صحبة الخير
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ }الحجرات13

{إِنَّ هَـذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً }الإسراء9

يسعدنا ان تشارك معنا
صحبة الخير
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ }الحجرات13

{إِنَّ هَـذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً }الإسراء9

يسعدنا ان تشارك معنا
صحبة الخير
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

صحبة الخير

منتدي اسلامي ثقافي دعوي اجتماعي عام
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
 
بسم الله الرحمن الرحيم

رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ
صدق الله العضيم


 

 كيف تتغير إلى الأحسن؟

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
جلال العسيلى
مشرف عام
مشرف عام
جلال العسيلى


عدد المساهمات : 5415
نقاط : 7643
السٌّمعَة : 13
تاريخ التسجيل : 16/05/2010
العمر : 62

كيف تتغير إلى الأحسن؟  Empty
مُساهمةموضوع: كيف تتغير إلى الأحسن؟    كيف تتغير إلى الأحسن؟  Emptyالأحد يونيو 26, 2011 7:12 am

كيف تتغير إلى الأحسن؟





كيف تتغير إلى الأحسن؟  6867867


العاقل دائما يتوق إلى أن يغير نفسه ويطورها إلى الأحسن والأفضل، ومجرد تفكيرك في التغيير يعدُّ -بحدّ ذاته- نوعاً من التغيير؛ لأن هناك أنواعاً من الناس ألفوا حياة الغفلة، واستساغوا مسيرة الضياع، واستحسنوا طريق الشهوات، فهم لا يبحثون عن التغيير؛ بل لا يتصورون ترك هذه الحياة التي يعيشونها طرفة عين، ولذلك فإنهم لا يشعرون بألم البعد عن الله، ولا يحسون بوحشة مجافاة منهجه، وهؤلاء موتى في صورة أحياء، لا يعرفون معروفاً، ولا ينكرون منكراً، إلا ما أشربوا من هواهم، كما قال الله -تعالى- عنهم: (وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ) [(179) سورة الأعراف].
وكما وصفهم النبي -صلى الله عليه وسلم- بقوله: ((تُعْرَضُ الْفِتَنُ عَلَى الْقُلُوبِ كَالْحَصِيرِ، عُودًا عُودًا، فَأَيُّ قَلْبٍ أُشْرِبَهَا، نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ، وَأَيُّ قَلْب أَنْكَرَهَا، نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ بَيْضَاءُ، حَتَّى تَصِيرَ عَلَى قَلْبَيْنِ، عَلَى أَبْيَضَ مِثْلِ الصَّفََا، فَلاَ تَضُرُّهُ فِتْنَةٌ مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ، وَالآخَرُ أَسْوَدُ مُرْبَادًّا، كَالْكُوزِ مُجَخِّيًا، لاَ يَعْرِفُ مَعْرُوفًا، وَلاَ يُنْكِرُ مُنْكَرًا، إِلاَّ مَا أُشْرِبَ مِنْ هَوَاهُ)) [أخرجه أحمد 5/386(23669) و"مسلم" 1/89(286)].
ولكن التفكير في التغيير المطلوب؛ بل إن الاكتفاء بهذا التفكير دون إحداث دون إحداث خطوات عملية نحو التغيير الحقيقي يجعل هذا التفكير مجرد أماني باطلة لا تنفع صاحبها؛ بل هي رأس مال المفاليس كما يقال.
أما الخطوات العملية نحو التغيير فيمكن إجمالها فيما يلي:

1- الاستعانة بالله -عز وجل-:
والاستعانة بالله -عز وجل- من أهم المهمات في مرحلة التغيير، فهي تعني الخروج من الحول والقوة وطلب الحول والقوة والمعونة من الله -تعالى-، ولأهمية الاستعانة بالله -عز وجل- أمر الله عبادة أن يقولوا في كل ركعة من ركعات الصلاة: (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ).
ومن الاستعانة بالله -عز وجل- أن يكثر مريد التغيير من دعاء الله -عز وجل- بالتوفيق والثبات على الطريق، واللجوء إلى الله -عز وجل- وكثرة ذكره وشكره، وتلاوة كتابه.
قال - تعالى -: (وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا)[(3) سورة الطلاق].
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كُنْتُ خَلْفَ رَسُولِ الله -صلى الله عليه وسلم-، يَوْمًا فَقَالَ: ((يَا غُلأَمُ، إني أعلمك كَلِمَاتٍ: احْفَظِ اللَّهَ يَحْفَظْكَ، احْفَظِ اللَّهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ، إذا سَأَلْتَ، فَاسْأَلِ اللَّهَ، وإذا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِالله، وَاعْلَمْ أَنَّ الأمة لَوِ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بشيء، لَمْ يَنْفَعُوكَ إلا بشيء قَد ْكَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ، وَلَوِ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بشيء، لَمْ يَضُرُّوكَ إلا بشيء قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ، رُفِعَتِ الاقْلأَمُ وَجَفَّتِ الصُّحُفُ)) [أخرجه أحمد 1/293(2669)].
روى: أنّ رجلاً تزوّج امرأة من بلدة، وكان بينهما مسيرة شهر، فأرسل إلى غلام له من تلك البلدة ليحملها إليه فسار بها يوماً، فلما جنّه الليل أتاه الشيطان فقال له: إنّ بينك وبين زوجها مسيرة شهر فلو تمتعت بها ليالي هذا الشهر إلى أن تصل إلى زوجها، فإنها لا تكره ذلك وتثني عليك عند سيدك فتكون أحظى لك عنده، فقام الغلام يصلي فقال: يا رب، إنّ عدوك هذا جاءني فسوّل لي معصيتك، وإنه لا طاقة لي به في مدة شهر وأنا أستعيذك عليه يا رب فأعذني عليه، واكفني مؤونته، فلم تزل نفسه تراوده ليلته أجمع وهو يجاهدها حتى أسحر فشّد على دابة المرأة وحملها وسار بها، قال: ف- رحمه الله تعالى -، فطوى له مسيرة شهر فما برق الفجر حتى أشرف على مدينة مولاه، قال: وشكر اللّه - تعالى -له هربه إليه من معصيته فنبأه، فكان نبيّاً من أنبياء بني إسرائيل. [قوت القلوب 2/235].

قال الشاعر:
إلهي ما سألت سواك عوناً *** فحسبي العون من رب قدير
إلهي ما سألت سواك عفواً *** فحسبي العون من رب غفور
إلهي ما سألت سواك هديا *** فحسبي الهدي من رب بصير
إذا لم أستعن بك يا إلهي *** فمن عوني سواك ومن مجيري

2- العزيمة الصادقة:
بعد أن يتطلع القلب إلى التغيير لابد من العزيمة الصادقة على هذا التغيير؛ لأنه لولا هذه العزيمة سرعان ما يفتر القلب، ويزول عنه هذا الانزعاج، والعزيمة هي العقد الجازم على المسير في طريق الاستقامة، ومفارقة كل قاطع ومعوق، ومرافقة كل معين وموصل، فهي سبب في استمرار انزعاج القلب وانتباهه ورغبته في التغيير، والعزيمة نوعان:
أحدهما: عزم الإنسان على سلوك الطريق وهو من البدايات.
والثاني: العزم على الاستمرار على الطاعات بعد الدخول فيها، وعلى الانتقال من حالٍ كاملٍ إلى حالٍ أكمل منه، وهو من النهايات، وعون الله للعبد قدر قوة عزيمته وضعفها، فمن صمم على إدارة الخير؛ أعانة وثبَّته.
ومتى صدق العبد في عزمه على سلوك طريق الطاعة والاستمرار فيه أعانة الله -عز وجل- ب ((البصيرة)) وهي نورٌ يقذفه الله -تعالى- في قلبه يرى به حقيقة الأشياء ومحاسن ما جاء به الرسول -صلى الله عليه وسلم-، ومساوئ المخالفة لما جاء به الرسول -صلى الله عليه وسلم-، ويتخلص بالبصيرة كذلك من الحيرة والشكِّ الذي يقطعه عن السير في طريق الهداية والاستقامة.
قال -تعالى-: (وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) [(63) سورة البقرة].
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: ((الْمُؤْمِنُ الْقَوِىُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللهِ مِنَ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ وَفِى كُلٍّ خَيْرٌ احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ وَاسْتَعِنْ بِاللهِ وَلاَ تَعْجَزْ فَإِنْ أَصَابَكَ شَىْءٌ فَلاَ تَقُلْ لَوْ أَنِّى فَعَلْتُ كَذَا وَكَذَا. وَلَكِنْ قُلْ قَدَّرَ اللَّهُ وَمَا شَاءَ فَعَلَ فَإِنَّ لَوْ تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ)) [أخرجه أحمد 2/366(8777) و"مسلم" 8/56].

قال المتنبي:
عَلى قَدْرِ أهْلِ العَزْم تأتي العَزائِمُ *** وَتأتي علَى قَدْرِ الكِرامِ المَكارمُ
وَتَعْظُمُ في عَينِ الصّغيرِ صغارُها *** وَتَصْغُرُ في عَين العَظيمِ العَظائِمُ

3- الجدية في المسارعة:
إن عملية التغيير لابد أن تسير بخطى سريعة؛ لأن البطء يمكن أن يؤدي إلى التكاسل عن إتمام تلك العملية، وبالتالي الانسحاب من المعركة دون تحقيق شيء من النصر.
قال -تعالى-: (وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ) [سورة آل عمران: 133]، وقال - تعالى -: (فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ) ]سورة البقرة: من الآية148].
ومدح الله -عز وجل- زكريا -عليه السلام- وآله فقال: (إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ) [سورة الأنبياء: من الآية90].
وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((التؤدة في كل شيء إلا في عمل الآخرة)) [رواه أبو داود وصححه الألباني]. والتؤدة هي التأني والتثبت وعدم العجلة.
وانظر إلى مسارعة عمير بن الحمام -رضي الله عنه- إلى نيل الشهادة، فإنه لما سمع النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: ((قوموا إلى جنة عرضها السموات والأرض)). فقال: يا رسول الله! جنة عرضها السموات والأرض؟!.
قال: ((نعم)). قال: بخٍ بخٍ. فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((ما يحملك على قولك بخٍ بخٍ؟)). قال: لا والله يا رسول الله إلا رجاء أن أكون من أهلها. قال: ((فإنك من أهلها))، فأخرج عمير تمرات من قرنه، فجعل يأكل منهن، ثم قال: "لئن أنا حييت حتى آكل تمراتي هذه، إنها لحياة طويلة!!" فرمى بما كان معه من التمر ثم قاتل الكفار حتى قتل -رضي الله عنه-. [رواه مسلم].
وانظر كذلك إلى مسارعة الصحابة -رضوان الله عليهم- في الاستجابة لأمر الله -تعالى- في تحريم الخمر وهم الذين نشئوا وتربوا على شربها، فما أن سمعوا المنادي ينادي بأن الخمر قد حرمت حتى أهرقوا ما معهم في شوارع المدينة.

قال البارودي:
بادرِ الفُرصةَ، واحذر فَوتها *** فَبُلُوغُ العزِّ في نَيلِ الفُرص
واغتنم عُمْركَ إبانَ الصِبا *** فهو إن زادَ مع الشيبِ نَقَصْ
فابتدر مسعاك، واعلم أنَّ من *** بادرَ الصيدَ مع الفجرِ قنص

4- الصبر والمجاهدة:
إن عملية التغيير ليست بالأمر اليسير، فإنها ميلاد جديد وحياة بعد موت، ولذلك فإنها تحتاج إلى صبر ومجاهدة، وبهذا الصبر والمجاهدة يتبيَّن الصادق من الكاذب، فالصادق يتجرع مرارة الصبر، ويجاهد نفسه على طاعة الله - عز وجل -، ولا يزال في صبر ومجاهدة حتى تألف نفسه الطاعة، وتنفر من العصيان، أمنا الكاذب فإنه لا يقدر على ذلك، بل يستسلم لأول بارقة من فتنة، وينكص على عقبيه ويعود القهقرى. قال - تعالى -: (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ)[سورة العنكبوت: 69].
عَن أَبي سَعِيدٍ الْخُدرِي؛إِن نَاساَ مِنَ اَلأنصَارِ سَاَلُوا رَسُولَ الله، - صلى الله عليه وسلم -، فَأَعْطَاهُمْ، ثُم سَأَلُوُهُ فَأَعْطَاهُمْ، حَتَى نَفِسَ عِنْدَهُ، فَقَالَ: ((مَا يَكُونُ عِنْدِي مِن خَير فَلَنْ أَدخِرَهُ عَنْكُمْ، وَمَنْ يَسْتَعْفِفْ يُعِفهُ الله، وَمَنْ يَسْتَغْن يُغْنِهِ الله، وَمَنْ يَتَصَبرْ يُصَبرهُ الله، وَمَا أُعْطِيَ أَحَد عَطَاء خَيْرًا وَأَوْسَعَ مِنَ الصبْر). [أخرجه (البُخارى) 2/151(1469) و"مسلم" 3/102(2388)].

وقال محمود الوراق:
تعز بحسن الصبر عن كل هالك *** ففي الصبر مسلاة الهموم اللوازم
إذا أنت لم تسل اصطباراً وحسبة *** سلوت على الأيام مثل البهائم
وليس يذود النفس عن شهواتها *** من الناس إلا كل ماضي العزائم

5- فقه الأوليات:
على طالب التغيير أن يقوم بتبديل اهتماماته وفقاً لمنهج الإسلام الذي ارتضاه، فيترك ما كان عليه من اهتمامات باطلة ويجعل مكانها غيرها من الاهتمامات النافعة، مثال ذلك: يترك شرب الدخان والمكسرات والمخدرات، ويترك الممارسات المحرمة؛ كالزنا واللواط والعادة السرية والمعاكسات بأنواعها، ويترك سماع الغناء ومشاهد سموم القنوات، ويترك الكبر والغرور والسخرية والاستهزاء بالآخرين وتترك المرأة التبرج والسفور وتغيير خلق الله - عز وجل -، وتترك ترك الصلاة والتهاون بها، وتترك مجالس الغيبة والسخرية والنميمة والكذب.
ويتجه الجميع إلى طاعة الله -عز وجل- وذكره وشكره ودعائه في السراء والضراء، ويتجهوا إلى تلاوة كتاب الله - عز وجل - وحفظه وتدبره وتعلُّمه وتعليمه، ويلجئوا إلى الصلاة والمحافظة عليها، وإلى حضور مجالس العلماء والقراءة في كتب أهل العلم إلى غير ذلك من الأمور الجادة التي تدل على صدق المرء في توجهه نحو التغيير الصحيح.
قال - تعالى -: (لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا * دَرَجَاتٍ مِنْهُ وَمَغْفِرَةً وَرَحْمَةً وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا) [(95) (96) سورة النساء].
ومن وصية أبي بكر الصديق لعمر الفاروق -رضي الله عنهما-: "إني مستخلفك من بعدي وموصيك بتقوى الله، إن لله عملا بالليل لا يقبله بالنهار، وعملا بالنهار لا يقبله بالليل. وإنه لا تقبل نافلة حتى تؤدى الفريضة، فإنما ثقلت موازين من ثقلت موازينه يوم القيامة بإتباعهم الحق في الدنيا، وثقله عليهم، وحق لميزان لا يوضع فيه إلا الحق أن يكون ثقيلا، وإنما خفت موازين من خفت موازينه يوم القيامة بإتباعهم الباطل وخفته عليهم، وحق لميزان لا يوضع فيه إلا الباطل أن يكون خفيفا. إن الله ذكر أهل الجنة فذكرهم بأحسن أعمالهم، وتجاوز عن سيئاتهم، فإذا ذكرتهم قلت إني أخاف أن لا أكون من هؤلاء. وذكر أهل النار فذكرهم بأسوأ أعمالهم، ولم يذكر حسناتهم. فإذا ذكرتهم قلت إني لأرجو أن لا أكون من هؤلاء. وذكر آية الرحمة مع آية العذاب، ليكون العبد راغبا راهبا، ولا يتمنى على الله غير الحق، ولا يلقى بيده إلى التهلكة. فإذا حفظت وصيتي فلا يكن غائب أحب إليك من الموت وهو آتيك، وإن ضيعت وصيتي فلا يكن غائب أبغض إليك من الموت ولست بمعجز الله.

قال المتنبي:
إذا أنتَ أكْرَمتَ الكَريمَ مَلَكْتَهُ *** وَإنْ أنْتَ أكْرَمتَ اللّئيمَ تَمَرّدَا
وَوَضْعُ النّدى في موْضعِ السّيفِ بالعلى *** مضرٌّ كوضْع السيفِ في موضع النّدى
وَلكنْ تَفُوقُ النّاسَ رَأياً وَحِكمةً *** كما فُقتَهمْ حالاً وَنَفساً وَمحْتِدَا

6- تغيير الصحبة:
من المتعين على طالب التغيير -وهو في بداية الطريق- أن يقطع علاقاته بأهل الفساد والغواية؛ لأنه إن استمر معهم لم يكن صادقاً في توجهه نحو التغيير، وحتى إن لم يشاركهم في منكرهم شاركهم في الإثم بالجلوس معهم، والله -تعالى- يقول: (الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ) [سورة الزخرف: 67]، ويقول: (وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً * يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِيلاً) [الفرقان: 27 – 28].
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: ((الْمَرْءُ عَلَى دِينِ خَلِيلِهِ، فَلْيَنْظُرْ أَحَدُكُمْ مَنْ يُخَالِطُ)). وفي رواية: ((الرَّجُلُ عَلَى دِينِ خَلِيلِهِ، فَلْيَنْظُرْ أَحَدُكُمْ مَنْ يُخَالِلُ))[أخرجه أحمد 2/303(8015) و"التِّرمِذي" 2378].

وقال الشاعر:
عَنْ الْمَرْءِ لَا تَسْأَلْ وَسَلْ عَنْ قَرِينِهِ *** فَكُلُّ قَرِينٍ بِالْمُقَارَنِ يَقْتَدِي
إذَا كُنْت فِي قَوْمٍ فَصَاحِبْ خِيَارَهُمْ *** وَلَا تَصْحَبْ الْأَرْدَى فَتَرْدَى مَعَ الرَّدِي
فالصاحب ساحب والصديق مرآة لصديقه، وفي بعض الأمثال: قل لي من تصاحب أقل لك من أنت..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
soft
مشرف عام
مشرف عام
soft


عدد المساهمات : 2125
نقاط : 5953
السٌّمعَة : 5
تاريخ التسجيل : 20/05/2011

كيف تتغير إلى الأحسن؟  Empty
مُساهمةموضوع: رد: كيف تتغير إلى الأحسن؟    كيف تتغير إلى الأحسن؟  Emptyالأحد يونيو 26, 2011 7:14 am

اللهم ارزقا قلبا نقيا مثل الصفا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مسلم
Admin
مسلم


عدد المساهمات : 9693
نقاط : 17987
السٌّمعَة : 67
تاريخ التسجيل : 11/03/2010
العمر : 55

كيف تتغير إلى الأحسن؟  Empty
مُساهمةموضوع: رد: كيف تتغير إلى الأحسن؟    كيف تتغير إلى الأحسن؟  Emptyالأحد يونيو 26, 2011 1:53 pm

بارك الله فيكم اخي جلال

عَلى قَدْرِ أهْلِ العَزْم تأتي العَزائِمُ *** وَتأتي علَى قَدْرِ الكِرامِ المَكارمُ
وَتَعْظُمُ في عَينِ الصّغيرِ صغارُها *** وَتَصْغُرُ في عَين العَظيمِ العَظائِمُ


التغيير شئ مهم في حياتنا وخاصة اذا كان للاحسن

فليس هناك مبررااساسا للتغيير للاسوء

وحتي نتغير للاحسن لابد ان يكون التغيير نابع من داخلنا

وان نصاحب نمن يساعدنا علي التغيير

الصبر فليس التغيير من اليسير علي الانسان

فلطالما اعتاد اشياء وتعلم علوم وارتبط بمفاهيم من الصعب تركها الا بعزيمة ايمانية قوية

الا بالجد تكتسب المعالي

ومن الهام للتغيير ترك ما يذكرك بما كنت عليه

ولذا حرص ناصح قاتل التسع وتسعين نفسا بان يذهب الي قرية اخري

جزاكم الله خيرا

كيف تتغير إلى الأحسن؟  Ros148كيف تتغير إلى الأحسن؟  Ros148كيف تتغير إلى الأحسن؟  Ros148
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://sohptelker.hooxs.com
جلال العسيلى
مشرف عام
مشرف عام
جلال العسيلى


عدد المساهمات : 5415
نقاط : 7643
السٌّمعَة : 13
تاريخ التسجيل : 16/05/2010
العمر : 62

كيف تتغير إلى الأحسن؟  Empty
مُساهمةموضوع: رد: كيف تتغير إلى الأحسن؟    كيف تتغير إلى الأحسن؟  Emptyالأحد يونيو 26, 2011 4:51 pm

اسعدنى مرورك
وشرفنى ردك الطيب
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
جلال العسيلى
مشرف عام
مشرف عام
جلال العسيلى


عدد المساهمات : 5415
نقاط : 7643
السٌّمعَة : 13
تاريخ التسجيل : 16/05/2010
العمر : 62

كيف تتغير إلى الأحسن؟  Empty
مُساهمةموضوع: رد: كيف تتغير إلى الأحسن؟    كيف تتغير إلى الأحسن؟  Emptyالجمعة يوليو 01, 2011 4:33 pm

أسال الله العظيم ان يعلمنا
ماينفعنا وأن ينفعنا بما علمنا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
جلال العسيلى
مشرف عام
مشرف عام
جلال العسيلى


عدد المساهمات : 5415
نقاط : 7643
السٌّمعَة : 13
تاريخ التسجيل : 16/05/2010
العمر : 62

كيف تتغير إلى الأحسن؟  Empty
مُساهمةموضوع: رد: كيف تتغير إلى الأحسن؟    كيف تتغير إلى الأحسن؟  Emptyالسبت يوليو 02, 2011 6:30 am

أسال الله العظيم ان يعلمنا
ماينفعنا وأن ينفعنا بما علمنا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
كيف تتغير إلى الأحسن؟
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
صحبة الخير  :: الاقسام الدينية :: «۩۞۩ مقالات اسلامية ۩۞۩»-
انتقل الى: