التائب عضو
عدد المساهمات : 44 نقاط : 60 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 12/03/2010
| موضوع: هؤلاء ممّن يحبهم الله السبت مارس 13, 2010 8:39 pm | |
| الحمد لله رب العالمين أحمده على جميل عطفه وكريم صفحه حمد معترف بفضله وشاكر لنعمه والصلاة والسلام على المبعوث رحمةً للعالمين وسيِّد المرسلين نبينا وقدوتنا وهادينا ومعلمنا الخير كله صاحب الهدي والرشاد والتقى محمّد بن عبد الله صلوات ربي وسلامه عليه أما بعد،
إن من المسلمين أصنافاً يحبهم ربهم وينزل عليه رضاه فيا فرحة المحبوبين عند ربهم ويا سعادتهم عند لقائه، لذا كتبت في هذا الموضوع لعل القراء يقتدون بهم فيكونون من الذين يحل عليهم رضوان ربهم ويتكرم عليهم بمحبته جل جلاله، فتلك المحبة وذلك الرضوان هو غاية كل مؤمن وهدف كل مسلم وبغية كل عابد.
فإننا إذا قلبنا النظر في كتاب الله -جلّ وعلا- وتدبرنا آياته سبحانه وتعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم لعرفنا من هم الذين يستحقون محبته فيحبهم وتحبهم ملائكته، ويجعل لهم القبول في الدنيا لما روي عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا أحب الله العبد نادى جبريل إن الله يحب فلاناً فأحببه فيحبه جبريل فينادي جبريل في أهل السماء إن الله يحب فلاناً فأحبوه فيحبه أهل السماء ثم يوضع له القبول في الأرض» [رواه البخاري].
فصفات المحبوبين عند الله والمقربين إليه كثيرة في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم فنذكر منها على سبيل المثال لا على سبيل الحصر ما يلي فالله تعالى يجب من عباده:
1- التوابين:
قال تعالى: {فَمَن تَابَ مِن بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللَّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} [المائدة: 39]. وقال تعالى: {كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَىٰ نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ ۖ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِن بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} [الأنعام: 54]. وقال تعالى: {إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَٰئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا} [الفرقان: 70]، وعن أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من تاب قبل أن تطلع الشمس من مغربها تاب الله عليه» [رواه مسلم]، ودليل محبة الله تعالى للتوابين قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ} [البقرة: 222].
وقد ذكر أهل العلم للتوبة شروطاً هي:
1- أن تكون التوبة خالصة لله- عزّ وجلّ.
2- الندم على ما فات من الذنوب.
3- الإقلاع عن المعصية فوراً فلا تصح التوبة مع الإصرار على المعصية.
4- العزم على عدم العودة إلى المعصية في المستقبل.
5- أن تكون التوبة قبل انتهاء وقتها أي قبل طلوع الشمس من مغربها وقبل حضور الأجل.
6- إذا كانت المعصية متعلقة بالعباد كاغتصاب الأموال مثلاً فيجب إعادة الحقوق إلى أصحابها وإن كانت المعصية غيبة أو نميمة أو ما شابه ذلك فيجب الإستبراء منهم والدعاء لهم في ظهر الغيب وذكر محاسنهم في المجالس التي ذكرهم بسوء فيها.
2- المتبعون لسنة النبي صلى الله عليه وسلم:
وهم الذين يقتفون أثر النبي صلى الله عليه وسلم وذلك باتباعه في جميع شئون حياتهم من مأكل ومشرب وملبس وهيئة وعبادة وعلاقات اجتماعية وأسرية والمتأمل في سيرته صلى الله عليه وسلم ليجد بغيته في مواجهة هذه الحياة وما فيها من فرح وحزن وسرور وكدر روى أنس- رضي الله عنه- أن نفراً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم سألوا أزواج النبي صلى الله عليه وسلم عن عمله في السر فقال بعضهم: لا أتزوج النساء وقال بعضهم: لا آكل اللحم وقال بعضهم: لا أنام على فراش فحمد الله وأثنى عليه فقال: «ما بال أقوام قالوا كذا وكذا لكني أصلي وأنام وأصوم وأفطر وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني» [رواه مسلم]، ودليل محبة الله تبارك وتعالى لمن يتبع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم قوله تعالى: {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} [آل عمران: 31].
3- المقسطون:
وهم: العادلون في جميع شئونهم مع أنفسهم ومع غيرهم ودليل محبة الله تعالى لهم قوله تعالى: {لَّا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} [الممتحنة: 8].
4- المحسنون:
وهم: الذين ينفقون على أنفسهم وعلى غيرهم يبتغون ما عند الله من الأجر والمثوبة ولا يتبعون ما أنفقوا مناً ولا أذى ودليل محبة الله تبارك وتعالى لهم قوله تعالى: {وَأَنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ ۛ وَأَحْسِنُوا ۛ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [البقرة: 195].
5- المحبون للقاء الله تعالى:
فمن أحب لقاء الله أحب الله لقاءه وهذا لا يقصد به تمني الموت وإنما الإنسان المؤمن إذا حانت منيته وقرب أجله وبدأ يحتضر ففي هذه اللحظة يبشر برضوان الله فيحب لقاء الله تبارك وتعالى ويحب الله لقاءه، وأما الإنسان الكافر إذا احتضر فإنه يبشر بغضب الله فيكره لقاء الله ويكره الله لقاءه ودليل ذلك ما رواه عبادة بن الصامت عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه»، قالت عائشة أو بعض أزواجه: "إنا لنكره الموت"، قال: «ليس ذاك، ولكن المؤمن إذا حضره الموت بشر برضوان الله وكرامته، فليس شيء أحب إليه مما أمامه، فأحب لقاء الله وأحب الله لقاءه، وإن الكافر إذا حضر بشر بعذاب الله وعقوبته، فليس شيء أكره إليه مما أمامه، فكره لقاء الله وكره الله لقاءه» [رواه البخاري].
6- المتقربون إلى الله بنوافل العبادات والمكثرون من ذكره:
إن أفضل ما عمرت به الأوقات واشتغلت به القلوب والجوارح هو ذكر الله تبارك وتعالى في كل حين وعلى كل حال فالذاكرون يذكرهم الله يقول سبحانه وتعالى: {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ} [البقرة: 152].
وروى أبو هريرة -رضي الله تعالى عنه- قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «يقول الله تعالى: أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم، وإن تقرب إلي شبرا تقربت إليه ذراعا، وإن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة» [رواه البخاري]؛ فالتقرب لله سبحانه وتعالى يكون بنوافل العبادات من صلاة وصيام وصدقة والإكثار من ذكر الله بالتحميد والتسبيح والاستغفار.
7- طالب العلم الشرعي:
إن الله تعالى إذا رضي على العبد وأحبه سهل له طريق طلب العلم؛ لما روي عن معاوية -رضي الله تعالى عنه- قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين» [رواه البخاري]، ومن ثم إذا سهل الله تعالى لطالب العلم طريق طلب العلم فقد سهل له طريقاً إلى الجنة لما روي عن أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا، نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة. ومن يسر على معسر، يسر الله عليه في الدنيا والآخرة. ومن ستر مسلما، ستره الله في الدنيا والآخرة. والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه. ومن سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة. وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله، يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم، إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة ، وذكرهم الله فيمن عنده. ومن بطأ به عمله، لم يسرع به نسبه» [رواه مسلم]، فمن محبة الله تعالى للعبد توفيقه لطلب العلم والزيادة في الأعمال الصالحة.
8- المتحابون في الله:
إن المتحابون في جلال الله يناديهم ربهم وهو أعلم بهم ويحل عليهم رضوانه وفضله وجوده وكرمه فيظلهم يوم القيامة يم لا يظل إلا ظله سبحانه، فلقد روى أبو هريرة -رضي الله تعالى عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله يقول يقوم القيامة أين المتحابون بجلالي اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي» [رواه مسلم].
9- المكثرون من الطهارة والمتجملون لله:
والطهارة هي إزالة النجاسة من البدن والملابس وأماكن العبادة والله سبحانه يحب من عباده المتطهرين لقوله تعالى: {فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُوا ۚ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ} [التوبة: 108].
أما التجمل لله فهو التزين لله بلا كبر ولا استحقار لعباده لما روي عن عبد الله بن مسعود- رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر قال رجل: إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسناً ونعله حسنة قال إن الله جميل يحب الجمال، الكبر بطر الحق وغمط الناس» [رواه مسلم]، والله سبحانه وتعالى أمرنا بأخذ الزينة عند أداء الصلاة والذهاب للمساجد للعبادة فقال تعالى: {يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ} [الأعراف: 31].
10- صاحب السواك والمستاكون:
والسواك سنة نبينا صلى الله عليه وسلم فكان إذا استيقظ من النوم بدأ بالسواك وإذا دخل المنزل بدأ بالسواك روت عائشة -رضي الله عنها- عن النبي صلى الله عليه وسلم: «السواك مطهرة للفم مرضاة للرب» [رواه النسائي وصححه الألباني].
11- المتقربون إلى الله تعالى بفعل الفرائض والمحافظة عليها:
من كرم الله تعالى على عباده الذين يعبدونه وحده دون سواه أنه يحب منهم الذين يتبعون أوامره ويؤدون فرائضه التي فرضها عليهم ويداومون عليها ويحبون أداءها بدون تكاسل فعن أبي هريرة - رضي الله عنه- قال: قالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله قال: من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته: كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه، وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن نفس المؤمن، يكره الموت وأنا أكره مساءته» [رواه البخاري].
12- المتقون:
هم الذين يخشون الله تعالى ويتقونه في السر والعلن ويجعلون بينهم وبين عذاب ربهم وقاية باتباع أوامره واجتناب نواهيه يقول- جلّ وعلا-: {بَلَىٰ مَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِ وَاتَّقَىٰ فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ} [آل عمران: 76].
13- الصابرون:
والصابرون هم أهل الجنة وقد أعدت الجنة للصابرين وذُكر الصبر في أكثر من موضع في القرآن العظيم والصبر سنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فقد صبر على ما أصابه في تبليغ دين الله- عزّ وجلّ- وقد مدح الله تعالى الصابرين في سبيله واعد لهم جنته ورضوانه يقول الله تعالى: {وَكَأَيِّن مِّن نَّبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ} [آل عمران: 146].
14- المتوكلون على الله تعالى:
التوكل على الله دلالة على زيادة الإيمان ورفعته في النفس فكلما كان الإنسان المسلم أكثر قوة وتوكلاً على الله في جميع أموره دلّ ذلك على قوة إيمانه وقوة تعلقه بربه ولذلك كان أجره محبة الله يقول الله سبحانه وتعالى: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ۖ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ ۖ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ} [آل عمران: 159].
أيها الأحبة هذه بعض الصفات التي يحبها الله في عباده فهل نستكثر على أنفسنا أن نتصف بصفة من هذه الصفات ونبتغي بها وجه الله سبحانه وتعالى فنحوز على رضاه وتحصل لنا محبته هذا إذا كان لزاماً علينا أن نتصف بهذه الصفات كلها رزقني الله وإياكم محبته وأنزل علينا رضوانه ووفقنا لطاعته وأخلص العمل لوجهه إن ربي سميع مجيب، هذا وصلى الله على نبينا محمّد وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.
إعداد: محمّد مبروك الهجلة دار القاسم
| |
|
مسلم Admin
عدد المساهمات : 9693 نقاط : 17987 السٌّمعَة : 67 تاريخ التسجيل : 11/03/2010 العمر : 55
| موضوع: رد: هؤلاء ممّن يحبهم الله السبت مارس 13, 2010 9:51 pm | |
| بارك الله فيكم اخي في الله وجعل عملكم في ميزان حسناتكم وجزي الله كاتبه كل الخير
وجعلنا الله من الذين يستمعون القول فيتبعون احسنه
وجعلنا الله من الذين رضوا الله فرضي عنهم فاحبهم واضافهم الي عباده الصالحين
والمتأمل في القرآن ليجد الكثير والكثير من الصفات والسمات التي تميز عباد الرحمن
ولتنظروا اخوتي الي اضافتنا الي الله في كلمة عباد الرحمن وهل افضل ولا احسن من العبودية لله انها كلمة تدل علي محبة الله وقربنا منه وفي الحديث القدسي
حدثني محمد بن عبد الرحيم حدثنا أبو زيد سعيد بن الربيع الهروي حدثنا شعبة عن قتادة عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم يرويه عن ربه قال إذا تقرب العبد إلي شبرا تقربت إليه ذراعا وإذا تقرب مني ذراعا تقربت منه باعا وإذا أتاني مشيا أتيته هرولة وانظروا اخوتي الي صفات عباد الرحمن جعلنا الله منهم
وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هوناً وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً والذين يبيتون لربهم سجَّداً وقياماً والذين يقولون ربنا اصرف عنا عذاب جهنم إن عذابها كان غراماً إنها ساءت مستقراً ومقاماً والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواماً... والذين لا يشهدون الزور وإذا مرّوا باللغو مرّوا كراماً والذين إذا ذكروا بآيات ربهم لم يخروا عليها صماً وعمياناً والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماماً أولئك يجزون الغرفة بما صبروا ويلقَّون فيها تحية وسلاماً خالدين فيها حسنت مستقراً ومقاماً«(1).
هل حاولت الاطلاع والتعرف على المواصفات الكريمة لعباد الله الخلَّص، أولئك الذين أدوا حق العبودية والطاعة لله تعالى في كل صغيرة وكبيرة، فكانوا ممن حباهم الله بالسعادة واختارهم لعلمه، وخصهم بكرامته، فنالوا أسمى الدرجات في جوار الحق، واستحقوا بطاعتهم نسبتهم اليه تعالى، فسمّوا ب»عباد الرحمن«؟ نعم، من خلال الآيات الشريفة السابقة تتبين لنا عظمة أولئك العباد المكرمين المستمدة من مواصفاتهم الكريمة، حيث انهم يعيشون الخشوع والتذلل لله تعالى في كل أحوالهم وتقلباتهم، فترى الواحد منهم غير مترفع ولا متكبر على غيره من الناس، وفي نفس الوقت لا يجهل إذا ما جهل عليه بل يرد الاساءة بالاحسان والجهل بالسلام. هذا في النهار، أما في الليل فيعبرون عن ذوبانهم في طاعة الله، بأسمى آيات التعبير فيفترشون الأرض بجباههم ويحيون ليلهم بسجودهم وقيامهم، داعين ربهم بقلوب واجفة ربنا اصرف عنا عذاب جهنم، إن عذابها العذاب الأعظم الأخطر الأدوم وإن مستقرها ومقامها هو الأسوء في المستقرات والمقامات.
وتتوالى الآيات... وتبين طريقتهم في الانفاق، والتي تعتمد أوسط الأمور في ذلك، فلا اسراف ولا تقتير، ولا إفراط ولا تفريط، بل امر بين الأمرين ومنزلة بين المنزلتين.
أما في الأمور القضائية فإنهم يعتمدون قول الحق ولو على أنفسهم، ويشعرون برقابة الله في احوالهم كلها، فلا يسمحون لأنفسهم أن يقولوا غير الحق أو أن يشهدوا باطلاً وزوراً، وزيادة على ذلك فانهم إذا مروا بأهل اللغو والمعاصي حال لغوهم مروا معرضين عنهم منزّهين أنفسهم عن الدخول فيهم والاختلاط بهم ومجالستهم.
إنهم أهل الله الذين إذا تليت عليهم آيات الرحمان أو ذكروا بها لم يسقطوا عليها سقوط الصم الذين لا يسمعون والعميان الذين لا يبصرون، بل تفكروا فيها وتعقلوها، فأخذوا بها عن بصيرة وآمنوا بها عن هدى، فأنارت طريقهم وقوَّمت مسلكهم.
إنك ترى الواحد منهم ينظر للبعيد فيدعو الله سبحانه أن يجعل له من زوجه وذريته قرة أعين بصلاحهم وتقواهم وورعهم وخدمتهم للاسلام، ويدعو الله لنفسه ان يجعله من الذين يسارعون في الخيرات ويتسابقون عليها، وأن يجعله إماماً للمتقين في هذا السياق.
في النهاية، يبشر الله سبحانه هذه الثلة المؤمنة بجنات النعيم الخالدة، حيث لا عين رأت ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، ذلك بما صبروا على طاعة الله، وعن معصيته وبما جاهدوا به انفسهم، نعم الثواب وحسن أولئك رفيقاً.
وهذه بعض صفات المتقين
صفات المتقين:
قال أمير المؤمنين (ع):
»أما الليل فصافون أقادمهم تالين لأجزاء القرآن يرتلونها ترتيلاً. يحزّنون به أنفسهم ويستثيرون به دواء دائهم. فإذا مروا بآية فيها تشويق ركنوا اليها طمعاً، وتطلعت نفوسهم اليها شوقاً، وظنوا انها نصب أعينهم. وإذا مروا بآية فيها تخويف أصغوا اليها مسامع قلوبهم، وظنوا أن زفير جهنم وشهيقها في أصول آذانهم. فهم حانون على أوساطهم، مفترشون لجباههم وأكفّهم وركبهم وأطراف أقدامهم، يطلبون الى الله تعالى في فكاك رقابهم.
وأما النهار فحلماء علماء، أبرار أتقياء، قد براهم الخوف بريّ القداح، ينظر اليهم الناظر فيحسبهم مرضى، وما بالقوم من مرض، ويقول لقد خولطوا.
ولقد خالطهم أم عظيم لا يرضون من أعمالهم القليل، ولا يستكثرون الكثير، فهم لأنفسهم متهمون، ومن أعمالهم مشفقون.
إذا زكي أحد منهم خاف مما يقال له فيقول: أنا أعلم بنفسي من غيري، وربي أعلم بي من نفسي. اللهم لا تؤاخذني بما يقولون واجعلني أفضل مما يظنون، واغفر لي ما لا يعلمون«(2).
منقول مع مساهمة | |
|
مسلم Admin
عدد المساهمات : 9693 نقاط : 17987 السٌّمعَة : 67 تاريخ التسجيل : 11/03/2010 العمر : 55
| موضوع: رد: هؤلاء ممّن يحبهم الله السبت مارس 13, 2010 9:54 pm | |
| ملحوظة وقد علمت اخوتي ان حديث اذا تقرب الي عبدي موقوف
حدثني محمد بن عبد الرحيم حدثنا أبو زيد سعيد بن الربيع الهروي حدثنا شعبة عن قتادة عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم يرويه عن ربه قال إذا تقرب العبد إلي شبرا تقربت إليه ذراعا وإذا تقرب مني ذراعا تقربت منه باعا وإذا أتاني مشيا أتيته هرولة فتح الباري بشرح صحيح البخاري قوله ( حدثني محمد بن عبد الرحيم ) هو أبو يحيى البغدادي الملقب صاعقة , وأبو زيد من شيوخ البخاري قد حدث عنه بلا واسطة في باب إذا رأى المحرمون صيدا في أواخر " كتاب الحج " وكذا في غزوة الحديبية .
قوله ( عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم ) هذه رواية قتادة وخالفه سليمان التيمي كما في الحديث الثاني , فقال " عن أنس عن أبي هريرة " فالأول مرسل صحابي .
قوله ( يرويه عن ربه عز وجل ) في رواية الإسماعيلي " من طريق محمد بن جعفر ومن طريق حجاج بن محمد كلاهما عن شعبة سمعت قتادة يحدث عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : قال ربكم , وفي رواية أبي داود الطيالسي " عن شعبة " ومن طريقه أخرجه أبو نعيم " يقول الله " قال الإسماعيلي قوله " قال ربكم " وقوله " يرويه عن ربكم " سواء أي في المعنى .
قوله ( إذا تقرب العبد إلي شبرا ) في رواية الإسماعيلي " مني " وفي رواية الطيالسي " إن تقرب مني عبدي " والأصل هنا الإتيان بمن , لكن يفيد استعمال " إلى " بمعنى الانتهاء فهو أبلغ .
قوله ( تقربت إليه ذراعا , وإذا تقرب إلي ) في رواية الكشميهني " مني " وكذا للإسماعيلي والطيالسي .
قوله ( ذراعا تقربت منه باعا , وإذا أتاني يمشي أتيته هرولة ) لم يقع " وإذا أتاني " إلخ في رواية الطيالسي قال ابن بطال : وصف سبحانه نفسه بأنه يتقرب إلى عبده ووصف العبد بالتقرب إليه ووصفه بالإتيان والهرولة كل ذلك يحتمل الحقيقة والمجاز فحملها على الحقيقة يقتضي قطع المسافات وتداني الأجسام وذلك في حقه تعالى محال فلما استحالت الحقيقة تعين المجاز لشهرته في كلام العرب فيكون وصف العبد بالتقرب إليه شبرا وذراعا وإتيانه ومشيه معناه التقرب إليه بطاعته وأداء مفترضاته ونوافله ويكون تقربه سبحانه من عبده وإتيانه والمشي عبارة عن إثباته على طاعته وتقربه من رحمته , ويكون قوله أتيته هرولة أي أتاه ثوابي مسرعا , ونقل عن الطبري أنه إنما مثل القليل من الطاعة بالشبر منه والضعف من الكرامة والثواب بالذراع فجعل ذلك دليلا على مبلغ كرامته لمن أدمن على طاعته أن ثواب عمله له على عمله الضعف وأن الكرامة مجاوزة حده إلى ما يثيبه الله تعالى , وقال ابن التين القرب هنا نظير ما تقدم في قوله تعالى ( فكان قاب قوسين أو أدنى ) فإن المراد به قرب الرتبة وتوفير الكرامة والهرولة كناية عن سرعة الرحمة إليه ورضا الله عن العبد وتضعيف الأجر , قال : والهرولة ضرب من المشي السريع وهي دون العدو وقال صاحب المشارق المراد بما جاء في هذا الحديث سرعة قبول توبة الله للعبد أو تيسير طاعته وتقويته عليها وتمام هدايته وتوفيقه والله أعلم بمراده . وقال الراغب قرب العبد من الله التخصيص بكثير من الصفات التي يصح أن يوصف الله بها وإن لم تكن على الحد الذي يوصف به الله تعالى نحو الحكمة والعلم والحلم والرحمة وغيرها , وذلك يحصل بإزالة القاذورات المعنوية من الجهل والطيش والغضب وغيرها بقدر طاقة البشر وهو قرب روحاني لا بدني , وهو المراد بقوله إذا تقرب العبد مني شبرا تقربت منه ذراعا .
| |
|
التائب عضو
عدد المساهمات : 44 نقاط : 60 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 12/03/2010
| موضوع: رد: هؤلاء ممّن يحبهم الله الأحد مارس 14, 2010 6:29 pm | |
| بارك الله فيك أخى الحبيب
ابو عبد الرحمن وتقبل الله صالح أعمالكم
دائما أضافتك تزيد المواضيع أفادة وفهم
وندعوا الله أن يكتب مساهمتك الطيبة فى ميزان حسناتكم
مشكوووووور أخى الحبيب على المتابعة الدائمة
| |
|
خلود عضو
عدد المساهمات : 27 نقاط : 33 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 12/03/2010
| موضوع: رد: هؤلاء ممّن يحبهم الله الأحد مارس 14, 2010 10:14 pm | |
| ما شاء الله إخواني بارك الله فيكم وزادكم علما وعملا جزاكم الله خيرا | |
|
التائب عضو
عدد المساهمات : 44 نقاط : 60 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 12/03/2010
| موضوع: رد: هؤلاء ممّن يحبهم الله الثلاثاء مارس 16, 2010 1:07 pm | |
| - خلود كتب:
- ما شاء الله إخواني بارك الله فيكم وزادكم علما وعملا
جزاكم الله خيرا بارك الله فيك أختنا الفاضلة وجزاك الله الفردوس الاعلى
وتقبل اللهم صالح أعمالكم وجعلها خالصه لوجه الله الكريم | |
|
مسلم Admin
عدد المساهمات : 9693 نقاط : 17987 السٌّمعَة : 67 تاريخ التسجيل : 11/03/2010 العمر : 55
| موضوع: رد: هؤلاء ممّن يحبهم الله الأربعاء يناير 19, 2011 9:38 pm | |
| اخي التائب وبارك الله فيكم جميعا من سعي الي حب الله وضع الله الحب في قلبه وحبب اليه جميع خلقه ولكن حب الله بان نتبع شرعه ونتبع هدي نبيه صلي الله عليه وسلم | |
|