بارك الله فيكم اختي في الله
soft
يقول الرسول الأكرم "صلي الله عليه وسلم": من نزلت به فاقة فأنزلها بالناس
لم تسد فاقته ومن نزلت به فاقة فأنزلها بالله فيوشك الله له برزق عاجل أو
آجل".
ولذلك سمع علي بن أبي طالب- رضي الله عنه وكرم الله وجهه- رجلاً يسأل الناس
يوم عرفه فقال منكراً عليه: أفي هذا اليوم وفي هذا المكان تسأل غير الله
ثم خفقه بالدرة" وفي الحديث: استغنوا بغني الله تعالي عن غيره قالوا: وما
هو؟ قال: غذاء يوم وعشاء ليلة "رواه أحمد باسناد حسن".
وذكر الامام أبو حامد الغزالي في كتابه "الاحياء" من الكلمات ما تحتاج إلي
وقفة ومراجعة وحسن تدبر فيقول: "الأمور السماوية غائبة عنا فلا ندري متي
ييسر الله تعالي أسباب الرزق فما علينا إلا تضريع المحل والانتظار لنزول
الرحمة وبلوغ الكتاب آجله كالذي يصلح الأرض وينقيها من الحشيش ويبث البذر
فيها وكل ذلك لا ينفعه إلا بمطر ولا يدري متي يقدر الله أسباب المطر إلا
أنه يثق بفضل الله تعالي ورحمته أنه لا يخلي سنة عن مطر".
ومن ثم ينبغي علي المسلم الصبر والاحتساب عند الله وحسن التوكل عليه مع
مراعاة الأخذ بالأسباب لأن الصبر والاحتساب لا ينتجا أثراً إلا إذا اتخذ
الإنسان لكل عمل يريد تحقيقه جميع الأسباب الموصلة إليه لأن الله تعالي قد
ربط الأسباب بمسبباتها.