ما الأمور التي تدفعك للحرص على احتساب الأجر في أعمالك كلها؟
1) سرعة مرور الوقت وهذا يعاني منه الجميع فاستغلي الدقائق قبل الساعات وقد قيل: (أمسك الذي مضى عن قربه، يعجز أهل الأرض عن رده).
2) موت الفجأة {قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} (الجمعة:
3) تغير الأحوال من صحة إلى مرض... ومن غنى إلى فقر... ومن أمن إلى خوف... ومن فراغ إلى شغل... ومن شباب إلى شيخوخة... ومن حياة إلى موت... !
4) لأنك محتاجة إلى أعمال كثيرة تثقلين بها ميزانك، فالإنسان سرعان ما يفسد أعماله الصالحة بلسانه من كذب وغيبة ونميمة وسخرية... وهل يكب الناس في النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم، فقد تأتين يوم القيامة بحسنات أمثال الجبال فتجدين لسانك قد هدمها عليك... فلا تكوني ممن لهن النصيب الأكبر من ويلات اللسان... فما أحوجنا إلى حسنة واحدة يثقل بها الميزان...
5) استشعري التقصير والتفريط في جنب الله {أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ} (الزمر:56).
6) الخوف من الله.. {وَأَنْذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْ يُحْشَرُوا إِلَى رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُمْ مِنْ دُونِهِ وَلِيٌّ وَلا شَفِيعٌ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ} (الأنعام:51).
إن الخوف من الله دافع قوي للعمل الصالح عموما.
7) الرغبة في حصول الأجر والثواب... قال الله تعالى: {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُبَوِّئَنَّهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ غُرَفاً تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ} (العنكبوت:58).
أن فرصة العيش في الحياة الدنيا واحدة لا تتكرر لتعويض ما فات... {أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ} (الزمر:58). ومع أنها فرصة واحدة إلا أنها تنقضي بسرعة أيضا... !، فعندما تجلسين عند جدتك وتقولين لها: احكي لي قصة حياتك خلال الستين سنة الماضية فستحكيها لكي في ساعة أو ساعتين!...
أين ذهبت تلك السنون الطوال؟!...
لا شك أن الحديث عنها سينتهي في يومين على أكثر تقدير...! قال الله تعالى: {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ كَأَنْ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِنَ النَّهَارِ يَتَعَارَفُونَ بَيْنَهُمْ...} (يونس:45). "أي اذكر يوم نحشرهم {كأن لم يلبثوا} في الدنيا {إلا ساعةً من نهار} أي شيئا قليلا منه، استقلوا المدة الطويلة إما لأنهم ضيعوا أعمارهم في الدنيا فجعلوا وجودها كالعدم، أو استقصروها للدهش والحيرة، أو لطول وقوفهم في المحشر، أو لشدة ما هم فيه من العذاب نسوا لذات الدنيا وكأنها لم تكن.
وجملة {يَتَعَارَفُونَ بَينَهُم} أي يعرف بعضهم بعضا، وذلك عند خروجهم من القبور، ثم تنقطع التعارف بينهم لما بين أيديهم من الأمور المدهشة للعقول المذهلة للأفهام، وقيل إن هذا التعارف هو تعارف التوبيخ والتقريع، يقول بعضهم لبعض: أنت أضللتيني وأغويتني لا تعارف شفقة ورأفة..." .
لطفاٌ ضع ردك