أحبتي ...إخوتي وأخواتي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما أجمل أن تشعر برعاية الله لك وحفظه لك من كل مكائد الشيطان وعثرات الزمان
تنوى على عمل معين وتقوم بالتخطيط له ولكن الله لا ييسره لك ..وبعد مدة معينه تكتشف أن الله أراد بك خيرا إذ أبعد عنك هذا الامر
قصة حدثت معي أنا ........
في خضم الحياة وأنا أمارس عملي البيتي كالعادة مر بخاطري أمر إرتعشت له فرائصي ..وزادت دقات قلبي من الخوف لمجرد التفكير بهذا الامر .......
ماذا أفعل يا ربي إذا مات إبني الكبير (23)عام كان عمره،،،ذهلت اول الامر وبدأت السيناريوهات تمر ببالي بيت العزاء وهذه تنظر لي وتقول مسكينه إبنها البكر الله يعينها وأخرى تقول البكر أغلى الابناء وإبنها هذا بالذات كان غالي عليها وهكذا تخيلت الموقف أمامي من كل النواحي ....ولكن ما كان يهمني هو البطل الرئيسي في هذا السناريو ..الا وهو أنا ..فكرت بنفسي كيف سيكون موقفي في هذا الموقف ؟؟؟؟وتذكرت الحديث القدسي عندما يسأل الله ملائكتة بعد قبض نفس الابن فيقول تبارك وتعالى :هل قبضتم فلذة كبد عبدي ؟؟وهو أعلم بكل شيء
فتجيب الملائكة نعم يا رب
فيقول ربنا تبارك وتعالى :وماذا قال عبدي ؟؟
فتقول الملائكة :حمدك وأسترجعك يا رب
فيقول ربنا تبارك وتعالى :إبنوا لعبدي قصرا في الجنة إسمه قصر الحمد
قلت في نفسي وأنا أناجي ربي
أريد أن أصبر يا رب وأريد ذلك القصر يا رب وأريدك يا رب أن تغفر لأبني وتجمعني معه في الجنة وأريدك يا رب أن تغفر له وتجيرة من عذاب القبر
الى هنا كانت مناجاتي مع ربي وكان هذا الاتفاق من ناحيتي ودعوت الله أن يصبرني إذا حدث شيء
بعد هذا الموضوع بمدة ليست بعيده أشهر قليلة ،جاءني إتصال هاتفي مفاده أن أبني الكبير تعرض لحادث سيارة وهو في المستشفى ولا ندري ما هو وضعه الصحي
كان الوقت ليلا الساعة العاشرة والنصف ،وهناك رشات من المطر الخفيف
حال ورود المكالمة تذكرت مناجاتي مع ربي وصدر مني نظرة للسماء وكأنني أقول يا رب حان وقت الصبر ....ووقت العمل على الاتفاق يا رب أنا سوف إنجز وعدي بفضلك يا رب وبعون منك انت ..خرجنا أنا ووالده وأنطلقنا الى المستشفى..
لم تنزل من عيوني دمعه واحده،ولم اتلفظ الا بما يرضي الله ،قلت يا رب أنا راضية يا رب بقضاءك وقدرك يا رب ،لا أعترض على حكمك يا ربي ،ولكن أعني يا رب على الصبر الجميل
وأسألك يا رب أن تلطف بإبني ولا تحرمني منه يا رب ،يا رب لا تجعل قلبي ينجرح بفقدانه يا رب ،وإن كنت كتبت ما شئت من القضاء علينا صبرنا يا رب وألهمنا القول الطيب يا رب
وصلنا المستشفى ودخلت وخطواتي تسابق أقدامي ودقات قلبي مع إبني وعندما وقع نظري عليه وجدت به بعض الكسور (يده اليمنى تكسرت من العضد كسر مقطعي كامل ولكن بحمد الله وبفضل الله العظيم يا إخوتي لم يتمزق الجلد ولم تتقطع الاوتار والحمدلله العظيم ذو الفضل العظيم )وأصابع يده أيضا تكسرت ولكن الحمدلله قدر الله ولطف بنا جميعا وها هو ابني الان بفضل الله بصحتة وعافيته وقد هداه الله لخير العمل بعد الحادث والتزام الصلاة وصحبة اهل الخير
وترك عمله حيث كان يعمل في بنك من البنوك الربوية ،ولكنه الان ونحن جميعا مطمئنين ومرتاحين البال والحمدلله
قد أكون قد أطلت عليكم ،ولكن هذه تجربة بسيطه من تجاربي وأختباراتي في الدين والحياة
الحمدلله من يهده الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا
والصلاة والسلام على رسول الانام سيدنا محمد وعلى صحبة الكرام