اليوم نتابع بإذن الله الجزء الثاني من تلخيص كتاب (الشفرة السرية للنجاح) ،و قد تحدثنا سابقا” عن سبب عدم إستفادة الكثيرين من دورات التطوير الذاتي،وهو بسبب أن معلموا التنمية البشرية التقليديون يقومون بتعليم الكيفية التي يمكننا بها تحقيق النجاح،بينما نحتاج أصلا” للبحث عن الأسباب الدافعة والمانعة للنجاح في داخلنا .
المؤلف د.نواه سانت جون تابع إكتشافاته وإكتشف في 20 أكتوبر من عام 1997 إكتشافا”خطيرا”،حالة لم تكن ملحوظة من قبل وهي ما يعرف بإضطراب النجاح ، فما هو إضطراب النجاح؟ إنه ما يحدث عندما يكون رأي الإنسان في نفسه شديد السلبية- وهذا ما أطلق عليه الهراء العقلي- وعندما يتطور لديه لا شعوريا” نمطا” سلوكيا”يتسم بالإعراض عن النجاح أو إبعاده.كان المؤلف هو أول من إكتشف هذه الحالة وأطلق عليها إسم فقدان الشهية للنجاح.
لقد سمعنا جميعا” بقانون 80/20 (والمعروف أيضا” بمبدأ باريتو) ،ويشير إلى أن 80 % من نتائجك تنبع من 20 % من جهدك،ولكن يبدو أننا في مجتمعنا الحالي نواجه ما أدعوه قانون 97/3، أي أن قرابة 3% من الناس يمتلكون أغلب ثروات العالم بينما تكافح نسبة 97 % المتبقية من الناس من أجل البقاء.هذه نسبة الثلاثة بالمائة ستكتشفها بالنظر من حولك دائما”،فمثلا”في شركتك سيكون هناك 3 أو 4 أشخاص ينالون مكافآت دائما”بينما لا ينالها الآخرون!! وفي الزواج والعلاقات الإجتماعية هناك 3% محظوظون وسعداء دائما”.أنت أيضا”يمكنك أن تنضم إلى نسبة الثلاثة بالمائة ولكن فقط إذا تعلمت شفرتهم السرية وإتبعتها.
يشدد المؤلف على أنه لا يسعك تغيير سلوكك على المستوى السلوكي ،يجب أن تتعمق في سلوكك لتصل إلى الدوافع التي تسببه أو تمنعه،وهذا هو ما يقوم عليه كتاب الشفرة السرية للنجاح،في الحقيقة هذا هو السؤال الذي أجابت عنه نسبة الثلاثة بالمئة لا شعوريا”، وهذا هو السبب المحدد الذي يجعلهم يسمحوا لأنفسهم بالنجاح ولا يضعوا أقدامهم على المكابح.
أروع ما في الشفرة هو أنك لا تستطيع أن تمتنع عن النجاح إذا ما نفذت ببساطة الخطوات السبعة لتلك الشفرة ،وعلى ذلك،إذا لم تنفذ الخطوات السبعة للشفرة السرية،فلا أستطيع أن أعدك بشيء،سأعدك في الواقع بشيء واحد فقط:ستظل أقدامك على المكابح!! إذا” عليك إتباع الخطوات السبعة للشفرة وإتخاذ خطوات فعلية لذلك،لكي تتخلص من أفكار تحطيم الذات للأبد.
أود أن ألفت إنتباهكم إلى أنه يسهل فهم الخطوات السبعة ولكن تنفيذها يتطلب جهدا” كبيرا”،بدأ” من الخطوة الأولى ستتقدم نحو قمة هرم السماح بالنجاح،لتعيد برمجة عقلك اللاواعي حتى لا تقيدك أبدا” الأسباب المانعة التي تحول دون حصولك على المزيد من الثروة والنجاح والسعادة. أعزائي إليكم الخطوات السبعة :
الخطوة الاولى : الأسئلة التأكيدية.
وليس المقصود هنا التأكيدات الخبرية وإنما الأسئلة التي تمنح القوة والتي تغير على الفور أنماط التفكير المعتملة في اللاوعي من السلبية إلى الإيجابية،بإستخدام الأسئلة الـتأكيدية بدلا” من التأكيدات الخبرية ستتجسد الأمور التي تريدها بضعف السرعة ونصف المجهود.إن الهدف من الأسئلة التأكيدية هو نغيير الأسئلة التعجيزية إلى أسئلة تحفيزية.
الخطوة الثانية : المرايا الصديقة والملاذ الآمن.
ستتعلم كيف تحصل على دعم غير مشروط في حياتك وعملك وعلاقاتك،هذه الخطوة اللاشعورية الاساسية التي يتخذها من يمثلون نسبة الثلاثة بالمائة،وبدونها لن تصل أبدا” لطاقتك كاملة.العلاقات مرايا تستطيع أن ترى فيها نفسك لا بالصورة التي تتمناها وإنما بصورتك الحقيقية.
الخطوة الثالثة : أنظمة الدعم.
شأنها شأن منزلك أو جسدك،تحتوي حياتك وأعمالك التجارية على أنظمة ضرورية لا بد أن تعمل بصورة صحيحة لتحقيق أقصى نجاح بأقل مجهود.تستخدم نسبة الثلاثة بالمائة الناجحة أنظمة الدعم الخمسة دون أن يشعروا، وهذه الأنظمة هي نظام الأشخاص المحيطين ،ونظام الانشطة،ونظام البيئة،ونظام الإستبطان،وأخيرا” نظام التبسط .إتبع هذه الخطوة وستلحق بهم.
الخطوة الرابعة : المناطق الخالية من الأهداف وجراحة إستبدال الأهداف.
للإجابة على السؤال الشائك وهو :متى يكون الوقت مناسبا” لتحدد أهدافا” في حياتك؟! في جزئية المناطق الخالية من الاهداف ستتعرف على ضرورة التوقف من أجل إعادة تزويد نفسك بالطاقة والحيوية كل يوم ،وفي جزئية جراحة إستبدال الاهداف ستكتشف ما إذا كانت الاهداف التي وضعتها تخصك بالفعل أم أنها لشخص آخر وقمت أنت بإعتناقها.
الخطوة الخامسة : من الشخص الذي أحاول أن أحميه أو أعاقبه أو أرضيه؟!
ما إن إتخذ العديد من الناس هذه الخطوة حتى أدركوا أنهم يحجمون لا شعوريا”عن النجاح ليحموا أو يعاقبوا شخصا” آخر ،وما إن تحرروا من هذه القيود المستترة حتى نعموا بزيادة مذهلة في كل من الدخل وراحة البال بسرعة كبيرة.قديما” قال وليام شكسبير
لا تزكي سعير النار التي تشعلها لعدوك حتى لا يلفحك لهيبها).
الخطوة السادسة : إكتشف قدرتك على الرفض.
الكثيرون منا ليس لديهم القدرة على قول كلمة “لا “أي رفض مطالب الآخرين،عندما تفقد القدرة على الرفض تصبح خاضعا”لخطط أعمال الآخرين،ما يعني أنك بذلك تنحي أحلامك وطموحاتك جانبا”،سأطلعك على بعض الطرق البسيطة والفعالة لتكتشف قدرتك على الرفض لكيلا تصبح أحلامك أقل اهمية من أحلام الآخرين.
الخطوة السابعة : أعثر على أسبابك.
وهي تتعلق بمهمتك ،بالهدف من وجودك في الحياة،بمطلق أسبابك الدافعة.يجهل معظم الناس الهدف من وجودهم في هذه الحياة،ويقود هذا الجهل إلى إختبار مشاعر تتنوع بين الإحباط والغضب والضجر والإكتآب واليأس في أعمق مجاهله.عندما تجد أسبابك وتتم خطواتك السبعة ،ستنضم لنسبة الثلاثة بالمائة من الناجحين،الذين يدركون أهدافهم ويمتلكون الأدوات اللازمة ليجعلوا العالم مكانا”أفضل لأنفسهم وللآخرين جميعا”.
والآن عزيزي القارئ ،هل أنت على إستعداد لترفع أقدامك عن المكابح وتنطلق؟!