بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يااخخواني واخواتي في الله
احذرووا محبطات الأعمال.. هذه بعض اهم المحبطات من السنه النبويه
العطره.. وجدتها في احد المنتديات فأحببت ان اضعها بين يديكم لكن يحذر
الجميع ..
من محبطات الأعمال في السنة النبوية :
المحبط الأول : التألّي على الله :
أيها الإخوة الكرام ، من محبطات الأعمال في السنة النبوية المطهرة التألّي
على الله ، أن تقول: فلان كافر ، فلان مشرك ، فلان لن يرحمه الله ، فلان لن
يغفر الله له ، من أنت ؟ أنت وصي على المسلمين ، لا نكفر بالتعيين ، هذا
منهج لك ، أن تقول : من قال كذا فقد كفر ، من فعل هذا فقد كفر، أما أن تنصب
نفسك وصياً على المسلمين ، فتحدد مصيرهم الأخروي ، هذا من شأن الله وحده ،
تقييم الأشخاص من شأن الله وحده .
سمع النبي صلى الله عليه وسلم ، وكان عند أحد أصحابه الذين توفاهم الله ،
واسمه أبا السائب، سمع امرأة تقول ، وكان من أصحاب النبي ، وخاض معه
الغزوات ، تقول : هنيئاً لك أبا السائب ، لقد أكرمك الله ، فقال عليه
الصلاة والسلام :
(( وما أدراك أن الله أكرمه ؟ قولي : أرجو الله أن يكرمه ، وأنا نبي مرسل لا أدري ما يفعل بي ولا بكم )) .
[السنن ]
أرجو رحمة الله ، ونحن جميعاً نرجو رحمة الله ، ونرجو أن نكون من أهل الجنة
، أما بالجزم وبالتحدي فهذا هو التألّي على الله ، ولقد ورد أن رجلاً قال :
(( والله لا يغفر الله لفلان ، وإن الله تعالى قال : من ذا الذي يتألى علي
ألا أغفر لفلان ، فإني قد غفرت لفلان ، وأحبطت عمل فلان )) .
[مسلم عن جندب بعبد الله البجلي ]
إذاً : أن تنصب نفسك وصياً ، وأن توزع ألقاب الكفر والشرك على الناس ،
وتعتقد أن الله لك وحدك، وأن الجنة لك وحدك ، وأن كل من خالفك خارج عن ملة
الإسلام ، فهذا الذي جعل الشقاق بين المسلمين ، وهذا الذي فتت جمعهم ، ومزق
وحدتهم ، هذا الذي أضعفهم ، حتى صار بأسهم بينهم .
وبالمناسبة أيها الإخوة ، نحن حينما نحدث في الدين ما ليس منه نتفرق ،
ونكون شيعاً وأحزاباً، ويصبح بأسنا بيننا ، وحينما نحذف من الدين ما علم
منه بالضرورة نضعف ، فبالزيادة نتقاتل ، وبالحذف نضعف.
السيدة عائشة قالت عن أختها : قصيرة ، قال عليه الصلاة والسلام :
(( لقد قلت كلمةً لو مزجت بمياه البحر لأفسدته )) .
[ الترمذي ، أبو داود عن عائشة ]
(( إن الرجل ليتكلم بالكلمة لا يلقي لها بالاً يهوي بها في جهنم سبعين خريفاً )) .
[ الترمذي عن أبي هريرة ]
يقول بعض العلماء : " كم من كلام منعني من أن أقوله حديث رسول الله ".
المؤمن الصادق وقاف عند أحكام الشريعة .
في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه يقول عليه الصلاة والسلام :
(( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت )) .
التألي على الله يحبط العمل .
المحبط الثاني : المنُّ والأذى :
قال تعالى :
[ سورة البقرة : 264]
يقول عليه الصلاة والسلام :
(( إياكم والمن بالمعروف فإنه يبطل الشكر ويمحو الأجر )) .
[ ورد في الأثر ]
حينما يمكنك الله أن تعمل عملاً صالحاً يجب أن تذوب شكراً لله عز وجل ، أن
مكنك من هذا العمل الصالح ، إذا أراد ربك إظهار فضله عليك خلق الفضل ونسبه
إليك ، كن موحداً وقد قال عليه الصلاة والسلام :
(( لا يدخل الجنة مدمن خمر ، ولا عاق لوالديه ، ولا منان )) .
[ الدارمي ]
يقول له : إن لحم كتفك من خيري ، لقد فضلت عليك ، لولاي لم تكن رجلاً ، هذا هو المن .
هناك قاعدة ذهبية : " إن فعلت خيراً فانسه كلياً ، وإن فعل معك خير فلا تنسه ما حييت " ، هذا الموقف الكامل .
سمع بعض العلماء رجلاً يقول لآخر : " أحسنت إليك ، وفعلت ، وفعلت ، فقال هذا العالم : اسكت ، فلا خير في المعروف إذا أحصي " .
لا تحملن من الآثام بأن يمنوا عليك منــة
واختر لنفسك حظها واصبر فإن الصبر جنة
منن الرجال على القلوب أشد من وقع الأسنة
إن فعلت هذا لوجه الله فلك عند الله مقام كبير ، لا تعبأ بشكر الناس ، ولا
بتقدير الناس ، افعل المعروف مع أهله ، ومع غير أهله ، فإن أصبت أهله أصبت
أهله ، وإن لم تصب أهله فأنت أهله .وقال القرطبي : " المن يقع غالباً من
البخيل والمعجب بنفسه ، فالبخيل تعظم في نفسه العطية ، وإن كانت حقيرة في
نفسها ، والمعجب بنفسه يحمله العجب على النظر لنفسه بعين العظمة ، وأنه
منعم بماله على المعطى " .
المحبط الثالث : الرياء :
أيها الإخوة ، شيء آخر من بنود هذه الخطبة : الرياء كالذي :
[ سورة البقرة : 264]
[ سورة فاطر : 10]
المراءون بأعمالهم يمكرون بالناس ، يوهمونهم أنهم في طاعة الله ، وهم بغضاء لله عز وجل ، يراءون بأعمالهم ، قال تعالى :
[ سورة البقرة : 14]
أيها الإخوة الكرام ، قال بعض المفسرين في قوله تعالى :
[ سورة الزمر : 47]
أي ظنوا أن أعمالهم التي قدموها في الدنيا أعمالاً صالحة ، ثم فوجئوا بأنها
مع المراءاة أصبحت أعمالاً سيئة ، لكن المرائي ـ دققوا ـ لا يستطيع أن
يخدع المؤمن ، وقد أوتي المؤمن بصيرة ، وأوتي فراسة ، ولا يستطيع أن يدجل ،
وأن يوهم إلا على غبي ، فمن ظن أن الناس أغبياء فهو أغباهم .
أيها الإخوة الكرام ، قيل في قوله تعالى :
[ سورة الزمر : 47]
كانوا يعملون أعمالاً كانوا يرونها في الدنيا حسنات ، بدت لهم يوم القيامة
سيئات ، قال الإمام علي رضي الله عنه : << من علامات المرائي يكسل
إذا كان وحده ، وينشط إذا كان في الناس، ويزيد عمله إذا أثني عليه ، وينقص
عمله إذا ذم به ، المرائي يريد أن يغلب قدر الله فيه، هو رجل سوء ، يريد أن
يقول الناس : هو صالح ، فكيف يقولون ، وقد حلّ من ربه محل الإزدراء ؟
تستطيع أن تخدع بعض الناس لكل الوقت ، وتستطيع أن تخدع كل الناس لبعض الوقت
، أما أن تخدع كل الناس كل الوقت فهذا مستحيل ، وألف ألف مستحيل ، بل أن
تخدع نفسك وربك ثانية واحدة ، هذا من سابع المستحيلات :
[ سورة القيامة ]
والله عز وجل لا تخفى عليه خافية ، علم ما كان ، وعلم ما يكون ، وعلم ما
سيكون ، وعلم ما لم يكن لو كان كيف كان يكون ، يقول قتادة : " إذا راءى
العبد يقول الله : انظروا إلى عبدي كيف يستهزئ بي .
وقال ابن القيم رحمه الله تعالى : " الرياء يفسد العمل ".
أيها الإخوة ، الرياء أحد محبطات العمل .
وللفضيل قول رائع : " ترك العمل من أجل الناس رياء ".
هذا شيء ، بالمقابل عمل صالح يمكن أن تتقرب به إلى الله ، عمل ينفع
المسلمين ، لا أفعله لئلا يقول الناس عني : إنني محسن ، هذا أيضاً من تلبيس
إبليس ، هذا أيضاً من مكر الشيطان ، يقول الفضيل : " ترك العمل من أجل
الناس رياء ، والعمل من أجل الناس شرك ".
تركه رياء ، وفعله شرك .
والإخلاص أن يعافيك الله منهما .
أيها الإخوة ، خطب النبي ذات يوم فقال :
(( أيها الناس اتقوا هذا الشرك فإنه أخفى من دبيب النمل ، فقال له بعض
أصحابه : وكيف نتقيه ، وهو أخفى من دبيب النمل يا رسول الله ؟ قال : قولوا :
اللهم إنا نعوذ بك من أن نشرك بك شيئاً نعلمه ، ونستغفرك لما لا نعلم )) .
[ أحمد عن أبي موسى الأشعري ]
المحبط الرابع : العجب :
أيها الإخوة ، من محبطات الأعمال العجب ، لو لم تذنبوا لخفت عليك ما هو
أكبر ، ما الذي هو أكبر من الذنب ؟ أن تعجب باستقامتك ، تتباهى بها ،
تستعلي بها على خلق الله ، وأن تظن أن هذه الاستقامة من صنع يدك ، وليست من
توفيق الله عز وجل ، الافتقار إلى الله معناه كما قال سيدنا يوسف :
[ سورة يوسف : 33]
أيها الإخوة ، الصحابة الكرامة نخبة الخلق ، أصحاب حبيب الله عز وجل هم على
علو مكانتهم يوم حنين حينما قالوا : لن نغلب من قلة لم ينتصروا .
[ سورة التوبة : 25]
دخل عبد الله بن المبارك إلى مسجده ، وقد غص بالمصلين ، فقال : يا رب ، لا تحجبني عنك بهم ، ولا تحجبهم عنك بي .
العجب شيء خطير جداً ، المعجب بنفسه منقطع عن الله ، مستغن عن الله ، العجب
أن ترى عندك شيئاً ليس عند أحد غيرك ، يقول بعض العلماء : لا أذاقك الله
طعم نفسك ، فإن ذقتها فلا تفلح .
سيدنا عمر وهو على المنبر جاءه خاطر ، ليس بينك وبين الله أحد ، فقال :
<< كنت عميراً ، كنت أرعى إبلاً على قرارير لبني مخزوم ـ لم يفهم
الصحابة الكرام ما علاقة هذا الكلام بخطبته ، فلما نزل سئل ، قال : جاءتني
نفسي فقالت لي : ليس بينك وبين الله أحد ، فأردت أن أعرفها قدرها >> .
العجب خطير ، والأقوياء والأغنياء والمتفوقون في العلم آفتهم العجب ، فإذا
أعجبوا انهاروا ، دخل النبي عليه الصلاة والسلام مكة فاتحاً مطأطئ الرأس ،
كادت ذؤابة عمامته تلامس عنق بعيره تواضعاً لله عز وجل .
قال بعض العلماء : "متى أعظ ولا أتعظ ، وأزجر ولا أنزجر ، أدل على الطريق
وأبقى مقيماً مع الحائرين ، إن هذا لهو البلاء المبين ، اللهم رغبني بما
خلقتني له ، ولا تشغلني بما تكفلت لي به " .
وقال الديلمي : "إن العجب يحبط عمل سبعين سنة " .
وبعض التابعين التقى بأربعين صحابياً ما منهم واحد إلا وهو يظن نفسه منافقاً لشدة خوفه من الله وتواضعه .
عملاق الإسلام سيدنا عمر يأتي حذيفة بن اليمان يقول له : < بربك اسمي مع المنافقين ؟ >>.
من علامة المؤمن التواضع ، وعنده قلق مقدس ، هذا القلق يخشى ألا يكون عند الله مرضياً .
ويقول عليه الصلاة والسلام :
(( شرار أمتي المعجب بدينه ، المرائي بعمله ، المخاصم بحجته )) .
[ ورد في الأثر ]
والرياء شرك هو أخفى من دبيب النملة السمراء ، على الصخرة الصماء ، في
الليلة الظلماء ، و أقله وأدناه أن تغضب من نصيحة صادقة ، أو أن ترضى على
معصية ظاهرة .
المحبط الخامس : الجرأة على المعاصي في الخلوات :
أيها الإخوة ، من محبطات الأعمال الجرأة على المعاصي في الخلوات .
عن ثوبان عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :
(( لأعلمن أقواماً من أمتي يأتون يوم القيامة بحسنات أمثال جبال تهامة
يجعلها الله هباءً منثوراً ، قال ثوبان : يا رسول الله ، صفهم لنا ؟ قال :
أما إنهم إخوانكم ، ومن جلدتكم ، ويأخذون من الليل كما تأخذون ، ولكنهم
أقوام إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها )) .
[ ابن ماجه]
لذلك قال بعض الصالحين من لم يكن له ورع يصده عن معصية الله إذا خلا لم يعبأ الله بشيء من عمله .
أيها الإخوة ، هذه الخطبة الثالثة عن محبطات الأعمال ، هذا العمل يلغي كل عمل صالح .
المحبط السادس : ظلم الناس والاعتداء عليهم قولاً وعملاً :
أيها الإخوة ، ومن المحبطات ظلم الناس والاعتداء عليهم قولاً وعملاً .
وقبل أن أنتقل إلى هذا البند يقول بعض الصالحين : " إن كان أهل الجنة في
مثل هذا النعيم إنهم لفي عيش طيب " ، أي أن المخلص ليس المعجب ، وليس
المشرك ، وليس المنان ، المخلص يجد حلاوة في قلبه لا توصف ، فهذا الصالح
يقول : " إن كان أهل الجنة في مثل هذا النعيم إنهم لفي عيش طيب ".
ويقول عالم آخر : " إذا لم تجد للعمل حلاوة في قلبك ، وانشراحاً فاتهمه ،
فإن الله تعالى شكور" ، يعني أنه لا بد من أن يثيب العامل على عمله في
الدينا حلاوة يجدها في قلبه ، وانشراحاً في صدره ، وهذا معنى قوله تعالى :
[ سورة محمد : 6]
أي ذاقوا طعمها بإخلاصهم ، أما المراءون والمعجبون والذين ينتهكون حرمات
الله في خلواتهم يستخفون من الناس ، ولا يستخفون من الله ، وهو معهم ، لذلك
كان من أدعية النبي صلى الله عليه وسلم : (( أسألك خشيتك في الغيب
والشهادة )) .
[ النسائي عن عمار بن ياسر ]
إذا ما خلوت الدهر يوماً فلا تقل خلوت ولكن قل علي رقيب
من أنواع الظلم :
1 – ظلم الأعراض :
أيها الإخوة ، البند السادس هو الظلم ، يقول عليه الصلاة والسلام :
(( من كانت له مظلمة لأحد من عرضه ، أو شيء فليتحلل منه اليوم قبل ألا يكون
دينار ولا درهم ، إن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته ، وإن لم تكن له
حسنات أخذ من سيئات صاحبه ، فحملت عليه )) .[ الترمذي عن أبي هريرة]
والحديث المشهور عن النبي صلى الله عليه وسلم :
(( أتَدْرُونَ مَنْ الْمُفْلِسُ ؟ قَالُوا : الْمُفْلِسُ فِينَا يَا
رَسُولَ اللَّهِ مَنْ لَا لَهُ دِرْهَمَ ، وَلَا دِينَارَ ، وَلَا مَتَاعَ ،
قَالَ : الْمُفْلِسُ مِنْ أُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَنْ يَأْتِي
بِصَلَاةٍ وَصِيَامٍ وَزَكَاةٍ ، وَيَأْتِي قَدْ شَتَمَ عِرْضَ هَذَا ،
وَقَذَفَ هَذَا ، وَأَكَلَ مَالَ هَذَا ، وَضَرَبَ هَذَا ، فَيُقْعَدُ
فَيَقْتَصُّ هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ ، وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ ، فَإِنْ
فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يُقْضَى مَا عَلَيْهِ أُخِذَ مِنْ
خَطَايَاهُمْ ، فَطُرِحَ عَلَيْهِ، ثُمَّ طُرِحَ فِي النَّارِ )) .
[ مسلم ، الترمذي ]
هذا هو المفلس ، قال تعالى :
[ سورة التوبة : 54]
شيء خطير أن يكون العمل سيئاً ، والعبادات تامةً .
2 – ظلم الأموال :
أيها الإخوة ، من أنواع الظلم أكل أموال اليتامى ظلماً ، قال تعالى :
[ سورة النساء : 10]
لذلك جاء التحذير :
[ سورة الأنعام : 152]
دع بينك وبينه هامش أمان ، لا تخلط مالك بماله ، من أنواع الظلم المماطلة
في أداء الحقوق ، مطل الغني ظلم ، وأن تظلم المرأة في حقها من صداقها
ونفقتها ، وكسوتها ، وأن يستأجر الإنسان أجيراً في عمل فلا يعطيه أجرته ،
يقول الله عز وجل :
(( ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة ، ومن كنت خصمه خصمته ، رجل أعطى بي ثم غدر
، ورجل باع حراً فأكل ثمنه ، ورجل استأجر أجيراً فاستوفى منه ، ولم يوفه
أجره )) .
[ البخاري عن أبي هريرة]
3 – الركون إلى الظَّلمة :
من أبواب الظلم الركون إلى الظلمة ومداهنتهم ، المؤمن يداري ، ولا يداهن
والمداراة بذل الدنيا من أجل الدين بينما المداهنة بذل الدين من أجل الدنيا
.
أيها الإخوة ، ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(( سيكون من بعدي أمراء يغشاهم غواش من الناس ، فمن صدقهم بكذبهم ، وأعانهم
على ظلمهم ، فأنا منه بريء ، وهو بريء مني ، ومن لم يصدقهم بكذبهم ، ولم
يعنهم على ظلمهم فأنا منه وهو مني )) .
[ ورد في الأثر ]
ولا تملؤوا أعينكم من أعوان الظلمة إلا بإنكار من قلوبكم لئلا تحبط أعمالم الصالحة .
المحبط السابع : الحسد :
أيها الإخوة ومن محبطات الأعمال الحسد ، الحسد أن تتمنى زوال النعمة عن
أخيك ، وأن تصير إليك ، هذا مستوى ، المستوى الأسوأ أن تتمنى زوال النعمة
عن أخيك دون أن تصل إليك ، والأسوأ و الأسوأ أن تسعى أن تزيل النعمة عن
أخيك ، والحسد جهل بالله عز وجل .
ملك الملوك إذا وهب قم فاسألن عن السبب
الله يعطي من يشاء فقف على حد الأدب
***
الحسد المجازي :
لكن هناك حسد مجازي ، أن تتمنى ما عند من تفوقوا في أعمال الخير ، أن تتمنى
أن يكون لك عمل مثلهم دون أن يزول عنهم هذا مقبول وسماه العلماء الغبطة ،
لقول النبي عليه الصلاة والسلام :
(( لا حسد إلا في اثنتين ، رجل أتاه الله علماً فهو ينفق منه آناء الليل
وأطراف النهار ، ورجل أتاه الله مالاً فهو ينفق منه آناء الليل وأطراف
النهار )) .
أيها الإخوة ، قالوا : " الحسد أول ذنب عصي الله به في السماء " ، إبليس
حسد سيدنا آدم " وأول ذنب عصي به الله في الأرض قابيل وهابيل " فالحسد خطير
، والحسد ليس شراً " لكنه ينطلق من بنية حيادية ، تمنّ الخير لنفسك ، فإن
تمنيت ما عند أهل الدنيا ، وآلمك ذلك فأنت لا تعرف الله ، لا تعرف التوحيد
إطلاقاً ، وإذا تمنيت ما عند أهل الحق من خير دون أن ينحاز عنهم لك أجر
بهذا .
المحبط الثامن : الغيبة :
أيها الإخوة ، والغيبة أيضاً أن تذكر أخاك بما يكره ، لذلك قال أحدهم
لإنسان : " لقد اغتبتني ، قال : ومن أنت حتى أغتابك ؟ لو كنت مغتاباً أحداً
لاغتبت أبي وأمي ، لأنهم أولى بحسناتي منك " .
يجب أن تعلم علم اليقين أن الذي يغتاب الناس لا بد من أن تكتب حسناته إليهم يوم القيامة .
يقول بعض العلماء : " لولا أني أكره أن يعصى الله لتمنيت أن لا يبقى أحد في
المصر إلا وقد اغتابني ، لأن كل حسناتهم إلي ". .....ويقول بعضهم : " منذ
عقلت أن الغيبة حرام ما اغتبت أحداً قط " .والإمام البخاري يقول : " ما
اغتبت أحداً قط منذ علمت أن الغيبة تضر أهلها ".
لكن أيها الإخوة ، هناك استثناء دقيق ، ثناء الناس لا يحبط العمل ، إذا
ألقى الله محبتك في قلوب الخلق ، وهم يلهجون بالثناء ، هذا لا علاقة له
بإحباط العمل ، هناك أحاديث كثيرة سماها النبي بشارة :
عن أبي ذر رضي الله عنه قيل : (( يا رسول الله ، أرأيت الرجل يعمل العمل من
الخير ، ويحمده الناس عليه ؟ قال : تلك عاجل بشرى المؤمن )) .
إذا أحب الله عبداً ألقى محبته في قلوب الخلق ، فإذا أثنوا عليه ينبغي أن
يشكر الله أن الله مكنه من هذا العمل ، وألقى محبته في قلوب الخلق ، وهذا
يؤكده قوله تعالى :
[ سورة مريم : 96]
فيما بينهم وفيما بينهم وبين ربهم ، على كل الأعمال الصالحة لها حمد عند الناس ، ولها مودة في قلوب الخلق .
أيها الإخوة الكرام ، حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا ، وزنوا أعمالكم قبل أن
توزن عليكم ، واعلموا أن ملك الموت قد تخطانا إلى غيرنا ، وسيتخطى غيرنا
إلينا ، فلنتخذ حذرنا ، الكيس من دان نفسه ، وعمل لما بعد الموت ، والعاجز
من أتبع نفسه هواها ، وتمنى على الله الأماني، والحمد لله رب العالمين .
*الحمد لله رب العالمين ، وأشهد أن لا إله إلا الله ولي الصالحين ، وأشهد
أن سيدنا محمداً عبده ورسوله صاحب الخلق العظيم ، اللهم صل وسلم وبارك على
سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
الرجاء نشره في جميع المنتديات.
منقووول