دروس من رحلة الإسراء والمعراج :
الدروس التربوية :
1- دائماً بعد العسر يأتى اليسر وبعد الضيق يأتى الفرج ومن رحم المحنة تولد المنحة فبعد ما لاقى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لاقاه فى عام الحزن وفى الطائف أكرمه الله بهذه الرحلة جزاء صبره وجهاده .
2- اليقين بحدوث معجزة الإسراء والمعراج وأن الرحلة كانت بالروح والجسد معاً .
3- كن سامياً راقياً كن محلقاً فى سماء الربانية كما كان الحبيب صلى الله عليه وسلم فى رحلة الإسراء والمعراج .
4- تخلق وتأدب بأخلاق الحبيب صلى الله عليه وسلم وتأمل قوله لسيدنا موسى عليه السلام :[قد استحييت من ربي، ولكني أرضى وأسلم]
5- كن جريئاً فى الجهر بما تؤمن به حتى ولو كذبك الناس واستخدم من الحجج القوية والبراهين الدامغة ما تؤيد به وجهة نظرك .
6- الحذر من الأمراض الإجتماعية والخلقية التى رأى رسول الله فى مصير فاعليها هذه الرحلة مثل : الغيبة وأكل الربا وأكل أموال اليتامى وغيرها .
7- الصلاة هدية من الرحمن أهداها الله للأمة فى رحلة الإسراء والمعراج وهى معراج يومى للأرواح والقلوب كل يوم خمس مرات .. فهل أحسنت استقبال هدية سيدك ومولاك ؟ ، فعشت فيها ومعها بقلبك وروحك ووجدانك تناجيه وتتضرع إليه وتنكسر بين يديه لتخرج من الصلاة وقد ملأ تعظيم ربك وإجلاله قلبك وجوانحك .
8- الإسلام دين الفطرة التى ينسجم معها ولا يعارضها فراحتك وسعادتك حين تنضبط سلوكياتك مع فطرة الإيمان التى أودعها الله قلبك وروحك .
9- الحذر من الهوى الذى يعمى ويصم عن اتباع الحق ، فقد وصف الحبيب صلى الله عليه وسلم بيت المقدس وصفاً دقيقاٌ للمشركين مع أنه لم يزره من قبل وأخبرهم عن العير فما زادهم ذلك إلا كبراً وعناداً وإعراضاً عن الحق .
الدروس الدعوية :
1- المسجد الأقصى قبلة المسلمين الأولى و منتهى مسرى نبيهم ومبتدأ رحلة المعراج والربط بين المسجد الحرام والمسجد الأقصى فى هذه الرحلة له دلالاته القوية على أن التفريط فى أحدهما هو تفريط فى الآخر .. وللدعاة إلى الله الدور الأكبر فى التنبيه على المخاطر التى تحدق بالمسجد الأقصى وتهدده وعليهم شحذ الهمم واستنهاض العزائم من أجل إنقاذه من أيدى اليهود الغاصبين .
2- هناك مواقف تمر بالدعوة تكون تمحيصاً للصف من الضعفاء والمترددين وتظهرفيها أصالة معادن الرجال ، فالدعوة كانت على أبواب مرحلة جديدة مرحلة الهجرة وبداية تأسيس الدولة فأظهر الله بحادثة الأسراء والمعراج الضعفاء والمتخاذلين حتى لا يثقلوا كاهل الدعوة وأظهر معادن الرجال أمثال الصديق رضى الله عنه .
3- الثقة فى القيادة وبكل ماتقول عندما تكون مثالاً فى الصدق والأمانة والورع والخوف من الله ، ( قول الصديق : لئن كان قال ذلك لقد صدق )
4- كيف يصلح الداعية غيره ويهديهم سواء السبيل وحظه من صلاته القيام والقعود فلا خضوع ولا خشوع ولا تذلل ولا إنكسار بين يدى سيده ومولاه ، والله إنى لأزعم أنه ولو انصلح حال الدعاة مع الصلاة لنالوا لذة القرب وحلاوة الوصال التى تتضاءل أمامها كل مشاق الدنيا وعقبات الطريق ولفتح الله لهم قلوب العباد .
5- الداعية يبلغ رسالة ربه ويمضى فى سبيل الله مؤمناً بدعوته معتزاً بها لا يخاف فى الله لومة لائم ولا يعبأ بتكذيب المكذبين ، فرسول الله صلى الله عليه وسلم كان من الجرأة والشجاعة أن واجه قريش بما لم يألفوه وأنكرته عقولهم ولم يأبه بسخريتهم ولا باستهزائهم .
6- صلاة رسول الله بالأنبياء دليل على أن أمته قد تسلمت الريادة والقيادة من الأمم السابقة ..فلم لا نسعى الآن لننهض بالأمة على كافة الأصعدة لتتبوأ المكانة التى تليق بها ؟!!
العناية الربانية :
أقر الله سبحانه وتعالى عين الحبيب صلى الله عليه وسلم بهذه الرحلة النورانية بعدما لاقى ما لاقى من حزن وألم فى عام الحزن ورحلة الطائف فكافئه الله بالعروج به من دون الخلائق جميعاً ووصوله إلى مكانة ومنزلة لم يصل إليها مخلوق قبله وشرفه بالصلاة إماماً للأنبياء
ومن جميل عناية الله بأمة الحبيب صلى الله عليه وسلم أن هداهم الله إلى دين الفطرة دين الإسلام ومن رحمة الله بهم أن خفف لهم الصلاة من خمسين إلى خمس مع بقاء الأجر .