صحبة الخير
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ }الحجرات13

{إِنَّ هَـذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً }الإسراء9

يسعدنا ان تشارك معنا
صحبة الخير
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ }الحجرات13

{إِنَّ هَـذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً }الإسراء9

يسعدنا ان تشارك معنا
صحبة الخير
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

صحبة الخير

منتدي اسلامي ثقافي دعوي اجتماعي عام
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
 
بسم الله الرحمن الرحيم

رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ
صدق الله العضيم


 

 طفلة في سماء الاقصى

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
soft
مشرف عام
مشرف عام
soft


عدد المساهمات : 2125
نقاط : 5953
السٌّمعَة : 5
تاريخ التسجيل : 20/05/2011

طفلة في سماء الاقصى Empty
مُساهمةموضوع: طفلة في سماء الاقصى   طفلة في سماء الاقصى Emptyالأربعاء يونيو 15, 2011 11:35 pm

الحمد لله نحمده ونستعينه، ونستغفره ونستهديه.

ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له.

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وجاهد في الله حق جهاده (صلى الله عليه وعلى آله وصحبه، وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين) أما بعد فيا عباد الله؛ اتقوا الله تعالى حق التقوى:

( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْماً لا يَجْزِي وَالِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَلا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَنْ وَالِدِهِ شَيْئاً إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ) (لقمان:33).

معاشرَ المؤمنين:

إن مقتضى الأخوةِ الإيمانيةِ والإسلاميةِ بين المسلمينَ أن يتحسسَ المسلمُ أحوالَ إخوانِه، فيفرحُ لأفراحِهم، ويحزنُ لأتراحِهم، ولا يليقُ بمسلمِ يؤمنُ باللهِ واليومِ الآخر أن يرى ما يدورُ ويكونُ بإخوانِه في مصبَحِهم وممساهُم، في حلِهم وترحالِهم في أطرافِ الأرضِ وشتى البقاع ثم يلذُ بطعامِ وشراب ونومٍ وفراشٍ غير مبالِ بهم، ولا سائلٍ عنهم، ولا داعِ لهم.

أحبتي في الله: يقولُ عز وجل: ( وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرائيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوّاً كَبِيراً) (الإسراء:4).

وإن العلو الكبير الذي يعيشُه اليهودُ في هذا الزمان قد بلغَ غايتَه إلى درجةِ تغلغلِهم في مصادرِ القرارِ في أقوى الدولِ على وجِه الأرضِ اليوم، فأصبحَ الإعلامُ يوجَه بضغطٍ منهم، وأصبحَ الاقتصادُ تحتَ سيطرتِهم، بل وأصبحت خطوطُ السياسةِ الدوليةَ، والرقعةِ الجغرافيةِ وما يدور فيها وحولَها لهم دورُ ضالعُ بالغُ في تحديدِه وتقدُمِه وتحجيمِه.

هذا علوُ كبير، وقد أخبرنا الله عز وجل بذلك، وأخبرنا أنهم يألمونَ كما نألم، وإن مسنا قرحُ فقد مسَهم قرح، وأنبأنا سبحانَه ووعدنا وعدا صادقا أن الأرضَ لله يورثُه من يشاءُ من عبادِه: (وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ) (الأنبياء:105).

نعم يعيشُ المسلمونَ حيرة، ويوشكُ أن يصابَ المسلمونَ بالإحباطِ والقنوط حيالَ ما يدورُ في فلسطينَ اليوم، وما يقابلُه من تآمرٍ غربيٍ وعجزٍ عربيٍ وتفرقٍ من المسلمين، وحيرةٍ المخلصين، ناهيكَ عن إحكامِ الحراسةِ على اليهود، حتى لا تخترقَ الحدودُ من حولِهم.

نعم، لدينا خزاناتُ كبيرةُ وغزيرةُ من دماءِ شبابِ الأمة، وكلُ واحدٍ منهم ينتظرُ لحظةَ المواجهةِ، ليسفكَ دمُه في سبيلِ الله، ولدينا أجسادُ وجماجمُ على أهبةِ الاستعدادِ للتناثرَ أشلاءً وتسحقَ رمادً في مواجهةٍ واضحةٍ أو سياراتٍ مفخخةٍ، أو أحزمةٍ ناسفة.

ما عادَ الشبابُ اليومَ يهابون الموت، وما دون الموتِ لمن لا يهابُ الموتَ أمرُ هين، الذي لا يخشى الموت أصبحَ ما دونَه لا يعدُ شيئاً بالنسبةِ له، وإن كانوا يحبونَ الحياة.

فإن شبابَ الأمةِ اليوم يتمنونَ الموتَ بل يجيدونَه أمنيةً وللجراحِ أغنيةً ولكن:

ألا موتُ يباعُ فنشتريه ...... وهذا العيشُ ما لا خيرَ فيه

ألا رحمَ المهيمنُ نفس حرٍ...... تصدقَ بالوفاةِ على أخيه

أين مكمنُ الداء في أمةِ الإسلامِ اليوم؟

ضعفُهم أم قوةُ أعدائِهم!

تفرقُهم أم وحدةُ أعدائِهم!

شعارتُهم أم عقيدةُ أعدائِهم!

كثرتُهم أم قلةُ أعدائِهم!

ثرواتُهم أم تطبيعُهم أم خوفُهم!

(فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ) (المائدة:52).

إن نسبةَ اليهودِ في العالمِ إلى عددِ المسلمينَ اليوم لا تزيدُ عن واحدِ ونصف في المائة، كلُ مائةَ مسلمٍ في العالمِ يقابلُهم يهودي وقطعةُ من نجسِ يهودي.

فهل يصدقُ أحدُ أن كلَ يهوديٍ يعذبُ خمسينَ مسلما، يذيقُهم العذابَ، يمكرُ بهم في الليلِ والنهار مكرا تنؤُ به الجبالُ، والمسلمونَ لا يستطيعونَ أن يفعلوا شيئا في مواجهتِهم.

هل يعجزُ ثلاثةُ من المسلمينَ أن يصدوا كيد واحدِ من اليهودِ أبدا، فما بالُك بخمسينٍ يسومهم كلً يهوديٍ واحد سوءَ العذاب.

ثم هل انتهت جولاتُ الصراعِ مع المجاهدينَ والفدائيينَ والناشطينَ والجنودَ للتحول المعركةُ في مسارٍ عجيبٍ في مواجهةِ الأطفالِ والرضع، وما دلالةُ ذلكَ؟

هل أصبحت كلُ نطفةٍ في الأصلابِ والأرحامِ في فلسطينَ تشكلُ خطرا على اليهود حتى يبادروا بقتلِ الصغارِ قبلَ بلوغِهم، وإجهاضِ الأجنةِ قبل ولادتِها؟

إن اغتيالَ الأطفال وقتل الأبرياء يؤكدُ لنا درسا ظللنا زمناً طويلاً نتجاهلُه وهو أن عداوة اليهودِ لنا عداوةُ عقيدةٍ ودين، ولا يناطحُ العقائدَ إلا التمسكُ بصحيح الاعتقادِ والالتزامُ بالشريعةِ المعصومةِ من التحريفِ والزيادةِ والنقصان.

وما دونَ ذلكَ فستظلُ مشاهدُ القتلِ والدمارِ، وصورِ الاغتيالِ والإجرام التي ما عادت تحتاجُ إلى الرواة أو شهودُ الأعيان، لأننا صرنا نرى ذلكَ كلَه حيا وبثا مباشرا لا يحتاجُ إلى مخبرين ولا إلى محللين.

هل تريدونَ برهانا على هذا أصدقَ من الطفلةِ الواعدةِ البريئة، صورتُها وهي قتيلةُ كصورةِ شمسِ مشرقةٍ أو كصورةِ وردةٍ متفتحةٍ:

وطفلةٍ ما رأتها الشمسُ إذ بزغت ...... كأن ما هي ياقوتُ ومرجانُ

يغتالهُا العلجُ للمكروهِ مكرهةً ........ والعينُ باكيةُ والقلبُ حيرانُ

"إيمان حجو" اسمعوا وانظروا كيفَ تغتالُ هذه الطفلة:

الطفلةُ " إيمان " تبلغُ من العمرِ أربعةَ أشهرٍ، هل كانت تقودُ مدرعةً مزودةً برؤوسٍ نووية؟

أم تحملُ بندقيةَ قناصةٍ؟

لا، كلُ ذلك لم يكن، لقد كانت ملتقمةً ثدي أمِها ترضعُ الصمودَ والكفاحَ والصبرَ والبلاء، تمتصُ الحرمانَ والمعاناة، والرعبَ والإرهاب، فإذا بها تبتلعُ القذيفةَ إلى أحشائِها، لكن ليس من جهةِ الفمِ الذي التقمَ الثديَ، وإنما من ظهرِها، حيثُ لا يتسعُ فمُ الرضيعةِ لحجمِ القذيفةِ، وأما الأمُ الثكلى التي فجعت برضيعتِها فهي الأخرى تفجعُ بالإصابةِ في نفسِها:

(بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ) إيمان ؟

(بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ) محمد الدرة ؟

(بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ) كلُ هؤلاءِ أطفالُ بأي ذنبٍ قتلوا ؟

لم يخلو بيتُ بأرضٍ القدسِ من أئمةٍ ..... ثكلى وقد جأرت لله باريها

هذي العداوةُ قد عمت حبائلَها أمي ....... وزوجي وفي الأرحامِ باقيها

هذه الطفولةُ في أحضانِ محنتِها ......... حقدُ اليهودِ يلاحقُها ويشويها

من للرضيعةِ يا رباه قد ذُبحَت .......... من للثكالى سهامُ الكفرِ ترمِها

( وَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ) (إبراهيم:42).

( وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لانْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِنْ لِيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ)(محمد: 4).

………………………………………………………
أمة الإسلام:

إن المسلمين يعلمون أن اليهودَ حربيون، وفلسطينَ دارُ حربٍ، ولا نزاع في أن الحربيَ مباحَ الدمِ والمال، نسائه وأطفاله سبي للمسلمين، ورجاله يقتلون أينما وجدوا ولا نكير على سبي يهودية أو على من سباها وأسترقها وأولادها، لكن الإسلامَ لم يبح بحالٍ أن يقتلَ النساءُ والأطفالُ والعجائزُ والشيوخُ كما يفعلُه اليهودُ اليوم:

حكمنا فكان العدلُ منا سجيةً ....... ولما حكمتم سالَ بالدمِ أبطُحُ

ولا عجبُ ذاك التفاوتُ بينَنا .......... فكلُ إناءٍ بالذي فيه ينضَحُ

إن هذه الأوضاعُ المزريةُ التي دلت، بل وشرعت في تفاصيلِ الدلاَلةِ على العجزِ والعي الذي تعيشُه الحواراتُ والمفاوضات الراميةُ إلى خرافةٍ يسمونها السلام.

أين مكمنُ الداء اليوم؟

أين المصيبةُ اليومَ يا عباد الله ؟

هذه الأوضاعُ المزرية ليس لها من دون الله كاشفةُ، والمصيبةُ أن الرؤيةَ المستقبليةَ غائبةُ في ضلِ غيابِ الحلِ الإسلامي:

فهل نضحي بمن مضى من قوافلِ الشهداء شبانا وأطفالا وشيبا، وأراملَ وثكالى ونساءِ، ونعودَ لنصافحَ اليهودَ من جديدَ ونبني جسورَ التطبيعَ مرةً أخرى!

أم هل تنجحُ الشعوبُ المحيطةُ بفلسطينَ أن تكسرَ الطوقَ وتفكَ الخناق، لتتدفقَ أنهارُ الدماءِ الزاكيةِ من شبابِ الإسلامِ على ثرى فلسطين!

أم هل تدخلُ دولَ المنطقةِ في حربٍ مع اليهودِ فتكونَ حربا عالميةً ثالثة!

أم هل تدخلُ دولُ الغربِ لتشهدَ الفصلَ الأخيرَ من المسرحيةِ بعد دفنِ الجنائزَ وتقديمِ الخبزِ والطحين لترعى مهزلةً جديدة في سلسلةِ ما يسمى بمفاوضاتِ السلام مدريد وأوسلو وويريفر!

أم هل تستطيعُ مجموعاتُ المواجهةِ تهريبُ السلاحِ إلى داخلِ فلسطين لتبدأ الحربُ منظمةً وليعودَ النفيرُ عاما!

أم هل ننتظرُ نزولَ المسيحِ عيسَ أبن مريمَ، وقبل نزولُ المسيحِ هل ستحكمُ فلسطينَ بالإسلامِ أم لا؟

هل ستحكمُ فلسطينَ بالإسلامِ أم لا؟

إن من أعظمِ المصائبِ أن ترى فقدا في بعض المواقفِ والصورِ للحل الإسلامي والشعارِ الإسلامي الواجبِ رفعُه، إن هذه الدماءُ التي تنتهي وتسفكُ في فلسطين ليست بكثيرةٍ أن يطردَ اليهودَ وأن يعادَ المسجدَ الأقصى، لكن المؤلمُ حقا أن تموتَ على شيءٍ أسمُه الأرضَ فقط ولا شيءَ سوى الأرض.

لا، نريدُ هذه الدماءُ والأشلاء أن تموتَ على لا إله إلا الله، أن تعودَ أو تموتَ ليحكّمَ الإسلامُ في أرضِ فلسطين، لا أن تكونَ القضيةَ عربيةً قوميةً أرضيةً لا علاقةَ للعقيدةِ بها.

لا بد أن نجعل أمامَ كلِ صغيرٍ وكبير يراقُ دمُه أو تنتثرُ أشلائُه هناك أن يجعل الشهادةَ في سبيل اللهِ بين عينيه، وأن يجعل دين الله أمام عينيه، وأن يجعل الجهاد هو سائقُه ودافعُه: (من قاتل لتكونَ كلمةُ الله هي العليا فهو في سبيل الله).

وإنها لكبيرة، وإنها لأحدى الكُبر، بل من أعظمِ الكبائرِ التي يرتكبُها بعضُ المسلمينَ وهم لا يشعرونَ بها تلكم عدمُ الاهتمامِ بما يُفعلُ بإخوانِهم وكأن ما يدور لا يعنِيهم أبدا، وقد نسي بعضُهم أو جهل أن المتفرجَ على كُرباتِ إخوانِه يدفعُ الغرامةَ ضعفين.

ويقولُ قائلُ وماذا تريدُنا أن نفعلَ وقد قُطعت السبلَ، وأغلقتَ الأبوابَ، وأشتدَ الكربَ؟

والجواب:

هو أن كل واحدٍ منا يملكُ السهلَ القوي، واليسيرَ المؤثر، ألا وهو الدعاءُ يا عباد الله، فإن لم يكن في أمةِ الإسلامِ واحدا مستجابَ الدعوة فلا حول ولا قوةَ إلا بالله العلي العظيم.

أيها المسلون: يقولُ اللهُ عز وجل: ( وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ) (آل عمران:126).

ليس النصرُ منا، ولا من جيوشِنا، ولا من أنظمتِنا، وليس من هيئةِ اللمم، أو هيئةِ الأُمم، ولا مجلسَ الأمن، إنما النصرُ من عندِ الله وحدَه لا شريكَ له، ولا سبيلَ إليه إلا بنصرِ الله: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ) (محمد:7).

إن اللهَ لن يحاسبَنا ولن يعذبَنا يومَ القيامةِ لماذا لم ننتصر، ولكن اللهَ يحاسبُنا على تركِ فعلِ ما جعلَه بأيدينا، والذي بأيدِنا هو الدعاءُ والإعداد والنصرة، فهل بلغنا الجهدَ والغايةَ في أداءِ وبذلِ ما جعلَه اللهُ في أيدينا، أم أننا نصيحُ ونطلبُ من عندِ الناسِ ما هو عندَ الله، ونتركُ ما بأيدينا لنلتفتَ إلى غيرِه.

أيها المسلمون: الحذر الحذرَ من أن يدبَ اليأسُ أو القنوطُ، أو أن نعودَ إلى المقولةِ الداعيةِ إلى أحناءِ الرؤوس، والخنوعِ والاستسلامِ بحجةِ انتظارِ نزولِ المسيحِ عليه السلام، وقيامِ المعركةِ الفاصلةِ التي ينطقُ فيها الشجرُ الحجر، لا بل إننا مأمورون بالأسبابِ حتى لحظةَ قيامِ الساعة: (وإن قامت الساعةُ وبيدِ أحدُكم فسيلةً فاستطاع أن لا تقوم حتى يغرسَها فليغرسها فإن له في ذلك أجرا).

الدعاءَ وبذلُ ما تيسرَ بصفة مستمرةٍ لا منقطعةٍ من كل واحدٍ منا لإخوانِه المسلمينَ ينبغي أن يستمرَ ويدوم، وينبغي أن نشعرَ أن للمسلمين وأطفالَهم حقوق يشاركوننا بها في كلِ سعادةٍ تمرُ بنا، حتى لا يتراكنَ التبلدُ فنشبعَ ولا نبالي بجوعِهم، ونتخمَ ولا يهمُنا مسغبتُهم، ونروى ولا يعنينا ظمؤُهم، وننامُ مطمأنينَ ولا نفكر تشردِهم وذُعرِهم وخوفِهم: ( وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) (التوبة:71).

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول ما تسمعون وأستغفر الله من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.


الحمد لله على إحسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه.

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيما لشأنه.

وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين. أما بعد

فيا عباد الله اتقوا الله حق التقوى، تمسكوا بشريعة الإسلام، وعضوا بالنواجذ على العروة الوثقى.

اعلموا أن خير الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد (صلى الله عليه وسلم) ، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة وكل بدعة في دين الله ضلالة، وكل ضلالة في النار.

وعليكم بجماعة المسلمين فإن يد الله على الجماعة، ومن شذَ شذ في النار عياذا بالله من ذلك.

أمة الإسلام: ما ظنُ أحدِنا لو أن طفلَه أختنقَ، أو أصيبَ بجراحةِ في قدمِه أو في يدِه، وغارت قطعةُ من زجاجِ حاد، أو سلاحُ يسفكُ الدم في بدنِه، ثم ذهب إلى المستشفى فوجد أبوابَها مغلقَة، فقط أن يجد أبوابا مغلقةً، والفرصةُ ممكنةُ للعلاج في مكانٍ آخر، والله يكادُ أن يجنَ من شدة ما ينتابُه من شعورٍ تجاهَ طفلتِه النازفةِ والتي لم تبلغ خطرَ الوفاةِ والممات.

فما بالُكم بمن يرون القذائفَ تملئُ أحشاءَ أطفالِهم مدبرةً غير مقبلة، من بين أيديِهم ومن خلفِهم، وعن أيمانِهم وشمائلِهم، ومن فوقِهم ومن تحت أيديِهم!

ما ظنكَ بمسلم مع زوجتِه وأطفالِه وإذ بالجرافات تكشفُ عورتَه بهدمِ الجدارِ الذي سترَه عن الطريق!

ما ظنُك بمسلم يتضورُ أطفالُه جوعا ولا يجدُ لهم طعاما، ويموتون ظمأً لا يجد لهم قطرةً من ماء زلال!

ما ظنُك بهؤلاء الذين يشردونَ إلى رحلةٍ مجهولةِ المصير!

ما ظنَك بهؤلاء الذين يقدمونَ الشهيد تلو الشهيد، والرضيعَ تلو الرضيع، والشيخ تتلوه العجوز!

وهم في محنةٍ يصيحون عبر هذه القنوات: يا أمة الإسلامِ أنقِذونا، يا أمةَ الإسلامِ أدركونا، يا أمةَ الإسلامِ الحقوا بنا، والمسلمونَ في غفلةِ في ملذاتِهم ومآكلِهم ومشاربِهم؟

ربَ وامعتصِماه انطلقت ........ ملئَ أفواهِ الصبايا اليتمي

لا مست أسماعُنا لكنها .......... لم تلامسِ نخوةَ المعتصمِ

أمتى هل لكي بينَ الأممِ ......... منبرُ للسيفِ أو للقلمِ

أتخطاكِ وطرفي مطرقُ ........... خجلا من أمسُكي المنصرمِ

ألإسارائيلَ تعلو رايةً ............ في حمى الحقِ وظلِ الحرم

لا يلامُ الذئبَ في عدوانِه ........ إن يكو الراعي عدو الغنمِ

مائتان من القياديين في حماس لا يزالون في السجون.

متى يطلقون والحربُ قد أشتعلَ أوارُها؟

متى يطلقونَ والنارُ قد عم لهيبُها؟

إن الخيانةَ لا تزالُ في صفوفِنا، إن البلاءَ لا يزالُ بين جوانِبنا، إن البلية كما قال تعالى: ( أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ) (آل عمران:165).

لا تزالُ صفوفُنا مملوءةُ بالنفاق، مملوءةُ بالمداهنة، مملوءةُ بكلِ من يقدمُ رجلا ويؤخرُ أخرىSad وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ) (التوبة:47).

صفوف المجاهدين مملوءة بهؤلاء وأضرابهم، بل وبعضَ الذين يرفعونَ لواءَ القضيةِ هم أعداءُ على الخلّصِ من أبنائِها.

فتسألكَ اللهم فرجا عاجلاً لإخوانِنا، ونسألكَ اللهم أن لا تعذبَنا بصمتِنا أو بجمودِنا حيالَ ما يدورُ ويكونُ في هؤلاءِ الرضعِ والأطفال.

اللهمَ إنَ نبرأُ إليك مما يدور.

اللهم إنَ نشهدُك أن لو أن باباً فتحَ إلى هناكَ لكنا من عبادِك الذين يرجون الصدقَ في ما يريدونَ به وجهَك إقداما في سبيلِك يا رب العالمين.

اللهم يا حيُ يا قيوم خذ من دمائِنا لإعلاءِ كلمتِك حتى ترضى.

اللهم يا حيُ يا قيوم خذ من دمائِنا لإعلاءِ دينِك حتى ترضى.

اللهم خذ من جماجِمنا وأشلائِنا لطردِ أعداِئك وعودةِ مسرىَ نبيكَ حتى ترضى.

اللهم يا حيُ يا قيوم إنَ نبرأُ إليك مما يفعلونَه، ونبرأُ إليكَ مما يكون، ولا حولَ ولا قوةَ لنا إلا بك.

ليس لها من دون الله كاشفة.

اللهم إنَ ندرأُ بك في نحورِهم، ونعوذُ بك من شرورِهم.

اللهم أنصر إخواننا المجاهدينَ في فلسطين.

اللهم أنصر إخواننا المجاهدينَ في فلسطين.

اللهم أنصر إخواننا المجاهدينَ في فلسطين.

اللهم انصرهم نصرا عاجلا، اللهم لا تجعل للذين قالوا (يدُ اللهِ مغلولة غلة أيديهم).

اللهم لا تجعل للذين قالوا (إن الله فقير) لا تجعل لهم سلطانا على المسلمين يا رب العالمين.

اللهم أرنا فيهم عجائبَ قدرتِك، الهم دمرهُم، ويتم أطفالَهم.

اللهمَ أذقهُم آلام الثكلِ واليتمِ والبلاء.

اللهم جمدِ الدماء في عروقِهم.

اللهم سلط عليِهم كلَ ساكنٍ، وسكن فيهم كلَ متحركٍ في ما ينفعهم وأجعلُه دمارا عليهم.

اللهم يا ودود، يا ودود، يا ودود، يا ذا العرشِ المجيد سلط جنودَك التي لا يعلمُها إلا أنتَ عليهم.

اللهم أجمع شمل المسلمينَ وحكامَهم.

اللهم وحد صفوفَ المسلمينَ وقادتَهم.

اللهم أجمع شملَهم وقادتَهم على حربِ اليهودِ يا رب العالمين.

اللهم أرزقنا خشيتَك وحدَك، وأنزع من قلوبِ المسلمين خشيةَ اليهودِ و أولياءَهم.

اللهم ارزقنا خوفك وحدَك، وأنزع من قلوب المسلمين خوف اليهود، وأولياءهم.

اللهم أنت رزقتَنا وليس رزقُنا بيدهم ولا بأعدائهم.

اللهم أنت تحفظُنا وليس حفظُنا بيد اليهود ولا بأعدائهم.

اللهم قوي اليقينَ وصحيحَ الاعتقاد في قلوبِنا حتى نعلمَ أن ما أصابَنا لم يكن ليخطأَنا وما أخطأنا لم يكن ليصيبَنا.

اللهم آمنا في دورِنا، وأصلح أئمتَنا وولاةَ أمورِنا، وأجمعِ اللهم شملنا وعلمائَنا وحكامنَا على طاعتِك ولا تفّرحِ علينا عدوا ولا تشمت بنا حاسدا يا رب العالمين.

اللهم أرحمِ المستضعفينَ في الشيشانِ وفي فلسطينَ، وكشمير وفي الفلبينَ.

اللهم آمن روعاتِهم وأستر عوراتِهم، وأحفظ ذرياتِهم، وأجبر كسيرهم، وداوي جريحَهم، وأشبعِ جائعَهم، وأسقي ظمائنَهم، وأحملِ عاريَهم يا رب العالمين يا حي يا قيوم.

( إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً) (الأحزاب:56)

اللهم صلي وسلم على نبيك محمد صاحب الوجه لأنور والجبين الأزهر، وأرضى اللهم عن الأربعة الخلفاء الأئمة الحنفاء أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وأرضى اللهم عن بقية العشرة وأصحاب الشجرة، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم بمنك وكرمك يا أرحم الراحمين.

( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْأِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) (النحل:90).

فاذكروا الله العلي العظيم يذكركم، واشكروه على آلائه يزدكم، ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون.

تم بحمد الله وتوفيقه.

………………………………………………………

أخي الحبيب – رعاك الله

لا نقصد من نشر هذه المادة القراءة فقط أو حفظها في جهاز الحاسب، بل نأمل منك تفاعلا أكثر من خلال:

إبلاغنا عن الخطأ الإملائي أو الهجائي كي يتم التعديل.

- نشر هذه المادة في مواقع أخرى على الشبكة قدر المستطاع.

- مراجعتها ومن ثم طباعتها وتغليفها بطريقة جذابة كهدية للأحباب والأصحاب.

أخي الحبيب لا تحرمنا من دعوة صالحة في ظهر الغيب.

من خلال اقتراحاتك وتوجيهاتك لأخيك يمكن أن تساهم في هذا العمل الجليل.

اللهم اجعل هذا العمل خالصا لوجهك الكريم.


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
طفلة في سماء الاقصى
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
صحبة الخير  :: الاقسام الدينية :: «۩۞۩ مقالات اسلامية ۩۞۩»-
انتقل الى: