بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حوار بين أب وإبنته ليلة زفافها لنري ماذا سيقوول
إبنتي هذا اليوم يوم عرسك .. وأنت الأن والفرح يرقص في صدرك تستقبلين حياة جديدة مفعمة بالآمال زاخرة بالأحلام تنشد السعادة الزوجية الكاملة التي يداعب طيفها الرائع خيال جميع العزاري وأنا أريد يا بنتي الحبيبة أن أحدثك عن هذه السعادة لإعتبارها خيالاً بل إعتبارها واقعاً يمكن أأن تعيشي فيه دوماً ويدوم عليكِ فاعلمي قبل كل شيء يا بنتي أن سعادتنا من صنع أيدينا فإذا شئت أن تكونى سعيدة في زواجك فيجب أن تحاولي أن تكوني سعيدة ويجب ان تعقدي العزم علي أن تكوني سعيدة ، ويجب أن تفهمي الأسباب والبواعث التي تؤدي إلي السعادة
ومن خبرة والدك يا بنيتي في الحياة فقد عرف حلوها ومرها وها هو ذا يتقدم اليك ببعض الآراء والملاحظات التي لو أخذت سلكت سبيلك في ضوتها فلا فمما لا شك فيه أن ملك السعادة سيرفرف عليكِ وينشر جناحيه علي حياتك ، ويحمل إليكِ والي زوجك وأولادك بركة لك وراحة النفس وصفاء الضمير .
فاسمعي يا بنتي وأنعمي النظر في كلامي وأنقشيه في صفحة ذهنك وإحرصي عليه من بطش النسيان .
إن أول نصيحة ألا تفكري أو تحاولي أن تسيطري علي زوجك أنت إمرأة ... والمرأة مخلوق ضعيف ومن طبع الضعيف أن يصبوا إلي القوة وينزع إلي النسيان ويتوق الي التحكم والإستبداد ، ولكن المرأة إذا نزعت إلي القوة والسيطرة أنكرت عواطفها وتجردت من أنوثتها وقابلها الرجل قوة بقوة فاستحال عليها وهي الضعيفة في الأصل أن تثبت أمامه ... وهكذا تتحطم في النهاية وتحطم بيتها ومستقبل أولادها وكل ما شادته في حياتها الزوجية بروحها وأعصابها ودمائها .. فالبسِ إمرأة ولا تسترجلي إن قوتك في قلبك .. في حنانك .. في رقتك .. في دماثة طبعك .. ولين أخلاقك .. وهذا ما يفتن الرجل ويسحر إذ الرجل قوة في حاجة إلي الراحة ، وعبقريتك أنك تكوني أنت ِ راحته في أن تقدمي إليه الواحة الخضراء والعش الجميل والوكر الهاديء الذي يستطيع أن تنسجم فيه ويستجمع مدخر قواه ليتابع الكفاح من أجلك ومن أجل أولادك . فساعدى زوجك علي الحياة بقوة العاطفة لا بنزعة السيطرة والإستبداد والا إضطر إلي ان يصارع الحياة في الخارج ويصارعك في الداخل فيتحطم هو الآخر ويحطم في طريقه كل شيء .. ثم يجب أن تفهمي أن قيمة العواطف تتفجر من ينبوع الوفاء فكوني وفيه لزوجك فهو قد منحك إسمه ومكانته وشرفه فاحرصي علي الأمانة حرصك علي حدقة عينيك ، الثمينة .
وإعلمي أن إذا ظل الوفاء متبادلاً والإخلاص مشتركاً والحب قائماً علي أن يجب ألا تسرفي في حب زوجك إسرافاً يجهده ويرهقه ، ويسئمه ويضجره فليس الزواج رؤية كل فصولها غرامية ، هناك شئون البين وتربية الأولاد ومعالجة أحداث الحاضر والتطلع إلي بناء المستقبل .
كل هذه الأمور تشغل بال الرجل فضعي الحب حولها يلطف من حدتها ويخفف منها .. ولا تضعيه فوقها في المرتبة العليا .. وإلا انحط بها فتدهورت واستحالت وتحولت الي حياة تافهة حقيرة رخيصة .. لا تنشد أكثر من مجرد المتعة النفسية والجسدية ... فحب المرأة يا بنتي يكون حافزاً لعمل الزوج لا معطلاً له فلا تعطلي بحبك عمل زوجك . وإياكِ أن تستسلمي لعاطفة حب جامح أو عاطفة كبرياء حمقاء ، فتدعي قلبك مرتعاً لذلك الوحش المفترس الذي يسمونه الغيرة ..
فالغيرة يا بنتي ضعف وجبن وقلة حيلة ، والمرأة التي تغار لا تستحق أن تكون زوجة لأن غيرتها ما هي الا إعتراف منها بعجزها عن إرضاء زوجها وعن كسب محبته ، وهي اعتراف أيضاً بضعفها عن منافسة أترابها ، وعن توكيد خصائص أنوثتها وقيمة شخصيتها فحاربي الغيرة أولاً بحسن سلوكك ، وثانياً بدماثة طبعك ، وثالثاً بتأثير محاسنك ، ورابعاً بهدوئك واتزانك وثقتك بنفسك ، ومتي وجد فيكِ زوجك إمرأة مستقيمة السيرة ، لينة الطبع كريمة الخلق تعني بمحاسنها من أجله وتثق بنفسها وبقدرتها علي كسب محبته والإحتفاظ به ..
وينبغي أن تدركي يا بنتي أن الزوج لا يخدع زوجته الا إذا أحس بنقص عميق فيها ، أو بنقص عميق في بيته فشعوره بهذا النقص يولد فراغاً وشعوره بالفراغ يدفعه إلي طلب إمرأة أخري ، فهمتك أنتِ أن تبحثي عن هذا النقص وان تتلافيه ، وثقي دائماً أن زوجك رجل شريف وثقي دائماً بوفائه علي أساس ثقتك بأن في وسعك ان تتزيني له دائماً سبل الوفاء بيد أنك لا يمكن أن تظفري بحبه إذا أغضبتِ أهله ..
أن أهل الرجل هم دمه ولحمه . وهم الذين ربوه ونشأوه وكونوه فإذا حاولتي أن تسلخيه منهم سبخت الفرع من الأصل .. فضحل وذبل ومات فإياكِ أن تكرهي أهل زوجك وإياكِ أن تناجيهم بالعداء إنهم أقوي منكِ يا بنتي لأنم الأصل وكلمتهم مسموعة عن زوجك ، ومتي أبغضوكِ أشاعوا البغض في نفس زوجك فخاف بحياته وحياتك الدمار ..فكوني رقيقة معهم وأحبيهم من أجل زوجك بل من أجل نفسك ولا تحاولي أن تسرقي منهم إبنهم وأن تضميه إلي أسرتك وإلا كنت كمن يملل نفسه بالوهم ويريد أن يزرع نباتاً صالحاً في غير أرضيه فكوني رسول سلام بين أهل زوجك وبينك ، وبين أهله وأهلك ، يعجب بكِ ويحبك ويضاعف إعجابه من فرط شعوره بمتعة السلام العائلي الذي استطاع ذكاؤك أن يحققها له .
فإياكِ ان تنهري حماتك أو تغاري من شقيقة زوجك أو تحسدي زوجات أشقائه وعامليهم بعتبارهم بضعة من زوجك وإن شاء القدر أن تعيشي معهم فامنحيهم المودة والعطف وغض الطرف عن بعض الألم فبعض العناء وأنتِ مع أهل زوجك من أن تنفصلي عن قرينك فتستهدفي لحظر مجهول ...
أما الأسلوب الذي أنصحك بإتباعه في معاملاتك اليومية لزوجك هي :-
* تذرعي بالصبر إذا غضب ولا تستفزيه . فليس أبغض الي الرجل من إمرأة تصب زيتحماقتها علي نار غضبه فتزيده تأججاً .
* تقربي إليه بعد أن تهدأ ثورته بساعات ، وعاتبيه في حنان ورفق وراجعيه في تواضع وأدب فليس أعز علي قلب الرجل من إمرأة تعرف كيف تقهر بشمس العقل ظلمة الغضب.
* أطيعيه إلا فيما يغضب الله وشاركيه في فكره ولكن سلمي بأن عقله أغزر مادة من عقلك ، فليس أقرب الي نفس الرجل من إمرأة تلزم حدها وتعترف بضعفها وتهتدي بهدي الزوج وتعتبره حاميها ومرشدها .
* تجملي من أجله بأيسر كلمة وأوفر مجهود . وجملي بيتك أيضاً ما استطعتِ فليس أحب إلي الرجل من إمرأة أنيقة تمرح أمامه في إطار جميل ..
* لا تطمعي في ماله بل إطمعي في حبه وإلا أبغضك لأنانيتك وطمعك وأنصرف عنك لغيرك .
* أحسني تربية أولاده فهم في حبه .. وإلا أبغضك لأنانيتك ، وإعلمي أن أمانة أسرتك هي أمانة لوطنك .
إبنتي هذه وصيتي يا الحبيبة في يوم عرسك فإذا شئت ان تكوني سعيدة في زواجك فاعملي بوصيتي يجزيكِ الله الخير في حياتك ، وترعي عنايته بيتك وتحل بركته المقدسة عليكِ وعلي زوجك وأولادك .
منقول من بريدي الخاص