تأليف / يسري صابر فنجر
مَاذَا أقُـولُ وفي نَفْسِي مِن الأَلَــمِ في مَعْهَدِ الأَوْرَامِ بُرْكَانٌ مِن الحِمـَمِ
في مَعْهَدِ الأَوْرَامِ قَدْ بَلَغَ الأَلَـــمْ حَدَاً يَفُـوقُ الوَصْفَ وَالْكَلِـــــمِ
تَرَى عَجَبَـًا طِفْـلاً وَشَابـًا وَشَيْخًا تَرَى مَيْتـًا وَلاَ مَوتًـا يَزِيـْلُ الأَلـَمِ
تَرَى عِلاَجًـا كِيْمَاوِيـًا يَزِيْلُ الشَعْرَ يَقِـلُ الْـوَزْنَ يَـزِيْـدُ السِـقَــمِ
تَرَى عَجْزَ الطِّبِ في مَعْـرِفَةِ السَبَبِ فَـكَـيْفَ الْعِـلاجُ وَالْحِيْـرَةُ أَلَــمِ
تَـرَى الْمَبنـَى الْعَتِيـْدَ بِهِ الْعـِلـَلْ يَصِيْرُ رُكَامًـا مِن الأَشْلاءِ وَالْسَنَـمِ
تَحَـوَلَ الشْيءُ إلى الضِدِ وَلاَ وَسَـطْ وَانْقَـلَبَ الْحَالُ وَالْكُـلُ يَنْتَظِرُ الْعَدَمِ
أَخِـي الْمَرِيْـضُ لا عَلَيْـكَ فَاللّـهُ هُـوَ الشَّافِي وَهُـوَ مَـالِكُ النـِّعَـمِ
فَـادْعُـوهُ دَعْـوةَ الْمُضْطَرِ تَفْتَـحُ أَبْـوَابَ السَّماءِ تَزُوْلُ الْحِيْرَةُ وَالنَّـدَمِ
وَعَلَيْـكَ بِحُسْـنِ الظَّـنِ وَابْعِــدِ الْيَـأْسَ وَلَـكَ الثَّـوَابُ الأَتَــــمِ
أَخِـي اصْبِرْ لِحُكْـمِ رَبِـكَ وَكَـرْرِ الـدُعَـاءَ وَلا تَعْجَـلْ فَـاللهُ أَكْـرَمِ
أَخِـي اسْـتَعِنْ بِـاللهِ وَلاَ تَعْـجَـزْ فَالْـكوْنُ زَائِـلٌ وَلكَ النَّعِيْمُ الدَائِـمِ
أَخِـي أَحْلاَهُما مُـرُ وَخَيْرُهُمَا شَـرُ لَكِنْ لَكَ الأُخْرى فَاعْمَلْ صَالِحَاً يَعُـمِ
أَخِـي سَـلِ الله مَغْـفِـرَةً وَكَشْـفَ الـضُّرِ فَهُـوَ مُـزِيْـلُ الـنِّـعَـمِ
أَخِـي فَـوْضِ الأَمْـرَ لله وَعَسـى أَنْ تَكْـرَهُوا شَـيْـئاً وَهُـوَ نِـعَـمِ
أَخِـي يَقُـولُونَ مَا شَاءُوا سَرَطانـًا أَوْسَنَـةً أَوْشَهْـراً أَوْحَتـى الْـيَـوْمِ
فَـالْقَـوُلُ الْوَاحِـدُ لِلْوَاحِـدِ جَــلَّ
أَخِـي هـي الـدُنْيَا شِـدَةٌ وَرَخَـاءٌ
وَالصَّبْرُ في الأُخْـرى لِنَنَالَ الأَجْـرَ عَـنِ الـشّـَريـْكِ فـَاللهُ أَعـْلَـمِ
سعـَادَةٌ وَشَقـَاءٌ وَالـشُّكـْرُ أَلـْزَمِ
عَلَيْهِمَا فَهَنِيْـئاً لِمَنْ لَهُ الأَجَرَ الأَتَـمِ
أَخِي إنْ صَبَرْتُمْ شَكَرْتُمْ وَأَمْرُ الله نَافِذْ وَإنْ كَانَتْ الأُخْرى كَفَرْتُمْ وَالله أَمَـرِ
أَخِـي الْبَـلاءُ كَالسَبُـعِ وَالسَبُـعُ لا يَأْكُـلْ الْمَيْـتَةَ فَـكُنْ جَلْـدَاً تَسّلَـمِ
أَخِـي سَاعَةٌ اسْتِغْفَار وَأُخْرى اسْتِـذْ كَـارُ النـِّعَـمِ لِنَصِلَ إلى الأَمَــامِ
وَثَـالِثَـةٌ تَسْبِيْـحٌ وَرَابِـعَةٌ تَهْلِيْـلٌ وَخَـامِـسَةٌ تَـكْبِيـْرٌ واللهُ حَلِيْــمِ
أَخِـي كُلُ يَـوْمِ هُوَ في شَأْنٍ يَرْفَـعُ
أَخِـي لاَ تَـنْـسَى الـدُعَـاءَ لَنـَا وَيَخْفِضُ يَشْـفِي وَيُمْـرِضُ فَتَعَلـَمِ
فَـاللهُ يَتـَوَلاكَ وَهُـو أَرْحَـــمِ