اللؤلؤة الأولى
لماذا اللؤلؤة المكنونة ؟
إن الفتاة في هذه السن تسعى في إضلالها أيادي ماكرة ، وعيون حاسدة ، وأنفس شريرة تريد إنزالها من علياء كرامتها وإخراجها من لب سعادتها . فكم ساء وأقض مضاجع الأعداء ما تتمتع به في ظل الإسلام من حصانة وكرامة ، فسلطوا الأضواء عليها ونصبوا الشباك ، ورموها بنبلهم وسهامهم عبر العناوين المشوقة والفضائيات الساحرة ، وآخر صيحات الموضة لتحمل العشرات من الفتيات أهدافاً لا تعود عليهن إلا بخيبة الأمل إن تحققت .
قال تعالى : ( وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ) (البقرة:120) .
أختاه …
هذا ما دفعني للكتابة لهذه المرحلة الحرجة من حياة الفتاة بأسلوب خالِ من العنف والتجريح أساسه الصراحة والعفوية دعوة للفتاة بأن تحافظ على أعز ما تملك من الكرامة والعفاف فاقرأي يا رعاك الله … أوراقي المتواضعة تجيبي نفسك بنفسك .
لماذا اللؤلؤة المكنونة .
اللؤلؤة الثانية
جمانة لا كالجمان
تأملي أختي الكريمة … نظرة العالم للفتاة !!
إنها نظرات تختلف من بلد لآخر ، نراها ونسمعها ونقرأوها عبر وسائل الإعلام عبر الصورة واللقاء المباشر والتقرير ، فما بين انتهاك للحرية ودعوة للمساواة بالرجل . فنحن بين دولتين :-
أولاهما : بريطانيا العظمى :
التي لا تغيب عنها الشمس لكثرة مستعمراتها تعتلي عرشها ( امرأة ) انظري حال فتياتها كم يعشن الجرائم في ظل الأمراض النفسية والاجتماعية الدليل على وجود آثار وخيمة على نشأة الفتاة في تلك البلاد .
ثانيها : أمريكا :
التي يعلو إحدى بناياتها الشاهقة ( نصب الحرية ورمز التحرر ) انظري حال الفتاة كم بلغ من انحطاط وامتهان وذلك عبر الأغاني الساقطة ، والأفلام الآثمة ، والسهرات الفاضحة ، والقصص الداعرة ، والملابس الخالعة ، والعبارات المثيرة ، والحركات الفاجرة ، المسموعة والمقروءة والمشاهدة على الشواطئ والمنتزهات وفي الأسواق والطرقات .
اللؤلؤة المكنونة …
( جمانة فريدة ) في عصر أصبحت فيه الرذيلة عالمية رائحة لها نجومها ومؤسساتها وإعلامها ( فتاة الغرب ) بجمالها .. وأزيائها .. وحريتها .. وتعاملها .. وانفتاحها تدعو ( الجمانة ) إلى اللحاق بها . ما نهاية الاستجابة لها ؟ إلا الفضيحة والعار فلا يليق بالجمانة إلا العلو والرفعة في أعناق الجميلات من الفتيات .
أختي المصونة …
هل أجمل من تلك اللأليء المضيئة التي لا مثيل لها تزين عنق الفتاة بجواهر متماثلة قد انفردت الفتاة المسلمة بإيمانها وجمالها بطهرها ونقائها فاستحقت اسم ( الجمانة ) فكل حضارة من الحضارات هي عقد للجمان قد تميزت الفتاة المسلمة عن غيرها مع تماثلها مع بنات جنسها غي أنوثتها ..
قال تعالى : ( وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ) (آل عمران:139) .
اللؤلؤة الثالثة
سحر المراهقة
الصفحات البيضاء الجميلة هي قلوب فتياتنا والحق كله أنا نخاف عليهن من كل شيء كيف لا ! وهن أصحاب القلوب الغضة التي أينما وجهت سارت ولو كان إلى حتفها فما أكثر ما تبكي الفتاة وتشتكي ويزداد الأمر شدة إذا ما قوبل هذا البكاء وهذه الدموع الغالية بالاستنكار واللامبالاة .
( سحر المراهقة ) … دوامة الأسئلة الملحة التي تؤرق الفتاة وتقلق حياتها ، فهموم متراكمة ، ومشاعر شفافة ، ونظرات مثالية ، وكمال زائف … وهي من تحمل الابتسامة الجميلة ، والكلمة الطيبة ، والعاطفة الدافئة ، والتفهم القاصر ، والتقدير الوافر ، والحب الحقيقي الصادق الذي فرض عليها الاتسام بالرقة وحدة الانفعال ولو كان غير مقصود ربما كانت المشاعر الهمشة وقلة الخبرة وضعف التحمل الدافع الأقوى لتقع في القابلية الشديدة للإيحاء إرضاء لمزاجها يظهر جلياً بجذب الأنظار لها بارتداء الملابس والإكسسورات على طريقة مميزة تحمل لغة فريدة في نقدها وتصديها للأخطاء .
( سحر المراهقة ) … للفتاة … لا يعني الراحة والعبث والنوم المتواصل وإعطاء ( أحلام اليقظة ) النصب الوافر من التفكير فالحرية المطلقة في هذه الفترة وسحرها هو الشر والدمار لحياتها حين تقضي على العمر وهي تعيش قمة المراهقة وسحرها تخرج للسوق وحدها لتبهر بجمالها العيون الشاردة ، وتفتن بدلالها القلوب الحائرة لتسقط فريسة سهلة لشاب معاكس يخطط لوأد عفتها وقتل شرفها أو تعيش مع سماعة الهاتف الساعات الطويلة تفشي سرها لغيرها ، أو تسقط ضحية الإعجاب والحب الزائف فتتأثر لأي حركة ولو كانت غير مقصودة … أو تقضي جل وقتها تتنقل ( بالريموت ) من قناة لقناة عبر الفضائيات أو تتابع المجلة الماجنة من عدد لآخر لتلامس حياتها الجو المظلم بهمومها وأفكارها فلا ترى لها موجهاً ولا مرشداً قد تباينت حياتها عن حياة أقرب الناس لها فعاشت السحر في أسوأ تأثيره بينما كان علاجه بيدها ! كيف ؟؟ متى ما خالطت الصحبة الصالحة وكسرت الحواجز الوهمية بينهما وبين والديها وأخواتها قد ملكتهم بسرعة الاستجابة لتبديل الخطأ ، والتقدير الوافر للنصح والإرشاد وحينها ينفك سحر المراهقة وإلى الأبد بتقوية الوازع الديني .. وفي الحديث من السبعة !
.. شاب نشأ في طاعة الله .. تدخل الفتاة تبعاً .
اللؤلؤة الرابعة
رقة أمي ورحمة أبي
أختي العزيزة … بين طيات الأسطر لمسة حانية أودعها سمعك وأهديها نفسك – إنها ( الوالدان ) مضت أيامهما ، وانقضى شبابهما لأجلك ينتظران منك قلباً رقيقاً وبراً رفيقاً .
تذكري … ( والدتك ) حين تعودين من مدرستك تبعد جاهدة صراخ الصغار وأصوات معاركهم لتسعدي بالراحة في عالم حبها لك ودلالها .
تذكري … ( والدك ) كم يلبي طلباتك الشخصية والمدرسية ويؤثرها على نفسه دون تبرم ولا ملل .
قال تعالى : ( وَقَضَى رَبُّكَ أَلا تَعْبُدُوا إِلا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً) (الاسراء:23).
تأملي الآية الكريمة .. وصية الله للفتاة بأن تبر ولا تعق وتحسن ولا تنسى وتكرم ولا تهن رحمة بدموع الآباء ورقة الأمهات .
اللؤلؤة المكنونة …
البدر في كبد السماء ، والدرة في قلب المحارة السوداء هي لوالديها السرور إذا ساءت الأيام والفرح يبدد الأشجان والأحزان فهي بارة بوالديها ، مطيعة لهما ، محسنة إليهما ، كلمات منها لوالديها هي من الشهد وأطيب من الحلوى وربما كلمة غير مقصودة أورثت ألماً أرق مضجعهما وأقلق راحتها ، وحينها لن نستورد بر أمهاتنا من عادات غربية عنا بل في ديننا القدوة الحسنة في ظل الحياة السعيدة .
وإليك نماذج فريدة ومواقف جميلة :
كهمس العابد رأى عقرباً فلحقها ليقتلها فلدغته فسئل : لمه ؟ فقال : خفت منها على أمي .
سعيد بن عامر قال : بات أخي يصلي وبت أغمز رجل أمي وما أحب أن ليلتي بليلته .
رأى عبدالله بن عمر رضي الله عنهما رجلاً ينظف أمه من بولها وبرازها فقال : له الرجل أتراني أديتها حقها فقال : لا …
أنت تزيله وترجو موتها … وهي تزيله وترجو حياتك
أنت تزيله كرهاً … وهي تزيله فرحاً
ولكنك محسن والله يثيب الكثير على القليل
اللؤلؤة الخامسة
عفواً
ربما تصاب الفتاة عند بلوغها بصدمة تؤثر في نفسها وذلك حين تتوالى عليها الأسئلة الملحة ولا مجيب الذي يبعث المرارة والأسى في نفسها … من المسؤول عن تساؤلاتها ؟ ومن يجيب عما في خاطرها ؟
سؤال صعب … أصعب منه الغموض في إجابته وحينها نفقد الإبداع والمصارحة في حلولنا فنحن نملك ما لا يملكه غيرنا في إيضاح أحكام المرأة برؤية أبعد وأعمق وأشمل .
أختي العزيزة … لا تفزعي وتخافي إذا رأيتي ( الدم ) في ملابسك الداخلية لأول مرة فهو أمر طبيعي يصيب الفتاة في هذا السن ويسمى الحيض وفي الحديث : ( إن هذا الأمر كتبه الله على بنات آدم ) رواه الإمام مسلم .
وصايا شرعية :
إن الحيض يكون شهرياً لمدة 4 إلى 7 أيام في غالب النساء لا تطالب الفتاة أثناء الدورة بصلاة ولا صيام وتقضي الصوم فقط .
قالت عائشة رضي الله عنها : ( كنا نؤمر بقضاء الصيام ولا نؤمر بقضاء الصلاة ) كذلك لا تمس المصحف الشريف مع جواز قراءته عن ظهر قلب أو بقفازين حين التلاوة ، كما يجب الاغتسال من الحيض والإنزال .
( البلوغ ) للؤلؤة المكنونة :
يعني الالتزام بالحجاب الشرعي فتبتعد عن مخالطة الرجال دون المحارم فلا تصافحهم ولا تجلس معهم .
قال تعالى : ( وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ …) (النور:31)
وحينئذ تستوعب الفتاة صدمات مرحلة البلوغ وتتجاوز آلامها بأية كريمة أو حديث شريف أو أثر مبارك .
اللؤلؤة السادسة
قليل من الشورى
أختك الكبرى … شقيقتك ، مستودع ذكرياتك ، شريكة صباك ، هي الكبرى الجميلة والناصحة الذكية حين ترينها اجلسي إليها واستشعري بأن الدنيا بين يديك وأنك أغنى الناس بها وأوفر حظاً إذا ما نصحتك وأعطتك جملة من التوجيهات الذهنية فربما جلست إلى عشرات وعشرات من أمثالها لكن كفى بالروابط الأخوية الطريق إلى الراحة والتفهم العميق .
أختك الكبرى … بين يديها همومك فهي أغنى الناس فيما تريين من الحياة ، إنها مدرسة تستحق الشكر والثناء فهي وقود الأمل لك ما كانت مستقيمة ناصحة فهي أفضل من الصديقة لأن الصداقة سلعة غالية قل وفاؤها فلا مجال لصداقة زائفة تظهر سرك وتكشف أوراقك وحينها تنتهي حياتك .
أختك الكبرى … لئن تزوجت وغدت ملكة في بيتها تدير مملكتها فليس معناه عدم الشورى معها بل إلى المزيد في ظل واحة تأخذين منه معين مائة وصفائه فيفيض عليك عبير السعادة والهناء …
أختك الكبرى … السد المنيع لحمايتك والسراج المنير لأسئلتك قد استجابت لك وكأنها أنت ولا شيء يفرق بينكما .
اللؤلؤة السابعة
حتى لا أكره أخي !!!
قالت وبكل حرقة وألم .. ( أحب أخي ولكن تفضيل والدي له يجعلني أكرهه ).
( واقع محزن ) محبة العائلة للابن دون البنت في تفضيله والسماع لحديثه وتلبية طلبه أكثر منها في ظل مشاعر قاتلة طفت على سطح العائلة وحقها الاختفاء ، ما لها الفتاة وهي مكسورة الجناح لأن تحمل مشاعر حاقدة تعبر عنها بالكره والقلق . يشارك ذلك تسلط الأخ على أخواته بهذا التفضيل فيسأل عن الخصوصيات بطريقة خاطئة وحينئذ لا يطاق يفرض نفسه وسيطرته بالأوامر والصراخ والمنع من أقل الحقوق .
أختي الكريمة …
سامحي وانسي هذه العادات ، فكثير هن الفتيات اللاتي مررنا بتجارب قاسية من هذا التفضيل انتهت بلا شيء ولم تنقطع العلاقات الأخوية .
اللؤلؤة المكنونة …
تعرف كيف تتعامل مع هذا التفضيل فتوقفه متى رأت أنه زاد عن حده في نفسها الزاكية فتتجاهل ذلك وتعطي أخاها الحب والتقدير وتتلمس دورها القادم في مملكتها الغالية مع أولادها فلا تكرر الخطأ بعد أن ذاقت مرارته .
اللؤلؤة المكنونة …
هي الحكيمة تتعامل مع أخيها بمهارة فائقة ، وابتسامة جميلة ووجه مشرق طبق ، وقلب كبير ، وعاطفة دافئة ، وتفهم عميق ، وتقدير وافر ، وحب صادق ، وإيثار حقيقي لأخيها رمز حياتها ومنبر عزها مع إيمانها ( بأن الفتاة ) محبوبة ومقدرة شرعاً فهؤلاء الأنبياء آباء لبنات وخير مثال يسطر ويكتب معاملة الرسول صلى الله عليه وسلم لبناته اللاتي كن نجوماً ساطعة في حياة الفتاة …
اللؤلؤة الثامنة
من أي الأقسام أنت ؟
الفتاة والصلاة أقسام …
* مهملة وتاركة لها بالكلية … فهذه أخلت بركن من أركان الإسلام قال الرسول صلى الله عليه وسلم : ( العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر ) .
* تصلي أحياناً … الواجب المواظبة عليها في أوقاتها قال تعالى : ( إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَوْقُوتاً) (النساء:103) .
* تؤخر حتى خروج الوقت … لنوم أو تهاون وهذا حرام لقوله تعالى : ( فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ) (مريم:59)
قال ابن مسعود : ( لم يتركوها بالكلية بل يؤخروها عن وقتها ) .
* تجمعها لغير حاجة … وهذا ملاحظ عند بعض الفتيات وهذا أمر لا يجوز إلا لعذر .
* محافظة عليها … مع أول دخول الوقت فهذه الملتزمة المستقيمة .
… ففي أي قسم تضعين نفسك ؟؟؟
اللؤلؤة المكنونة …
بالصلاة ينبض قلبها فلا يفتر لسانها عن ذكرها إلا حال عذرها سرى حب الصلاة في دمها إذا سمعت المؤذن طارت إليها أشواقها وإذا انشغلت عنها فلا تملك إلا دموعها ترسلها ساخنة من عقوبة تأخيرها .
فهي في هذه الحياة لله وبالله وإلى الله وعلى الله ولا حول لها ولا قوة إلا بالله كانت الصلاة الصلة بينها وبين ربها .
الصلاة إذا تم فعلها على الوجه الشرعي بأركانها وواجباتها وسننها ، وأتم ذلك بخشوع وتدبر فهي إذن منورة للقلب ، مبيضة للوجه ، منشطة للجوارح ، جالبة للرزق ، رافعة للظلم ، قامعة للشهوة ، حافظة للنعمة ، منزلة للرحمة ، كاشفة للغمة ، تكفر السيئة ، تزيد الحسنة ، ترفع الدرجة ، تدفع الفتنة ، تعين على البر والتقوى ، تعالج النفس من الحسد والهلع … وأعظم من ذلك استجابة لأمر الله ووصية رسوله صلى الله عليه وسلم في مرض موته حين قال : ( الصلاة … الصلاة … ) .
اللؤلؤة التاسعة
( صديقتك )
من تجالسين ؟ أخبرك من أنت ؟ حقيقة جميلة أجمل منها تطبيقها فالفتاة في هذا السن تحدد الصديقة والصاحبة سواء كانت صالحة أم سيئة ونحن بين مثالين :
صديقتك السيئة :
التي تستفيد منك ولا تستفيدين منها ، ولا تحب إلا نفسها فهي أنانية في تصرفها ، فاقدة الاتزان في سلوكها ، ضعيفة في تفكيرها ، معجبة برأيها ، سيء خلقها ، ردئية معاملتها ، بذىء لسانها ، شؤم على نفسها ، نكبة على مجتمعها ، بلية على أمتها ، تخدش الكرامة أفعالها ، إلى هاوية تجر من حولها … أما …
صديقتك الصالحة :
فهي فخورة بدينها ، مغتبطة بإيمانها ، تؤدي فرائضها وتصوم شهرها ، مهذبة أخلاقها ، لين جانبها ، رحيب صدرها ، كريمة نفسها ، طيب قلبها ، لا تقلد الكافرة بل تبغضها ، فريدة في تواضعها ، تحب الخير لأخواتها ومن حولها .
( رزان ) .
فتاة في الثانوية – قمة التحصيل والاجتهاد – أحبها المعلمات والزميلات تعرفت على صديقة سيئة فرضت بينها لقاءات متعددة كان الهاتف أقواها كانت النتيجة هدية مغلفة مسمومة إنه ( فيلم ) دمر حياتها وشوش عقلها وأنهك جسدها قد بدت يديها المتعرقة المرتعشة من أسئلتها الحزينة . قد علا الشحوب على وجهها والهالات الصوداء تفتك بأجفانها فلا تكاد ترى إلا …
( ريحانة ذابلة )
( رزان ) ..
بدأت هناك بالصديقة والطعم الهدية وانتهت الصداقة بالندم والحزن الطويلة .
قال تعالى : ( يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِيلاً . لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلإِنْسَانِ خَذُولاً) (الفرقان: 28- 29) .
اللؤلؤة العاشرة
يريدك المجتمع طبيبة ولكن ؟!
يسعدنا وبكل سرور اليوم الذي تزاول فيه الفتاة ( معنة الطب ) بكل حب ووفاء تخفف الآهات والأنات عن كل مريض يعاني ويتألم تحمل هم إزالة الحزن والكآبة وهي واسعة الصدر ، ماجدة الخلق ، سالمة النية وفي الأثر … ( أن عائشة كانت عالمة بالطب ) 2/8 سير أعلام النبلاء .
أختي الطبيبة …
دعينا نتشارك سوياً في مهنتك الشريفة من أنت ؟ وماذا يريد منك المجتمع ؟ وما لا يريد ؟
بداية .. لا نريدك طبيبة تحمل نفساً مريضة تهدر كرامتها في طرقات المستشفى وممراته ، قد ألفت مخاطبة الرجال والاحتكاك بهم ، بحجاب مهذب ، وضحكات تدوي ، وزينة واضحة ، ونقاب فاضح ، ويدين مكشوفتين ، ربما أمضت وقتاً ليس بالقصير مع ( مريض ) أو ( طبيب ) بخلوة محرمة تحت مهنة – طبيبة أسنان – أو ممرضة وكأنه لم يوجد إلا هي لهذا العمل …
تأملي … هذه الطبيبة المبتذلة التي تمارس هذه التصرفات الخاطئة التي لم تفعلها لكونها ( طبيبة ) كلا بل هو أمر ترتب عليه فلا مجال لربط التحلل الأخلاقي والديني بعمل الطب …
نريدك ( الطبيبة ) الملتزمة بأخلاقها وحجابها حين تشعر بأن عملها وجمالها برئ لم يؤذ أحداً ، ولم يسبب حسرة ولا شهوة ، فلم تلتهم لحمها الأنظار ، ولم تلك عرضها الأفواه تعالج المواقف الجارجة في المستشفى بحكمة بالغة قد لبت حاجة مجتمعها لمهنة الطب بطاقم نسائي متكامل يغني عن دخول الرجل في تمريض النساء .
أختي الطبيبة :
لو دعيت للحضور إلى المستشفى على وجه السرعة أو كلفت بمناوبة مسائية فما أنت فاعلة ؟ أتذهبين ؟ أم تفضلين العيش بلا زواج ؟ وإلى متى ؟ نحن لا نريدك طبيبة على حساب نفسك وأسرتك كما لا نريد حرمان مجتمعنا من هذه المهنة الشريفة .
هل تفهم الزوج أو الوالد أو الأخ مشكلة حرمان الأبناء من الأم الطبيبة ؟!
انتصاف العقد
حركة تحرير المرأة
حركة تحرير المرأة حركة علمانية نشأت في أوربا ثم تم تصديرها للعالم الإسلامي عن طريق تركيا ومصر ، ثم انتشرت في أرجاء البلاد العربية والإسلامية تهدف لقطع صلة المرأة بالآداب الإسلامية ، والحكام الشرعية الخاصة بها كالحجاب والطلاق والتعدد والميراث لتواكب المرأة الغربية في كل شيء ، فألف كتاب ( المرأة في الشرق ) و ( تحرير المرأة ) و ( والمرأة الجديدة ) دعوة للسفور والتبرج ونبذ الدين … ومع هذا التخطيط المنظم عاد الكثير من النساء في العالم العربي والإسلامي إلى التمسك بشرع الله بعد أن اعتررن مدة من الزمن بسراب هذه الحركة وزيفها . فهل تقد … ( اللؤلؤة المكنونة ) .. ما يراد بها من الأعداء الذين يريدون ابتذالها .. ونزع حيائها .. وتهييجها .. على شرع الله بواسطة وسائلهم المرئية والمسموعة والمقروءة من خلال الجمعيات والاتحادات النسائية الداعية لإخراج ( اللؤلؤة ) من محارتها صمام أمانها .
اللؤلؤة الحادية عشر
الإعجاب !!!
المحبة …
اسم مميز في عالم الفتيات سببها رقة المعاملة وغزارة العاطفة .
فالفتاة …
في الابتدائي المتفوقة # وفي المتوسطة المثالية # وفي الثانوية المجدة أو المشاغبة # وفي الجامعة المعجبة المحبة . ما لنا نراها حزينة داهمتها الحياة بهمومها ؟ قد بخلت بالبسمة عن نفسها فضلاً عن غيرها . لحب زائف مؤقت ( الحب ) ما أقدسها كلمة ، وما أعذبها نغماً ، وما أروعها عالماً ترتع في أرجائه قلوب المحبين . إنه شعور فياض من فتاة لأخرى تعلقت بها فأنست لسماع صوتها والجلوس إليها وإن طال الوقت ، تفرح لحضورها ، وتحزن لغيابها فتغار عليها من كل شيء حتى من نفسها فلها تقدم الهدية وتكتب الرسالة وتنظم القصيدة . وترسلها عبر الوسيطة التي ربما سببت الندم فيما بعد فالإعجاب بزميلة أو معلمة لا يعني المطاردة لها والتصفات الخاطئة ولو كانت غير مقصودة لأجلها .
الإعجاب …
هو تعبير عن حقيقة شخصية الفتاة واهتمامها فهي تبحث عمن يجانسها ويشاركها ربما كانت ملاحة الظاهر وخفة الدم وحسن المعاملة وغزارة العاطفة والفراغ سبب مباشر لذلك …
( فالأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف ) قال ابن القيم : ( وكل حركة في العالم العلوي والسفلي فأصلها المحبة ) فالحب نبع لا يجف مدى الحياة يزيد صفاء وعذوبة ما كان لله وفي الله أما الحزن بفراق الحبيب من البشر فهو الفتنة والعشق الذي قال عنه ابن القيم ( هذا داء أعيى الأطباء دواؤه وعز عليهم شفاؤه وهو الداء العضال والسم القتال ) .
قال تعالى : ( وَلَكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ) (الحديد:14) .
إذن بمعاهدة النفس والانشغال بطاعة الله ستتلاشى المحبة فهي عرضية ومؤقتة فرابطة الحب تبقى فترة وستنتهي عاجلاً أم آجلاً .
ويبقى الحب الحقيقي في قوله تعالى : ( وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبّاً لِلَّهِ ) (البقرة:165) .
اللؤلؤة الثانية عشرة
تقول عيناك !!!
بكلمتين ضاعت الفتاة … بخطوتين أسودت الحياة
فتاة في ريعان شبابها … تعيش مع أهلها في بيت أبيها … تخرج للسوق وحدها .. وتدخل على الباعة بمفردها .. بإهمال من أسرتها فمع التردد عل السوق نشأت بينها وبين أحد الباعة علاقة وصداقة فأخذت رقم هاتفه ولم تلبث حتى قويت الصداقة وصارا ينتظران الفرصة المناسبة ، لتتغيب الأسرة في زيارة الأقارب وتتخلف الفتاة لوحدها لتتصل على وجه السرعة بصديقها ليأتي فتقع الجريمة .
وفجأة : تحمل الفتاة سفاحاً فتخفيه عن أهلها بطرق وأساليب شيطانية ليتفقا على إجهاضه وقتله فتخرجا تحت جناح الظلام لتضعه في العراء ويقوم المجرم بقتله لتختلط دماؤه بدماء أمه من جراء إجهاضه ويكشف الله الجريمة على يد رجال الأمن ليخرج الصباح وتبزغ الشمس وتستيقظ الأسرة على مصيبة تحتار لها العقول ، وتشيب لهولها الرؤوس ، وتنوء بحملها الجبال الراسيات .
أختي الكريمة : تأملي عينيك في هذه القصة من نظرات خمس …
النظرة الأولى : النظرة الحانية : إلى الأم الحنون وهي تبحث عن بنتها في كل ناحية من بيتها فلا تجدها لتبحث الأسرة كلها في كل مكان لتجدها لدى رجال الأمن غارقة في ذل عارها .
النظرة الثانية : النظرة الشاردة : لهول الحادثة ونهايتها فبأي وجه تقابل الفتاة أسرتها وبأي عذر تتوجه به إلى أبيها وهو مطأطئ الرأس، مسود الوجه ، يتمنى الموت فلا يجده وقد ذبحته بغير سكين.
النظرة الثالثة : النظرة الحادة : في بشاعة الجريمة ليقدما إلى المحاكمة فيقتل المجرم وتسجن الفتاة إلى حين فما حصل منهما يستحقان عليه العقاب كيف لا !! والمجتمع كله يمقت جرمهما .
النظرة الرابعة : النظرة الصادقة : لكونها بكراً لم تتزوج فيا لهول الصدمة ويا لعظم المصيبة ماذا فعلت بها الطرق المحرمة والسبل الممنوعة ؟! .
النظرة الخامسة : النظرة التائبة : في غلق أبواب الشر عنك لتحفظي شرفك وشرف أهلك فكم من فتاة تورطت فسلبت منها عفتها وأهدرت كرامتها ! .
فالذنوب جراحات ورب جرح أصاب مقتل والسعيدة من وعظت بغيرها والشقية من وعظت بنفسها . قال تعالى : ( وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) (النور:31) .
وقال تعالى: ( فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) (النور:63) .
اللؤلؤة الثالثة عشرة
هكذا يصنع الفراغ !!!
أخي المباركة … ما أمانيك ؟ ما أهدافك ؟ ما مشاعرك ؟ ما غاياتك ؟ ما طموحاتك ؟ ما آمانيك ؟ هل لك هدف في حياتك ؟ لترفعي بنفسك وتسمي بأخلاقك وتزهي بإيمانك وتشرفي بعفافك أم أنت من اللاتي لا هدف لهن إلا قتل الوقت ؟! .
( الفراغ ) … هو الداء القتال للفكر والعقل . فكم من الطاقات يهدرها ومن الأفكار يبلدها .
وفي الحديث قال صلى الله عليه وسلم : ( نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ … ) كم من فتاة طيبة انقلبت سيئة كان السبب في ذلك الفراغ الذي حرك الشهوات من مكانها ودفع الخطرات إلى خطوات وعمل فظلت الفتاة أسيرة في يد عدوها يسوقها إلى الهزيمة والخسارة كيفما شاء .
أختي قارئة أوراقي : إلى متى الفتاة ، الشهوة تسوقها ، والشيطان يقودها ، والأغنية تنسيها والصورة تؤجج شهوتها ، وتشغل غرائزها ، قد قبلت لنفسها الأبية أن تفكر في تفاصيل …
فيلم خليع رقيع لا يليق … أخذ من وقتها وتفكيرها الأمر الكثير سهل ذلك عنفوان الشباب وقوة الحيوية .
اللؤلؤة المكنونة :
مثال واضح لملء الفراغ ( بالخير ) من دعوة وعمل صالح يقربها من الله ، فشتان بين فتاتين :
فتاة قدوتها الصحابيات
و فتاة قدوتها الأوربيات
فتاة حجابها ستر وحشمة
و فتاة حجابها زينة وقنة
فتاة تبكي لأحوال المسلمات
و فتاة تبكي لأن بطل الفيلم مات
فتاة توزع المطويات النافعة في تسوقها
و فتاة توزع على الشباب رقم هاتفها
فتاة تقتني الكتاب والأشرطة النافعة
و فتاة تقتني الفيلم والمجلات الخالعة
فتاة تحيي الليل بالصلوات
و فتاة تحيي الليل بالمعاكسات
قال تعالى : ( فَأَمَّا مَنْ طَغَى. وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا . فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى . وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى . فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى) (النازعـات:37-41) .
اللؤلؤة الرابعة عشر
حجابك !
عفواً .. ( جروح في جبين الحجاب الإسلامي ) متى ؟ وكيف كان ذلك ؟ حصل ذلك يوم أن …
• تهاونت الفتاة وحملت عباءتها على ساعديها أو كتفها لأنها تعيق الحركة .
• يوم أن لبست الفتاة غطاء شفافاً أو نقاباً لعدم رؤية الطريق .
• يوم أن ارتدت الفتاة آخر موديلات العباءة لجمال المنظر وأصول الشياكة.
• يوم أن وضعت الفتاة التنور الضيقة بفتحة على أحد الجانبين يتصيد عورتها شباب فارغون .
• يوم أن طرزت عباءتها القصيرة بخيوط سوداء في أطرافها تحمل أول حرف من اسمها ( M ) وباللغة الإنجليزية بلون ذهبي حباً في كل جديد .
• يوم أن تفننت الفتاة في نقابها على أشكال مختلفة .
• يوم أن شاركت الفتاة في لبس ( التريكو ) تقليداً للفضائيات .
• يوم أن قلدت الفتاة بلبس ( البنطلون ) و ( الجينز ) و ( الاسترتش )و ( الميني جيب والميكروجيب ) قد حدد جسمها جهلاً بالحلال والحرام .
• يوم أن خرجت الفتاة بثوب قصير أظهر قدميها على كعب له صوت مسموع تساير رفقتها السيئة .
• يوم أن ألحت الفتاة في لبس ( الكاب ) بحجة رقة العباءة وشفافيتها .
• يوم أن أظهرت الفتاة يديها دون لبس القفازين فتنة للباعة وهي الخاسرة .
أختي المباركة … جروح في جبين الحجاب تحاكي رجلاً نزع أسفل حذائه واكتفى بأعلاه كيف يتقي الأشواك والأوساخ ؟
جروح ربما حققت الهدف الغربي في مخططاته ومؤمراته لتخرج الفتاة المسلمة .. سافرة الوجه .. ناشرة الشعر .. كاشفة الساق .. متمايلة المشية .. متزنة متعطرة .. تلفت الأنظار وتثير الفتنة قد استجابت وبكل سهولة لتقسيط الحجاب لتعيش التبذل الممقوت وتصيد الأعين الخائنة ..
قارئتي الكريمة .. كم هو جميل .. هذه المستقيمة وقد أحسنت لبس حجابها أن يكون فضفاضاً قد زينته بلبس الجوارب والقفازين فأكن لها الجميع الاحترام والتقدير والإكبار والإجلال . قد صمدت أمام الهجمات الشرسة لنزع الحجاب كالطود الشامخ تحفظ كيان المجتمع من الإنهيار والإنحراف لا تقبل النقاش أو المساومة على ( الحجاب ) فخر الفتاة وعنوان الطهر والنقاء .
تأملي يا رعاك الله … مثالين ثم احكمي:
( فتاة ) تخرج للسوق واضعة عباءتها على كتفها قد لفت طرحتها المطرزة على رأسها ، قد شكتها بالدبابيس فبدا شكل جسمها بنقاب تعلوه نظارة ذات لون زاهي وغطار فريد تفاخر من حولها في أجمل موديل تقع فريسة سهلة ( لشاب ماكر ) ألح عليها أن يراها بعد مقدمات وهدايا ، فكان ذلك ليذبحها في عفتها بسكين الغدر والخيانة لتعيش ذات الثمانية عشر ربيعاً ذل الحياة بسبب حجاب الموديل .
( فتاة ) تدعوها صديقتها إلى حجاب الموضة ، فتمانع وتعارض بشدة فتصفها بالرجعية فلا تبالي فيكون الحوار بينها وصديقتها لماذا ؟ ولأي شيء ؟ وما السبب ؟ وما الدافع . تساؤلات تدور في ذهن صديقتها . فأجابتها اللؤلؤة المكنونة : في البخاري أن ابن عباس قال لعطاء بن أبي رباح : ( ألا أريك امرأة من أهل الجنة ؟ فقلت بلى ، قال : هذه المرأة السوداء . أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت : إني أصرع ، وإني أتكشف ، فادع الله تعالى لي . قال : ( إن شئت صبرت ولك الجنة وإن شئت دعوت الله أن يعافيك ) . فقالت : بل أصبر فادع الله لي أن لا أتكشف فدعا لها .
قالت الملتزمة لصديقتها … هذه امرأة سوداء لكن بيضاء المبدأ ، بيضاء القلب تثبر على المرض وإن كان صرعاً يتخبطها لكنها لا تستطيع الصبر على خدش الحياء وجرح العفاف وإن كان ذلك خارج عن إرادتها وهو التكشف .
سوداء … تستحق وبكل جدارة أن تكون من أهل الجنة – مثالان – كان الحجاب الإسلامي على نفوس الصالحات أبرد من الثلج وألذ من العسل فالحجاب كالصدفة لا يحجب اللؤلؤة المكنونة فوراء الحجاب السمو والاستقرار .
اللؤلؤة المكنونة : بحجابها صفعت دعاة التحرر ، بتمسكها والتزامها قد عضت على حيائها وعفافها بالنواجذ فهي القلعة الشامخة أمام طوفان التبرج وبهرجته .
بيد العفاف أصون عز حجابي
وبعصمتي أعلو على أترابي ..
اللؤلؤة الخامسة عشر
زينتك !!
أختي الفاضلة … تأملي … الفتاة حين تجلس مجلساً أو تحضر مناسبة كم تحمل نفساً لها حساسية شفافة ترى النظرات ترمقها عن قرب وبعد فترصد أعين بنات جنسها ما يقولون في ملابسها وزينتها استجابة لدعوة : ( كن جميلاً ترى الوجود جميلاً ) والمقولة الشائعة ( كل ما يعجبك والبس ما يعجب الناس ) ولهذا نؤمن بحاجة الفتاة للزينة منذ صغرها فهو إرضاء لأنوثتها الذي تراه أفخر الزياء وأحدثها .
( نحن قوم لا نخطئ أبداً ) شعار نرفعه بل نغلفه بتمويهات وتصرفات وادعاءات لا حقيقة لها … لماذا السكوت على مشاهد خاطئة في زينة الفتاة سهل حبها للتجمل التمادي في انتشارها .
( أصول الإتيكيت ) جمال زائف يفرض حياة قسرية وأثماناً باهظة دعت الفتاة لأن تخرج بعيون كحلية وخدود وردية وشفاه ياقوتية وثغور لؤلؤية ولباس قشيب قد ذبحت حياءها وأنوثتها .
قارئة أوراقي … ( أصول الإتيكيت ) فقاعات كاذبة وشرارات نارية تحرق مشاعر الفتاة وفطرتها وتعاليمها المضيئة . قد خسرت أكبر بند في فاتورة جمالها الحقيقي . ولن ننتظر ذلك اليوم الذي تصفعنا به الفتاة بأسئلة حزينة من جراء السكوت على الأخطاء .
نعم .. ( لم تخلق الفتاة على هامش الحياة ولكن كذلك لم تخلق لمخاطبة الرجال والعمل معهم بأجمل زينة .
( فابيان ) .. عارضة الأزياء الفرنسية الشابة البالغة من العمر ثمانية وعشرين سنة بعد إسلامها وفرارها من جحيم عالم الأزياء والفراء ودنيا الموضات قالت : إن بيوت الأزياء جعلت مني مجرد ( صنم متحرك ) مهمته العبث بالقلوب والعقول ، عشت أتجول في العالم عارضة لأحدث خطوط الموضة لم أشعر بجنال الأزياء لامتهان النظرات لي واحترامها لما أرتديه كم كنت سافلة محرومة .
تأملي أختي الكريمة .. حديثها واعترافها وهي من هي في عالم الأزياء والموضات ما همومها ؟ وفيم أحزانها ؟ ودموعها الغالية من أجل ماذا ذرفتها ؟ أسلمت فكانت ذات أجنحة حلقت بها إلى أجواء السعادة والحياة الهنيئة . بعد أن عاشت حبيسة الهموم والغموم .
بعد هذا .. حال الفتاة في زينتها عند الأجانب عبر الأسواق والمنتزهات يجعل أثر الدمع على ورقي ظاهراً أبكانا وكسر قلوبنا مشاهد مخيفة لم تبق جارحة إلا وعبرت عن حزنها كان اعتراف ( فابيان ) أحدها . كيف لا .. والمثل الأعلى للفتاة عبر المجلات والفضائيات هن ما بين الأعمدة المخصصة والمقابلات المطولة اللاتي بعن أعراضهن بثمن بخس ويصفونهن ( بالنجوم ) قد حملن دعايات مجانية لبيوت الأزياء العالمية وكتالوجاتها تحت اسم الأناقة والشياكة .
إليك يا رعاك الله … نماذج عجلى لتمادي الفتاة في زينتها حتى خرج عن المطلب الشرعي :
* العطورات : الخطوة على طريق الأناقة وجمال الأنوثة والخيال نتيجة تأجيج الشهوة وبث الفتنة عند الأجانب .
* الكوافيرات : حماقة أعيت من يداويها .
* المكياجات : دعوة لقتل أشد المناطق رقة وحساسية في عالم جمال الفتاة .
* المسكرة : للعين ورموشها تلهث خلف الموضة . للشعر ربما سببت المسخرة !!
* أحمر الشفاه : الروج .. زينة لكن في نظاق التجمل المشروع .
* تخفيف الوزن : ظاهرة أوجدتها الحياة الزائفة .
* الكريمات : لحفظ البشرة وترطيبها وتغذيتها وتبيضها يكون ظاهراً لكن ما حال البشرة باطناً .
* حجاب الموضة والنقاب الواسع : أصبح أحد أنواع الزينة فهو حجاب يحتاج إلى حجاب .
* الباروكة : وصل للشعر نُهي عنه وتقليد للكفار .
* العدسات الملونة : عين خائنة تدعو عيناً مسعورة لخطفها .
* ارتياد مشاغل الخياطة : ضرورة لها ضوابط شرعية .
* إظهار الحلي : أمام الباعة ما الغاية منه بلغة العقل والحوار الهادئ ؟! .
* تكحيل العينين وإظهارهما مع جزء من الخدين : تعني نفساً ناقصة تعوضه بجمال رائع فاتن لكن في الحقيقة زائف .
* المناكير : طوفان جارف إلى الموضة والتقليد الزائف ، الأولى تركه ويجب إزالته عند الوضوء .
* إطالة الأظافر : ظاهرة مؤسفة شغلت الكثيرات كم يدعو شكلها إلى التقزز والاستهجان .
* قص الشعر : علامة استفهام ؟؟؟ إذا كان للتخفيف والتجمل على طريقة حسنة ( فالجواز ) وإذا كان قص السعر تقليد للكافرات فحكمه ( التحريم ) .
* لبس الكعب : موضة مميزة في عالم الفتاة أقل أحواله الكراهة .
* لبس الثوب الأبيض : إن كان في بلد من سيما الرجال وشعارهم فهو محرم.
* استخدام الجوال : ضرورة تقدر بقدرها .
لعن الله جلّ وعلا .. ( سبعاً ) في الزينة :
1) الواشمة : وهي من تغرز الإبر في الجلد وتنثر ما يشبه النيل أو الكحل ليميل لونه إلى الزرقة .
2) المستوشمة : وهي الطالبة لما سبق من الوشم للعينين والشفاة واليد الواحدة .
3) النامصة : وهي وهي التي تفعل النمص وهو إزالة شعر الوجه والحاجبين لغيرها ترقيقاً أو كلياً .
4) المتنمصة : وهي من تنتف الشعر في وجهها بنفسها أو تطلب من غيرها أن تفعل لها ذلك . ( لعن الله الواشمات والمستوشمات والمتنمصات ، والمتفلجات للحسن ، المغيرات خلق الله ) متفق عليه .
5) المتفلجة : وهي التي تباعد بين أسنانها ليجملها .
6) الواصلة : وهي التي تصل شعر رأسها بشعر آخر مستعار .
7) المستوصلة : وهي من تطلب ما سبق من الوصل . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لعن الله الواصلة والمستوصلة ) متفق عليه .
فعن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( صنفان من أهل النار لم أرهما قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات رؤسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلة ولا يجدن ريحها وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا .. ) رواه مسلم .
وبعد هذه المشاهد .. أختي الكريمة .. بما تتفاخرين عن بقية بنات جنسك ؟ بجمالك ؟!! فهناك أجمل … بمالك ؟!! فهناك أغنى .. بحسبك ؟!! فهناك أشرف .
إذن بماذا .. باستقامتك وطهرك وكرامتك وعفافك في زمان فقده نساء الغرب والشرق ، وكم يسعى دعاة التبرج إلى ما يثير مشاعرك ويشغل فكرك بشراك خبيثة ومصائد مسومة تفتك بعفتك وتخدش حياءك وتدنس عرضك .
يا رعاك الله .. حاولي تقريب الخطوط الطبيعية لوجهك ليتلاءم مع مظهر جمالك وأنوثتك في ظل إيمانك وسمو أدبك وأخلاقك ..
فلا يعجبنا منظر الفتاة بعد إزالة المساحيق قد بدا وجهها كوجه مريض شاحب مشوب بالحمرة والإرهاق .
اللؤلؤة المكنونة :
قوية بإسلامها ، أميرة على زينتها ، تختار ما أجازه الشرع لم يقف الالتزام مانعاً أمام الأناقة والشياكة والتناسق في ظل مملكة تتقلب في أرجائها تحت المحارم ، تعيش جمالها وأدبها ووقارها في ظلها فلا تقبل أن تكون عارضة الفتن للأعين الخائنة كالطعام المكشوف يتهاوى عليه ذباب البشر في الأسواق والمنتزهات . فهي تملك قلباً يخفق رقابة الله والخوف منه فأصبحت لمجتمعها قرة العين وبلسم الروح تراها .. في أي مناسبة أو مجلس نسائي أو عائلي في أجمل زينة قد التزمت بالأوامر وتركت النواهي فما أن تخرج من مجلسها أو مناسبتها إلا والحجاب قد غطى زينتها وجمالها كالصدفة لا يحجب اللؤلؤة بل يحميها .
اللؤلؤة المكنونة :
تحب أن تكون حياتها جميلة قد مزجت بين المعرفة والثقة والموضوعية في زينتها وتجملها ؛ فما أجمل لغاتها الراقية وتفاهمها الأكيد حين تتحدث وتتعامل مع الزينة والتجمل حديث وتعامل يجعل نفسها نفساً عالية رائعة قد افتقرت إلى الشرف أشد افتقار منها إلى الحياة …
اللؤلؤة السادسة عشر
سماعة الهاتف
رن الهاتف للمرة الأولى .. رفعت الفتاة السماعة بيد مرتعشة وجبين متعرق وقلب خافق خائف إنه صوت رجل غريب يحاورها بكلام جميل تحت أماني وردية ووعود نرجسية أضفت علاقة حميمة بينهما قد استولى كذبه على عقلها وقلبها . أغلق وأغلقت السماعة بعد أن تم التعارف لتعيش غارقة في أحلام اليقظة .
رن الهاتف مرات عديدة تجرأت من خلالها أن تحادثه وحين سمع صوتها وأنها المتصلة أيقن أنها وقعت في الفخ فطالبها بالرؤية فردت وبكت براءة .. كيف ؟ وأخاف ؟ ويمكن ؟ وأهلي إجابات ساذجة وكأنه الأمل الوحيد في حياتها ، أغلقت السماعة وهي في غاية الارتباك لهذا الطلب هل تحققه أم تمانع وما زال صوته يدوي في آذانها بوعده إنه لقاء رؤية وفقط . فكرت كثيراً .. واستشارات صديقتها السيئة كان نتاجها التنازل له بصورة مع رسالة جميلة وصلت إليه فبادر بالاتصال شاكراً هديتها ..
رن الهاتف فدق قلبها لرنينه .. من ؟ فتى أحلامها قد تغير صوته ونبرة حديثه معها .. يهددها بأن تخرج معه إلا فالفضيحة بهذه الصورة … آهات من صدرها كيف أعطته الطعم الذي اصطادها به طالبها بالخروج تحت ضغط فوافقت المسكينة فقتل عفتها ودنس عرضها ولطخ سمعتها ووقارها وبعد ذلك أعادها إلى منزلها لا تصدق ما حصل !!!! .
رفعت سماعة الهاتف لتكلمه فيما حصل فأخذ يتململ من حديثها نظر باعتبارها وردة شم عبيرها وتركها ذابلة حين أشهر خنجر الذل والعار وغرسه في قلبها ومشاعرها ، طال الحديث معه بعبارات حزينة تذكره بوعوده الهاتفية وأنه فتى أحلامها وهي شريكة حياته وأم أولاده القادمة فأجابها ضاحكاً .. من تكلمني تكلم غيري وتخرج معه ومن العار الاقتران بك عبر هذا الوسيلة وبعد ان حصل ما حصل .. أغلق السماعة وللأبد – تركها .. بعد أن أخذ أعز ما تملك باكية حسيرة يضحك منها بعد أن ضحك عليها قد ندمت أشد الندم يوم أن كلمته وسمعت منه وتمنت أنها لم ترفع يدها سماعة الهاتف ليبقى العار تحمله وحدها بعد أن اشتركا في لذة الثواني لينسى هو وتظل هي تتجرع ألم اللذة المحرمة فخطوة الألف ميل تبدا بخطوة واحدة وبعدها خطوات وخطوات يصعب التراجع عنها .
اللؤلؤة المكنونة :
تعرف ما وراء سماعة الهاتف وراءها دعوة للخيانة والسقوط في المستنقعات الوبيئة ، تعرف أنه يمدح جمالها فإذا نال منها قال : ( عاهرة ) يصفها بملكة الجمال فغذا حال الحول قال : ( قبيحة ) كم من فتاة عبر سماعة الهاتف بقيت حبيسة الدار حاملة العار لا تقبل خاطباً .
سماعة الهاتف : تحمل قائمة من الخسائر في ظل الندم والدموع والضياع لأجل شاب تتسلى معه كان الثمن شرفها فسماعة الهاتف بداية عابثة ونهاية مؤلمة .
قال تعالى :
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ ) (النور:21)
اللؤلؤة السابعة عشر
ارتياد المطاعم
أختي الكريمة .. لماذا ارتياد المطاعم ؟ علامة استفهام نقتطع بها الإجابة نعبئ مساحات الورق بما هو جميل وعميق .. تأملي حال الفتيات في هذه المطاعم من ارتفاع أصواتهن بالضحك والحديث الذي ربما سبب التكشف للعمال والخدم وحينها تعود ( دوامة الأسئلة التحذيرية ) عن حجابهن وزينتهن .. كيف ؟ ومن المستفيد من خروج الفتاة مع صديقاتها ؟ وإلى أين ؟ ومتى العودة ؟ وهل ستتأخر ؟ والمصيبة إن خرجت مع من يقتل عفتها باسم ( الحب والتعرف عن قرب ) ..
ارتياد المطاعم عادة أخذت من الكفار لها ضوابط شرعية متى توفرت كان جائزاً وقد كرهت عائشة رضي الله عنها للفتاة الخروج للمساجد وفي الحديث ( وبيوتهن خير لهن ) بل حتى الصلاة في بيتها أفضل من المسجد ... لمه ؟ حماية لها من التبذل والفتنة والمتأمل لعذر من ترتاد المطاعم ... هو الملل والسآمة والفراغ القتل ... فإلى من احتجت بذلك هذا المثال :
حفصة بين سيرين الفقيهة الأنصارية – العالمة العابدة . حفظت القرآن الكريم وهي بنت 12 سنة وعاشت 70 سنة . قال مهدي بن ميمون : ( مكثت في بيتها 30 سنة لا تخرج إلا لحاجة . قد وجدت سعادة قلبها وقرة عينها .. وطمأنينة فؤادها في بيتها المتواضع فلا يتسرب إليها الملل أو تطرقها السآمة وغيرها كثير من فتياتنا المسلمات . اللألئ المكنونة .
أختاه .. كم مرة تخرجين من بيتك شهرياً أو سنوياً ؟ عفواً ( يومياً ) وإلى أين ؟ إلى التسوق مرة وللزيارة والتنزه ثانية وثالثة ومرات بعد مرات بدون مناسبة فهل هذا يليق ؟
من فضلك ...
ارتياد المطاعم هوس في السعر والتكاليف فكم الأثمان الباهظة تدفع لأجل وجبة ربما أشبعت أكثر من جائع .
قال تعالى :
( وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى)(الأحزاب: 33)
اللؤلؤة الثامنة عشرة
همسة في أذنك
( أروى ) فتاة تخرج للسوق مشمرة عباءتها عن ساعديها من فوق بنطلون يظهر واضحاً عند مشيتها قد لبست على وجهها غطاء شفافاً يفوح العطر ويتحرك معها تدخل أكثر المحلات وتتحدث مع الباعة بصوت متكسر لمناسبة وبدون مناسبة .
أختي الكريمة ...
ما شعورك تجاه هذا المثال الذي يتكرر في أسواقنا ؟! ما رأيك في همسة أهمس بها في أذنك بحوار هادئ منطقي بعيد عن المجاملة قريب من المصارحة نستعرض من خلاله الدرماتيكية في الصة حين يقع الوالد ( أروى ) ذي الخمسين سنة حادث أليم يسبب شللاً رباعياً يقعد لمدة طويلة في المستشفى . ذهبت لزيارة والدها للمرة الأولى والدموع لا تجف عن حذبها ، دخلت عليه فابصرت أباها في حالة سيئة آلمت نفسها ، وحزنت لشكواه ، ودمعت عينها لآهاته وأناته وهو من ( والدها الكريم الحنون وكفى ) قبلت رأسه ودعت له بالصحة والعافية ... وقفت ( أروى ) مع نفسها تفكر في حال إخوانها الصبية الصغار ينتظرون عودة أبيهم ليقضي حوائجهم ، ويخفف لوعتهم ، ويشبع جوعتهم ، قد تعلقت قلوبهم وقلبها به ، فهموم وأحزان ، وذل وخضوع للناس تتذكر زيارة والدها .. فتلمح في الأفق ( المستشفيات ) كم تعج بالمرضى من كل نوع وحالة ..
فكم من شاب وشابة في أعمار الزهور ومقتبل الحياة أصبحوا معاقين مهمومين .
يا من عافاك الله .. وقفت ( أروى ) تقارن بين حياتين ( قبل وبعد ) كم كانت غارقة في الماديات وآخر الموضات .
( حادث والدها ) أعادها إلى أن تعيش الحياة السعيدة في ظل الصلة بالله عز وجل فلا سفور ولا تبرج بعد اليوم بل حجاب وحشمة وإقبال على الله تعالى ..
أختي المتسوقة :
يا من ابتعدت عن طاعة الله عز وجل .. هذه الدنيا كم فيها من عين باكية وقلب حزين ، كم فيها من الضعفاء والمساكين والمعدين قلوبهم تشتغل ودموعهم تسيل فهذه تشكو علة وسقماً وأخرى هماً وقلقاً ..
عزيزة ذلت ، وصحيحة مرضت ، وجميلة مسحورة ، ومحدة معيونة . تلك هي الدنيا .. تضحك وتبكي ، وتجمع وتشتت ، شدة ورخاء وسراء وضراء .
فاحمدي الله على نعمة الصحة والعافية ..
اللؤلؤة المكنونة :
ما أجملها في تسوقها ترتدي عباءتها قد علا محيا وجهها خمارها الساتر ، كانت مع أخواتها المسلمات يداً واحداً يوصي بعضهن بعضاً بالكلمة الصادقة ، والنصيحة المؤثرة ، والشريط المفيد ، والكتيب الهادف ، والهدية المغلقة ..
قال تعالى :
( وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ )(التوبة: 71) .
اللؤلؤة التاسعة عشر
أسطر متناثرة
السائق ضرورة فرضت نفسها لضعف الرجل في تحمل المسئولية فلا مجال لمعاملة خاصة معه من طول الحديث حيناً والضحك معه أحياناً أخرى .
المجلات الماجنة دعوة للسفور تحت ( الحب العصري ) .
أشهر من يملك بيوت الأزياء وينتج كتالوجاتها ( اليهود ) .
الاختلاط يهذب الغريزة ويكبح جماح الشهوة هذه دعوى كاذبة والعالم الغربي شرب من الخطيئة بسببها حتى الثمالة .
حجاب المسلمة : يستورد من ( فرنسا ) فمتى عرفت الحجاب وهي منبع الروائح النتنة والخلاعة .
قبل أن تكسبي قلوب الناس اكسبي قلبك أولاً .
لكل فتاة ( هواية ) كالرسم وجمع الطوابع فهنيئاً لمن كانت هوايتها جمع الحسنات والحذر من السيئات .
تأملي تغريد العصافير يبشؤ بعضها بإطلالة الصباح المشرق .. تطير .. وتحط .. وتغرد .. تبتعد .. وتقترب كوني مثلها وابحثي عن مواطن السعادة الحقيقية في طاعة الله سبحانه وتعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم .
الخادمة .. قدمت من بلاد بعيدة تاركة زوجها وأبناءها فلذات أكبادها كي تخدمك أنت وأهلك تنظف وتغسل وتطبخ وتتعب فيلوح في ذاكرتها أولادها فتفرح وتحزن وقد تنحدر دموعها شوقاً لهم تمضي قرابة السنتين بعيدة عن أهلها لأجل دارهم معدودة تأخذها نهاية كل شهر فتدفعها لأولادها هناك ليفرحوا مقابل حزنها ويسعدوا مقابل تعبها وينعموا مقابل ألمها ويصحوا مقابل مرضها ويضحكوا مقابل دموعها همسة في أذنك ..
احمدي الله إذا لم تكون مثلها وكوني بها رحيمة وعليها مشفقة وقدمي لها الكتب النافعة لها في دينها .
هل غاية طموحات الفتاة ونهاية اهتماماتها ( الرياضة ) ومتابعة أخبارها بكل حماس وفاعلية !!!
أكبر عيب يوجه للرجل أن يقال له : ( امرأة ) فما بال الفتاة المسترجلة تدعوا الآخرين إلى عيبها .
يمتدح الفتى بالشجاعة والكرم بينما تمتدح الفتاة بالحياء والعفة ..
اللؤلؤة العشرون
النهاية
الدنيا بسماتها الجميلة ، وأرضها الشاسعة ، ضمت الموتى كما حملت الأحياء .
تأملي .. أشجارها كيف تنقص أوراقها خريفاً لتعود ربيعاً تصمد أمام البرد والصيف هذه الشجرة ( أنت ) تمضي عليك الأزمنة والسنوات منذ ولادتك وحتى قراءة هذه الكلمات ..
أما تأملت .. هذه المرأة التي احدودب ظهرها ، وابيض شعرها ، وتثاقلت خطاها ، وخارت قواها .. وسقط حاجباها ، وتناثرت أسنانها تقوم وتقعد وتصلي وتصوم وتأكل وتشرب وتقضي حاجتها ( بصعوبة ) ..
هذه المرأة .. ألم تكن شابة مثلك عاشت حياة الشباب وأنها طويلة قاهرة ولما كبرت سنها وضعت بنيتها وتنوعت أسقامها تبكي على أوراق من حياتها سقطت يزداد بكاؤها أكثر إذا ما داهمها الم