الحياة محطات و دروس, حالنا فيها كحال التلميذ الذي يتلقى موادا معينة في سنته الدراسية, مواد من المفترض أن يتقنها و يستحضرها كي يتمكن من تحصيل دبلوم ممتاز. لكن كالتلاميذ لكل واحد منا طريقة تختلف عن الآخر, فمن الناس من هم مجدون مجتهدون تراه مواظبا في الدرس منتبها و اذا انتهى يومه الدراسي تراه يحصل و يذاكر و يبذل أقصى جهده و يتزود من المعرفة خارج مناهج المدرسة فتراه متميزا في كل الميادين, و من الناس من يبذل جهدا يبلغه نهاية العام , فلا هو من المتميزين ولا هو من المتكاسلين و انما يأخذ ما قل و دل, تارة مجد و أخرى لاه. و آخرون لاهون لا يكاد الواحد منهم يفهم و لا يتيقظ لمعنى الدرس....فتجده قد أنهى سنته الدراسية و لم يحصل منها سوى اللهو و العبث.
الحياة دروس, بعض الدروس سهل ميسر لا يكاد الواحد منا يدرك أنه درسه, و بعضها صعب معقد يكاد الواحد منا يفقد أنفاسه في تلقيه, و لا تجد الا قلة قليلة تفهم المغزى منه, درس من الله عز و جل الى عبد من عباده, تجربة توضع في حياة شخص كي تدربه على أشياء, تارة هي الصبر و أخرى الشكر, و أخرى اختبار للايمان....فهل ترى سينجح الطالب, طالب الجنة في هذا الامتحان؟
الحياة محطات لا نختار المسافر فيها معنا, أحيانا يجلس بجانبنا شخص يهدينا ابتسامة على طول الطريق, تقوينا و تثبتنا و تنسينا بعضا من مشقة السفر, و في محطة أخرى يرافقنا شخص يهز فينا قيمنا و قناعاتنا و مبادءنا, حتى لكأننا نتسائل في نهاية السفر أنحن على حق أم ترانا ضللنا السبيل؟نشكك في أنفسنا و نتفقد قلوبنا لنتسائل في صمت: أين أنا؟و الى أين السبيل؟
أخيتي, أخي.. الفشل أول بوادر النجاح وأطروحة التلميذ المتفوق في كافة مواد الحياة و الذي لم يذق طعم الفشل قط ليست من الواقع في شيء, و كما يقال :" لكل حصان كبوة", لكن شيء واحد لا يتغير مع تغير الأزمان و الفصول و الساعات.....مغفرة الله الواسعة و رحمته و عونه...حين تحتار و تتساءل أأنت على الحق أم انحرفت عليه؟ أخلص النية و ارفع الكفين الى الله ليعينك في الدرب, فحاشاه حاشاه أن يضيع عبدا يشتاق للقائه.