ما تحت الأقنعــة ..!
سألتها :
- ماهو السبب الكامن وراء انتكاستك ؟
فكان جوابها بعد حين :
- " كنت أحاول أن أنتشل شخصاً من الوحل ، فجذبني إليه .. كنت أحاول أن أميط الحجارة عن طريقه فتعثرت في ذات الحجارة ..
لم يكن حولي أحد ، ومن الصعب أن تظل حياً حينما يموت كل من حولك ! "
- يخطئ الواحد منا حينما تتضخم الثقة بنفسه فيتوهم أنه قادر على التأثير في الآخرين ، وقيادتهم نحو الهدف ، وتغيير الكثير من سلوكياتهم الخاطئة دونما أن تتأثر ذاته ..!
( ما على الرسول إلا البلاغ ) .. ولسنا ملزمين بالنتائج حتى نكابر ونمضي في طريق ٍ قد لا تحمد عقباه على أمل ٍ بأن نهايته ستكون سعيدة تُسجل كإنجاز في صفحاتنا الدعوية .
حــوار :
- لقد تغيرت ِ كثيراً .. لم أعرفك بادئ الأمر .. سبحان الله !
- سنة الحياة ، الكل يتغير عدا الأسماء التي نحملها ، ولو دخلتِ عالم الانترنت لبدلتيها كما تبدلين ملابسك ..
- لم أستستغ هذا العالم لهذا السبب ، أشعر بأنه سيفصلني عن الواقع ، لهذا استخدمه قليلاً فقط .
- هل تصدقين أنني كتبت اسمي المستعار في المنتدى على ورقة رسمية كانت تنتظر توقيعي !
- إلى هذه الدرجة بلغ بك ِ الإدمان ! .. حسناً دعينا من عالمك الافتراضي هذا الذي سيطر على مجريات تفكيرك حتى كدت ِ تختفين عن الواقع بحسب مابلغني .
- هل وصلتك ِ الشكاوى أنت ِ أيضاً !
- كل من سيسأل عنك ِ سيجد هذا الجواب ..
- لا تصدقي المبالغات ..
- من حديثك السابق يبدو أنها الحقيقة المجردة وليست مبالغات ..
- حسناً وماذا في ذلك !
- في ذلك أنه قد يشغلك عما هو أهم ، وقد يؤثر على علاقاتك العائلية والاجتماعية ، ولربما أدى إلى التقصير في الواجبات .. ولربما أدى إلى ماهو أعمق من ذلك وهو الانفصال عن العالم الواقعي والعزلة .
هذا عدا طبيعة المواقع ودرجة تأثيرها الدينية والفكرية والأخلاقية ..
- جميل أن يكون الانترنت جزءاً من حياتناً ، لا أن يكون كل حياتنا .
في لمحة الطرف بكاء وضحك ** وناجذ بادٍ ودمع ينسفك .
ليلة العيد الماضي كانت حافلة بالنسبة لـي بسبب رسائل الجوال الغاضبة ، وإعلانات المقاطعة لكل ماهو من ( أجناديني ) من إحدى الزميلات والتي لم أعلم لها مبرر أو حتى دافع .. ولأنني أفضل الصمت ؛ كثيراً ما أ ُحمّـل منها وزر النوايا ..!
و في يوم العيد اتصال طبيعي منها للمعايدة !
من أصعب الأمور أن تعاشر شخصية متقلبة المزاج والعلاقات مطعمة بفرط الحساسية ، فتعاني معها تبعاً من فرط المشاكل ..
لم أستطع أن أحدد طبيعة شخصيتها حتى وجدت تحليل هذه الشخصية وأنا أقرأ كتاب " ماتحت الأقنعة " .. وأنها تدعى في علم النفس " الشخصية المتقلبة " .
من أعراض هذه الشخصية :
سرعة تقلب المزاج - سرعة الاستثارة الشديدة - الاندفاعية في التصرفات - محاولات إيذاء النفس - ضعف القدرة على الصبر - سيطرة الغيرة الشديدة - سرعة الملل وكثرة التذمر - كثرة الشكوى من الحزن والكآبة - المبالغة في مشاعر البغض والحب - نوبات من الشعور بالريبة - التطرف في التفكير والتقويم .
* ستكون سيء الحظ حتماً حينما تحتك بهكذا شخصية ، وأفضل طريقة للتعامل معها من وجهة نظري هي استخدام أسلوب المداراة مع شيء من " التطنيش " حتى تعود لأوضاعها الطبيعية .
اقتربت مني تلك الطفلة ذات السبعة أعوام ، ووضعت رأسها على كتفي .. تنهدت قليلاً ثم قالت :
- رائحتك تشبه رائحة أمي ..
- هل للحنان رائحة ؟!
سؤال صعب ، وجدت ُ إجابته عند تلك الطفلة ..
أحب التحاور مع الأطفال الأذكياء .. فهم أشجع من الحكماء في إبراز الحقائق كما هي بدون رتوش !
تلك الطفلة ذكية وقد تبدو طبيعية تماماً ، ولكن عند الاقتراب منها ستلاحظ ثمة مشكلة نفسية تعاني منها ... ومن الحوار معها عرفت أنها إحدى ضحايا الطلاق ، وتعيش مع جدتها بعيداً عن والديها ..
تحاورت معها كثيراً آنذاك ، و أجبت على جميع أسئلتها ، وحاولت أن أعوضها بعض الذي تفتقده ..
وبعد أسئلة كثيرة منها سألتني بنبرتها الطفولية والدمع يترقرق في عينيها :
- ليش الأم اذا تطلقت تترك عيالها وتتزوج واحد ثاني ؟؟!!
كان هذا السؤال الذي لم أجد له إجابة حتى الآن !
-