س: أنا امرأة متزوجة منذ خمس سنوات ولي أطفال، زوجي طيب وأخلاقه حسنة ولكنه لا يعبر لي بالكلام عن حبه أو مودته، وحينما أسأله عن سبب ذلك يقول: إنه لا يعرف كيف يعبر عن مشاعره، وأحياناً يستحي من ذلك، مع أنني أعبر له باستمرار ولكن هذا لا يؤثر، وأنا أظن أن التعبير مهم بجانب حسن المعاملة وجودة المعاشرة فهذا لا يغني عن هذا فما توجيهكم.
ج: لا شك أن البوح بما يكنه كلا الزوجين للآخر من حب وشوق من موجبات زيادة الألفة والمودة بينهما، ومما يبعث السعادة والطمأنينة في قلبيهما.. ولكن قد يحول دون الإفضاء بتلك المشاعر والعواطف شدة خجل أو عدم قدرة على التعبير أو غيرها من الأسباب النفسية، وعندئذ ينظر إلى واقع الحال، فأحياناً تغني النظرات عن الكثير من الكلمات وقد تفوق الإشارات بليغ العبارات وأصدق من ذلك كله حسن العشرة وطيب الصحبة فإنها الترجمة العملية لما استقر في القلب من حب وتقدير، وما دمت قد ذكرت أن زوجك يعاشرك بالمعروف من خلال حسن أخلاقه وطيب سجاياه فاعلمي أنه يحبك كثيراً وإن لم يتكلم بهذا، ولهذا فلا داعي للقلق لمجرد عدم ذكره ذلك لك، لا سيما وقد اعتذر إليك بعدم قدرته على التعبير عن عواطفه، وأحب أن أكشف لمعاشر النساء سراً من أسرار عالم الرجال، وهو أن فئة ليست بالقليلة من الرجال لا يتقنون الكلام العاطفي، ولا يستطيعون تخطي بعض الحواجز النفسية التي تمنعهم من أن يقول أحدهم لزوجته: "إني أحبك"!، وأرى أن هذا مخالف لما كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم الذي كان يكشف عن عواطفه ومشاعره لزوجته، وكان يقول: " أحب الناس إليّ عائشة" صحيح الجامع، ولا شك أن إبداء المرء للآخرين ما يكنه لهم من حب من أقوى أسباب الألفة، كما ثبت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أمر ذلك الرجل الذي قال له : إني أحب فلاناً، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "هل أخبرته؟" قال: لا .. قال : "اذهب فأخبره"؛ بل صح عنه عليه أفضل الصلاة والسلام أنه قال : "إذا أحب أحدكم أخاه فليخبره أنه أحبه" صححه الألباني، أقول فما المانع من استخدام الزوج هذا الأسلوب مع زوجته، كي يبدد الجفاف ، ويرطب اليبوسة، التي قرحت قلب زوجته بصمته وانغلاقه على نفسه.
في بيتنا مشكلة . .
الزواج .. قسمة ونصيب ..
س: أنا الوسطى بين شقيقاتي وأقلهن من حيث مستوى الجمال؛ فالفارق بيننا في هذا شاسع جداً حتى إن كثيراً من النساء حينما يشاهدنني مع شقيقاتي يتساءلن باستغراب شديد أأنتن شقيقات؟؟ وهذا يحصل لنا أيضاً في المدرسة. أصبحت دائماً أحتمل نظرات الرحمة وكلمات الشفقة والتي أحياناً تتحول لعبارات سخرية واستهزاء .. والآن أصبحت أفكر في أمر الزواج فأظن أن سوقهن سيكون رائجاً وأما أنا فمن المؤكد أنه سيكون بائراً .. ساعدوني في التخلص من هذه الأحاسيس والخواطر والهموم التي بدأت تسيطر عليّ.
ج: لقد أخطأت ـ أيتها الأخت ـ في أمور عديدة ، وأحطت نفسك بشرنقة أوهام كثيرة أوصلتك إلى ما أنت فيه من هموم وغموم، ومما ينبغي أن نؤكد عليه ابتداءً أن الجمال الحقيقي للإنسان هو جمال روحه بالإيمان والسلوك والقيم. وكم من امرأة جميلة في منظرها، قبيحة في مخبرها، سيئة في عشرتها. ولذلك قال صلى الله عليه وسلم : "تنكح المرأة لمالها ولحسبها ولجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك"، فالجمال والحسن قد يطرأ عليهما ما يغيرهما من حوادث الدهر، فهما عرض زائل، أما الدين والسلوك والأخلاق فإنها تبقى؛ لأن ما بالذات لا يتخلف؛ ولذلك جاء في أقوال أهل التجربة، الجمال كاذب، والحسن مخلف (أي زائل) وإنما تستحق المدح المرأة الموافقة (أي المطيعة لزوجها، السهلة القياد اللينة العريكة) .. ثم أراك تسيئين الظن بنظرات الناس وأسئلتهم إليك، فالكثير من الناس من يسأل بتعجب عندما يرى أختين لا تشبه إحداهما الأخرى فيقولون: أأنتما أختان شقيقتان؟! ويكون محل التعجب في عدم تشابههما لا في أن إحداهما جميلة والأخرى قبيحة، وحتى لو كان المقصود هو المعنى الثاني (أي أنهما متفاوتنان في الجمال) فهذا لا يعني بالضرورة أن الأخرى قبيحة، لأن الجمال درجات. وأما مسألة الزواج فهي مسألة "قسمة ونصيب" وهذا بيد الله وحده ـ عز وجل ـ لا يقدمه جمال المرأة وعلو نسبها، كما لا يؤخره دمامتها أو قلة جمالها، وهل العوانس كلهن غير جميلات؟! فعليك أن تتذللي بين يدي مولاك، وأن تسأليه بصدق وإخبات أن يرزقك الزوج الصالح الذي يحسن عشرتك، ويكون عوناً لك على طاعة ربك.
وأخيراً، فلو سلمنا بجميع مبالغاتك، وصدقنا جميع ظنونك وأوهامك، فإن المرأة المسلمة ينبغي أن تصبر على الابتلاء، وأن تحمد الله ـ عز وجل ـ أن جعل مصيبتها في خلقتها ولم يجعلها في خلقها ودينها، فإن كل مصائب الدنيا تهون مهما عظمت ما دامت ليست في دين المرء.
من كل شيء إذا ضيعته عوض
وما من الله إن ضيعته عوض
أسأل الله أن يجملنا بالإيمان، وأن يكفينا وساوس الشيطان، والله المستعان.
في بيتنا مشكلة . .
ذو الشق المائل
س: إنني آمل من فضيلتكم توجيه كلمة نصح لزوجي خصوصاً أنه حريص على قراءة هذا الباب . إن زوجي متزوج بأخرى ولا يعدل بيننا أبداً في نواحيٍ عدة منها: تقسيم الوقت (ينام عندها ليلتين) والنفقة و حسن المعاشرة مع أنه كان حسناً. ولكن بعدما تزوج تغير علينا كثيراً مع أنني ـ والله يشهد على ذلك ـ أقوم بكل واجباتي وأراعي مشاعره، ولكنه دائماً يتأفف ويتذمر مني ومن أولادي، فهل تنصحونه على أن يعود لرشده ويعدل بيننا ويعطي كل ذي حق حقه.
ج: ننصحك أنت أولاً ـ يا أمة الله ـ بأن تصبري على هذا البلاء وتحتسبي ، وأن تطيعي وتتقربي إلى ربك فإن فعلت ذلك تثابي ـ بإذن الله ـ وتؤجري، كما قال تعالى: (إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب) الزمر، الآية :10. واعلمي أن حقوقك عند الله محفوظة، وهي سترد إليك يوم الحساب كاملة غير منقوصة. كما قال تعالى: (ونضع الموزين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئاً وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين) الأنبياء، الآية: 47.
أما نصيحتنا للزوج ـ إن كان كما تقولين ـ فإننا نقول له : اتق الله واعدل بين نسائك، ولا تظلم واحدة منهن بميلك للأخرى، لأن الله حرم الظلم بجميع أنواعه لأي مخلوق حتى ولو كان حيواناً فكيف بمن يظلم زوجته؟ يظلم أسيرته التي ملك أمرها بعهد الله ! ومكنته من نفسها بكلمة الله ! إن الله أدخل امرأة النار بهرة عذبتها فحبستها فلا هي التي أطعمتها ولا هي التي أطلقتها لتأكل من رزق الله، فما بالك بمن يعذب ويظلم أم أبنائه وشريكة حياته وحارسة ماله، ومنظمة معاشه، وملبية رغباته؟
إن جزاء من يفعل ذلك جزاء من جنس عمله، يأتي يوم القيامة وشقه مائل ليوافق ميله وعدم إنصافه وشططه في حق زوجته .. يأتي بصورته تلك لكي تأخذ زوجته حقوقها منه في يوم ليس فيه دينار ولا درهم إن كان له حسنات أخذ من حسناته بقدر مظلمته، فإن لم يكن له حسنات أخذ من سيئات زوجته فطرحت عليه ثم كب في النار .. ولهذا كان السلف الصالح من أشد الناس حرصاً على العدل بين زوجاتهم خشية الوقوع في الظلم، ومن عجيب ما يروى عن الصحابي الجليل سعد بن معاذ رضي الله عنه أنه تزوج بامرأتين: أم عمر بنت خلاد، والثانية رملة السكونية. وكان من شدة ورعه وعدله بين زوجتيه أنه كان إذا كان يوم إحداهما لا يشرب الماء ولا يتوضأ في بيت الزوجة الأخرى!!
وعندما وقع طاعون (عمواس) توفيت زوجتاه في يوم واحد. وكان الناس في شغل عن حفر قبر لكل إنسان لكثرة الموتى بسبب هذا الوباء، فدفنهما رضي الله عنه في قبر واحد. ولكنه من شدة عدله أسهم (أي عمل قرعة) بين زوجتيه في أيتهما تقدم في اللحد أولاً!!
قلت: في مثل هؤلاء العدول وفيمن سار على نهجهم في العدل والرحمة والشفقة على الزوجة نزل قول الله تعالى : (فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع) النساء، الآية:3، والله الموفق إلى سواء السبيل.
في بيتنا مشكلة . .
حق الزوج في مال زوجته
س: توفي والدي وترك لنا إرثاً، والآن بصدد تقسيمه. إخواني خمسة شباب غير متزوجين وأرى أنهم بحاجة للمساعدة وأود التنازل لهم عن نصيبي من الإرث فأنا معلمة وحالة زوجي المادية جيدة، ولكن زوجي نفسه غير راضٍ عن هذا التنازل لأنه يرى أن أستفيد من نصيبي بدلا من أن أعطيه لأشقائي .. فما رأيكم؟؟
ج: الراجح من أقوال أهل العلم (وهو قول الجمهور) أن المرأة يجوز لها أن تهب وأن تتصدق بمالها دون توقف على إذن زوجها وموافقته .. وهذا من مزايا الشريعة الإسلامية حيث منحت المرأة أهلية أداء كاملة كالرجل ما دامت عاقلة رشيدة، وقد بوب الإمام البخاري في صحيحه باباً فقال : "باب هبة المرأة لغير زوجها وعنقها" إذا كان لها زوج فهو جائز إذا لم تكن سفيهة، فإذا كانت سفيهة لم يجز قال الله تعلى: (ولا تؤتوا السفهاء أموالكم)النساء،الآية: 5، قال ابن حجر ـ رحمه الله ـ تعليقاً على قول البخاري : وبهذا الحكم قال الجمهور. وعلى هذا ، فلا ينبغي لزوجك أن يمنعك من أن تصلي رحمك بشيء من مالك.
ولكن مع هذا، لا بد أن تعلمي أن من حسن عشرة المرأة لزوجها أن لا تتصرف في مالها بما يكره، فيستحب لك أن تستأذنيه وتقنعيه وتسترضيه حتى يرضى بتنازلك عن حقك في الميراث لإخوانك، فإن لم تتمكني من إقناعه فأرى أن تأخذي حقك من الميراث طاعة لزوجك، وتعطي إخوانك من مالك الخاص ـ غير الميراث ـ ولو دون علم الزوج وبهذا تكونين قد أطعت زوجك ووصلت رحمك وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.
في بيتنا مشكلة . .
زوجتي والنظافة
س: إنني متزوج منذ خمس سنوات. أحب زوجتي ومرتاح بالمعيشة معها؛ ولكن فيها طبع يضايقني جداً وهو عدم اهتمامها بنظافتها الشخصية .. فأنا حينما أعود من عملي يكون كل شيء بالبيت نظيفاً وجاهزاً والأطفال على خير حال ولكن زوجتي لا تهتم بنفسها .. فهي تجتهد بالفعل بالبيت وبخدمتي وخدمة الأولاد وتهمل نفسها .. وقد سئمت من هذا الوضع مع تقديري لجهودها وإعجابي بخلقها وقد سعيت لحل ذلك فحدثتها مرة وأحضرت لها بعض الأشرطة والكتيبات فلمست تغيراً ولكنه ذهب سريعاً وعادت لوضعها الأول.. ما الحل فأنا لا أود أن أخبرها فهي لن تهتم ولكني أتمنى أن يكتمل هذا الجانب فيها.
ج: بادئ ذي بدء لا بد أن تعلم أن نشدان الكمال في المرأة أمر محال "فاستمتع بها على عوج"؛ ولذا فإن عدم اهتمام زوجتك بنظافتها الشخصية ينبغي أن لا يقلقك كثيراً، لا سيما وهي قائمة بخدمتك على أحسن وجه، وقد قال صلى الله عليه وسلم: "لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقاً رضي آخر". إذا ثبت هذا، فإني أوصيك لعلاج هذا الخلل في زوجتك أن تستمر في نصحك لها تلميحاً وتصريحاً بضرورة الاهتمام بنظافتها الشخصية وعنايتها بمظهرها وأناقتها، كما ينبغي أن تعلم أن تقصيرها في هذا الأمر لا يمكن أن يزول في يوم أو يومين نظراً لاعيتادها عليه؛ ولذا فهي بحاجة إلى تذكيرها مرات عديدة لتتأكد أهمية ذلك في نفسها وتستقيم عليه، كما أوصيك بإهدائها الأشرطة والكتيبات النافعة لتزيد من إيمانها من ناحية ولكي تعالج من خلالها جوانب نقصها من ناحية أخرى، وليكن مع هذه الكتيبات زجاجة طيب وشيء من أدوات الزينة بين الحين والآخر، مع حثها على التطيب والتجمل بها. كما عليك أن تكون قدوة لها في ذلك فتهتم بنظافتك وزينتك كما كان ابن عباس رضي الله عنهما يفعل وكان يقول : إنهن يحببن أن نتزين لهن كما نحب أن يتزين لنا.
همسة: هناك رجال ليسوا بالقليل تزوجوا الزوجة الثانية نظراً لعدم اهتمام زوجاتهم بنظافتهن والتجمل لهن. فاقصص عليها مثل هذه القصص لعلها تتفكر وتعتبر!!
في بيتنا مشكلة . .
زوجي طيب ولكن ...
س: إنني متزوجة منذ عدة أشهر وزوجي طيب ولكن يضايقني منه أمر .. وهو أنه في بعض الأحيان يستخدم معي بعض الألفاظ النابية أو الدعاء عليّ في أمور بسيطة جداً؛ بل حتى أحياناً يستخدم هذه العبارات وهو فرح مسرور وذلك بدون أي تقصير مني .. إنني أتضايق جداً من طريقته وأبكي بكاءاً مريراً ؛ بل أصبحت أشعر بالنفور منه وأخشى إن صارحته أن يتحول الأمر لعناد دائم فأهدم بيتي بيدي خاصة أنني أنتظر مولودي الأول بعد شهرين .. فهل دللتموني على الحل المناسب..
ج: إن المصارحة بين الزوجين من أهم أسباب سعادتهما، والكثير من الأزواج لا يلتفتون لأهمية المصارحة لا سيما في أول سنة من الزواج؛ ولذا تتفاقم السلبيات وتكثر المنغصات التي تنفر أحدهما من الآخر دون أن يستطيع أحدهما أن يصارح بها الآخر. وأرى أنك قد جعلت حواجز وهمية تحول بينك وبين مصارحة زوجك، وبالغت في النتائج المترتبة على هذه المصارحة دون مسوغ معقول .. ولذا أنصحك باستغلال أسرع فرصة مناسبة لتفضي إليه بما في قلبك وما تكنين له من حب واحترام، شارحة له حسن عشرته لك ثم أخبريه بأسلوبك اللبق أن يتجنب الألفاظ النابية والكلمات الجارحة التي تكدر صفو حبك له وتنغص عليك سعادتك معه، مذكرة له بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم: "ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء" وفقكما الله لما يحب ويرضى. وجمع بين قلبيكما بالتقوى.
همسة في أذن كل زوج: إن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يقول الرجل لامرأته قبحك الله أو قبح الله وجهك، فما بالكم بالسب واللعن.. قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم: ما حق المرأة’ على الرجل؟ قال: "يطعمها إذا طعم ويكسوها إذا اكتسى، ولا يقبح الوجه، ولا يضربها ضرباً غير مبرح ولا يهجرها إلا في البيت"، و "المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده".
في بيتنا مشكلة . .
يا أبا فلان : اتق الله فينا ولا تطعمنا المال الحرام.
س: نعيش أنا وزوجي حياة بسيطة فهو موظف متوسط الدخل ونسكن بيتاً بالإيجار وحلمنا أن نشتري بيتاً وهذه الأمنية الغالية ـ عند زوجي ـ يشعر دائماً أنها بعيدة المنال فقد أصبح يبحث عن طرق تجعله يكسب الفلوس بسرعة مما اضطره للتساهل في أكل المال الحرام وكلما حذرته من هذا أعرض عن نصيحتي وصد واستمر على حاله فكيف أردعه فوالله إنني لا أنام الليل.
ج: لقد ذكرني حرصك على نصح زوجك بنساء السلف اللاتي كانت إحداهن إذا هم زوجها بالخروج لطلب الرزق قالت له : يا أبا فلان .. اتق الله فينا ولا تطعمنا المال الحرام، فإنا نصبر على الجوع ولكنا لا نصبر على النار .. فإذا خرج الزوج ظلت هذه الوصية تقرع قلبه كلما حدثته نفسه بتعدي حدود الله، ولذا فاستمري في نصحك لزوجك وتحذيره من سوء عاقبة أكل المال الحرام، وحاولي أن تربطي بين ما يقع عليه من مصائب و ما يحل به من نوائب بما اكتسبه من المال الحرام كما قال تعالى: (وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير) الشورى، الآية :3. فإذا تعطلت السيارة أو مرض الولد أو انكسر إناء أو فسد غذاء فقولي له : لعل هذا بما اكتسبت من المال الحرام .. ثم عظيه بما ورد في الكتاب والسنة من ترهيب لمن أكل الحرام ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم.. "كل جسد نبت من السحت (أي الحرام) فالنار أولى به" 0الحديث صحيح). أسأل الله أن يصلح حالكم وجميع المسلمين.
في بيتنا مشكلة . .
هل أتزوج؟!
س: تزوجت وأنجبت طفلاً ثم حملت بالآخر .. ثم حصل لزوجي حادث مروري وتوفي قبل عام، عندي الآن طفلان وعمري 22 عاماً .. ومدة زواجي كانت قصيرة نسبياً ولم أجلس مع زوجي كثيراً، لأن طبيعة عمله كان دائم السفر .. أهل زوجي ذوو مال وجاه ومنصب وقد طلبوا مني أن أبقى مع أطفالي فلا أتزوج أبداً وإنما أتفرغ لتربيتهم ووضعوا لي بيتاً فخماً وخادمة وسائقاً ووفروا لي كل وسائل الترفيه وأسبغوا علي بالمال حتى لا أتزوج. وقد فرح أهلي لهذا؛ لأن مستواهم المادي عادي جداً فهذا الموقف وسع عليهم كثيراً ؛ لأجل هذا فهم لا يريدون لي أن أتزوج ليظلوا مستفيدين من وضعي .. أنا فتاة جميلة ولا أدرس وإنما بالبيت وفي حيرة من أمري ورأيي الشخصي أنا أميل للزواج خاصة أنه يأتي الكثير لخطبتي فهل أنصر رغبتي أم أحيا بمشاعر الأمومة وأنفع أهلي وأرضي أهل زوجي ..
ج: قال أهل العلم : الزواج واجب على من استطاع عليه وتاقت نفسه إليه وخشي الفتنة على نفسه ، فالمسلم ـ ذكراً كان أم أنثى ـ يجب عليه إعفاف نفسه عن الحرام وتحصينها من العنت ولا يتم ذلك إلا بالزواج . أما من رغب في الزواج ومالت نفسه إليه وكان قادراً عليه ولكنه يأمن على نفسه من اقتراف ما حرم الله عليه فإن الزواج يستحب له، لأن النبي صلى الله عليه وسلم حث على الزواج وجعله من سننه. ويتضح مما تقدم ، أنك تنظرين إلى نفسك فإن كنت تخشين الفتنة على نفسك وتخافين أن ترتكبي الحرام فيما لو امتنعت عن الزواج نظراً لشدة ميلك له ففي هذه الحالة يجب عليك أن تتزوجي دفعاً للفتنة عن نفسك وحسماً للعنت وإن كان في زواجك فقدانك للبيت الجديد والعيش الرغيد وتضييع للمصلحة المادية التي يجنيها أهلك من بقائك بدون زوج، لأن الدين يقدم على كل ما سواه .. ولكن في حالة كون ميولك (الجنسية والنفسية) للزواج ليست بالشديدة ويمكنك أن تأمني على نفسك من العنت والوقوع فيما حرم الله، فلك أن تتركي الزواج وتعكفي على تربية أبنائك وتظلي في رعاية أهل زوجك وفي الوقت نفسه يستفيد أهلك مادياً عن طريقك، وفي هذه الحالة ينبغي أن تكثري من الصيام والعبادة لإرشاد النبي صلى الله عليه وسلم إلى ذلك لزيادة الاستعفاف والله تعالى أعلم.
في بيتنا مشكلة . .
أحبها ... ولكن ...
س: لي ابنة خالة حبها تغلغل في أعماق قلبي منذ الصغر والله ما أفشيت هذا السر لأي مخلوق. أحببتها حباً شديداً وكنت أعيش للدراسة ومن ثم الوظيفة من أجل أن أكون نفسي لأستقر وأتزوجها.. لم أتخيل لي زوجة في العالم غيرها.. كنت أردد اسمها بل وأسماء بناتي من فرط حبي لها، وفي العام الماضي طلبت من والدتي التقدم لخطبتها ولكن جاءتني دورة في الخارج لمدة أربعة عشر شهراً عشت مع الأحلام الوردية وحينما عدت وأنا عازم على الخطبة وجدتها تزوجت، عشت ولا زلت أعيش أياماً عصيبة جداً تعكر مزاجي .. تقتل طموحي .. وتغير اهتمامي .. وهذه الأيام انبعث في نفسي بوادر الأمل فقد علمت أنها عند أهلها لوجود خلا ف بينها وبين زوجها فهل أحدث خالتي وأخبرها بما في نفسي أم أنتظر لأرى النهاية بين الزوجين أم أخطب شقيقتها الأصغر منها سناً ، لا تنصحوني بالابتعاد فقد تعلق قلبي ولا أظن أني قادر على النسيان أو الانشغال بغيرها.
ج: أخي الحبيب: اسمح لي أن أكون معك صريحاً ـ فإني لك محب ـ وأسألك بصراحة كيف تستسيغ لنفسك أن تفرح لمصاب أخيك المسلم وتسر لخلاف وقع بينه وبين زوجته من أجل أن تحقق شهوة في نفسك وصبوة في فؤادك؟ .. استغفر الله !! أيفعل ذلك مسلم ؟ كلا .. لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال : "ليس منا من خبب امرأة على زوجها" سبحان الله !! ليس منا .. نعم ليس منا لأن المسلمين يحب بعضهم بعضاَ، ويحب أحدهم لأخيه ما يحبه لنفسه؛ بل ويؤثره عليها، ولذلك "ليس منا" من أحب أن يقيم بنيان أسرته بنقض بنيان أسرة أخيه وهدمها..
أيها الأخ.. إذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد نهى الرجل أن يخطب على خطبة أخيه فقال : "لا يخطب الرجل على خطبة أخيه حتى يترك الخاطب قبله أو يأذن له"متفق عليه، وذلك رعاية لمشاعره وتقديراً لإخوته مع العلم أنها مجرد خطبة، فما بالك إذا وقع الزواج وحصلت العشرة وتكونت الأسرة؟! .. كلا .. لا أعتقد أنك جلست مع نفسك جلسة محاسبة ومصارحة لكي ترى كيف استجرك الشيطان إلى مثل هذه الأمنيات المحرمة والآمال المزيفة .. وعليه، فإن من نافلة القول أن نقول لك: إنه يحرم عليك أن تحدث خالتك بما ألقاه الشيطان في قلبك، لأن ذلك سيعمق الشقاق الواقع بين ابنة خالتك وزوجها وهو من التخبيب المحرم شرعاً والذي تأنفه النفوس الكريمة وتأباه العقول القويمة السليمة .. ولذا فإني أنصحك بخطبة امرأة صالحة ذات دين سواء كانت ابنة خالتك الصغرى ـ كما ذكرت ـ أو غيرها، والمهم أن تكون ذات دين لتعينك على أمور دينك ودنياك وفقك الله ورعاك وسددك وهداك.
في بيتنا مشكلة . .
أبي .. يرفض زواجي
س: أنا شاب أريد الزواج ووالدي تاجر كبير ومقتدر مادياً فتكاليف زواجي بالنسبة له يسيرة لكثرة ماله وحلاله ولكنه يرفض إلى أن أتخرج من الجامعة (بقي لي عامان) وأعمل لأجمع المهر، طلبت منه السلفةلأتزوج وأردها له فيما بعد ولكنه رفض وقال لي: إن تزوجت فأنا غير راضِ عنك لا تتزوج إلا إذا كونت نفسك واعتمدت عليها، فماذا أفعل؟
ج: الحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله، فأحسب أن أباك لم يمنعك من الزواج إلا حرصاً منه على مصلحتك، واجتهاداً منه في تربيتك .. ولكن .. ولكن ليس كل مجتهد مصيب .. ولا كل حريص مدرك ما يريد .. فهو ـ فيما أرى ـ مخطئ في منعك من الزواج، وكان الأولى به أن يسعى جاهداً لإعفافك، ويبذل كل ما في وسعه لتحصينك ـ لا سيما ـ في هذا الزمان الذي كثرت فيه الفتن، وتنوعت فيه وسائل الإغراء والإفساد .. ولأهمية وضرورة قيام الأباء بإعفاف الأبناء عند حاجتهم لذلك قال بعض أهل العلم: على الأب إعفاف ابنه إذا كانت عليه نفقته وكان محتاجاً إلى إعفافه (المغني مع الشرح الكبير ج9/264). إذا ثبت هذا، فإني أوصيك بأن تكرر محاولاتك في إقناع والدك بحاجتك للزواج ولا تيأس .. وبين له أثر ذلك على تمسكك بدينك، بل وحتى على تحصيلك الدراسي، فإن أخفقت في إقناعه، فاجعل والدتك تشفع لك عنده، لأن الأم أرق على الأبناء قلباً، وأكثر من الأب إشفاقاً وعطفاً فلعلها تنجح في إقناعه .. فإن تعذر ذلك فاجعل بعض أقاربك ممن لهم مكانة عند والدك يشفعون لك عنده لعل ذلك كله يكون سبباً في عدوله عن رأيه .. فإن تعذر إقناع والدك، فيمكنك أن تبحث عن عمل تتكسب منه تجمع نفقات زواجك وليشعر والدك أنك جاد في رغبتك، فلعل ذلك يدعوه لمساعدتك .. وقد قال صلى الله عليه وسلم "ثلاثة حقاً على الله عونهم: المجاهد في سبيل الله ، والناكح يريد العفاف والمكاتب" (المشكاة/3089).
وحتى يأتي اليوم الذي يتسنى لك فيه الزواج، نوصيك ـ أخي الحبيب ـ بأمور عدة تعينك على العفاف كما قال تعالى: (وليستعفف الذين لا يجدون نكاحاً حتى يغنيهم الله من فضله)النور، الآية :33 ومنها:
1- الصوم: وهو وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم لكل شاب لا يستطيع مؤونة الزواج حيث قال صلى الله عليه وسلم: "يامعشر الشباب من استطاع منكم الباءة (أي مؤونة النكاح كالصداق والسكن والنفقة) فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء" (أي أن الصوم يقطع الشهوة أو يخفف حدتها) الحديث متفق عليه.
2- غض البصر: لأن إطلاق البصر للنظر إلى المحرمات كصور النساء والمردان ونحوهم مما يؤجج الشهوة، ويثير الغريزة الجنسية، وقد قال الله تعالى: (قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم)النور،الآية:30.
3- إشغال النفس بالعمل الصالح كطلب العلم والدعوة إلى الله حتى تقطع هواجس الشيطان ونزغاته التي تكثر عند الفراغ.
4- الصحبة الصالحة التي تعينك على الفضائل وتدلك عليها، وتحذرك من الرذائل وتبعدك عنها.
أخيراً أخي الحبيب ـ فإنك ذكرت مسألة الاقتراض من أجل الزواج ، وأنا أنصحك أن لا تقيم حياتك على الاقتراض من الناس حتى لا تتراكم عليك الديون، وتتكالب عليك الهموم، وتقع في مشكلات أنت في غنى عنها، لا سيما وأنت لا تعمل وليس لك راتب يمكن أن توفي منه الديون ـ .. فاصبر وتصّبر ." ومن يصبر يصبره الله " أخرجه البخاري ومسلم.
في بيتنا مشكلة . .
واستني بمالها إذ حرمني الناس
س: ليس لدي مشكلة اللهم إلا بعض المال تبقى من المهر وهو محفوظ عندي الآن .. وعندما علم زوجي في بداية زواجنا أنه لا يزال في المهر بقية حاول أن يطلبه مني بطريقة مؤدبة نتيجة لديون عليه إلا أنني كنت أتهرب من الموضوع خوفاً مما أسمع من الذين حولي.. وبعد مرور سنة على زواجنا بت أفكر في أمر المال دوماً .. هو مبلغ لا يتجاوز العشرة آلاف. أحياناً كثيرة أفكر في ديونه المتراكمة فأشفق عليه وأفكر في إعطائه إياها رحمة به من هذه الديون من جهة ومن جهة أخرى علّ الله أن يغفر لي تقصيري في حقه بسبب تفريجي لبعض كربته .. وأحياناً أخرى أفكر في شراء بعض الأجهزة الكهربائية التي تنقصني في البيت ولا زلت في حاجة لها وعندما أطلبها منه يتعذر بهذه الديون ... وأحياناً أجزم أن أدخرها للمستقبل حين نعمر( بيت ملك) بإذن الله فيحتاج حينها إلى المال حاجة حقيقية فاسعفه بهذا المال .. لم استقر على شيء .. لا أدري أين الصواب فيما قلت..
ج: الحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه وبعد، فإن كان زوجك من الصالحين الذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواماً، فإني أوصيك بتنفيس كربته، وقضاء حاجته، ومساعدته بما تجود به نفسك من بقية مهرك وغيره ... ولك من الله الأجر العظيم والثواب الجزيل، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "الصدقة على المسكين صدقة، وهي على ذي الرحم اثنتان: صدقة وصلة" ]رواه أحمد وغيره وصححه الألباني[ وقد سألت زينب ـ رضي الله عنها ـ امرأة عبد الله بن مسعود ومعها امرأة أخرى من الأنصار النبي صلى الله عليه وسلم عن الصدقة على الزوج فقال صلى الله عليه وسلم : "لهما أجران : أجر القرابة، وأجر الصدقة" متفق عليه، واللفظ لمسلم .. هذا هو أجر الآخرة، وأما في الدنيا، فاعلمي أن مساعدتك لزوجك من أكبر أسباب زيادة محبته لك وتعلقه بك .. ألم تر كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر فضل خديجة؟! .. كان يذكر مشاركتها له في محنته وشدته، وفي ابتلائه وكربته بل ظل يحبها ـ حتى بعد موتها ـ حباً غارت منه عائشة رضي الله عنها وهي أحب نسائه إليه، حتى قالت ذات يوم: "ما غرت على أحد من نساء النبي صلى الله عليه وسلم ماغرت على خديجة وما رأيتها، ولكن كان النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن ذكر خديجة،قلت: وكأنه لم يكن في الدنيا امرأة إلا خديجة؟ فيقول لها: إنها كانت وكانت" ]رواه البخاري[ وجاءت رواية الإمام أحمد في مسنده لكي تفسر ماذا كان يعني النبي صلى الله عليه وسلم بقوله : "كانت وكانت" حيث قال صلى الله عليه وسلم : "آمنت بي حين كفر الناس، وصدقتني إذ كذبني الناس، وواستني بمالها إذ حرمني الناس (وهذا هو الشاهد) ورزقني الله منها الولد" ]رواه أحمد وسكت عنه ابن حجر في الفتح[ فكوني ـ أيتها الأخت ـ كخديجة رضي الله عنها في مشاركتها لزوجها في أحاسيسه ومشاعره، ومقاسمته همومه وأحزانه بنفسك ومالك ودعائك