سورة الأحزاب، الآية: (59).
(4) أخرجه البخاري في كتاب الصلاة، أبواب الصلاة في الثياب (1/139)، ومسلم في كتاب صلاة العيدين، باب ذكر إباحة خروج النساء في العيدين إلى المصلى وشهود الخطبة مفارقات للرجال (2/606).
(5) أخرجه البخاري في أبواب تقصير الصلاة ، باب في كم يقصر الصلاة وسمى النبي ^ يوماً وليلة سفراً 1/368 ، ومسلم في كتاب الحج ، باب سفر المرأة مع محرم إلى حج وغيره 2/ 977 .
(6) أخرجه البخاري في كتاب الحج ، باب الصوم يوم النحر 2/ 702 ، ومسلم في كتاب الحج ، باب سفر المرأة مع محرم إلى حج وغيره 2/ 975 .
(7) أخرجه البخاري في أبواب تقصير الصلاة ، باب في كم يقصر الصلاة وسمى النبي ^ يوما وليلة 1/ 368 ومسلم في كتاب الحج ، باب سفر المرأة مع محرم إلى حج وغيره 2/ 975 .
(
قال النووي : (لا يجوز في التطوع وسفر التجارة والزيارة ونحوهما إلا بمحرم). المجموع (8/249).
(9) شرح صحيح مسلم للنووي (9/103)، وأما من أفتى بجواز سفر المرأة مع جماعة من النساء للحج الواجب فهذا فيه خلاف سبق بيانه .
(10) مقال في جريدة الرياض، العدد (13676)، السبت (1) ذي القعدة 1426هـ.
(1 ) سورة يوسف ، الآية : (23).
(2 ) ينظر : تفسير الطبري 12/189 ، تفسير القرطبي 9/210 ، أضواء البيان 2/213 .
(3 ) سورة يوسف، الآية: (34).
(4 ) سورة النور، الآية: (30، 31).
(5 ) الإحصائيات الواقعة في كل البلاد التي فهيا الاختلاط ناطقة بل صارخة بخطر الاختلاط على الدنيا والدين، لخصها العلامة: أحمد وفيق باشا العثماني، الذي كان سريع الخاطر، حاضر الجواب عندما سأله بعض من رجال السياسة في أوربا، في مجلس بإحدى تلك العواصم قائلاً: (لماذا تبقى نساء الشرق محتجبات في بيوتهن مدى حياتهن، من غير أن يخالطن الرجال، ويغشين مجامعهن؟).. فأجابه في الحال قائلاً: (لأنهم لا يرغبن أن يلدن من غير أزواجهن) وكان هذا الجواب كصب ماء بارد على رأس هذا السائل، فسكت على مضض كأنه ألقم الحجر. ينظر: الفتن للبيانوني ص214، وصيحة تحذير ونذير، محمد المقدم ص13.
(6 ) ينظر : المبسوط 10/ 147 ، إعانة الطالبين للدمياطي 3/258 ، غاية البيان شرح زبد ابن رسلان 1/247 المغني 7/81 ، أضواء البيان 3/28 .
(7 ) سورة النور، الآية: (31).
(8 ) الطرق الحكمية في السياسة الشرعية ص281.
(9 ) سورة الأحزاب، الآية: (33).
(20) ينظر: بدائع الصنائع 1/275 ، كشاف القناع 6/428 ، حاشية الدسوقي 1/376 ، المبدع 9/300.
( 2) ينظر: اللمع في أصول الفقه للشيرازي 1/22، إرشاد الفحول للشوكاني 1/222، المعتمد لمحمد البصيري 2/ 225.
(22) هي بنت عبدالله بن سويد الأنصاري ، وجاء عنها أنها أمرت فبني لها مسجد في أقصى شيء من بيتها وأظلمه فكانت تصلي فيه حتى لقيت الله تعالى. قال المنذري أم حميد لم يعرف لها اسم انتهى ينظر: الإصابة 4/427، الاستيعاب 4/428 ، عون المعبود 14/ 9 .
(23) أخرجه ابن حبان في صحيحه 5/595 ، و ابن خزيمة في صحيحه 3/95، وأحمد في مسند ه 6/371 .
(24) أخرجه ابن خزيمة عن عبدالله بن مسعود في جماع أبواب صلاة النساء في الجماعة، باب اختيار صلاة المرأة في أشد مكان من بيتها ظلمة (3/95).
(25) فتح القدير 3/182.
(26) أخرجه البخاري في كتاب النكاح، باب ما يتقى من شؤم المرأة (5/1959)، ومسلم في كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار، باب أكثر أهل الجنة الفقراء، وأكثر أهل النار النساء، وبيان الفتنة بالنساء (4/2097).
(26) الإنصاف للمرداوي 2/243 .
(27) أخرجه مسلم في كتاب الذكر والدعاء والتوبة، باب أكثر أهل الجنة الفقراء وأكثر أهل النار النساء وبيان الفتنة بالنساء (4/2098).
(28) الطرق الحكمية في السياسة الشرعية ص281.
(29) وقد صدر من اللجنة الدائمة ما نصه
عملها في الخطوط الجوية كمضيفة يستلزم سفرها بلا زوج ولا محرم كما يشهد له الواقع، ومع ذلك يعرضها للاحتكاك بالرجال، ورؤيتهم منها ما لا يحل لهم، وكل ذلك محرم.) رقم الفتوى (8259) (17/ 239) برئاسة عبدالعزيز بن باز ونائبه عبدالرزاق عفيفي، عبدالله بن قعود عضو، عبدالله بن غديان عضو.
حكم قيام المرأة بالضيافة
في الطائرة
الضيافة في الطائرة لابد منها ، بل هي في غاية الأهمية، لذا أخذت الخطوط الجوية على عاتقها وجود المضيفين في كل رحلة ، لاسيما طائرات الركاب ، ولا خلاف في جواز عمل الرجل في ذلك (1).
وتسعى الدولة السعودية برمتها لموضوع السعودة وحل مشكلة البطالة، ويعمل في الخطوط الجوية قرابة (1500) مضيفة، متوسط راتب المضيفة (3000) ريال تقريباً، وتضاف لها البدلات وخارج الدوام، وتصل جميع المستحقات لما يقارب (5000) ريال في نهاية الشهر، أما المشرفات فيتقاضين راتباً أعلى من ذلك، إضافة إلى ذلك تكاليف النقل والإعاشة والسكن، علماً أن ما تقوم به المضيفة برع فيه شبابنا الصاعد، ولك أن تلاحظ ذلك على متن أي رحلة وتوظيف الرجال دون النساء فيه نفع متعدي يصل إلى أربعة أضعاف العدد وذلك لأن الرجل هو المطالب بالنفقة وكم سيعول ؟. (2 )، أما المرأة وعملها في الضيافة فيشترط الآتي :
أولا : أن تكون محجبة .
ثانياً: أن يسافر معها محرمها.
ثالثاً: أن لا تختلط بالرجال من المضيفين ونحوهم.
في الإمكان العقلي يمكن ولو حصل لجاز، ولكن الواقع خلاف ذلك ، وعليه فلو نظرنا إلى واقع المضيفات لتبين لنا ما يلي:
1- أنهن لا يلتزمن الحجاب الشرعي الكامل ، فضلاً عن من يظهرن العورات، ويكن فتنة وأي فتنة ؟
وإن كان الوضع في بعض الخطوط أقل شراً وفتنة ، ولكن المخالفة موجودة، فموطن الفتنة ومجمع الجمال في الوجه، وعليه فيجب على المضيفة تغطية الوجه ، لقوله تعالى:
( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا) (3 ) ، ولَمّا اعتذر بعض النساء عن الخروج لصلاة العيـد بسبب عدم وجـود الجلبـاب، لم يرخـص لهن رسـول الله النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم في تــرك الجلبـاب أو الاكتفـاء
بوضع الخمار، بل أمر به فقال: ((لتلبسها صاحبتها من جلبابها))( 4) .
ثانياً: أن يسافر معها محرمها وهذا متعذر، إلا أن يكون المضيف زوجها، وهذا قد يحصل، وإن حصل هل يمكن أن تكون الرحلة مع بعضهما البعض ، وهل تلتزم الشركة في تسييرهما مع بعض ؟ فيه نظر ! ولكن الواقع أن المضيفات يسافرن بلا محرم، ويداومن على ذلك وقد جاءت الأحاديث الصحيحة تمنع سفر المرأة بدون محرم ، منها مايلي :
1ــ ما ورد عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تسافر المرأة ثلاثة أيام إلا ومعها ذو محرم))( 5)
2- وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم: ((نهى أن تسافر المرأة مسيرة يومين أو ليلتين إلا ومعها زوجها ، أو ذو محرم )) ( 6) .
3- وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ((لا يحل لامرأة تسافر مسيرة يوم وليلة إلا مع ذي محرم عليها))( 7) .
وجه الدلالة:
نهي المرأة عـن الســفر في كــل ما يسمـى سفــراً ، والتقــدير في الأحـاديـث ليـس على ظاهره (8 ) .
قال النووي ــ رحمه الله ــ : (فالحاصل أن كل ما يسمى سفراً تُنهى عنه المرأة بغير زوج أو محرم ، سواء كان ثلاثة أيام أو يومين أو يوم أو بريداً أو غير ذلك ، لرواية ابن عباس المطلقة ، وهي آخر روايات مسلم السابقة: ( لا تسافر امرأة إلا مع ذي محرم ) ، وهذا يتناول جميع ما يسمى سفراً)( 9).
ثالثاً: أن لا تختلط بالرجال من المضيفين ونحوهم ، وهذا غير ممكن.
وقد يقال: إن وجود المضيفة ضروري لخدمة النساء المسافرات.
ويمكن أن يعترض عليه :
بأن هذا مردود ، لأن الواقع أن مهام المضيفين والمضيفات يتم تقسيمها وتوزيعها فيما بينهم من قبل مشرف الرحلة قبل صعود الركاب للطائرة، كل واحد منهم مسؤول عن منطقة معينة ، ويقوم بخدمة جميع ركاب المنطقة المخصصة لـه ، سواء كانوا رجالاً
أو نساء ، بمحرم أو بغير محرم ( 10) .
وطاقم الضيافة بالطائرة أحياناً يكون مختلطا بين مضيفين ومضيفات، وأحياناً جميعهم رجال ، وأحياناً يكن جميعهن نساء، علماً بأن الركاب مختلطون بين نساء ورجال، فليس من الضروري البتة وجود مضيفة في الطائرة ، حتى لو وجدت النساء ضمن الركاب.
وعمل المرأة مضيفة يقتضي كثرة الاختلاط بالرجال العاملين، ومرافقتهم الوقت الكثير، فربما تحولت العلاقة بينها وبين المضيفين جراء ذلك إلى علاقة صداقة، تفتح أبواباً من الشر والفساد.
والله سبحانه جَبَلَ الرجال على القوة والميل إلى النساء، وجبل النساء على الميل إلى الرجال مع وجود ضعف ولين، فإذا حصل الاختلاط نشأ عنه آثار تؤدي إلى حصول الغرض السيئ، لأن النفس أمّارة بالسوء، والهوى يعمي ويصم، والشيطان يأمر بالفحشاء، وعليه فإن اختلاط المرأة بالرجل محرم ، والأدلة على ذلك ما يلي:
1- قوله تعالى: ( وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ )
( 11) .
وجه الدلالة:
أنه لما حصل اختلاط بين امرأة عزيز مصر وبين يوسف عليه السلام ظهر منها ما كان كامناً ، فطلبت منه أن يوافقها، ولكن أدركه الله برحمته فعصمه منها، ( 12)( فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ) ( 13) ، وكذلك إذا حصل اختلاط بالنساء، اختار كل من النوعين من يهواه من النوع الآخر، وبذل بعد ذلك الوسائل للحصول عليه.
2- قوله تعالى: ( قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ (30) وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ ) ( 14) .
وجه الدلالة من الآيتين :
أنه أمر المؤمنين والمؤمنات بغض البصر، والأمر يقتضي الوجوب، ثم بيّن أن هذا أزكى وأطهر، وما أمر الله بغض البصر إلاّ لأن النظر إلى من يحرم النظر إليهن زنا، وإنما كان زنا لأنه تمتع بالنظر إلى محاسن المرأة، ومؤدّ إلى دخولها في قلب ناظرها، فتعلق في قلبه، فيسعى إلى إيقاع الفاحشة بها، فإذا نهى الشارع عن النظر إليهن، لِمَا يؤدي إليه من المفسدة وهو حاصل في الاختلاط،( 15) فكذلك الاختلاط ينهى عنه، لأنه وسيلة إلى ما لا تُحمد عُقباه من التمتع بالنظر والسعي إلى ما هو أسوأ منه (16 )، وهذا واقع من المضيفات.
3- قوله تعالى: ( وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ ) ( 17) .
وجه الدلالة:
أنه تعالى منع النساء من الضرب بالأرجل وإن كان جائزاً في نفسه ، لئلا يكون سبباً إلى سمع الرجال صوت الخلخال، فيثير ذلك دواعي الشهوة منهم إليهن، وكذلك الاختلاط يمنع لِمَا يؤدي إليه من الفساد.
قال ابن القيم ــ رحمه الله ـــ : (ولا ريب أن تمكين النساء من اختلاطهن بالرجال أصل كل بلية وشر، وهو من أعظم أسباب نزول العقوبات العامة، كما أنه من أسباب فساد أمور العامة والخاصة)( 18).
4- أنه أمرهن بالقرار في بيوتهن، قال تعالى : ( وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى ) (19 ) .
وجه الدلالة:
أن الله تعالى أمر أزواج رسول الله e الطاهرات المطهرات الطيبات بلزوم بيوتهن( 20)، وهذا الخطاب عام لغيرهن من نساء المسلمين ، لِمَا تقرر في علم الأصول أن خطاب المواجهة ( 21)يعم إلا ما دل الدليل على تخصيصه، وليس هناك دليل يدل على الخصوص، فإذا كن مأمورات بلزوم البيوت إلا إذا اقتضت الضرورة خروجهن ، فكيف بالاختلاط بين المضيفات والرجال؟!
وأما الأدلة من السنة على تحريم الاختلاط ــ ومنه اختلاط المضيفة بالرجال ــ فهي كما يلي :
1- عن أم حميد ( 22) امرأة أبي حميد الساعدي – رضي الله عنهما – ، أنها جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فقالت : يا رسول الله! إني أحب الصلاة معك. قال: ((قد علمت أنكِ تحبين الصلاة معي، وصلاتك في بيتك خير من صلاتك في حجرتك، وصلاتك في حجرتك خير من صلاتك في دارك، وصلاتك في دارك خير من صلاتك في مسجد قومك، وصلاتك في مسجد قومك خير من صلاتك في مسجدي))( 23) .
2ـــ وفي رواية : ((إن أحب صلاة المرأة إلى الله في أشد مكان من بيتها ظلمة))( 24) .
وبمعنى هذين الحديثين عدة أحاديث تدل على أن صلاة المرأة في بيتها أفضل من صلاتها في المسجد.
وجه الدلالة:
أنه إذا شرع في حقها أن تصلي في بيتها ، وأنه أفضل حتى من الصلاة في مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم ومعه ( 25)، فلئن يمنع الاختلاط في الطائرة ونحوها من المضيفات من باب أولى.
3- عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((ما تركت بعدي فتنة هي أضر على الرجال من النساء))( 26) .
وجه الدلالة:
أنه وصفهن بأنهن فتنة، فكيف يجمع بين الفاتن والمفتون؟وهذا ما يحدث في الاختلاط بين المضيفات والمضيفين وغيرهم.
4- عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((إن الدنيا حلوة خضرة، وإن الله مستخلفكم فيها ، فناظر كيف تعملون، فاتقوا الدنيا واتقوا النساء ، فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء))(27 ) .
وجه الدلالة:
أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر باتقاء النساء، وهو يقتضي الوجوب، فكيف يحصل الامتثال مع اختلاط المضيفات بالرجال.
وغير ذلك من الأدلة التي حذر فيها الشارع من سلوك ذرائع الشر، وأمر بالابتعاد عن مواضع الفتنة.
قال ابن القيم ــ رحمه الله ــ : (واختلاط الرجال بالنساء سبب لكثرة الفواحش والزنا، وهو من أسباب الموت العام، والطواعين المتصلة)( 28) .
وقد أحسنت الخطوط الجوية السعودية حيث جعلت طاقمها الأرضي في جميع المطارات من الرجال، إضافة إلى جميع الطيارين ومساعديهم.
وعليه فبإمكانها تحقيق ذلك على مستوى الضيافة والخدمة أيضاً ، لأن عمل المرأة مضيفة ليس فيه منكر واحد بل مجموعة منكرات ( 29)، فالسفر بدون محرم، ونزع الحجاب، والاختلاط، والمسلمة التي تخشى عذاب ربها وترجو رحمته تنأى بنفسها عن هذا العمل بلا تردد، لأن منهجها في الحياة أن إصلاح دنياها لا يكون أبداً بإفساد آخرتها.
بقلم د/ فايز بن عبدالكريم الفايز .
-------------------------------
( ) بشرط أن لا يقدم من المشروبات والمأكولات ما حرم ،ولا يختلط بالنساء من المضيفات.
(2) ينظر: جريدة الرياض، السبت (1) ذي القعدة 1426هـ، ديسمبر 2005 م العدد (13676).
(3) سورة الأحزاب، الآية: (59).
(4) أخرجه البخاري في كتاب الصلاة، أبواب الصلاة في الثياب (1/139)، ومسلم في كتاب صلاة العيدين، باب ذكر إباحة خروج النساء في العيدين إلى المصلى وشهود الخطبة مفارقات للرجال (2/606).
(5) أخرجه البخاري في أبواب تقصير الصلاة ، باب في كم يقصر الصلاة وسمى النبي ^ يوماً وليلة سفراً 1/368 ، ومسلم في كتاب الحج ، باب سفر المرأة مع محرم إلى حج وغيره 2/ 977 .
(6) أخرجه البخاري في كتاب الحج ، باب الصوم يوم النحر 2/ 702 ، ومسلم في كتاب الحج ، باب سفر المرأة مع محرم إلى حج وغيره 2/ 975 .
(7) أخرجه البخاري في أبواب تقصير الصلاة ، باب في كم يقصر الصلاة وسمى النبي ^ يوما وليلة 1/ 368 ومسلم في كتاب الحج ، باب سفر المرأة مع محرم إلى حج وغيره 2/ 975 .
(
قال النووي : (لا يجوز في التطوع وسفر التجارة والزيارة ونحوهما إلا بمحرم). المجموع (8/249).
(9) شرح صحيح مسلم للنووي (9/103)، وأما من أفتى بجواز سفر المرأة مع جماعة من النساء للحج الواجب فهذا فيه خلاف سبق بيانه .
(10) مقال في جريدة الرياض، العدد (13676)، السبت (1) ذي القعدة 1426هـ.
(1 ) سورة يوسف ، الآية : (23).
(2 ) ينظر : تفسير الطبري 12/189 ، تفسير القرطبي 9/210 ، أضواء البيان 2/213 .
(3 ) سورة يوسف، الآية: (34).
(4 ) سورة النور، الآية: (30، 31).
(5 ) الإحصائيات الواقعة في كل البلاد التي فهيا الاختلاط ناطقة بل صارخة بخطر الاختلاط على الدنيا والدين، لخصها العلامة: أحمد وفيق باشا العثماني، الذي كان سريع الخاطر، حاضر الجواب عندما سأله بعض من رجال السياسة في أوربا، في مجلس بإحدى تلك العواصم قائلاً: (لماذا تبقى نساء الشرق محتجبات في بيوتهن مدى حياتهن، من غير أن يخالطن الرجال، ويغشين مجامعهن؟).. فأجابه في الحال قائلاً: (لأنهم لا يرغبن أن يلدن من غير أزواجهن) وكان هذا الجواب كصب ماء بارد على رأس هذا السائل، فسكت على مضض كأنه ألقم الحجر. ينظر: الفتن للبيانوني ص214، وصيحة تحذير ونذير، محمد المقدم ص13.
(6 ) ينظر : المبسوط 10/ 147 ، إعانة الطالبين للدمياطي 3/258 ، غاية البيان شرح زبد ابن رسلان 1/247 المغني 7/81 ، أضواء البيان 3/28 .
(7 ) سورة النور، الآية: (31).
(8 ) الطرق الحكمية في السياسة الشرعية ص281.
(9 ) سورة الأحزاب، الآية: (33).
(20) ينظر: بدائع الصنائع 1/275 ، كشاف القناع 6/428 ، حاشية الدسوقي 1/376 ، المبدع 9/300.
( 2) ينظر: اللمع في أصول الفقه للشيرازي 1/22، إرشاد الفحول للشوكاني 1/222، المعتمد لمحمد البصيري 2/ 225.
(22) هي بنت عبدالله بن سويد الأنصاري ، وجاء عنها أنها أمرت فبني لها مسجد في أقصى شيء من بيتها وأظلمه فكانت تصلي فيه حتى لقيت الله تعالى. قال المنذري أم حميد لم يعرف لها اسم انتهى ينظر: الإصابة 4/427، الاستيعاب 4/428 ، عون المعبود 14/ 9 .
(23) أخرجه ابن حبان في صحيحه 5/595 ، و ابن خزيمة في صحيحه 3/95، وأحمد في مسند ه 6/371 .
(24) أخرجه ابن خزيمة عن عبدالله بن مسعود في جماع أبواب صلاة النساء في الجماعة، باب اختيار صلاة المرأة في أشد مكان من بيتها ظلمة (3/95).
(25) فتح القدير 3/182.
(26) أخرجه البخاري في كتاب النكاح، باب ما يتقى من شؤم المرأة (5/1959)، ومسلم في كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار، باب أكثر أهل الجنة الفقراء، وأكثر أهل النار النساء، وبيان الفتنة بالنساء (4/2097).
(26) الإنصاف للمرداوي 2/243 .
(27) أخرجه مسلم في كتاب الذكر والدعاء والتوبة، باب أكثر أهل الجنة الفقراء وأكثر أهل النار النساء وبيان الفتنة بالنساء (4/2098).
(28) الطرق الحكمية في السياسة الشرعية ص281.
(29) وقد صدر من اللجنة الدائمة ما نصه
عملها في الخطوط الجوية كمضيفة يستلزم سفرها بلا زوج ولا محرم كما يشهد له الواقع، ومع ذلك يعرضها للاحتكاك بالرجال، ورؤيتهم منها ما لا يحل لهم، وكل ذلك محرم.) رقم الفتوى (8259) (17/ 239) برئاسة عبدالعزيز بن باز ونائبه عبدالرزاق عفيفي، عبدالله بن قعود عضو، عبدالله بن غديان عضو.