اصمتي انت ايضا..لك اختي
قتلني صمته.. مللت سكوته، جربت كل الطرق التي قرأت عنها لأخرجه من هذا الصمت لكن دون جدوى!.. قالوا إنها قضية اختلاف طبع بين النساء والرجال ولا فائدة من كل ما تقومين به، استسلمي للأمر الواقع.. وليبق على صمته..
معاناة المرأة من صمت زوجها وعدم التعبير عن مشاعره بالكلام مشكلة أصبحت معروفة ومنتشرة، وكثيراً ما تم التطرق إلى حلول مختلفة ومتنوعة؛ هدفها انتزاع الكلمات من فم الزوج وتحريك الحجر الذي يقف صامتاً دون حراك وحل هذه المشكلة وما تخلفه من استياء وجمود وبرود في الحياة الزوجية..
ولكن ما رأيك في حل آخر وبأسلوب آخر بعيداً عن محاولات تغيير طبع زوجك، الذي أثبتت أبحاث علم النفس أنه يعتمد عادة الصمت؛ لأنه بعكس المرأة قليل الكلام يشغل تفكيره أكثر من لسانه.
عادة تحاول المرأة بكل الطرق، إن رأت زوجها صامتاً، جره إلى مشاركتها الحديث؛ كسؤاله عن عمله، ما صادفه في يومه، عن أصدقائه وذكر أسمائهم فرداً.. فرداً، استرجاع ذكريات قديمة، التحدث عن مشاريع جديدة من المهم القيام بها..
وتظن المرأة أنها بذلك ستحقق نجاحاً في إدخال زوجها في دائرة النقاش والكلام وقد تصيب مرة لكنها ستفشل مرات عندما تواجه كلماتها بهز الرأس لا أكثر أو بكلمة نعم أو لا على أحسن تقدير..
ولكن ما رأيك لو جربت طريقة مناقضة ومخالفة تماماً لذلك..
جربي أن تكوني صامتة..
لو أدركت المرأة قيمة السكوت لتسلحت به في كل تصرفاتها وتعاملاتها ولأحرزت نجاحاً واكتسبت احتراماً من زوجها.. ووطدت ثقته بها، هذا ما كشفته الدراسة التي أجراها المركز القومي للبحوث الاجتماعية في مصر.
قد تجدين في الأمر صعوبة ولكن إن عرفت فوائد الصمت لحاولت التطبع به؛ إن الصمت يكسبك ثقة زائدة في النفس في نظر الآخرين الذين يحارون في ردة فعلك ويصعب عليهم فهم ما تريدين قوله وما سيصدر عنك من تصرفات وبهذا تزدادين قوة وجاذبية.
الصمت عند الغضب: إن أصبح الصمت عادة لديك ستستطيعين استخدامه في أكثر المواقف حاجة له وفائدة، وذلك عند نشوب مشكلة بينك وبين زوجك، ويمكنك في هذه الحالة أن تكتفي بالتعبير عن غضبك واستيائك بنظرة معبرة من عينيك.
صمتك من شأنه أن يوقف الآخرين عند حدهم ويضع حداً للمشاكل والمجادلة، فالصمت يرتبط بالحذر ولهذا تأثيرات إيجابية على علاقتك بزوجك لأن المرأة الحذرة في كل كلمة تقولها تكسب احترامها لنفسها واحترام زوجها لها.
المرأة التي تطبق أسلوب الصمت عند الغضب تفسح لنفسها المجال أن تفكر ملياً قبل حصول ردة فعلها المفاجئة، وهكذا تتحكم في نفسها وتركز أكثر في الحبكة المنطقية لمحور النقاش مع الطرف الآخر، ولكن إذا بدأت بالكلام بطريقة انفعالية تقع في أخطاء وتصدر منها ألفاظ قد تندم عليها لاحقاً.
المرأة الصامتة في نظر زوجها أكثر ذكاء وأعمق تفكيراً ويعتبرها إنسانة جديرة بالاعتماد عليها في المواقف الصعبة.
من المعروف أن المرأة التي تجيد الصمت وتستمع أكثر مما تتكلم وترد بكلمات مقتضبة تعجب الرجل ويجذبه غموضها فيحاول التقرب منها لفك هذا الغموض واكتشاف أسرارها، خاصة أن الرجال يعانون من طبع يغلب على كثير من النساء، وهو ولعهن لجلسات القيل والقال والشائعات.
يرى الرجل في المرأة الصامتة مستودعاً أميناً لأسراره، الأمر الذي يجعله يثق بأن ما يقوله لن تعرفه الجارة أو الحماة وربما كل أفراد الحارة.
الصمت في المواقف الصعبة يولد الاحترام
الصمت يعلمك حسن الاستماع الذي تفقده نساء كثيرات
الصمت يدمر أسلحة الشجار لأنه يحرم الطرف الآخر من القدرة على مواصلة الكلام.
صمتك سيخرج زوجك عن صمته.. اعملي بهذه القاعدة لأنك حين تتحدثين وتكثرين الكلام ستخرجين وتفرغين كل ما لديك، بل إنك قد لا تفسحين له المجال للتحدث أو قول ما يريد، ولكن إن صمتت
ستضطره إلى الكلام وإخراج ما لديه، وربما سيلجأ إلى ذلك لإخراجك أنت عن صمتك الذي لم يعتده