حوار هادئ مع أختي المسلمة
حول الفضائيات والأنترنت
بقلم
مريم السالم
المقدمة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.. وبعد..
أختي ابنة الإسلام يا منجبة الرجال.. ومربية الأجيال.. يا صانعة الأبطال.. أكلمك فاستمعي، وأحذرك فانتبهي، وأخوفك فارتدعي، واكتب لك فاقرئي وانتفعي..
أكتب لك أنتِ.. يا من تربطني بك أخوة عميقة، ورابطة وثيقة {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ } في هذه العقيدة.. وأخصك أنتِ بالحديث لعلمي أنكِ تحبين الله والدار الآخرة ترجين ثوابه وتخافين عقابه..
أعلم أن لك بيتاً وزوجاً وأطفالاً هم أحب شيء إليك، وأراك تسعين جاهدة لأداء حقوقهم، ونيل رضاهم لتكوني أماً مثالية.. وزوجة ناجحة، وربة بيت ماهرة..
فهل ترضين بعد ذلك أن تكوني غاشة لهم؟ خائنة لأمانتهم؟ مضيعة لحقوقهم؟ يشكونك إلى الله، ويتبرؤن منك يوم القيامة.. إذ كيف رضيت بالأعداء يشاركونك في مهمتك..
أنتِ يا من تمتلكين طبق الدش في بيتك، تزينين به سطح منزلك وتفتخرين به أمام جيرانك وأقاربك..
أما علمت أنك تجاهرين بالمعصية ربكِ؟..
أختاه.. ما هذا الذي أراه فوق سطح الدار.
تمدين أسلاكه لبيتك وللجار.
تقربين به نفسك وأبنائك من النار.
ألا تخافين غضبة الجبار.. ألا تخشين دار البوار جهنم وبئس القرار.
هل فكرب يوما.. لماذا ومن أين أتى؟! من صنعه لك وماذا يريد بك؟!!
اسألي أصحاب الحجا والعقول.. اسألي أهل الدين وا لأصول.
لاشك سيجيبون: لقد صنعه لك الأشرار.. يريدون لك الخزي والذل والعار. يريدون أن تكوني من أصحاب النار..
أخيتي.. انقذي نفسك وأسرتك قبل أن يحل بك الدمار..
أختكِ مريم السالم
حوار هادئ
(بسمة) اسم على مسمى.. فالإبتسامة لا تفارق شفتيها..
تراها دوماً سعيدة.. مسرورة.. ضحكاتها تملأ المكان..
* طبعاً من مثلك يا بسمة.. زوج طيب، وأبناء ذكور وإناث، مال وجاه، بيت كبير، أثاث فاخر وجميل، وكل طلباتك أوامر، أليس كذلك؟!
بسمة: بلى هو كذلك ولكن في الظاهر فقط.
* تقصدين أنك لا تشعرين بالسعادة بالرغم من توفر كل وسائلها لديكِ؟
بسمة: نعم، وإن كنتِ تريني ضاحكة دوماً ففي داخلي حزن عميق، أشعر في أحيان كثيرة بضيق وكتمة في صدري، أكره نفسي وزوجي وأبنائي وأحس أن الدنيا تضيق بي حتى تكاد تخنقني.
* الله.. الله.. مهلا.. مهلا.. أكل هذا الهم تحملينه فوق رأسك يبدو أنك تبالغين..
بسمة: لا والله إني لا أبالغ أبداً، وقد لا تصدقين لو قلت لك إني أشعر بأشد من ذلك.
ولكن ألم تبحثي عن السبب يابسمة؟
بسمة: لا أدري ما السبب ولكنني أعزي نفسي بأن الناس كلهم مثلي فليس هناك أحد إلا ولديه شكوى أو بلوى.. هذه هي الحياة..
* نعم يا بسمة صحيح، ولكن الله عز وجل أخبرنا عن أقوام يعيشون حياة هانئة سعيدة، يقول عز وجل: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} (97) سورة النحل
قال المفسرون: هذا وعد من الله تعالى لمن عمل صالحاً وهو العمل المتابع لكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم من ذكر أو أنثى من بني آدم وقلبه مؤمن بالله ورسوله بأن يحييه حياة
طيبة في الدنيا وأن يجزيه بأحسن ما عمله في الدار الآخرة والحياة الطيبة تشمل وجوه الراحة من أي جهة كانت . كما أنه حكى لنا عن أناس يعيشون تعاسة أبدية حتى ولو حيزت لهم الدنيا يقول عز وجل: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى(124) قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا(125) قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى} (124_126) سورة طـه
والمعيشة الضنك هي المعيشة الضيقة .
فمن خالف أمر الله وما أنزله على رسوله صلى الله عليه وسلم فأعرض عنه وتناساه وأخذ من غير هداه فلا طمأنينة له ولا انشراح لصدره بل صدره ضيق حرج لضلاله وإن تنعم ظاهره ولبس ما شاء وأكل ما شاء وسكن حيث شاء فإن قلبه ما لم يخلص إلى اليقين والهدى فهو في قلق وحيرة وشك .
بسمة: ماذا تقصدين؟
* أقصد أنكم أحضرتم بأنفسكم وأدخلتم في بيتكم ما يعرض عن ذكر الله عز وجل وهذا هو سبب شقائكم في الدنيا، وكذلك سيكون في الآخرة.
بسمة: أتعنين الدش؟
* وهل هناك بلاء غيره عم وطم في هذا الزمان؟
بسمة: إننا نستمتع به ونقضي وقت فراغنا عنده، ونحن لا نشاهد فيه إلا الأخبار وبرامج الأطفال وبعض الأفلام والمسلسلات والبرامج المنوعة، إنه التقدم والرقي والحضارة، والاستفادة من تقنيات العصر، فالعالم كله بين يدك أتحرك فيه بجهاز صغير، أتنقل وأتجول بنظري في أي مكان أريد فأي جرم ارتكبته سبب لي هذا الشقاء؟! ثم إننا لسنا وحدنا من أدخل هذا الدش انظري إلى البيوت من حولنا، بل ها هي سميرة أقل مستوى منا وبالرغم من ذلك عندها دش.
- يا بسمة دعينا نتناقش بالعقل والمنطق لنصل إلى نتيجة إيجابية ونرد على هذه الحجج أولاً بأول.
بسمة: هات ما عندك
- أنا معك في أنه جذاب، وجذب كل من لم يفكر في دينه وخلقه ولم يحسب لآخرته حساباً، ومن يشاهده لا يملك إلا أن يتابعه بإعجاب وانبهار فهو ينقلك هنا وهناك يطير بك في كل مكان برينا الدنيا أشكالاً وألواناً، فهنا مسلسلة، وهناك فيلم وهذا برنامج، وذاك لقاء.. ولكن يا بسمة أرأيت لو أن أمامك عسلا طيب اللون والرائحة حلو المذاق سهل التناول- على ما يبدو لك- ولكن خلط به من يكرهك شما أكنت تشربين منه أم لا ؟! إنه متعة كما قلت يا بسمة ولكنها متعة محرمة، متعة دنيوية زائلة لا تقارن بمتع الآخرة الدائمة، ثم إن لديك من الأعمال والمهام الجسيمة ما لا يبقى لك وقتا لتقضيه أمام ذلك الدش فأنت زوجة ومربية وربة بيت وهل هناك أعظم من هذه المسؤوليات، فهل قمت بها حقا كما
ينبغي؟! وإن بقي لديك فراغ بعد ذلك فاقضيه بالمفيد النافع، اقرئي القرآن يا بسمة ففي كل حرف حسنة والحسنة بعشر أمثالها، فهل أنت في غنى عن الحسنات؟!
اقرئي الكتب النافعة واستمعي للأشرطة المفيدة، اجعلي لك برنامجاً يومياً رتبي فيه الأعمال والمهام فللأولاد وقت وللزوج وقت آخر ولصلة الأرحام نصيب.. وهكذا وأنا متأكدة أنه لن يتبقى لديك وقت فراغ بعد ذلك.
أما قولك لماذا فلانة وعلانة عندها دش؟
فهذا هو التقليد الأعمى بعينه، التقليد الذي يضر ولا ينفع، لقد عرفتك يا بسمة امرأة عاقلة تزنين الأمور بميزان الحق والعدل فهل إذا أخطأ الناس نخطىء مثلهم؟! وهل العبرة بالأكثرية؟! وهل يعني انسياق الناس خلف شيء فاسد يبرر لنا الانسياق وراءهم؟!
إن الله عز وجل يقول:{وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللّهِ} (116) سورة الأنعام ، والحكمة تقول: لا تنظر إلى من هلك كيف هلك ولكن انظر إلى من نجا كيف نجا.
بسمة: ولكني لم أفهم ما علاقة ذلك كله بما أشعر به من ضيق؟
- إنها معصية يا بسمة وإعراض عن الله والمعاصي سبب لظلمة القلب وشقاء الحياة يقول الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى: "ومن أعظم أسباب ضيق الصدر: الإعراض عن الله تعالى، وتعلق القلب بغيره، والغفلة عن ذكره ومحبة سواه فإن من أحب شيئاً غير الله عذب به وسجن قلبه في محبة ذلك الغير فما في الأرض أشقى منه ولا أكسف بالاً ولا أنكد عيشاً ولا أتعب قلباً.
بسمة: إنه كلام جميل ومطابق للواقع وماذا بعد ذلك؟ - بعد ذلك أود أن أسألك سؤالاً فأجيبيني عليه بصدق: نعمة البصر الذي تشاهدين به هذه القنوات من وهبك إياها؟
بسمة: الله سبحانه وتعالى.
- ومن الذي يقدر على أخذها منك في أي لحظة؟
بسمة: الله طبعاً.
- إذاً تعترفين أن هذه نعمة واحدة فقط من نعم الله عليك وأنه هو الذي وهبك إياها ومتى شاء أخذها منك ولا تستطيعين رده سبحانه أليس كذلك؟
بسمة: بلى هو كذلك.
- هذا يعني أن البصر أمانة عندك فهل يحق لك بعد ذلك أن تضيعي الأمانة وأن تستخدميها فيما يغضب من أعطاك إياها؟! ترى لو أن زميلة لك أعطتك مبلغاً من المال أمانة عندك فهل تستطيعين أن تتصرفي به كيف تشائين؟! أو تنفقيه فيما تريدين؟!
بسمة: حاشا لله.
- فكيف بمن هو أعظم وأجل، كيف بمن نعمه لا تعد ولا تحصى، كيف بمن عرض الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها، وحملناها أنا وأنت وبقية البشر فيالظلمنا وجهلنا!! فماذا ترانا نقول إذا سئلنا عن الأمانة وقد ضيعناها؟! إن نعمة البصر نعمة عظيمة تستحق الشكر لله سبحانه وتعالى؟
أتعرفين كيف يكون شكر النعم يا بسمة؟
بسمة: نعم نقر ونعترف لله بالفضل ونقول الحمد لله.
- هذا شكر اللسان والقلب وبقي شكر الجوارح.
بسمة: وكيف يكون شكر الجوارح؟
- بألا نستخدم هذه النعمة فيما يغضب الله، بل نسخرها لطاعة الله والقيام بما أمرنا به والبعد عما نهانا عنه، فلا ننظر بأعيننا إلى ما حرمه علينا وهل هناك أشد حرمة مما يعرض على هذا الجهاز الخبيث؟!
وقيسي على ذلك نعمة السمع فلا تسمعي بأذنيك إلا ما أحل الله والغناء والموسيقى مما حرمه الله، ومثلها نعمة العقل لتميزي به بين الخبيث والطيب فتختارين الطيب وتتركين الخبيث استمعي إلى قول الله عز وجل وهو يقول: {إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً} (36) سورة الإسراء إذاً سيسألك الله عز وجل عن سمعك وبصرك وفؤادك فيم استخدمتيها؟! أفي طاعته أم معصيته؟!
ولا تنسي أيضاً نعمة المال الذي اشتريتم به هذا الدش فهو الذي وهبكم إياه وسيسأل كل عبد يوم القيامة "عن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه "؟ ومثلها نعمة الوقت والفراغ والصحة.. "وعن عمره فيم أفناه؟! وعن شبابه فيم أبلاه؟! " فالويل لمن فرط في جواب ذلك السؤال!! ماذا سيقول من أفنى عمره في معصية الله وبماذا سيجيب من قضى وقته عند ذلك الجهاز؟!!
بسمة: طيب.. إذا شكرنا الله على هذه النعم ماذا سيكون جزاؤنا؟
- جزاء الشكر عظيم فبالشكر تدوم النعم ويحفظها الله عز وجل بل ويزيدها نماء وبركة مصداقاً لقوله تعالى: {لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ} (7) سورة إبراهيم
يا أختي الحبيبة: إن هذا الدش فتنة، فتنة عظيمة، لم يرض بها إلا من غفل عن الله واليوم الآخر ونسي أن هناك كتاباً لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها..
هل تستطيعين يا بسمة أن تنكري أن أكثر هذه القنوات هدفها مادي بحت؟! وبالطبع فهم لا يهمهم تقديم ما يفيدنا وينفعنا ولم يراعوا في برامجهم مصلحتنا ومصلحة أبنائنا بل إنهم ينقلون لنا عادات وتقاليد البلاد الكافرة وها نحن نرى بعض التقاليد انتشرت بين نسائنا في لباسهن وحجابهن.
بسمة: أنا معك في أن بعض القنوات تعرض ما يخل بالأدب والحياء ولكن ألا نستطيع التحكم فيما يعرض بالإنتقاء والاختيار لما يناسب؟
- إن دعوى إمكانية التحكم في هذا الجهاز هي دعوى لا دليل عليها أصلاً فما رأينا أحداً استفاد مما يعرض فيه ولم يسلم من شره لقد عجز الكثير يا بسمة عن التحكم بما هو أقل ضرراً من هذا الدش فلماذا نخادع أنفسنا ونضحك على عقولنا؟!
إن من يجلس ليشاهد الأخبار- بزعمه- سيشاهد بلاشك ما بعد الأخبار فالبرامج المغرية لا تأتي أصلأ إلا بعد الأخبار إن الحق واضح لا يحتاج إلى زيادة بيان ولكن الهوى والشيطان والنفس الأمارة بالسوء جعلتنا نرى الأمور بعكس حقائقها دعيني أسألك الآن:
يا بسمة ماذا عن الأولاد الذين هم أمانة في أعناقنا كيف نتركهم أمام هذا البلاء ليكون قدوتهم المغني الفلاني والممثل الفلاني ويتعلقون بهذا الجهاز ويتعلمون منه ما يضرهم ولا ينفعهم فيحفظون الغناء بدل القرآن ويرددون الدعايات بدل الدروس والاختبارات؟ إن من تسمح لأبنائها بالجلوس أمام تلك القنوات عليها أن تسأل نفسها هل أبناؤها اليوم هم أبناؤها بالأمس أم أن هناك تغير واضح؟ هل أصبحوا يقنعون بالقليل كما كانوا؟ وهل زادوا لها طاعة واحتراماً أم العكس؟ وكيف ترى محافظتهم على الصلاة بعد احضار الدش لهم؟ ولتجب أختنا على نفسها بصدق لتعرف مدى تأثير تلك القنوات على أبنائها.
بسمة: لا.. لا.. من ناحية الأبناء اطمئني فنحن ندرك خطر ذلك عليهم فلم نوصل الدش إلا لغرفة أبيهم فقط.
- إذاً يكفيني أن أحكي لك ماذا فعل أولاد أم عبدالله.
بسمة: ماذا فعلوا يا ترى؟
- أحضروا صاحباً لهم عنده خبرة ليسحب لهم سلكاً من غرفة والدهم إلى غرفتهم بعد أن تسلقوا جدران البيت من الخلف وقفزوا من النافذة.
بسمة: معقولة؟!!
- نعم.. معقولة فكل ممنوعاً مرغوب، هذا إذا كان الدش ممنوعاً عنهم أما إذا كان متوفراً لهم فحدث ولا حرج لقد صحت أم فهد ذات ليلة من نومها ونزلت إلى الطابق الأسفل لتحضر حاجة كانت قد نسيتها في ساعة متأخرة من الليل ففوجئت بأن أبنائها جالسون في الظلام يتابعون بشغف فيلماً خليعاً فوضعت يدها على رأسها وراحت تشكي وتبكي.
إذاً تذكري أنك تغفلين وتنسين وتخرجين وتغيبين عن البيت وتقل الرقابة وسبحان من لا ينام ولا يغفل ولا ينسى.
بسمة: نعم هذا صحيح ولكن بقيت مشكلة.
- خيراً وما هي؟
بسمة: بناتي..
- ما بهن؟
بسمة: إن من الأسباب الأولية التي دفعتنا إلى لشراء الدش هن بناتي فقد أصبحن يغرن من صاحباتهن في المدرسة، فما أن يلتقين في الصباح الباكر حتى تبادر كل واحدة صديقتها بالسؤال:
هل رأيت فيلم السهرة البارحة؟ كم هو رائع وجميل.. والويل لمن ليس في بيتها دش لأنها ستكون عرضة للسخرية والاستهزاء.. أوه مسكينة أنت يا سارة لقد تذكرت أنه لا يوجد عندكم دش لقد فاتك البارحة نصف عمرك.. لا.. لا تسكتي يا سارة لابد أن تطلبي من والديك احضار الدش وإلا فإنك محرومة لأنك تعيشين بعيداً عن العالم .. إلى مثل هذا الكلام الذي جعلهن يبكين ويترجين والدهن ليحضر لهن الدش.
- هؤلاء يا بسمة هن قرينات السوء وعليك أن تحذري بناتك من مصاحبتهن أو السير معهن ولو اضطر الأمر إلى نقلهن إلى مدرسة أخرى، ثم إني أنصحك أن تجلسي مع بناتك جلسة ود أخبريهن لماذا لا يدخل هذا الجهاز بيتنا ومما هي الأضرار الحاصلة من وراءه ولعل منها تدني مستواهن الدراسي ثم السلوكي والأخلاقي، وهو قبل كل شيء مرضاة للشيطان، مغضبة للرحمان.
أما هؤلاء الصاحبات فعليهن وزر عظيم لأنهن داعيات إلى الفساد والخراب "ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه إلى يوم القيامة لا ينقص من آثامهم شيئاً" . وكذلك كل من أدخل دشاً في بيته راضياً مختاراً فعليه وزر كل من شاهده واستمع له، ومن هنا جاءت خطورة هذا الدش إن شره مستطير وضرره بعيد.. بعيد جداً يتجاوز حدود الزمان والمكان، إنه يضاعف السيئات وينقص ميزان الحسنات ويضيف لمن جلبه آثاماً وأوزاراً لم يعملها وذنوباً وسيئات لم يفعلها، ويبقى شؤمه يتابعه حتى بعد موته، فكل من شاهد في هذا الجهاز محرماً فعليه وزره- من غير أن ينقص من أوزارهم شيء- لأنه هو المتسبب الأول في إحضاره، ولك أن تتصوري ذلك مهما طال الزمان وكثرت المعاصي .
بسمة: الحمد لله هذا الكلام يعني أن الإثم سيلحق زوجي فقط فهو الذي اشتراه ووضعه داخل البيت.
- ومن قال لك ذلك يا بسمة، وأنت ماذا صنعت؟! أنت ساكتة والساكت على المنكر شيطان أخرس وأنت راضية والراضي مشارك في الإثم ثم أين دورك في نصحه وتوجيهه والتأثير عليه؟!
بل أين غيرتك ومحبتك- إن كانت صادقة له؟!
كيف ترضين له أن يتفرج على النساء أشكالاً وألواناً وهن في كامل زينتهن بل وفي حال أشبه ما يكن بالعرايا؟! والله عز وجل يقول: {قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ} (30) سورة النور، والله لو نظر إلى امرأة متحجبة في الشارع لصحت عليه وفتحت باب السباب والشتائم... أنت لا تستحي.. أنت رجل طويل العين وقليل الأدب... وأنت... وأنت....
ووالله لو تزوج بأخرى غيرك- زواجاً شرعياً- لأقمت الدنيا ولم تقعديها ولتركت له البيت والأولاد وذهبت غاضبة عند أهلك!! سبحان الله مقلب القلوب والعقول!!
ما الذي حدث لماذا تغيرت المواقف وتبدلت الأحوال؟! انقلب الحق باطلاً والباطل حقاً ولا حول ولا قوة إلا بالله.
صدقيني يا بسمة أنت الخاسرة إذا شاهد زوجك النساء في ذلك الدش فماذا تكونين بجانبهن؟! أما قرأت التحقيق الذي نشرته إحدى المجلات عن الدش قال أحد التجار في دولة عربية: "إنني أبكي كلما شاهدت المذيعات الحسناوات لأنني أقارن بينهن وبين زوجتي " صراحة ووقاحة!!
بسمة: إذاً ماذا أفعل وكيف أصنع؟
- قومي بدورك يا صديقتي في نصح زوجك.
بسمة: ولكنك لا تعرفين أبا أحمد إنه رجل عنيد ومن الصعب إقناعه والتأثير عليه!!
- بالطبع هو لن يقتنع من مرة واحدة فلابد من الإلحاح والتكرار ترى لو كان عندك زواج لإحدى القريبات أو الصديقات وكنت تحتاجين لفستان لحضور ذلك الزواج كيف سيكون طلبك ورجاؤك لتحصلي منه على مال لشراءه؟!
بل إني أعرف من تبكي وتقبل أقدام زوجها ليعطيها المال الذي تريد وتتحين الأوقات المناسبة لتفاتحه بالموضوع فإذا كان هذا كله لأجل الدنيا الفانية فالآخرة أولى وأحق بالاهتمام وبذل المزيد من الجهد والتعب وسأحدثك بعد قليل عما يمكنك عمله.
بسمة: قبل أن تحدثيني عما أعمل أود أن تجيبيني على سؤال يتردد الآن في ذهني؟
- وما هو؟
بسمة: ماذا عن صلاتي وصيامي وسائر أعمالي هل يقبلها الله مني وأنا على تلك الحال؟
- نعم يابسمة إن صلاتك وصيامك وحجك وزكاتك كلها مكتوبة عند الله عز وجل وهي في ميزان الحسنات- إن شاء الله تعالى-.
أما تجولك بين القنوات
فلا أظنه إلا في ميزان السيئات
وإني يا أخيتي سألتك فأجيبيني بصدق وثبات
ماذا جنينا من وراء تلك القنوات
إنها عبث وقتل للأوقات
إنها غفلة وإضاعة للصلوات
نعم والذي خلق الأرضين والسموات
لن ترى فيه سوى الكافرين والكافرات والداعرين والداعرات
الباحثين عن اللذات والشهوات الغارقين في مستنقع الرذيلة والمحرمات
ألا تقرأين الأحاديث والآيات؟!
ألم تسمعي فتاوى العلماء الواضحات؟! إنه الدش يا أخيتي أبو المنكرات
انحراف فكري وشبهات
تدنيس لفطر الأولاد والبنات الصغيرات ونساء كاسيات عاريات
استهزاء بالمؤمنات الطاهرات
لعب ولهو وخوض في هذه الحياة
سفه وطيش وغفلة عن الممات
إنه الدش يا أخيتي أخبث المنكرات
ومن تابعه فلن يجني سوى الحسرات
جنبنا الله وإياك المخاطر والزلات
وجعلنا من إمائه الصالحات التقيات
وأسكننا فسيح الجنات
وأعلى لنا الدرجات
وأمننا يوم تسكب الدموع والعبرات.
تذكير المرأة بدورها
- كنت قد وعدتك يا بسمة أن أحدثك عما يجب عليك عمله أمام هذه المخاطر.
بسمة: نعم أفيديني أفادك الله.
- إن كل واحدة منا لها دور داخل بيتها يتمثل في حمايته من كل ما يضره والعمل على جلب كل ما ينفعه ويصلحه وهذا جزء من مسؤوليتها التي سيسألها الله عنها فقد جاء في الحديث الصحيح: "والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها" ... الحديث، ومعنى راعية أي حافظة مؤتمنة ملتزمة صلاح ما أؤتمنت على حفظه فهي مطالبة بالعدل فيه والقيام بمصالحه.
ورعاية المرأة تكون بتدبير أمر البيت والأولاد والخدم والنصيحة للزوج في كل ذلك وفي الحديث الآخر ((ما من عبد يسترعيه الله رعية فلم يحطها بنصحه لم يجد رائحة الجنة)).
إن دور المرأة المسلمة اليوم في عملية التربية والإصلاح مهمش بمعنى أنها فرطت وقصرت في القيام بدورها المطلوب منها فوظيفتها لا تزيد على الطباخة والغسيل والكواية والتنظيف وما زاد من وقتها فهو خارج البيت.
كم تعرفين من الأمهات من تحرص على جعل بيتها إسلامي، تتدارس مع زوجها كتاب الله وسنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم تجلس مع أبنائها تعلمهم كتاب الله تحفظهم أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، تعودهم على السنن والآداب الشرعية، تحذرهم من المنكرات والمحرمات تتحدث مع أبيهم عن كيفية تربيتهم وتجنيبهم مزالق الأخطار مستشعرة أنهم أمانة في عنقها وعنق زوجها.. قل من يفعل ذلك- إلا من رحم الله-.
بسمة: كلامك صحيح وأنا أول المقصرات.
- لقد آن لك أن تعرفي أن عليك واجبات وحقوق منها أن تحمي بيتك من هذا الدش، ومن حقك أن تقولي بكل صراحة ووضوح نعم للصحيح ولا وألف لا للخطأ يا بسمة ما رأيك لو أن أباً أحضر لأبنائه طعاماً فاسداً قد انتهت مدة صلاحيته وأراد أن يطعمهم إياه أترين أن الأم تسكت وتشاركهم هذا الطعام؟! أم أنها سترمي ذلك الطعام وتبعده عن البيت وتنكر على أبيهم اشتراءه لهذا الطعام الفاسد؟! لا شك أنها ستفعل ذلك لأن هذا الطعام يؤدي إلى موتها وموت أبنائها وانتهاء حياتهم. والمثال نفسه ينطبق على من يحضر لزوجته وأبنائه مثل هذه الأجهزة المدمرة للحياء والفضيلة والفارق فقط أن هذا يؤدي إلى قتل عقولهم وأرواحهم بدل أجسادهم وموت القلوب والعقول أشد من موت الأجساد.
والأم التي تسكت على هذا المنكر فهي إنما ترضى لعقلها وعقول أبنائها الموت والانتهاء.
بسمة: إذاً أرجوك أخبريني من أين أبدأ وكيف أعمل؟
- عليك يا أخيتي الإنكار بكل ما تستطيعين جربي كل الوسائل واسلكي كل السبل.. استخدمي أسلوب اللين والرقة مرة، وأسلوب الشدة مرة أخرى، لا تنسي التذكير بالله والتخويف من غضبه وعقابه، التذكير بالنار وحرها، والقبر وظلمته، ويوم القيامة وأهواله وشدته. تحدثي مع زوجك عن مسؤوليته عن بيته وأبنائه وعن حمايته لهم من كل ما يضرهم، اضربي له الأمثالى التي تقرب الصور إلى ذهنه، ذكريه بسؤال الله له عن الأمانات التي ائتمنها عنده، أمانة سمعه وبصره وماله ووقته وزوجه وولده..
ابحثي عن الأوقات المناسبة لتكرري عليه الحديث بأساليب مختلفة وإن عجزت فاستعيني بالأقارب وكل من له كلمة تسمع لمعينك على نصح الزوج.
ولا تنسي أخيرأ باب الله المفتوح.. الدعاء.. الدعاء بالليل والنهار ووقت الغروب والأسحار، أتذكرين يا بسمة قصة (العودة) تلك القصة التي قرأناها في المجموعة الأولى من الزمن القادم؟
أرأيت كيف استخدمت تلك المرأة الصالحة كل السبل والوسائل لهداية زوجها، وعندما أعيتها الحيل لجأت إلى باب الرحمن الذي لا تغلق دونه الأبواب، فقررت أن تخصه بالدعاء في قيام الليل منذ الليلة الأولى لسفره ، فحقق الله عز وجل لها ما أرادت وما هي إلا أيام حتى عاد إليها زوجها تائباً باكياً نادماً، بعد موت صاحبه فجأة واعتباره بهذه النهاية.
كوني شجاعة في اتخاذ هذا القرار، قوليها بمليء فمك لا.. لا أريد الدش في بيتي.. ومن حقي أن أمنع ما يفسد عين أبنائي ونفسي ولك الخيار يا زوجي إما أنا أو هو!! وتذكري قول النبي صلى الله عليه وسلم: "من أرضى الله بسخط الناس رضي الله عنه وأرضى عنه الناس " وضعي نصب عينيك قول النبي صلى الله عليه وسلم: "من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه ". وسيعوضك الله بما يعينك على الاستفادة من وقتك واستغلال ساعات عمرك بما ينفعك في الدار الآخرة {يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} [ سورة الشعراء 88- 89]
بسمة: وإذا كان الأبناء هم الذين يحضرون الدش فما العمل؟
- إن علينا أن نأخذ الأمر بجدية فالمسألة ليست سهلة إن كل أم لها على أبنائها سلطة وينبغي أن يكون لها كلمة مسموعة فكم تعبت في تربية هؤلاء الأبناء حتى شبوا وصاروا رجالاً ثم يأتون في النهاية ويفرضون أوامرهم عليها!! منذ متى وكلمة الابن تمشي على كلمة أمه وأبيه؟! إنها التربية الرخوة والتفويط والدلال نريدك أماً كأم عبدالعزيز تلك المرأة الصالحة التي رأت ابنها يحاول إدخال الدش إلى بيتها فأسرعت وأحضرت عباءتها ولبستها وتجزت نحو الباب تريد الخروج من البيت... فترجاها ابنها أن ترجع ووعدها ألا يرى فيه إلا الأخبار.. فلم يزدها كلامه إلا تمسكاً بموقفها.
قالت له: هي كلمة واحدة ليس عندي غيرها: إما أنا وإما هذا الدش لا نجتمع أنا وهو في بيت واحد وإن أدخلته فسيكون هذا آخر يوم لي في هذا البيت.
وبالطبع فخسارة هذا الجهاز خير له من خسارة أمه..
فما كان منه إلا أن رده من حيث أتى به وسجل هذا الموقف الخالد في صحائف أم عبدالعزيز لتلقاه يوم البعث والنشور عند رب عزيز غفور .
إنها أم قوية حازمة وكلنا بحاجة لحزم مثل حزمها وعزم كمثل عزمها.
((موعظة)) أتعرفين من تعصين !!
* إذا سولت لك نفسك معصية فتذكري من ذا الذي تعصينه إنك تعصين خالق السموات والأرض، من له الملك كله، من له الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة..
من إذا أراد شيئاً قال له كن فيكون سبحانه وتعالى.
* إن الله عظيم ونحن ضعفاء.. إن الله غني.. ونحن فقراء.
{وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ} (255) سورة البقرة
"وما السموات السبع في الكرسي إلا كدراهم سبعة ألقيت في ترس وما الكرسي في العرش إلا كحلقة من حديد ألقيت بين ظهري فلاة من الأرض " .
* إنه تعالى غني عنا وعن عبادتنا ولو كنا جميعاً أتقياء أنقياء ما زدنا في ملكه شيئاً "ياعبادي إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئاً، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد منكم ما نقص ذلك من ملكي شيئاً يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل واحد مسألته ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا ادخل البحر. يا عبادي إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها فمن وجد خيراً فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه "
* إن لله ملائكة لا يحصي عددهم إلا هو سبحانه وتعالى، يسبحونه بالليل والنهار لا يعصونه طرفة عين،يطوف بالبيت المعمور منهم كل يوم سبعون ألف ملك لا يعودون إليه مرة أخرى.
إن ملكاً من ملائكة العرش ما بين شحمة أذنه إلى عاتقه مسيرة سبعمائة عام ، وقد أذن لنبينا عليه صلوات الله وسلامه أن لمجذث عن ملك قدميه في الأرض ورأسه تحت العرش .
فمن نكون نحن الفقراء الضعفاء حتى نعصيه ونخالف أوامره؟!
ومن المستفيد من الطاعة والعبادة؟! بل ومن الخاسر بالمخالفة والمعصية؟! أما آن لنا أن نفقه قول الله تعالى: {إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا} (7) سورة الإسراء
حاسبي نفسك
قد لا يخفاك يا أختي الكريمة أننا معشر النساء أكثر أهل النار كما جاء ذلك في الأحاديث الصحيحة، ولعل ذلك بسبب اتباعنا لأنفسنا وأهوائنا، وميلنا إلى الدنيا والتزين لها، وقلة محاسبتنا لنفوسنا.
إن النفس أمارة بالسوء كما قال الله عز وجل: {إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّيَ} (53) سورة يوسف وهي بطبيعتها تميل إلى الشهوات واللذات ولذلك تحتاج منا إلى محاسبة دقيقة ومجاهدة قوتة..
نسائلها دوماً: لم فعلت ذا؟! ولم تركت ذاك؟!
ألا تتقربين إلى الله؟! ولماذا لا ترجين النجاة؟!
يا نفس ألا تخافين من النار؟!
وإذا كنت تخافين فلم تعصين؟! وعن طريق تبعدين؟!
هل تريدين النعيم والخلود؟! أم تريدين الفناء والزوال؟!
هل الدنيا أحق بالاهتمام أم الآخرة؟!
يا نفس، أليس لك في الموت ذكرى؟! أليس لك غيرك عبرة؟! متى تصحين من الغفلات؟! وتعودين لخالق الأرض والسموات؟! يا نفس اصبري عن هذه المحرمات تنالي رضى ربك والفوز بالجنات.
يا نفس لك أرجو النجاة فهيا سارعي للخيرات.
الطريق إلى محاسبة النفس:
1- نحاسبها أولاً على الفرائض هل هي كاملة أم لا فإن كان فيها نقص تداركناه بالقضاء أو بالإصلاح.
2- ثم نحاسبها على ما نهانا الله فإن ارتكبنا شيئاً منها نتداركه بالتوبة والاستغفار ونتبعها بالحسنات الماحية.
3- ثم نحاسب أنفسنا على الغفلة، فإن وجدنا أنا قد غفلنا عما خلقنا الله له تداركنا ذلك بالذكر والإقبال على الله تعالى.
4- ثم نحاسب النفس أخيراً بما تكلمنا به أو مشت أرجلنا إليه أو بطشت أيدينا به أو سمعته آذاننا أو رأت أعيننا إليه.
تذكري يوماً عظيماً
يوماً تشيب لهوله الولدان الذين لم يقترفوا ذنباً قط فكيف بمن يقارف الذنوب والمعاصي بالليل والنهار.. تذكري ذلك اليوم يوم يختم على فيك ويقال لأركانك انطقي فتنطق بأعمالك فليت شعري بم ستنطق عينك وهي تنظر للحرام، وبم ستنطق أذنك وهي تسمع للغناء، وبم ستنطق يدك وهي تقلب تلك القنوات؟! ! سنقف جميعاً بين يدي الجبار فيسألنا عن كل صغيرة وكبيرة ترى ماذا سنقول وأيمما جواب سنجيب إذا سألنا عن عمرنا فيما أفنيناه؟!
أنقول: أمام الدش والتلفاز ذهبت أوقاتنا يا رب!!
أفي النظر في وجوه المومسات!!
وفي متابعة الأغاني والمسلسلات!!
وفي مشاهدة الأفلام والمباريات والدعايات!!
وفي عرض الأزياء والموضات!!
هكذا يارب قضينا أكثر الأوقات!!
تباً لما كان هذا جوابه.. وخسراً لمن هذا مآله وحاله.
هل تطيقين النار؟!
لا والله يا أختي لا نطيق النار لحظة، وها أنت ترين قلة صبرنا على لسعة من نار الدنيا فكيف بنار الآخرة، التي فضلت عليها بتسعة وستين جزءاً كلهن مثل حرها.
تعالي معي لنقف على بعض الآيات والأحاديث في وصف جهنم وأهلها أعاذنا الله وإياك منها:
1- يقول الله عز وجل: {هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِّن نَّارٍ يُصَبُّ مِن فَوْقِ رُؤُوسِهِمُ الْحَمِيمُ * يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ} [سورة الحج 19-20]
إنها نار عظيمة تأكل كل شيء لا تبقى ولا تذر، تحرق الجلود، وتصل إلى العظام وتصهر ما في البطون وتطلع على الأفئدة لا تنطفئ ولا تخبو مع الأيام، قعرها بعيد وحر شديد وماؤها الحميم يصب فوق رؤوس الكافرين ولشدة حره تذوب أمعاؤهم وما حوته بطونهم وظلها اليحموم (قطع الدخان) وقودها الناس والحجارة أهلها خالدون فيها أبداً لا يرحلون ولا يبيدون ولا يموتون {وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لَا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُم مِّنْ عَذَابِهَا} (36) سورة فاطر
2- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما بين منكبي الكافر في النار مسيرة ثلاثة أيام للراكب المسرع ". وقال عليه الصلاة والسلام: "إن غلظ جلد الكافر اثنان وأربعون ذراعاً" وفي رواية مسلم والترمذي "مسيرة ثلاث " "وإن ضرسه مثل أحد وإن مجلسه من جهنم ما بين مكة والمدينة" رواه الترمذي وهذا التضخيم لصورهم ليكون أبلغ لهم في التعذيب.
3- قال عز وجل: {ثُمَّ إِنَّكُمْ أَيُّهَا الضَّالُّونَ الْمُكَذِّبُونَ * لَآكِلُونَ مِن شَجَرٍ مِّن زَقُّومٍ * فَمَالِؤُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ * فَشَارِبُونَ عَلَيْهِ مِنَ الْحَمِيمِ * فَشَارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ * هَذَا نُزُلُهُمْ يَوْمَ الدِّينِ} [سورة الواقعة، الآيات: 51-56]
إذاً هذا هو طعام أهل النار يأكلون من شجرة الزقوم وهي شجرة خبيثة جذورها تضرب في قعر النار قبيحة المنظر كأنها رؤوس الشياطين ومع ذلك لا يجد أهل النار طعاماً غيرها فيأكلون منها حتى تمتلئ بطونهم فإذا امتلأت أخذت تغلي في أجوافهم فيتألمون لذلك ألماً شديدا فيندفعون إلى الحميم ذلك الماء الحار الذي بلغ منتهى الحرارة فيشربون منه كشرب الإبل التي تشرب وتشرب ولا ترتوي لمرض أصابها وعند ذلك يقطع الحميم أمعائهم وقد صور لنا الرسول صلى الله عليه وسلم شناعة الزقوم وفظاعته فقال "لو أن قطرة من الزقوم قطرت في دار الدنيا لأفسدت على أهل الأرض معايشهم فكيف بمن يكون طعامه ".
4- أما أهون أهل النار عذاباً فقد قال عنه صلى الله عليه وسلم: "إن أهون أهل النار عذاباً يوم القيامة لرجل توضع في أخمص قدميه جمرة يغلي منها دماغه " .
5- أما حالهم فهم في بكاء وعويل وندم شديد يبكون حتى تنتهي الدموع ويتمنون الرجوع ولكن هيهات قال صلى الله عليه وسلم: "يرسل البكاء على أهل النار فيبكون حتى تنقطع الدموع ثم يبكون الدم حتى يصير في وجوههم كهيئة الأخدود ولو ارسلت فيه السفن لجرت".
بسمة: نسأل الله أن يعيذنا من النار وأهلها وأن يبعدنا عنها فوالله إنا لا نطيقها ولا نصبر على حرها وعذابها، وكم نحن بحاجة لمن يذكرنا ويخوفنا ويعظنا وينبهنا فالقلوب قاسية والنفوس لاهية والدنيا غرور.
ابحثي عن البديل
بسمة: أود أن أسأل سؤالاً مهماً كيف أعمل فيما يتبقى لدي من الوقت لي ولأبنائي؟
- إن منع هذا الجهاز الفاسد المفسد من بيتك ليس بالأمر السهل ولكن الأصعب أن تعالجي الأضرار بعد وقوعها وأن تستخرجي الأدواء بعد استفحالها، وليكن زادك في ذلك الصبر والمصابرة والدعاء والتضرع إلى الله بأن يعينك في مهمتك في درء هذه المفسدة العظيمة ووقاية بيتك وأبنائك من شرها وأوصيك بأن تضعي نصب عينيك قول الله تعالى: {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا} [سورة الطلاق، الآية:2]. وقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه ".
وتستطيعين يا عزيزتي تعويض أبنائك بما هو خير البدائل كالأفلام والأشرطة الإسلامية المرئية والمسموعة وكالألعاب المباحة والمسابقات المفيدة والمتنوعة وكذلك أجهزة الكمبيوتر العصرية وغيرها..
كما لا يفوتني أن أذكرك بأمر هام فيه خير عظيم، ألا وهو إلحاق الأبناء بمدارس تحفيظ القرآن الكريم، والمراكز الصيفية وقت الإجازات فلئن ينشأ أبنائك على حب القرآن خير لهم من أن ينشأوا على حب الفحش والغناء.
وبذلك تأكدي أنه لن يبقى في وقتهم فراغ بعد ذلك وأنت كذلك يا أخيتي: لا تحرمي نفسك من الأجر والثواب العظيم في مجالس الذكر التي تحفها الملائكة وتغشاها الرحمة ويذكرها الله فيمن عنده وها أنت ترين أن دور تحفيظ القرآن الكريم الخاصة بالنساء أصبحت منتشرة في كل مكان ولله الحمد.
بسمة: ولكن أطفالي الصغار ماذا أفعل بهم؟
يمكنك أن تضعيهم عند أهلك وما هي إلا ساعة زمان وتعودين إليهم وانظري كم من الساعات تضيع علينا ولا نحسب لها حساباً أو يمكنك أن تضيعهم في الحضانة التابعة للدار نفسها إنه فضل عظيم من الله فماذا نريد بعد ذلك؟!
وتأكدي بأنك لن تعرفي النور إلا معهم ولن يكون لحياتك قيمة إلا بهم واسألي- إن شئت- من جرب قبلك كيف ندموا على أوقاتهم التي أضاعوها بدون كتاب وكيف انتظمت أوقاتهم وتباركت أعمالهم بعد أن ساروا في طريق الله وليكن الإخلاص والصبر زادك.
بسمة: أعدك إن شاء الله أن أبذل ما في وسعي لإخراج هذا البلاء من بيتي.
- ولك منا دعوة صادقة:
بأن يوفقك الله لكل خير وينير دربك ويسدد خطاك ويبارك فيك وفي أعمالك ويصلح لك النية والذرية إنه سميع مجيب ولكل أخت سارت على دربك دعوات صادقات بالنصر والثبات.
بسمة: جزاك الله خيراً على نصحك لي، أحس والله أني كنت أغط في سبات عميق وما صحوت إلا الآن، إن كل ما قلت حق وصدق ولا ينكره إلا جاحد أو مكابر، ولكن الغفلة والهوى والشيطان أعمونا عن رؤية الحقيقة، إن كلامك هذا ينبغي أن تسمعه كل امرأة مسلمة رضيت بدخول هذا الدش إلى بيتها حتى تقتنع كما اقتنعت بأنه لا سبيل إلى الخلاص والنجاة في الدنيا والآخرة إلا بإخراج هذا الدش وإبعاده عن البيت وأن علينا معاشر النساء مسؤولية في حماية بيوتنا من هذا الخطر الداهم وعلينا أن نبذل المزيد والمزيد حتى وإن نالنا شيء من التعب والإيذاء، فالتعب القليل مقابل راحة أبدية خير من سعادة زائفة يعقبها خسارة وندامة دائمة. ولكن قولي لي كيف نسمع أصواتنا ونوصل نداءاتنا إلى أخواتنا المسلمات لنبلغهن هذا الكلام؟
* الأمر سهل إن شاء الله فما عليك إلا أن تقومي معي الآن لنوزع هذا الكتيب وننشره بين النساء لتقرأه كل أخت تعرف أننا لها ناصحون ومن عذاب ربنا لها مشفقون.
بسمة: بقي عليك الدعاء لكل من ساعدك على إيصال كلماتك لأخواتنا المسلمات في كل مكان.
* بارك الله في الجميع ووفقهم لكل خير وجزاهم خير الجزاء {وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} [سورة المزمل:20]
مقتطفات
** لقد صرف على فيلم واحد أكثر من (43) مليودن دولار وذلك للإثارة والإبهار حتى تغري كل من شاهدها رجلاً كان أو امرأة أو حتى طفل؟!!
** يقول الدكتور الأمريكي بلومر: إن الأفلام التي تنشر في العالم تثير الرغبة الجنسية في معظم موضوعاتها..!
** يقول الأخصائيون إن أي فيلم غربي لا يخلو من مشاهد الإغراء الجنسي وشرب الخمور أو تناول المخدرات بالإضافة إلى الأفلام الجنسية المثيرة وأفلام العري الفاضح وأفلام العنف والجريمة.
** ذكر أحد الدكاترة أنه من خلال دراسة أجريت على (500) فيلم طويل تبين أن موضوع الجنس والجريمة يشكل 72% منها!!
** استقبال ما يبث عبر القنوات الفضائية سبب من أسباب الأمراض النفسية لدى النساء والأطفال بعض القنوات تدعو إلى أن تضع المرأة حياءها أمام محارمها وتقيم علاقات محرمة معهم..!!
** قال أحد الاخصائيين النفسيين من الغرب ( إذا كان السجن هو جامعة الجريمة فإن التليفزيون هو المرحلة الإعدادية لها).
** يستعد الفاتيكان لبناء محطة تلفزيونية كبيرة للبث في كافة أنحاء العالم لنشر تعاليم الإنجيل بواسطة ثلاثة أقمار صناعية تسمى نومين (2000) والقمر الواحد يغطي ثلث الكرة الأرضية.
** للقنوات الفضائية دور مباشر في كثرة الأمراض النفسية والعصبية في هذه الأيام وبخاصة بين النساء والأطفال.
وقفة مع الإنترنت
بعد أن تحدثنا وتحاورنا حول خطورة الفضائيات وموقف المسلم والمسلمة تجاهها، نتحدث الآن عن حدث جديد وتقنية مدهشة انتشرت في العالم ومازالت تتطور بشكل سريع مع الأيام حتى دخلت بلاد المسلمين بشكل مكثف بكل ما فيها من خير وشر وهي شبكة الإنترنت العالمية أو ما تسمى بالشبكة العنكبوتية العالمية التي لا تحتاج إلى الدخول فيها سوى حاسب آلي فيه ما يسمى (بالمودم) وبرامج خاصة وخط هاتف واشتراك بالشركة المزودة بالخدمة.
أختي المسلمه: ما هو موقفك من هذه الشبكة التي تنامت شهرتها؟
قبل أن تحددي موقفك لا بد لك أن تأخذي فكرة عنها من حيث نفعها وضررها.
هل في هذه الشبكة نفع وخير؟ الجواب: نعم فيها نفع وخير كثير لمن أحسن استخدامها، فهي شبكة معلوماتية ضخمة يتم الاتصال من خلالها، وتبادل المعلومات بين كثير من الجهات والأشخاص ويشمل الاتصال؛ كتابة وسماع أصوات، ورؤية صور ثابتة ومتحركة، كما يمكنك عبرها أن ترسلي بالبريد الإلكتروني لأي شخص أو مكان في العالم وتصل الرسالة في ثوان معدودة بتكلفة رخيصة جداً تغنيك عن البريد العادي، ويمكن كذلك كما هو حاصل الآن الدعوة إلى الله عبر هذه الشبكة ونشر العقيدة الصحيحة على ضوء الكتاب والسنة ومنهج السلف الصالح وتبليغها إلى أماكن يصعب الوصول إليها ومناقشة الكفار من النصارى وغيرهم ودحض شبهاتهم وغير ذلك مما هو مفيد في الدعوة إلى الله تعالى، وقد وردت بعض الاحصاءات عن بعض المراكز الإسلامية تبين أن مجموعة كبيرة من الناس أسلموا عن طريق الشبكة. وهناك فوائد أخرى كالبحوث العلمية التطبيقية والنظرية يمكن التوصل لها دون حاجة للسفر والترحال وكذلك مواقع الأخبار والصحف والتجارة الإلكترونية ويمكن كذلك عقد المؤتمرات بالصوت والصورة مع عدة أشخاص في مختلف أرجاء العالم في الوقت نفسه وغيرها من الفوائد الأخرى.
وهنا يأتي سؤال آخر في غاية الأهمية، ماهو الجانب السلبي لتلك الشبكة العالمية؟
والجواب: إن الجانب المظلم السفلي لهذه الشبكة المتراميه الأطراف يتمثل في كثير من المساوئ والأضرار، فعلى هذه الشبكة تظهر المواقع التي تنشر الرذيلة وتهدم الفضيلة كالمواقع الجنسية الإباحية والتي تقدر بمليوني موقع، إضافة إلى مواقع المخدرات والقمار والسرقة والكذب والمراسلات المحرقة بين الشباب والفتيات ومواقع العنف والعنصرية وغيرها من المساوئ والمفاسد الكثيرة وهي في تطور وازدياد مستمر ففي كل يوم ينطلق في مسار الشبكة ما لايقل عن مئة موقع إباحي جديد نسأل الله العافية والسلامة.
والآن أختي المسلمة لعلك أخذت نبذة يسيرة عما يعرض في هذه الشبكة وعرفت شيئاً عن منافعها ومضارها بقي أن تعرفي عن ظاهرة غريبة انتشرت وصار لها رواج في مجتمعاتنا الإسلامية ألا وهي مقاهي الإنترنت التي يرتادها أكثر المراهقين تضييعاً للأوقات وبحثاً عن الشهوات والملذات المحرمة وياللأسف الشديد فقد جاءت آخر الإحصاءات بأن 95% من مستخدمي الإنترنت في العالم العربي يستخدمونه من أجل الترفيه والتسلية فقط وليس بحثاً عن الفائدة والمعلومات، وهذا يدلنا على المستوى الثقافي المتدني في التعامل مع شبكة الإنترنت.
والأغرب من ذلك أن تخصص هذه المقاهي قسماً لدخول النساء تشجيعاً منها لفتياتنا على الانجراف وتضييع الأوقات والبحث عن المنكرات ومن المعلوم أن المرأة المسلمة الحريصة على وقتها عندها من المسؤوليات والأعمال ما لا يبقي لها وقتاً فارغاً، وأي فراغ يبقى لمن تُحسبُ أنفاسها وتكتب أعمالها والتراب بعد الموت وسادها ويوم العرض يكشف حسابها.
أختي المسلمة... الحذر كل الحذر من هذه المقاهي العائلية التي تشجع الفتاة على الخروج من بيتها دون حاجة أو ضرورة فوالله ما استفادت امرأة من كثرة خروجها إلا الآثام والأوزار، وليس هناك خير من كلام الله العظيم الحكيم القائل لنساء نبيه عليه الصلاة والسلام وهن العفيفات الأطهار {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} [الأحزاب: 33].
ذكرى أخيرة:
تذكري دوماً يا أختاه أنه:
* الأضرار في استخدام الإنترنت أكبر من المنافع.
* درهم وقاية خير من قنطار علاج.
* سد الذرائع مقدم على جلب المصالح.
* أن الله تعالى يراقبنا ويحاسبنا على كل صغيرة وكبيرة، فطوبى لمن خاف الله وعمل لليوم الآخر. وخسراً لمن أطلق لنفسه العنان وصار عبداً للشيطان أسأل الله العظيم بمنه وكرمه وإحسانه أن يحفظنا من الشرور والاثام وأن يجنبنا الفواحش ويعصمنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن وأن يصرف عنا كيد الإنترنت ومخاطرها؛ إنه ولي ذلك والقادر عليه وصلى وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
وقفة أخيرة لمستخدمات
شبكة الإنترنت
(قصة مؤثرة)
هذه قصة واقعية مأساوية كتبتها صاحبتها إلى صديقتها وطلبت منها أن تنشرها عبر الإنترنت لتكون عظة وعبرة لكل فتاة تستخدم الإنترنت، وقد نقلناها لكم من أحد المنتديات؛ سائلين الله عز وجل أن ينفع بها ويجعلها عظة وعبرة حقاً كما أرادت وتمنت صاحبتها، فإلى هذه القصة:
"بسم الله الرحمن الرحيم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، صديقتي العزيزة بعد التحية والسلام لن تصدقي ما حدث لي وما فعلته بملء إرادتي، أنت الوحيدة في هذا العالم التي أبوح لها بما فعلت كل ما أريده من هذه الدنيا فقط المغفرة من الله عز وجل وأن يأخذني الموت قبل أن أقتل تفسي، لا أدري ما سأفعله بنفسي حيث يغمرني اليأس وكل ما بين عيني ظلام في ظلام، سوف تقرئين في السطور التالية مأساتي التي ربما تكرهينني بسببها وللث كل العذر في ذلك، ولكن أرجو منك أن تنشري قصتي في صفحة من صفحات الإنترنت لكي تكون عبرة لمن تستخدم الإنترنت وخصوصاً "التشات " .
ما من يوم يمر علي إلا وأبكي فيه حتى أعدم الرؤية،كل يوم أفكر بالانتحار عشرات المرات، لم تعد حياتي تهمني أبداً، أتمنى الموت كل ساعة، ليتني لم أولد ولم أعرف هذه الدنيا، ليتني لم أخلق، ماذا أفعل أنا في حيرة وكل شيء عندي أصبح بلا طعم ولا لون، لقد فقدت أعز ما أملك، بيدي هذه أحرقت نفسي وأسرتي، أحرقت بيتي وزوجي وأبائي، ولن يقدر أحد على إرجاع ما أضعت لن يستطيع أحد مساعدتي أبداً، لقد وقع الأمر وأصبح وصمة عار في تاريخي، إنني أضع قصتي هذه بين يديك لكي تنشريها حتى تكون علامة ووقاية لكل بنت تستخدم الإنترنت ولكي تعتبروا يا أولي الأبصار".
إليك قصتي:
بدايتي كانت مع واحدة من صديقاتي القليلات، دعتني ذات يوم إلى بيتها وكانت من الذين يستخدمون الإنترنت كثيراً وقد أثارت في الرغبة لمعرفة هذا العالم لقد علمتني كيف يستخدم وكيف أتصفح وأبحث عن المواقع الجيدة والرديئة وبعدها طلبت من زوجي أن يدخل الإنترنت في البيت، وكان ضد تلك المسألة ويرفضها رفضاً تاماً ولكنني استطعت إقناعه خاصة وأنا أشعر بالملل الشديد والوحدة وأنا بعيدة عن أهلي وصديقاتي، وتحججت بأن كل صديقاتي يستخدمن الإنترنت فلم لا أستخدم أنا هذه الخدمة وأحادث صديقاتي عبره فهو أرخص من فاتورة الهاتف على أقل تقدير، فوافق زوجي رحمة بي وفعلاً أصبحت أحادث زميلاتي بشكل يومي، وبعدها أصبح زوجي لا يسمع مني أي شكوى أو مطالب فقد انشغلت به كثيراً، وكان كلما خرج من البيت أقبلت كالمجنونة على الإنترنت بشغف شديد حتى أني أقضي الساعات الطوال دون أن أشعر.
وبدأت أتمنى غياب زوجي كثيراً وأنا التي أشتاق إليه بعد خروجه بقليل، أنا أحب زوجي بكل ما تعني هذه الكلمة وهو لم يقصر معي حتى وحالته المادية ليست بالجيدة، كان بدون مبالغة يريد إسعادي بأي طريقة، ومع مرور الأيام تعلقت بالإنترنت وأصبحت لا أهتم حتى بالسفر إلى أهلي وقد كنا نسافر إليهم كل أسبوعين، كان كلما دخل البيت فجأة ارتبكت فأطفئ جهاز الكمبيوتر بشكل جعله يستغرب فعلي، لم يكن عنده شك بل كان يريد أن يرى ماذا أفعل في الإنترنت، ربما كان لديه فضول وكان يعاتبني ويقولى لي الإنترنت مجال واسع للمع