وما كان ربك نسياً"..
بالطبع احبتى فى الله ما كان ربنا جل وعلا اسمه نسيا فهو الذى يعلم خائنة الأعين وما تسقط من ورقة الا يعلمها فهل تأخر الله تعالى علينا فى النصرة ؟ أعوذ بالله من قولى هذا
فأين المشكلة ؟
- اليقين
اليقين فى قلوبكم لا تدعوه يرحل انه صدق حالكم مع الله تعالى فباليقين تحدث والله المعجزات
باليقين يغير الله نواميس الكون لعباده الصادقين ولننظر فى تاريخنا لنرى كيف ولمن تغيرت نواميس الكون :
سيدنا إبراهيم
النار : من طبعها الاحراق وهذا ما كان من الكفرة معتقد
يقول تعالى :
"َقالُوا حَرِّقُوهُ وَانصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ * قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ "
فيبطل مفعول النار ،ليخرج سيدنا ابراهيم وحين يسال عن ايامه الثلاث داخل النار يجيب : كانت اجمل ثلاث ايام قضيتها بعمرى
كانت لدى سيدنا ابراهيم تلك القوة الايمانية ليكون على يقين بأن الله تعالى لن يخذله ولن يدعه بين ايدى الكفرة
السكين : وبعد قليل يبطل مفعول السكين التى وضعت على رقبه إسماعيل ولده ، ويحاول سيدنا إبراهيم أن يذبح إسماعيل فعلا ، بتحريك السكين على رقبته فيظن إسماعيل أن أباه لا يحرك السكين فيقول له : يا أبت شد عليه لكن السكين لا تذبح .
"فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ "
من قال للنار لا تحرقى . هو الذى قال للسكين لا تذبحى ، هو الذى قال للحوت لا تقتل يونس وأفتح فمك ليدخل يونس إلى أجل معدود وعندما آمرك : اقذف يونس إلى شاطئ البحر ، تقذفه .
فتخيل معى وحيد ببطن الحوت بقلب بحر لجى متلاطم الأمواج ظلمات فوق بعضها فكيف كان يقينك يا نبى الله لتنادى الله وحيد فى خلوتك تلك وتقول
"وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ "
وحين اخرجه الله تعالى من بطن الحوت من عليه وامر اليقطين الذى هو عبد من عباده ان ينمو عليه ليحميه من حر الصحراء وشمسها نبتة فى صحراء قاحلة تنمو بهدف انقاذ سيدنا سونس فانه اليقين
اليقين الذى ملأ سيدنا موسى حتى يضرب الصخر بأمر من الله فتنفجر منه الماء
"َوإِذِ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِب بِّعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْناً قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَّشْرَبَهُمْ كُلُواْ وَاشْرَبُواْ مِن رِّزْقِ اللَّهِ وَلاَ تَعْثَوْاْ فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ"
من الذى ايقنه ان البحر له طريق يبس سيكون
"وَلَقَدْ أَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقًا فِي الْبَحْرِ يَبَسًا لَّا تَخَافُ دَرَكًا وَلَا تَخْشَى" "َأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ"
كيف ايقن موسى عليه السلام واتباعه ان البحر لن يعود كما كان ليطبق عليهم فهم مغرقون
انه اليقين بالله تعالى الذى شتت كل شك اخر يتغير كل شئ إلى أن يعبر موسى البحر ، فيحاول موسى أن يضرب بعصاه البحر مرة أخرى حتى لا يعبر وراءه فرعون وجنوده فلا يلتئم البحر "وَاتْرُكْ الْبَحْرَ رَهْوًا إِنَّهُمْ جُندٌ مُّغْرَقُونَ " أى أترك البحر كما هو ، لأن هناك مهمة أخرى لانشقاقه غير عبورك إياه " إنهم جند مغرقون " فيدخل فرعون وجنوده البحر وراء موسى ، فيبتلعه البحر . فسبحان الذى يدبر الأمر من السماء إلى الأرض .
نبى الله يوشع الذى اتى بعد موسى عليه السلام امره الله تعالى ان يفتح بيت المقدس ليحرره من الكافرين بالله تعالى وانجز فى القتال وكان النصر على الابواب واوشك المؤمنون وقتئذ من اليهود دخول القدس الا ان الشمس على وشك المغيب بانقضاء يوم الجمعة ودخول يوم السبت وهو عطله يهوديه لا يجوز لهم العمل حتى القتال لا يجوز فاذا توقفوا عن القتال عادوا مهزومين على ايدى الكافرين الا ان يقين نبى الله يوشع بنصر الله تعالى له جعل نواميس الكون تتغير فتثبت الشمس مكانها ويجمد الوقت الى ان يدخل القدس منتصرا فيمضى اليوم بنصرهم هذا يقين ايضا من الله
وللنبى الأكرم خاتم الأنبياء والمرسلين اللهم صلى وسلم وبارك عليه تغيرت نواميس الكون من يوم ولادته ونذكر جفاف بحيرة طبرية فى بضع ساعات او اقل
ونذكر يوم هجرته صلى الله عليه وسلم حين اختبأ وصاحبه ابا بكر فى الغار فنامت اليمامتين ونسجت العنكبوت شباكها فى لحظات اليس هذا تغيرا لنواميس الكون واساساته
وكيف سرى به صلى الله عليه وسلم وعرج الى السماء فى لحظات بل يكاد الوقت يكون قد توقف ليسرى به الى فلسطين الحبيبة بيت المقدس ثم يعرج به الى السماوات السبع ويكشف له الحجاب ليرى الله تعالى
وفى غزوة بدر حين راح النبى صلى الله عليه وسلم يحمل حفنات التراب ويلقيها لتحملها الرياح وهو بعيد كل البعد عن مواقع الكفار ويقول شاهت الوجوه فما من رجل من المشركين الا دخلت فى عينيه التراب
فمن اين جاء للنبى صلى الله عليه وسلم هذا اليقين بان التراب محمول اليهم
وليس على يدى الأنبياء فقط بل نرى ان الله تعالى فى غزوة الخندق حين كان الموؤمنين ما يقرب من 3000 مؤمن واليهود والكفار اكثر من 10000 الا ان المؤمنين على يقين بنصر الله تعالى لهم فلما علم الله بصدق قلوبهم ويقينهم الثابت نصرهم على اعدائهم بغير قتال فسلط على اليهود والكفار الرياح العاتية التى اقتلعت خيامهم وشتت شملهم وعادوا الى مخابئهم مقهورين
ابو الدرداء الصحابى الجليل جاءه رجل يقول يا أبا الدرداء أدرك بيتك إنه يحترق
قال له : ما أحترق
فقال : والله الذى لا إله إلا هو رأيته يحترق .
قال : ما احترق . إرجع لن تجده قد احترق فرجع يقول له : كيف علمت أن بيتك لم يحترق ؟ قال : علمنى رسول الله صلى الله عليه وسلم أقول دعاء فى الصباح وفى المساء . إذا قلته لا يصيبنى أى ضرر ، وأنا أقوله كل يوم وأصدق رسول الله
انه اليقين اخوتى النابع من الايمان الحق والصدق مع الله تعالى ومع النفس هذا هو الايمان الذى به يأتى النصر باذن الله تعالى
تتغير مع هؤلاء المنتصرين من اليهود مع نبى الله يوشع للمرة الثانية حين يأمرهم الله تعالى ان يدخلوا الباب سجدا ويقولوا حطة " َإِذْ قِيلَ لَهُمُ اسْكُنُواْ هَذِهِ الْقَرْيَةَ وَكُلُواْ مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ وَقُولُواْ حِطَّةٌ وَادْخُلُواْ الْبَابَ سُجَّدًا نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطِيئَاتِكُمْ سَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ *َبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنْهُمْ قَوْلاً غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِجْزًا مِّنَ السَّمَاء بِمَا كَانُواْ يَظْلِمُونَ"
لقد بدل اليهود كلام الله وجلسوا على مؤخراتهم ودخلوا البلدة زاحفين عليها وهو يرددون حنطة حنطة فلنكن على يقين انهم بدلوا وغيروا كلام الله لذلك فان الله اخذ بهم لا محالة
يقينى أن الله سيعز هذا الدين وسينصر هذه الأمة على أعدائها ، مهما حشدوا لنا جيوش .
فالنبى صلى الله عليه وسلم وهو الصادق الامين الذى ما ينطق عن الهوى يقول :
" ليبلغن هذا الدين ما بلغ الليل والنهار ".
يقينى أن الله سيغير واقع المسلمين . وهو قادر على نصرة المسلمين . قادر على إعادة المسجد الأقصى المطلوب منا فى هذه المرحلة :
زيادة اليقين فى قدرة الله .
وأختم معكم بتذكيركم بضع آيات من سورة الاسراء
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
"َوقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا * فَإِذَا جَاء وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُواْ خِلاَلَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولاً * ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا * إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْاْ تَتْبِيرًا * عَسَى رَبُّكُمْ أَن يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدتُّمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا * ِإنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا * وأَنَّ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا* وَيَدْعُ الإِنسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءهُ بِالْخَيْرِ وَكَانَ الإِنسَانُ عَجُولاً*"
صدق الله العظيم