عندما يقع الانسان فى ابتلاء كمرض أو وفاة شخص عزيز لديه يكون فى أمس الحاجه لمن يخفف عنه ولو بكلمات بسيطه وكلنا يعلم ما للكلمة الطيبه من أثر فى النفوس وأجرها كصدقه لقائلها,يقول عز وجل"إِلَيْإِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ"فاطر10
فلا تبخلوا أكرمكم الله بهذه الكلمات لقد أمرنا الله سبحانه وتعالى بأن نتواصى بالحق ونتواصى بالصبر,اذن ففى كل الأحوال التذكره مهمه وخاصة التذكره بالصبر وجزاءه وأجر المبتلى عند الله عز وجل.
وفى رأييى من الأخطاء التى نقع بها أن نقول مثلا أعلم أن هذا الشخص ما شاء الله متدين وقريب من الله وقطعا لن يحتاج لمثل هذه الكلمات فهو يعلمها جيدا,اذن لماذا أمرنا الله بالتواصى بالصبر ولماذا أجر من عاد مريضا كأنه فى خرفة من خرف الجنه؟لماذا يقول الله عز وجل فى الحديث القدسى عن رسوله صلى الله عليه وسلم "يا ابن آدم مرضت فلم تعدني قال يا رب كيف أعودك وأنت رب العالمين قال أما علمت أن عبدي فلانا مرض فلم تعده أما علمت أنك لو عدته لوجدتني عنده"شرح النووى على مسلم.
الله سبحانه هو من خلقنا وهو أدرى بنفوسنا ويعلم كم يحتاج المريض أو المبتلى بأن يكون أخوته من عباد الله المسلمين بجواره وقت أزمته ويكونوا له بعد الله عز وجل عونا على الشيطان وعلى نفسه الأماره بالسوء .
قد لا يحسن بعضنا الكلام فى مثل هذه المواقف ولكن أعتقد أنه علينا أن نوطن أنفسنا على مشاركة غيرنا فى أفراحهم وأتراحهم ولنتدرب على مثل هذه الكلمات فلنقرأ احاديث رسولنا صلى الله عليه وسلم عن أجر المريض والمبتلى والأدعيه البسيطه مثل "أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك"أو "لا بأس طهور ان شاء الله"ومثل ذلك وغيرها من الكلمات التى ترفع حالته المعنويه وتشعره بأن هناك من يشعر به ويهتم لحاله ويرجو شفائه,وان كان عزاء فلنذكر كلمات مثل "إنا لله وإنا إليه راجعون"أو"أحسن الله عزائك وعظم أجرك"وان كان المتوفى طفل فلنذكره بمكانه فى الجنه عند رب العالمين وان كان بالغا فلنذكر أعماله الحسنه وبأننا نرجو له الرحمه وبأن يتقبله الله عز وجل فى عباده الصالحين.
ولنتذكر بأن الله عز وجل خلق الانسان فى كبد ولابد أن يمر كل منا بابتلاء سيحتاج وقتها لمن يكون حوله يذكره ويثبته على ما يرضى الله عز وجل ولنحتسب هذه الكلمات من تفريج لكرب المسلمين ومن التعاون على البر والتقوى ومن التذكره والترويح عن المهمومين ولا يتردد أحد ويقل لن أستطيع أو أخشى أن أجرحه بكلامى لا تدع نفسك أو الشيطان يسول لك ذلك فأخيك المبتلى فى هذه الحاله فى أمس الحاجه للدعاء فى السر والعلن وللكلمه الطيبه وان كانت بسيطه.
وفقنا الله جميعا لما يحب ويرضى من صالح القول والعمل